لا يزال السؤال قائماً
هل سرق آل سعود ثورة 25 يناير؟
كان حقاً لافتاً ومريباً في الوقت نفسه أن يكون وزير
الخارجية سعود الفيصل عرّاباً لمصر ما بعد 30 يونيو، رغم
ان هدف الثورة الاساسي إقامة الديمقراطية. لقد نجح آل
سعود في استدراج الاخوان الى منزلقات قاتلة
محمد شمس
من كان يراقب الموقف السعودي في الأيام الأخيرة لعهد
الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، خصوصاً بعد التحوّل
المفاجىء في السلوك الأميركي إزاء الأخير واحترام خيار
الشعب المصري في ثورة 25 يناير، يستغرب الحماسة المفاجئة
في تأييد الهبّة الشعبية في 30 يونيو الماضي..
مقالات متعاقبة نشرت في الصحف العربية والأجنبية لتحليل
الموقف السعودي من المتغيّر الثوري في مصر. في لقاء رئيس
الاستخبارات العامة بندر بن سلطان بالرئيس الروسي فلاديمير
بوتين في موسكو في أغسطس الماضي تحدّث بندر بزهو عن سيطرة
آل سعود على الثورة المصرية، الى حد أنه أراد عن عمد إيصال
رسالة مفادها بأن مصر باتت ورقة (بيدنا)، وأن جماعة الاخوان
المسلمين لا مكان لها لا في مصر ولا في أي بلد عربي آخر.
قال بالحرف أيضاً أننا كنا على تنسيق تام مع اللواء عبد
الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري الحالي، منذ ستة أشهر
سبقت ثورة 30 يونيو.
حسناً، ولكن السؤال: كيف تسلّل آل سعود الى الثورة
المصرية، وهل حقاً أن المؤسسة العسكرية المصرية هي المعبر
الذي نفذ منه آل سعود لاحتواء الثورة؟ أم أن ورقة المعونات
المالية هي بطاقة العبور الى مصر؟
كتب طلال سلمان، رئيس تحرير صحيفة (السفير) اللبنانية
أكثر من مقال حول الدور السعودي في الثورة المصرية ومحاولات
شرائها.. في مقالة بعنوان (مملكة الذهب تحاول شراء الثورة)
بدأها بقلق على المستقبل في حال كان هذا المستقبل خاضعاً
تحت النفوذ السعودي: (ليس مما يبشّر بالمستقبل العربي
الأفضل أن تتولى المملكة العربية السعودية الدور القيادي
في هذه المرحلة من تاريخ النضال العربي بكل ما تحمله من
بشائر بالغد الأفضل، ولو في قلب الصعوبة). والسبب في ذلك
أن السعودية تريد أن تصنع عالماً وفق مقاساتها المغلقة
والرجعية والاستبدادية فهي تريد دولاً تكون سياساتها كسياسات
آل سعود في مقاومة (في الداخل والمقاوم للثورة، أية ثورة
وفي أي قطر عربي).
كان حقاً لافتاً ومريباً في الوقت نفسه أن يكون وزير
الخارجية سعود الفيصل عرّاباً لمصر ما بعد 30 يونيو، وأن
يقف في وجه أوروبا وأميركا المشككة فيما حدث بعد ذلك اليوم
من سيطرة العسكر على المشهد السياسي في مصر، وأن يبدي
استعداده لتعويض مصر من المعونات المقررة من أوروبا والولايات
المتحدة، وأن يبدو الوزير المنتمي لدولة شديدة الرجعية
والاستبدادية وكأنه ثوري بل ويتحدث بلغة الثوار حين تحدّث
عن خروج ثلاثين مليون مواطن مصري في الشوارع والمدن.
كان لافتاً بحق اعتراض سعود الفيصل على أوروبا والولايات
المتحدة، وكان لافتاً أيضاً العداء المستحكم لدى آل سعود
ضد جماعة الاخوان المسلمين، وازداد بوتيرة متسارعة منذ
وصولهم الى السلطة، رغم أن ال سعود استدرجوا الاخوان خصوصاً
من كانوا يديرون السلطة الى أخطاء قاتلة، حيث حرموهم من
حلفاء افتراضيين في العالم العربي والاسلامي بسبب الشحن
الطائفي الذي خضعوا تحت تأثيره من قبل الاحزاب السلفية
في مصر مثل حزب النور وغيرها، وكذلك مشايخ السلفية في
السعودية والتي أدّت الى قطع السبيل بأي تحالف محتمل بينهم
وبين ايران والعراق وغيرها والتي تركتهم في الشدّة دون
قوى تعينهم، وهذا يحسب لآل سعود الذين نجحوا في استدراج
الاخوان الى منزلقات قاتلة، وكانت تتم تحت عناوين مغرية
وغرائزية وهو ما لم يتنبّه له الاخوان مبكراً، رغم أن
السعودية التي أوهمتهم بالدفاع عن أهل السنة والجماعة
ضيّقت عليهم في معيشتهم، ولم تقدّم لهم المساعدة الضرورية
لدعم الاقتصاد المصري المتدهور.
وفق هذه المعطيات كان السؤال الكبير عن مشاركة السعودية
في 30 يونيو مشروعاً بل ضرورياً، خصوصاً وأن الملك عبد
الله كان أول من بارك للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور،
وكذلك لرمز المؤسسة العسكرية المصرية عبد الفتاح السيسي،
وما تلاها من تصريحات إيجابية بما فيها الاعلان عن تقديم
معونة مالية سخيّة..من يعرف تاريخ آل سعود ويراقب أداءهم،
فإن الشعوب آخر ما يدخل في حساباتهم، وإن دخلوا فإنما
لخدمة السلطة المحافظة والمستبدة، ولذلك، لا يتصوّر أحد
بأن الملايين من الشعب المصري الذين خرجوا في 30 يونيو
كانوا بأوامر من الرياض، أو بتشجيع من أمراء آل سعود،
ولو صحّت فرضية أنهم يفعلون ذلك في أي وقت لما خرج عشر
هؤلاء بل أدنى من ذلك بكثير، كيف ولا زالت ذاكرة المصريين
حاضرة بخصوص تآمر آل سعود على الرئيس جمال عبد الناصر،
وما فعلوه في الجنود المصريين في اليمن، واتفاقهم مع الاسرائيلييين
في الحرب على مصر وسوريا والعراق.
سؤال طلال سلمان المشحون ريبة عن اختراق مملكة النفط
لمؤسسة الجيش المصري لجهة اغواء قيادته بالسلطة وتالياً
دفعه قيادة ثورة 30 يونيو (عبر إعلان تبنيه لمطالبه ثم
اندفاعه إلى قيادة هذا التحرك إلى حد إقدامه على سجن الرئيس
المنتخب ومواجهة أنصاره من الإخوان ومَن والاهم وهم أكبر
تنظيم شعبي في الوطن العربي؟!). سؤال يبدو واقعياً، لأن
ما يتلوه جدير بالتأمل أيضاً، إذ كيف يعقل أن تسبق السعودية
وهي الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة ـ بعد إسرائيل
بطبيعة الحال ـ في تبني الثورة في مصر وأن تحرج أوروبا
برفع راية الدفاع عن الديمقراطية في مصر، ما لم يحتمل
الأمر: عدم ابلاغ السعودية الأميركيين والأوروبيين بما
تخطط له في مصر، الأمر الذي جعلهم في موقف محرج وتركوها
تدافع عن نفسها، أو أنها تتقاسم أدوار معهم حتى لا يبدو
وكأنهم باركوا التغيير في مصر ثم انقلبوا عليها، ما يتناقض
مع أصول اللعبة الديمقراطية..أما بالنسبة لآل سعود فلا
يفرق معهم، إن كانت ديمقراطية أو اليغارشية أو حتى انبطاحية..
من مصادفات السياسة أن تكون هذه المتغيرات جميعاً على
حساب قطر، الدولة الخليجية الأصغر حجماً والأعظم نفوذاً
في ملفات الشرق الأوسط. متغيرات متوالية سريعة أطاحت الدور
القطري: تغييرات على مستوى الحكم، بنقل السلطة من الأب
الشيخ حمد الى الإبن الشيخ تميم، مع إزاحة الوزير المشاغب
والطموح رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم، وتلاه
مباشرة نقل الملف السوري من الدوحة الى الرياض، وثالثاً
سقوط حكم الإخوان في مصر، وأدّت تلك المتغيرات مجتمعة
الى سقوط الدور القطري.
ما يزيد الأمر دهشة أن تدعم السعودية ثورة شعبية أثارت
اعجاب العالم بأسره، وأن يجوب وزير الخارجية السعودي أوروبا
لدعمها، مع أن على رأس أولويات الثورة إقامة نظام ديمقراطي،
يشارك الشعب المصري في اختياره، ويؤدي بطبيعة الحال الى
إحياء الدور المصري المستند هذه المرة وبقوة على مشروعية
شعبية راسخة..
ولكن ما لا تقدر السعودية على تحمله هو أن تشتري شعباً،
وأن تصنع ثورة، فقد تستطيع خداع بعض الناس لبعض الوقت،
ولكن من المؤكّد والمستحيل أن تخدع كل الناس وفي كل وقت..
لم يكتف طلال سلمان بما كتبه عن شراء آل سعود للثورة
المصرية، فقد عاد مجدّداً في 4 أيلول (سبتمبر) وكتب (عن
الكرم الخليجي المباغت في دعم الثورة في مصر)، ولكن هذه
المرّة عبر مقاربة مختلفة يضيء من خلالها على شعارات التحرر
والتقدّم والعدالة الاجتماعية التي رفعتها الأنظمة العربية
على مدى عقود الى جانب بطبيعة الحال العداء للإستعمار
ومواجهة الاحتلال الاسرائيلي.. ولأن النتائج في كل الاحوال
كانت بائسة بالنسبة للشعارات المرفوعة، كان من الطبيعي
ان تنفجر الانتفاضات الشعبية، التي كانت محثوثة بشعارات
الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية وإقامة
العدل والمساواة وحق المواطن في اختيار ممثليه في السلطتين
التشريعية والتنفيذية..
بعد سرد لتفاصيل ما جرى في الواقع السياسي العربي الفاسد
وردود الفعل عليه، عادت الملاحظة الجوهرية (إن الحماسة
السعودية ـ الخليجية للعهد الجديد في مصر، الذي جاء به
الميدان، وإن كان الجيش هو من أنجز الخطوة الأخيرة، أي
خلع مرسي، تتبدى لافتة، بل هي نافرة.. فماذا يجمع بين
هذه الأنظمة الملكية المذهبة بالثروة وأهل الثورة من فقراء
مصر الذين اندفعوا إلى التغيير طلباً للتحرر وبناء الغد
الأفضل؟)..
هذا المشهد اللافت تعزّز مع تعاقب الوفود السعودية
الملكية، أو تلك الآتية من الكويت، أو قطر، أو دولة الإمارات
بشكل خاص على زيارة مصر (إذ ليس من المنطقي والمعقول أن
تدعم هذه الأنظمة الملكية الثورات وعمليات التغيير الجذري
في المجتمع العربي). الكرم الخليجي مع ثورة مصر موضع حيرة،
فهذه الثورة تهدف الى إقامة نظام ديمقراطي يحظى بدعم الشعبي
والوفود تنتمي الى أسوأ أشكال الحكم في العالم..وهل يكفي
مجرد العداء للإخوان تبريراً لهذا الإقبال السعودي والخليجي
على الحكم الجديد في مصر؟
ويتوالى تدفق الأسئلة الكبرى والمصيرية: هل يمكن أن
تتصرف هذه الدول المذهبة فتدعم ثورة شعبية عظيمة كالتي
أنجزها شعب في مصر في ميدانه المتفجر بالغضب على من فرض
على مصر التخلف وأهان كرامتها، من وراء ظهر اميركا؟..
فماذا عدا مما بدا حتى تبدلت المواقف إلى حد الانتقال
من عداوة مطلقة إلى الدعم المطلق لثورة تحمل الوعد بالتغيير
نحو الغد الأفضل، ليس في مصر وحدها بل في الوطن العربي
جميعاً وفي محيطه الآسيوي والأفريقي بشكل عام؟.
لا يمتلك سلمان أجوبة على أسئلته، ويرمي الكرة في ملعب
طرف ما يحلو له وصفه بـ (ضمير من يرصد الحركة من خلال
الوقائع الكاشفة لأهدافها بعيداً ع عواطف الأخوة وموجباتها..).
سؤال طرح في تويتر على الشكل التالي: لماذا تحارب السعودية
ثورة مصر؟، وجاء ذلك عقب خطاب الملك عن مصر، والذي اشتمل
على مباركة لسلطة عدلي منصور وعبد الفتاح السيسي ونقد
ضمني لحكم الإخوان.
أحدهم غرّد قائلاً إن (وجود النظام السعودي كدولة قامت
على أساس ديني جعله يحرص كل الحرص على إسقاط أي نظام مماثل
حتى لا يكتشف زيف ما هو عليه)، في إشارة الى حكم الاخوان
الذي مثّل نموذج حكم ديني متناقض مع ومتطور عن النموذج
السعودي. وشرح ذلك في عبارة أشد وضوحاً (أي نظام إسلامي
ينجح في تكوين دولة سيجعل الناس تقارن بين النموذج السعودي
وبينه وعندها ستظهر الفروق وتسقط دعاوى تطبيق الشريعة)،
وزاد على ذلك (النظام السعودي يقدم نفسه كوكيل حصري لماركة
الدين الإسلامي فهذه الوكالة كانت ومازالت سببا من أسباب
نفوذه وحظوته عند الغرب، وأن النظام السعودي ينظر للدين
كأمن قومي ولذا يحرص على هدم أي نظام يسعى لتطبيق الشريعة
بشكل مغاير للمواصفات والمقاييس السعودية، وأن تاريخ التدخلات
السعودية لإسقاط أنظمة الحكم الإسلامي حافل بالكثير سواء
بدعم أعداء المشروع الإسلامي أو باحتوائه وإفساده من الداخل)،
وراح يعدد أمثلة عن تدخلات ال سعود لإسقاط الحكم الديني:
- في الحرب الأهلية عام 1994 بين شمال وجنوب اليمن وقف
النظام السعودي مع الشيوعيين مع أن علماء اليمن أفتوا
بكفر من وقف بصفهم.
- في الحرب الأهلية التي أعقبت فوز جبهة الإنقاذ الإسلامية
بالجزائر أمد النظام السعودي جنرالات فرنسا بمدرعات خاصة
بقتال الشوارع
- في حرب السودان وقف النظام السعودي مع قرنق النصراني
وأمده بالسلاح والذخيرة طوال مدة الحرب.
- البشير وجبهة الإنقاذ الجزائرية وجبهة الاصلاح اليمنية
كلهم قد رفعوا الشعار الإسلامي.
- عام 1996 كان النظام السعودي أول من اعترف بحكومة طالبان
الإسلامية من باب احتوائها فلما أرادت أمريكا إسقاطها
فتحت قاعدة سلطان الجوية لذلك.
- عندما انتصر الجهاد البوسني أوقف النظام السعودي الدعم
حتى لا يقف المجاهدون حجر عثرة بوجه اتفاقية دايتون التي
أوقفت المد الإسلامي هناك.
- معارضة النظام السعودي لحركات المقاومة الاسلامية في
فلسطين المحتلة، وعارضت حتى الآن الانفتاح على حركة حماس
فضلاً عن الجهاد على خلفية دينية بحته.
ديفيد هيرست كتب مقالاً في صحيفة (غارديان) البريطانية
في 22 آب الماضي، بعنوان (لماذا تخاطر السعودية بدعم الانقلاب
في مصر؟)، وكان الجواب أن الملك عبد الله يخشى الإخوان
المسلمين الذين يمثلون تحدي لادعاء المملكة الدائم بأنها
حامية للإسلام.
يقارن هيرست بين دور المخابرات المركزية الأميركية
في الانقلاب المدعوم من بريطانيا ضد رئيس الوزراء الإيراني
محمد مصدق في 19 أغسطس 1953 والذي استغرق ما يقرب من 60
عاماً، وبين دعم المملكة السعودية لانقلاب مصر الأخير
والتي يرأس استخباراتها الأمير بندر بن سلطان وكان يعمل
بلا كلل لإنجاحه، وتم بشكل سريع وبلا مقدمات. وما إن انتهى
عدلي منصور من أداء اليمين الدستورية حتى بعث له الملك
عبد الله برسالة مشيداً فيها بالجيش المصري لأنه أنقد
البلاد من نفق مظلم.
اعتبر هيرست كلام الملك عبد الله في رسالته الى منصور
حول وقوف الشعب والحكومة في المملكة السعودية مع اخوانهم
في مصر (ضد الإرهاب والتطرف والفتنة، وضد من يحاول التدخل
في شئون مصر الداخلية)، رسالة الى الولايات المتحدة والى
المنافس الخليجي قطر التي اتهمها (بتأجيج نار الفتنة وتشجيع
الإرهاب، التي يزعمون أنهم يقاتلونه). دعم ال سعود مواقفهم
بالمال والنفط، ورصدوا حزمة مساعدة بقيمة 12 مليار دولار
جنباً الى جنب الامارات والكويت، والتي تعادل أربع أضعاف
المنح العسكرية والاقتصادية من الولايات المتحدة والاتحاد
الأوروبي مجتمعة (1.5 مليار دولار، و1.3 مليار دولار على
التوالي).
روسيا لديها أسباب مشروعة للخوف من الإسلام السياسي،
وهذا يفسر استخدام بندر بن سلطان ورقة مسلمي القوقاز الذي
يتوقع وصول عددهم الى 19 مليون أي ما نسبته 14٪ من إجمالي
السكان في الاتحاد الروسي بحلول عام 2020.
ولكن هذه الورقة ليس الهدف منها تشجيع مسلمي القوقاز
على التحوّل الى قوة سياسية منافسة، فقد عارض الملك فهد
بشدّة إقامة دولة إسلامية في أوروبا على أرض البوسنة والهرسك.
ما يثير قلق آل سعود هو ما عبّرت عنه مها عزّام، الباحثة
في معهد شاتم هاوس في العاصمة البريطانية (كان لديهم معادلة
قاتلة، الديمقراطية مع الإسلاميين تحت عباءة جماعة الإخوان
المسلمين، كان ذلك ضربة قاصمة لتقويض شرعية المملكة خاصة
على المدى الطويل، وهم يعلمون جيدا أنهم لا يريدون الديمقراطية،
ولكن وجود مجموعة أخرى تمثل الإسلام، كان أيضا أمرا لا
يطاق).
|