ضابط سعودي ملحد يلجأ لألمانيا

سعوديات يهربن الى امريكا ويلحدن

ضابط سعودي يترك الإسلام

توفيق العباد

مرة اخرى يعود الحديث عن الإلحاد في السعودية، بلد المليون ملحد.

عسكري، ضابط صف، يعلن إلحاده، ويعزو ذلك الى جرائم آل سعود في اليمن ضد الإنسانية، ويقرر اللجوء الى ألمانيا، ويعد بنشر تفاصيل الجرائم التي ترتكبها قوات آل سعود، ويثير ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.

لم يكن العسكري عبدالواحد عبدالمحسن، من الرياض، الأول في إعلان إلحاده، وشتم الإسلام، ونسبة ما تفعله الوهابية ومشايخها وعنف شبابها اليه.

يقول ضابط الصف: أنه (ضابط صف، وسكرتير خاص للواء الطيار ركن علي سعد آل مرعي. وكنت اشاهد تقارير عاصفة الحزم، وهي اسم العملية العسكرية التي تشنها السعودية ضد اليمن. أود ان اعلن عن تركي الإسلام اولا، لأن البراهين تشير بوضوح الى ان الاسلام صُمم بطريقة تسهل على اي ديكتاتور توظيفه لإدامة سلطان الطغيان، كما يفعل النظام السعودي حالياً).

واضاف الملحد عبدالواحد: (سوف أُسرِّب بعد ان اصل الى ألمانيا، ما بحوزتي من معلومات عن جرائم الجيش السعودي ضد المدنيين في اليمن، والتي كنتُ شاهداً على تقاريرها، وهي يمكن أن ترقى الى جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية).

ظاهرة الإلحاد في السعودية تتضخم يوماً بعد آخر، بفعل المؤسسة الوهابية العنفية والمتخلفة التي تغطي الجرائم وسيل الدماء والقمع الرسمي؛ وكذلك بفعل نظام سياسي يتستر في كل أفعاله القبيحة بستار الاسلام، ما جعل الكثيرين ملحدين، خاصة في الوسط الوهابي المُبتلى أكثر من غيره بضغط المؤسسة الوهابية.

وكان معهد غلوب الدولي في زيورخ قد أجرى بحثاً ميدانياً حول الإلحاد والتدين في العالم، فوجد أن السعودية بها نسبة إلحاد هي الأكبر بين الدول العربية والإسلامية؛ كما وجد ان نسبة التدين في السعودية أقل حتى من تلك الدول التي يُنظر اليها على أنها علمانية كتونس. وقال التقرير ان نسبة الإلحاد في السعودية هي بين خمسة وتسعة بالمائة؛ ما أثار ضجة في حينها، وعدم تصديق لهذه الصفعة المؤلمة. وسبق للمبتعثة السعودية هيفاء الشمراني، وزوجها أن أعلنا الحادهما، ولجأا الى بريطانيا.

	الوهابي المتطرف، ثم الملحد المتطرف عبدالله القصيمي

وكالعادة، فإن البعض يعيش حالة إنكار. قال أحدهم ان العسكري متخلف وليس سعودياً، بل هو مخرب ويجب محاسبته. وقال آخر إن العسكري ليس مريضاً ولا سكراناً، بل حوثي ببطاقة وبدلة عسكرية مزيفة. وثالث يقول انه ليس ضابطاً سعودياً وليس مسلماً؛ او هو عمل الأعداء يقومون بالتزييف والكذب كما يقول رابع. وهكذا، (عندما لم يجدو اي منطق ليواجهوا به الرأي العام، تصبح تهمة التشيّع هي الحل). كما أوضح أحد المغردين. وجاء آخر ليضلل فيقول ان لهجته ايرانية. فهذا الوهابي عمر الراجحي الذي يقول عن نفسه انه دكتور في جامعة الملك سعود؛ يقول ان العسكري تشيّع على يد لبناني في ألمانيا. ووضع جائزة مقدارها ربع مليون ريال لمن يأتيه برأسه.

والرأي، أنه كلما زاد التشدد والتطرف، كلما ازداد الإلحاد؛ ولذا قرر المغردون أن الوهابية سببت كفر العباد وسلوك منهج الإلحاد. وبدل النظر في سلوك المؤسسة الوهابية، وسلوك النظام السعودي المتلفّع بالإسلام، كجذر للمشكلة، دعا البعض الى استخدام لغة السيف تجاه الملحدين، وأيدهم في ذلك الداعية موسى السويداء الذي عزا زيادة الملحدين الى (إضعاف دور هيئة المنكر وتكاسل وتهاون القضاء في تطبيق حد المرتد على الملحدين).

	موضي، احدى الملحدات اللاجئات لأمريكا

بيد ان الحقيقة تبقى، وهي ان الاستخدام المهين للإسلام، وسلوك آل سعود ومشايخهم في شرعنة الفساد والظلم باسم الاسلام، يجعل مواطنين (وهابيين نجديين كما يُفترض) أقرب الى اللجوء الى الإلحاد.

لا ننسى ان اكبر ملحد ظهر في العالم العربي كان داعية دينياً وهابياً من نجد، وله نحو عشرة كتب ينافح فيها عن الوهابية ويتهم فيها الأزهر وكل المدارس الإسلامية الأخرى بالردّة والكفر والإلحاد، الا وهو (عبدالله القصيمي)، الذي انقلب على الدين بمجمله حين رأى الكذب والتلاعب بالدين، وألف كتاب: (الكون يحاكم الإله) و (العرب ظاهرة صوتية) وغيرهما.

لم تنته قصة الملحد عبدالواحد، حتى نشرت الـ (سي إن ان) قصة مصورة لثلاث فتيات سعوديات (موضي، وأروى، ودانة) هربن من أهاليهن في السعودية وأعلنّ الحادهن، وطلبن اللجوء السياسي في أمريكا. البرنامج صوت وصورة، وقد تحدثت الفتيات عن محنة النساء في السعودية، وقصص القمع فيها.

وعموماً، فإن المنطقة النجدية الوهابية التي أنتجت التطرف والعنف، والتي هي معقل الداعشية والقاعدية، والمصدّر لهما الى كل مكان في العالم.. هي ذات المنطقة التي يضربها الإلحاد من بين كل المناطق في السعودية. بكلمة أخرى، فإن أكثر الملحدين هم من نجد، وهم في الأصل وهابيون. وهذا يتطلب فهم حقيقة ان فكر التطرف والعنف والدم بإسم الإسلام، ينتج نقيضه.