حدّثني (جنّي) أثقُ به!
خبرٌ طريف زفّه الينا مشايخ الدعوة الوهابية، بأن جنيّاً
تلبّس أحدهم، وقد قرئ عليه، فنطق الجني بأنه غير قادر
على مجالسة الملائكة. قال ذلك باللهجة النجدية طبعاً!
ما أكثر الجنّ في الثقافة الوهابية! لم يكتب أتباع
مذهب ديني ـ إسلامي وغير اسلامي ـ في مواضيع الجن والكهانة
والسحر وغيرها لا في التاريخ ولا في الوقت الحاضر، بأكثر
مما كتب الوهابيون. حتى وصلت المهزلة ان شيخاً سلفياً
يسرق الملايين، ثم يزعم بأن جنيّاً يسيطر عليه ودفعه للسرقة!
والجنّ في الثقافة المتطرفة يمكن استخدامه في الصراعات
المذهبية أيضاً، فلديهم شيعة وسنّة ويتصارعون مثلنا كما
يقول الشيخ العريفي، الذي نقل قصة رواها الشعبي عن نفسه،
تفيد بأن لديه صديقاً من الجنّ كان يحب اكل الرز، فسأله
الشعبي: هل لدى الجن مذاهب؟ قال الجنّي نعم، وأخبثها (الروافض)!
والعريفي هو الذي روّج لحكاية قتال الملائكة الى جانب
داعش والنصرة في سوريا، وكل ذلك لحث الأتباع على القتال
هناك لنيل الحور العين في الخاتمة.
الأكاديمي الدكتور عبدالمحسن هلال علّق على هذا التهافت:
(يا شماتةْ أَبْلَا ظاظَةْ فينا. كل تلفازات العالم تسخر
منا. أصبحنا منذ زمن مادة دسمة لبرامج الفكاهة والتسلية
العالمية). فيما اقترح المدون بخيت الزهراني استدعاء الجني
ليعقد مؤتمراً صحفياً (ليكشف لنا ماذا يدور عندنا وحولنا،
وما هي أسرار سوق الأسهم، وكيف نقضي على الشبوك). آخر
روى لنا ساخراً: (حدّثني أحد الثقات فقال: لقد حضر لديّ
أحدُ زعماء الجنّ، وكان الغضب يشعُّ من عينيه وقال: يا
أخي شوفوا أحد غيرنا. تعبنا من كذبكم علينا)! ولاحظ محلل:
(في السرقات وتشتيت العقول يُستخدم الجن؛ وفي التغرير
بالشباب لزجهم في نيران المعارك، تُستحضر الملائكة والحور
العين والمِسْكْ).
تجدر الإشارة الى ان اللقاء الدعوي الوهابي الذي تحدث
فيه الجنّي أغلب حضوره من الأطفال، أي أننا بإزاء تخريج
دفعات كثيرة من الجيل الحالي والقادم ممن تسيطر عليهم
الخرافة، والكذب بإسم الجن. لذلك سخر احدهم بخبر عاجل:
(صرح المتحدث الرسمي بإسم الجن، بأن ليس لنا علاقة بمقطع
الفيديو المتداول بشأن جني يتكلم في لقاء دعوي. وأضاف:
ارحمونا من هرطقاتكم وخزعبلاتكم).
|