هجوم العريفي على مجموعة ام بي سي
خلافات شخصية بغطاء ديني!
محمد شمس
من وحي السجالات السابقة بين مشايخ الوهابية وبعض الصحف
وشبكات التلفزة الفضائية يتبيّن أن النقد يتوقف في اللحظة
التي يتم استضافة المشايخ فيها، فقد نالت صحيفة (الشرق
الأوسط) من توصيم المشايخ حتى درج وصفها بـ (خضراء الدمن)،
ولكن ما لبث ان اختفى الوصف منذ أن بدأ بعض المشايخ مثل
عايض القرني وغيره الكتابة فيها..وحدث الشيء ذاته مع قناة
ام بي سي، التي حرّم بعض المشايخ مشاهدتها ولكن ما لبث
أن صمتت المدافع الوهابية منذ أن بدأ بعض المشايخ مثل
الشيخين سلمان العودة وعايض القرني وغيرهما في الظهور
على شاشتها..
الداعية الفضائي الشيخ العريفي، والمهووس بحب الظهور
على شاشات التلفزيون، لم يحالفه حظ الظهور على قناة ام
بي سي، وقد سعى الى ذلك عبر وسطاء، فاختار التشهير بها،
رغم أنه ظهر على شاشة ال بي سي اللبنانية التي لا تقل
انفتاحاً عن ام بي سي واخواتها، وكانت ال بي سي اللبنانية
تعرض برنامج العريفي (المسافر) إضافة الى ظهوره على الشاشة
نفسها في مرحلة سابقة، مع ان فيها برامج ترفيهية فاضحة،
وكذا دفاعه عن الشيخ محمد النجيمي الذي حضر حفلاً موسيقياً
راقصاً في الكويت، وجلس بجانب النساء، كتفاً بكتف..
|
|
|
|
|
الكلباني: خلاف شخصي بلباس
الدين |
|
الداعية الفضائي العريفي! |
ماذا قال العريفي عن قنوات ام بي سي؟
وكعادته اختار العريفي لغة الارقام وعلى طريقته في
التحليل والاثارة وليس بالضرورة وفق المعايير العلمية
كيما يثبت شهادته ضد شبكة ام بي سي، فلخّص ما ورد في دراسة
لم يحدّد تاريخها، ولا جهة الاصدار، ولا من أعدّها، ولكنها
دراسة وكفى. قال العريفي عن قناة ام بي سي 2 المخصصة للأفلام
الانجليزية بأن دراسة كشفت عن انه خلال 8 ساعات عرضت القناة:
82 مشهد عري، أي أن كل 6 دقائق هناك مشهد عري و26 مشهد
قبل ساخنة و47 مشهد رقص. أما قناة ام بي سي 3، المخصصة
للأطفال، فخلال 8 ساعات أيضاً كان هناك: 29 مشهد للمراقص
و114 مشهد عري. وخلال سنة من البث في هذه القناة هناك
123 ألف مشهد مثير.
وبصرف النظر عن دقة الأرقام، ومع اتفاقنا بأن قنوات
شبكة ام بي سي تشتمل على كل ذلك وأخطر منه على مستوى الاخلاق
والسياسة والوعي، إلا أن السؤال هل قنوات ام بي سي وحدها
التي يصدق عليها ما قاله العريفي، أم ان هناك قنوات أخرى
يظهر على شاشاتها وتعاني من الداء نفسه. أليس بعض ما قاله
المقدّم في قناة (العربية) محمد الطميحي صحيح في حقيقة
وجود شيء يختلف في ام بي سي عمّا تقدمه قنوات دبي وتلفزيون
قطر وفي ال بي سي والقناة الاولى السعودية أو حتى قناة
أجيال للأطفال، وتساءل هل مشاهدة قناة ام بي سي حرام ومشاهدة
غيرها حلال؟
وكانت علا الفارس وهي إعلامية تعمل في شبكة ام بي سي
قد كتبت تغريدة ضد العريفي وتساءلت فيها: لماذا أصبحت
قنوات عهر في نظره؟ وهو من ظهر بشكل مستمر على إحداها
؟ لماذا لم يراعي مشاعرنا بتناقضه؟ وجعل الاخرين يتهمونا
بالعهر .
الشيخ عادل الكلباني، إمام وخطيب جامع المحيسني شمال
شرق الرياض، اعتبر هجوم العريفي على مجموعة ام بي سي بأنها
تأتي لخلافات شخصية وقال بأنه (يكره تزييف الخلاف الشخصي
ليصبح ذا صبغةٍ دينيةٍ!..).
وكانت مجموعة إم بي سي قد أصدرت بياناً ردّت فيه على
العريفي ووصفه بأنه (مريض ومكانه المصحّات النفسية)، وذلك
رداً على ما ورد في حسابه على موقع (تويتر) والمتعلّق
بدعوته إلى تحريم سماح أولياء الأمور لأولادهم بمشاهدة
قناة (إم بي سي 3). وقالت الشبكة في بيان لها: (عطفاً
على الخبر المنشور في الوكالة الألمانية، الجمعة 21 ديسمبر
2012، والمتعلّق بدعوة الداعية محمد العريفي إلى تحريم
سماح أولياء الأمور لأولادهم بمشاهدة قناة MBC3 كما ورد
في حسابه الشخصي على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي،
توضح قناة MBC3 المخصّصة لبرامج الأطفال، أن ما ورد على
لسان العريفي هو كلام مُغرض، وبعيد عن الواقع جملة وتفصيلاً..).
وختمت القناة ردّها: (يعجز الكلام أمام هكذا عقلية وهكذا
منطق، خصوصاً أنه يصدر عن أفراد حري بهم وجودهم في المصحّات
النفسية ليعالَجوا من أفكارهم الشاذة، لا أن يُصدروا الفتاوى).
من جهته، أصدر الشيخ عبد الرحمن البراك بياناً ناصر
فيه العريفي، وقال في بيان صدر في بداية العام الجديد،
2013، بعنوان مقاومة فساد الـ ام بي سي إضافة الى قنوات
ال بي سي والعربية وروتانا من الجهاد، ويحرّم الاعلان
بها. وقال في بيان له عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر
(إن القائمين على هذه القنوات والممولين لها هم من الجناة
على الأمة، وإن الناصحين تقدموا لهم مراراً بالنصح فما
ارعووا عن غيهم ولا استجابوا).
وأفتى البرّاك بعدم جواز إعلان أصحاب المؤسسات والشركات
في هذه القنوات - التي وصفها بالخبيثة - مبرراً ذلك بأن
الإعلان فيها هو من أهم مواردها التي تعتمد عليها في بقائها
وفي جذب المشاهدين لها، مطالبا الشركات والمؤسسات التي
يملكها المسلمون بمقاطعة هذه القنوات، لأن الإعلان فيها
- بحسبه - إعانة على الإثم والعدوان.
|