وفاءً للاصلاحيين
في أعناق الجميع
وفاءً منا نحن الذين تعاهدنا على النضال من أجل التغيير،
واشاعة المبادىء الاصلاحية أن نستعيد بعد مرور عام على
اعتقال ثلة من رموز الاصلاح في الجزيرة العربية مضامين
التوافق العفوي بين أفراد التيار الاصلاحي الوطني الذين
تنادوا من زوايا الوطن المختلفة ليتبادلوا الرأي وينسّقوا
الجهود ويصيغوا رؤية لحاضر الوطن ومستقبله، وليشيدوا مرحلة
جديدة من العمل الوطني المشترك القائم على أساس تفاهمات
راقية وتوافقات متطورة في الاداء واللغة والاهداف المشتركة.
وفاءً منا نحن الذين إرتضينا لأن يكون هؤلاء الرجال
صوتاً وطنياً مشرّفاً يعبّر عن لسان حال الاغلبية الشعبية
التي حملت بداخلها تطلعات مكبوتة، وأحلاماً كبيرة من أجل
صناعة وطن يشترك فيه الجميع، ويعيش على أرضه الجميع على
أساس الحرية والعدالة والمساواة.. لقد انبرى هؤلاء الشرفاء
من رموز الاصلاح في كل ارجاء الوطن فلّبوا نداء الامة
وأفصحوا بلسان بليغ عن مطالب الشعب وحقوقه المشروعة، وتحمّلوا
مشقة التعبير في بلد تحكمه وسائل القمع وتكميم الافواه،
وقابلوا عنت السلطة بعناد الابطال، رجاء إيصال رسالة الشعب
الى أهل الحكم.
وفاءً منا نحن الذين وجدنا في هذه الثلة الاصلاحية
نموذجاً فريداً في تاريخ النضال السياسي في هذا البلد،
الذي لم يعتد العمل الوطني المشترك، فقد اجتمع النجدي
والحجازي والسني والشيعي والقبلي والحضري والديني والليبرالي
على مبادىء مشتركة، كالدستور والحريات العامة والمشاركة
الشعبية في السلطة وتوزيع عادل للثروة واقامة العدل وتحقيق
المساوة، فجاءت تلك المبادىء الجامعة كتعبير أمين وصادق
عن أهداف فئات المجتمع بأكمله، وهذا ما منح التيار الوطني
مصداقية تطيح بمصداقية الحكومة وشعبية تفوق شعبية أي قوة
اجتماعية ودينية أخرى، فلأول مرة يتشكل تحالف وطني شعبي
عفوي يجتمع على أهداف وتطلعات موحدة ومشتركة.
وفاءً منا نحن الذين وجدنا في الفريق القيادي للتيار
الاصلاحي الوطني رشداً وحكمة في التعبير عن المطالب الشعبية
وفي أداء الأمانة للقيادة السياسية، الى حد أشاد به كثير
من المراقبين الاجانب، الذين أكبروا كفاءة ولياقة هذا
الفريق على التعاطي مع آليات التعبير عن المطالب السياسي
بطريقة متقدمة ونموذجية، وهو ما تسبب في إحراج الدولة
التي لم تستطع مجاراة لباقة الفريق الاصلاحي ولغته الهادئة
ووسيلته السلمية في العمل السياسي الاحتجاجي.
وفاءً منا للاصلاحيين جميعاً، وللبقية الباقية منهم
الذين لا يزالون رهن الاعتقال، نطالب أبناء هذا الوطن
المنتظر ولادته أن يجأروا بالاستنكار على استمرار اعتقال
هؤلاء الاصلاحيين، وينضم اليهم كل سجناء الرأي والضمير
في السجون السعودية، فأصوات الاصلاح التي رفعت بالنداء
عن مطالب الامة تنتظر من أصوات الجميع كي ترتفع لتطالب
السلطات السعودية بالافراج الفوري وغير المشروط عنهم..
إن من الوفاء لهؤلاء الابطال الاحتجاج بطرق مختلفة وبوسائل
متنوعة على استمرار اعتقالهم.
ندعو كافة القوى السياسية والاجتماعية الى تعبئة الرأي
العام المحلي والدولي من أجل الضغط على السلطات السعودية
للافراج عن الاصلاحيين ومعهم سجناء الرأي والضمير، ويجب
أن تستمر الحملات الاحتجاجية وبأدوات متعددة مثل كتابة
العرائض والرسائل الخاصة والعامة وتوزيع البيانات وكتابة
الشعارات والاتصال بالمنظمات الحقوقية الاقليمية والدولية
وتشكيل الوفود للقاء المسؤولين في الدولة، وإن تطلب الأمر
خروج مجموعات للخارج لتنظيم الاعتصامات أمام السفارات
السعودية، وعقد مؤتمرات صحافية واعلامية من أجل الضغط
على السلطات السعودية لوقف هذا الاجراء التعسفي ومحاسبة
المسؤولين عنه. إن تمادي السطات الامنية في اللجوء الى
مثل هذه التدابير الامنية الصارمة يجب أن لا يمر كما كان
في السابق بصمت، بل لابد أن يواجه برد فعل شعبي غاضب ومن
أجل إحباط مفعول الخيار الأمني في التعامل مع المطالب
الشعبية المشروعة.
إن السكوت عن الاجراءات القمعية التي إتخذتها السلطات
الامنية ضد التيار الاصلاحي يعتبر مباركة ضمنية لمثل تلك
الاجراءات، لأنها تؤسس لمنهجية تعسفية لدى الدولة في كيفية
إخماد النشاط الاصلاحي السلمي.. فإذا عجزت العائلة المالكة
عن تحمّل هذا القدر من النشاط المطلبي السلمي، وقابلته
بوسائل قمعية فإن القوى الاجتماعية والسياسية لا يجب أن
تكون في موقع المتهم غير القادر على تبرير قضيته والدفاع
عنها.. ويجب أن يكون واضحاً للجميع بأن إعتقال الاصلاحيين
وسجناء الرأي والضمير هو خطأ فادح وجريمة يجب أن يعاقب
عليها القانون، وإن اعلان الامير عبد الله الاخير حول
الصحافيين ليس فضيلة له ولا منة أو إحسان، فالحالة الطبيعية
والموضوعية أن تكون حرية التعبير مكفولة للجميع وأن من
يحاول المساس بها يتحمل عقوبة قاسية.
ولابد من القول أخيراً: لا يجب التردد في الدفاع عن
الاصلاحيين، لأن الدفاع عنهم مشروع وواجب وطني، لأنهم
نهضوا بإسم الوطن وحملوا تطلعات المواطنين، وأن وسائل
التعبير عن الاحتجاج السلمي على اعتقالهم مفتوحة، ولابد
من التذكير أن نسيان رموز الحرية في مثل هذه المحنة يمثل
أكبر مكافأة للاستبداد، فليختر الشعب بين حريته واستبداده.
|