|
الأمير القاتل: تركي آل سعود |
أميرٌ وكأسٌ ورصاصة!
محمد الأنصاري
حياة الإنسان لا تساوي عند الأمراء سوى كأس خمر وطلقة
رصاص! كان هذا تعليقاً لأحد المغردين في تويتر على استهانة
آل سعود بكل شيء في البلاد، بشراً وحجراً وثروات وديناً
وقيماً.
السخط يتصاعد ضد آل سعود، الذين يحاسبون الإصلاحيين
والحقوقيين على كلمة أو تغريدة في تويتر، أو تصريح أو
محاضرة، كما هو واضح بالنسبة للإصلاحيين الثلاثة: الحامد،
والرشودي، والقحطاني.. فهؤلاء الأمراء يستبيحون دماء الناس،
وأعراضهم، وكراماتهم وأموالهم وحتى دينهم، ومع هذا يخرجون
من القضايا بلا محاكمات ولا عقاب.
كم من شخص قتل على يد أمراء، وطلّ دمه؟!
كم من مواطن سرقت أرضه أو شركته أو حتى اعتدي على عرضه؟
لم يعد هناك مجال للصمت في بلد لا قضاء فيه ولا عدالة.
لا يمكن الثقة بالأمراء ولا بالقضاة بل ولا حتى بجهاز
القضاء كاملاً، فهو فاسد، والمشايخ ـ وعاظ السلاطين ـ
مفسدون مضللون يغطّون على جرائم النظام وفساده وسرقاته
وقمعه واستبداده وقتله للناس وهتك حرماتهم.
|
القتيل البريء عادل المحيميد
|
لم نسمع يوماً عن محاكمة أمير بتهمة فساد أو قتل أو
إلحاد حتى!
هناك امراء ملحدون علناً (انظر الخبر في هذا العدد)
في حين يقتل الناس بتهمة الشرك، والردّة بفتاوى باطلة.
وهناك أمراء لصوص في وضح النهار لم تقطع لهم يد، ولم
يصادر منهم مال، وغالباً ما يسجن الضحايا من المواطنين
أو حتى من العمال الأجانب والعرب.
والآن كما كان سابقاً، هناك امراء قتلة، ليس داخل السجون
بالتعذيب، وإنما للتسلّي أحياناً.
ومما يؤسف له أن أميراً شاذاً جنسياً قاتلاً حُكم عليه
في لندن بالسجن المؤبد، تمّ تسفيره للسعودية ـ ضمن اتفاقية
ـ ليقضي فترة محكوميته هناك! وهذه تخريجة بشعة لإطلاق
سراحه بعد قتله مواطناً في بلد (ديمقراطي)!
السخط الذي لفّ الأجواء بمقتل عادل المحيميد وإصابة
مواطن آخر (عبدالرحمن التميمي) لازال في العناية المركزة
على يد أمير يتعاطى المخدرات، ويدمن الخمر، وهو تركي بن
سعود، جاء في الوقت الذي يطالب فيه المواطنون بإطلاق سراح
عشرات الألوف من المعتقلين منذ سنوات بدون محاكمة. وجاء
في الوقت الذي اعتقل فيه سليمان الرشودي، المحامي والقاضي،
الذي زاد عمره على السبعين عاماً، والذي ما كاد يطلق سراحه
قبل عام حتى أُعيد اليه، بحجة انه رأى في محاضرة له أن
التظاهر ضد الظلم (مباح)!
|
عبدالرحمن التميمي في العناية
الفائقة |
هذا السخط على آل سعود انعكس أيضاً على مشايخ السلطة
الذين اتهموا بالجبن، والدجل، والتغطية على الظالم، والإفتاء
بضرورة الطاعة لمجرمي آل سعود (وإن جلد ظهرك وأخذ مالك)!
ربما أراد سلمان العودة أن لا يصنّف ضمن مشايخ الطغاة،
فعلّق في حسابه بتوتير قائلاً: (رب تقبّل الابن عادل سليمان
المحيميد في الشهداء، وارفع منزلته، وألهم أهله وأصدقاءه
الصبر والسلوان). لم يطلب بمحاكمة القاتل، ولا بالعدالة
للمقتول، وكأنه يقول: ليأخذ الضحيّة حقّه في الآخرة، من
المجرم القاتل! اي عدالة الآخرة فحسب، أما الدنيا فهي
للطغاة والمجرمين آل سعود.
وكان الأمير سلمان، امير الرياض السابق، وولي العهد
الحالي، قد أفرج عن أمير قاتل آخر لمواطن أيضاً (فهد بن
نايف بن سعود قتل الشاب منذر القاضي)، وقال يومها: حنّا
شرعها وفرعها، وسيفنا ما يأكل لحمنا!
أما الصحافة السعودية التي هاجت وماجت ذات مرة لأب
قتل ابنته، فهي لم تقل حرفاً بشأن الأمير الذي قتل مواطناً
بلا جرم، اللهم إلا خبر أن شرطة الرياض تواصل التحقيقات
في (تبادل) اطلاق النار!
نعم (تبادل)! رغم أن القصة واضحة ومنشورة بأن الأمير
المسلّح وحده من أطلق النار، ولا يوجد سلاح إلا في يده.
ولكنها مقدّمة لتكبير القصة وتمرير القتل.
الجمهور الذي ذهب لصلاة الجمعة أولاً في جامع الراجحي،
وليصلّى على الميّت ويشيّع ثانياً، فوجئوا بالإمام يتحدث
عن فضل العفو! هذا والدم لم يجف بعد!
أفلا عفا آل سعود وزبانيتهم عن عشرات الألوف من المواطنين
الأبرياء في سجونهم، بدون محاكمة، ولسنوات طويلة وصلت
الى ما يقرب 18 عاماً؟!
ما هي جريمة هؤلاء بالقياس الى جريمة القتل التي يقوم
بها الأمراء؟
بل ما هو جرم المعتقلين مقابل جرم الحاكمين الناهبين
لحرية الناس والمكممين لأفواههم والمخربين لدينهم ودنياهم؟
|