|
صورة للوضع قبل إزالة بقية
شعب علي والغزة وجبل هندي والخندريسة |
إذا دمّروا مكة، زال حكم آل سعود
أوقـفـوا هـدم مـكّـة المـكـرمـة!
إعداد ـ سعد الشريف
كانت الكعبة قد هُدمت مرّات وأحرقت عدّة
على يد الطغاة، لكننا الآن أمام هدم مكة نفسها، وتشريد
أهلها منها، بحيث لا يوجد (شعب مكي) ولا (أهل الحرم) ولا
أولئك الذين تفد اليهم (أفئدة الناس).
مكة وتراث الإسلام المنضوي في حاراتها،
من مواقع أثرية وبيوت صحابة ومعالم دينية تطمس جميعاً
عبر الهدم، وتقام فوقها أبراج تتطاول على الكعبة، ولم
يجد آل سعود من يحتجّ عليهم من المسلمين والدول الإسلامية،
ولا وقف سكان الحجاز، ولا الجزيرة العربية قاطبة وهم يشهدون
هدير البلدوزرات وفرقعة المتفجرات تقوّض المباني والمواقع
الأثرية بل وتقتلع حتى الجبال الراوسي التي توضح معالم
مكة والمشاعر المقدسة.
كان من الطبيعي أن يتغوّل الهجوم السعودي
الوهابي على تراث الإسلام، فمن يحوّل بيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم الى حمامات عامّة، ولا يجد من يصدّه أو
يردعه، فما عساه سيفعل بنظائره أو ما هو دونه؟
ها هم آل سعود يقتلعون البشر والحجر والتاريخ
والتراث والذاكرة لكل ما وجد من معالم المدينة المقدسة.
هاهم يشردون أهل مكة قلعة الإسلام، لتبقى
مقرّاً للوهابية بلا شعب حافظ على هويته وانتمائه الديني،
وحتى يحولها أمراء آل سعود كجزء من استثماراتهم وتجارتهم
عبر تحويل المدينة المقدسة الى مجرد فنادق ومحلات تجارية،
تباع فيها آخر الماركات والصرعات الغربية، وبذلك تضيع
هوية المسلمين، وهوية الحجازيين بالذات، وليبقوا الى الأبد
مستعبدين ضعفاء أمام الطغيان الوهابي السعودي.
في كل يوم يقرر آل سعود ـ وبحجة توسعة
الحرم ـ تدمير ما تبقى من حارات أهلها، وتطفيشهم منها
غصباً، ليتملكها الأمراء وأصحاب الدماء الزرقاء والمتواطئون
معهم.
وها هم الآن يستعدون لجولة جديدة من الهدم
والتدمير لتأتي على ما تبقى من الحارات والأحياء.
الجولة ستبدأ بعد الحج القادم، وسيتم إزالة ٢٠٠٠ عقار
بشمال الحرم، وللأسف كثير من الساكنين لم يجدوا بديلاً
ولم ولن يستلموا مبالغهم قريبا وقبل الهدم! لقد تمت التوسعات
فى المدينة المنورة بعد تعويض اهلها بأبخس الاثمان، ثم
توازعها الأمراء واللصوص الكبار بينهم وباعوا مترها بأغلى
الاثمان، وقريبا تعاد الحكاية بتوسعة جديدة.
انتفاضة صغيرة محتجة ظهرت ليس في الشوارع،
وإنما في فضاء تويتر على الجرائم المرتكبة بحق تراث المسلمين،
وضد أهل مكة، أهل الله، تحت عنوان: (أوقفوا الهدم في مكة)،
شارك فيه كتاب وصحافيون وغيورون على المدينة المقدسة،
فكان هذا النتاج. لكن قبل أن نستعرض ونتصفح مشاعر الغضب
والألم، نشير الى أن هذه الإنتفاضة الصغيرة أرعبت آل سعود،
فاضطر ولي العهد سلمان ان يستقبل أعيان الحجاز، وخاصة
أعيان مكة، وذلك في 19/9/2012 لامتصاص الغضب ومشاعر الألم،
وليعزف على اسطوانة تطبيق الشرع وخدمة الحرمين، وأن ال
سعود لا يميزوا بين المواطنين ويتقصدوا بعضهم بالأذى!
|