المزيد من العنف الوهابي حصادنا
ويل لهذا النظام مما زرع وصنع!
وويل لهذا المجتمع الذي لا يستطيع أن يهدأ!
ويل للجميع من هذا الفكر المتطرف الذي ينتثر في كل
أصقاع العالم مفجراً ومفخخاً وقاتلاً!
ويل للجميع من هذه (السلفية الوهابية) التي أصبحت أسوأ
ما صدّره السعوديون ـ النجديون بطبيعة الحال ـ دولة ومجتمعاً.
إنها النار التي تحرقنا في الداخل؛ تعوّق تطورنا السياسي
والإجتماعي والثقافي؛ لم تجعلنا نعيش لحظة هدوء وبتسالم
مع بعضنا البعض، فضلاً عن أن نعيش في هدوء مع العالم.
إنها النار التي كان يستخدمها الأمراء ضد الأصوات الحرّة
المحلية ولعقود طويلة.
والنار التي أحرقت خباء كل من اختلف معها فكراً وممارسة.
إنها ذات النار تتحول لتحرق ديارنا، وتأكل أصابع من
استخدمها.
النار التي أطلقها الأمراء لعقود طويلة في الخارج..
مرة لتكافح الشيوعية، ومرة لتكافح الصوفية والشيعية، ومرة
لتكافح الناصرية، ورابعة لتكافح القذافية، وخامسة لتكافح
النصارى، وسادسة لتكافح الأميركان وغيرهم وغيرهم.
النار التي استخدمناها ضد الخارج، وفعّلناها بعد أن
كانت ساكنة، تمدّدت لتشمل أعداءً لم يكن صانع القرار ـ
بل ولا المجتمع في مجمله ـ يعتبرهم كذلك.
لم تبق لنا نار الوهابية من أصدقاء، فقد أصبحنا مخيفين
ومتهمين دائماً حتى بين نظرائنا في الخليج.
الجميع يعتقد أننا وهابيون متطرفون قتلة.. فيما يزعم
غلاة التطرف بيننا أن الوهابية منهج متسامح ومتحضّر!
ولم تبق الوهابية لآل سعود من أصدقاء حتى داخل الدولة
نفسها، فالوهابية خلقت نقيضها الذي يحاربهم.
والوهابية جعلت كل الجماعات الدينية والمناطق ضد النظام
الذي يحميها ويدافع عنها.
والوهابية أتت على كل المساحات المشتركة بين النظام
والنخب المتعلمة والإصلاحية.
هنيئاً لنظامنا السياسي الذي أطلق المارد ولم يعرف
كيف يعيده. لازال يحاوره ليقنعه! والمارد يرفض العودة
والإقتناع!
الكويت مرعوبة بسلفييها الذين يستقون الدعم المعنوي
والبشري والفكري من مشايخ الوهابية عندنا.
وعُمان التي عاشت لأكثر من قرنين قلقة وجلة من الوهابية
المستعرة والمحتلّة.. تفتح كل أعينها مخافة تسلل أصحاب
الفكر المريض.
والبحرين اكتشفت خلايا سلفية لها روابط مع السعودية
كما هو معروف.
والسعوديون الوهابيون يمارسون لعبة الجهاد في العراق،
فهم الأكثر حماساً في تفجير أنفسهم وغيرهم من الأبرياء
في الشوارع والمساجد والكنائس!
ولأن لدينا فائض قيادات، صدرناها الى الشيشان (حطاب
والغامدي وغيرهما) وصدرناها الى أفغانستان (ابن لادن وجماعته)
وصدرناها الى اليمن، والى مصر والى المغرب والى موريتانيا
والى البوسنة والهرسك، والى أصقاع أخرى.
في كل مكان حلّ فيه هذا الفكر المريض، ينقسم المسلمون،
ويتصارعون، ويتطرفون!
الأفكاء والأسماء السلفية اللامعة هي أهم منتجات السعودية
وأهم صادراتها، وقد تسبق النفط أهمية وتأثيراً!
واليوم، ها نحن نسمع عن جماعة (وهابية متطرفة) بحسب
تعبير البيانات الرسمية اللبنانية، قد أعلنت مسؤوليتها
عن اغتيال الحريري، قالت أن ما فعلته ردٌ على قتل النظام
السعودي لرموز العنف في المملكة.
إن صدق هذا، وهو أقرب الى الصدق، فإن ليل السعودية
سيطول!
كلما أعلنت العائلة المالكة براءتها من التطرف الوهابي
ـ كلاماً ـ جاء المنتج ليثبت أبوة العائلة المالكة ومشيختها
الرسمية للعنف والقتل والدمار.
نفى وزير الداخلية السعودية أن يكون لبلاده ربط بمقتل
الحريري، وقال وزير الخارجية سعود الفيصل بأن ربط السعودية
بما حدث أمرٌ (سخيف). سنرى ما إذا كان ذلك سخيفاً أم صحيحاً!
ليت متطرفي الوهابية يعبرون عن براءتهم، لا أن يهللوا
لمقتل الحريري كما يفعلون في منتدياتهم!
الأيام السود قادمة، لن تصيب النظام وحده، بل المجتمع
والدولة السعودية بأكملها.
لن يهدأ العنف الوهابي لا محلياً ولا إقليمياً ولا
دولياً.
نحن في فترة حصاد لما زرعناه في كل أصقاع الدنيا طيلة
نصف قرن. وبالتالي فهناك الكثير من العنف لم يحصد بعد.
|