مؤسسة الإمارات للإعلام
طالب الشيخ صالح الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء المنادين
بتغيير المسميات الشرعية بالتوبة الى الله في رده على
الدعوة الى تغيير مسمى (الكافر) بـ (الآخر) أو (غير المسلم)
لأن ذلك يؤدي الى تغيير الحقائق الشرعية بحسب قول الفوزان
الذي اعتبر أنه لا يجوز محاولة إرضاء (الكفار) على حساب
الحقائق الشرعية. وقال بأن تثبيت المسمى الشرعي لا يلغي
عدم الاعتداء عليهم بغير حق، وبدعوتهم الى الاسلام، والتعامل
معهم في المنافع المباحة من تبادل التجارة وتبادل الخبرات
النافعية، والوفاء بالعهود معهم واحترام دماء المعاهدين
وأموالهم وحقوقهم.
وكان مشاركون في منطقة عسير ضمن اللقاءات التحضيرية
للحوار الوطني الخامس في السعودية اقترحوا بتاريخ 22يونيو/
حزيران الماضي أن يتم استبدال إستعمال مصطلح (الكافر)
بـ (الآخر) أو (غير المسلم) في الخطاب الدعوي الاسلامي
والثقافي على جميع الصعد.
وانتقد الشيخ الفوزان القائلين بتغيير لفظ (الكافر)
الى (غير المسلم) و(الآخر) ورد عليهم قائلاً (وهل معنى
ذلك أن نترك ما ورد في القرآن والسنة وكتب العقيدة الإسلامية
من لفظ الكفر والشرك والكفار والمشركين فيكون هذا استدراكاً
على الكتاب والسنة فيكون هذا من المحادة لله ولرسوله؟
ومن تغيير الحقائق الشرعية فنكون من الدين حرفوا كتاب
ربهم وسنة نبيهم ثم ما هو الدافع لذلك؟ هل هو إرضاء الكفار،
فالكفار لن يرضوا عنا حتى نترك ديننا. قال تعالى(ولن ترضى
عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وقال تعالى (ولا
يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) (ودوا
لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)، ثم إنه لا يجوز لنا
إرضاء الكفار والتماس مودتهم لنا وهم أعداء لله ولرسوله.
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم
أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق.)
وإن كان مراد هؤلاء المنادين بتغيير هذه المسميات الشرعية
التلطف مع الكفار وحسن التعامل معهم فهذا لا يكون على
حساب تغيير المسميات الشرعية بل يكون ذلك بما شرعه الله
نحوهم).
وطالب الفوزان المنادين بتغيير الالفاظ الشرعية الى
التوبة الى الله (وألا يدخلوا في شيء لا يحسنونه وليس
هو من اختصاصهم لأنه من القول على الله بغير علم وقد قال
تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) وقال تعالى (قل إنما
حرم ربي الفواحش والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله
ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)
فجعل القول عليه بغير علم فوق الشرك لخطورة ذلك ـ إذا
كان هؤلاء يعترفون بالتخصصات وعدم دخول المرء فيما ليس
هو من تخصصه ـ فكما لا يتدخلون في الطب مثلاً لأنه ليس
من تخصصهم فلماذا يتدخلون في أمور الشرع بل وفي أخطر أمور
الشرع ـ وهو العقيدة وليس من تخصصهم؟)
الشيخ الفوزان عرف عنه تشدده في الحكم على غير المنضوين
للعقيدة السلفية، وقد صنّف كتاباً بعنوان (التوحيد) تضمن
أحكاماً بتكفير غالبية المسلمين كونهم على غير جادة أهل
السنة والجماعة وسيرة السلف الصالح.
|