الإنتخابات البلدية
تغريم المرشحة إذ خاطبت الرجال!
الانتخابات البلدية التي سُمح فيه للنساء بالترشح والإنتخاب،
صار مطلوباً منه أن ل تخاطب الرجال في الحملات الدعائية
تحت طائلة الغرامة المالية المقدرة بعشرة آلاف ريال، لأن
مخاطبة الرجال تعدُّ اختلاطاً محرماً في الاسلام السعودي.
هذا قرار رسمي غريب، وقد تساءلت مرشحات للإنتخابات عن
كيفية الترويج لأنفسهم، بل وكيفية عملهن إنْ تمّ انتخابهن،
وجلسن على مقاعد المجلس البلدي مع الرجال يناقشن القضايا
المتعلقة بعملهن.
لم يصدّق البعض الخبر حين ظهر منسوباً الى لجنة الإنتخابات
التابعة لوزارة الشؤون البلدية المشرفة على الإنتخابات
نفسها! لكن الخبر تكرر في الصحف المحلية، التي أكدت بأن
على المرشحات ان يعيّنّ وكلاء ينوبون عنهن في إلقاء برامجهن.
هذا ما أكده رئيس اللجنة العليا للإنتخابات جديع القحطاني،
الذي أكّد أيضاً على عدم نشر صور المرشحات في الاعلانات
الانتخابية كليّةً.
احدى المرشحات، وهي نسيمة السادة، قالت بأن قرار لجنة
الانتخابات مخالف للقانون وللائحة التنظيمية التي أصدرتها
وزارة البلديات نفسها في مادتها العشرون والتي تنص على
أن من حق المرشح أن يلتقي بناخبيه. وأضافت بأن هدف مشاركة
المرأة في الانتخابات البلدية، هو إدماجها في المجتمع
وليس عزلها، وأن الأوامر الجديدة والغرامات تتنافى مع
العدالة، فكيف تتحقق العدالة الانتخابية في وقت لا يسمح
للمرأة (بعكس الرجل) بالتحدث مباشرة عن برنامجها الانتخابي؟
الناشطة عزيزة اليوسف سخرت واقترحت إقامة دولة للنساء
وأخرى للرجال؛ وعلق آخرون بسخرية، فاقترح كاتب أن تمثّل
(الشغّالة) موكلتها المرشحة، لأن خصوصيتنا تستثني الشغّالات
من الاختلاط بدواعي الحاجة! فيما اقترح آخرون بأن تتواصل
المرشحة مع ناخبيها عبر الواتسآب؛ فهذه هي الديمقراطية
على الطريقة السعودية!
الحقوقية هالة الدوسري تساءلت ما إذا كانت الحكومة
على استعداد لدفع راتب وكيل المرشحة للإنتخابات؛ ثم هل
يحق لوزارة الشؤون البلدية أن تخالف أنظمة الدولة، والاتفاقيات
الدولية المتعلقة بالغاء التمييز التي وقعت الحكومة عليها؟
اما المحامي عبدالرحمن اللاحم فأكّد بأن الأوامر والقوانين
الجديدة تحمل تمييزاً ضد المرأة وفيها مخالفة لاتفاقية
السيداو التي وقعت عليها الحكومة، والتزمت بأحكامها واصبحت
جزءً من قانون الدولة. واستغرب البعض من أن غرامة التسمم
بغذاء فاسد مقدارها ألف ريال فقط، في حين أن غرامة الإختلاط
عشرة آلاف ريال.
الانتخابات في ذاتها مشوّهة، وما استجدّ مجرد (تفنّن
وإبداع في تشويه المشوّه). فقرار لجنة الانتخابات من المهازل
التي لا تتوقف، إذ كيف تقنع المرأة الناخبين بالتصويت
لها، إنْ لم تتحدث إليهم؟ وخاطبت مغردة رجال السلطة بالقول:
(يا ملاعين.. دام ما تَبُونْهُم يخاطبون الرجال، ليش تسوون
زَحْمَةْ، وتُدخلون النساء وتخلّونهم يرشحون أنفسهن؟).
|