حدث في مملكة العجائب!
هذه مجموعة أحداث وقضايا وقعت او نشرت خلال أقل من
شهر في مملكة العجائب الوهابية، وتحدثت عن معظمها الصحافة
المحلية، ولم يتسع المقام لنشر الكثير من العجائبيات فاخترنا
بعضاً منها، فالى ذلك نلفت الإنتباه.
حكم الجاهلية: زوجان يطلقهما
القاضي بدون علمهما
تلقت (أم سليمان) فجأة صكاً شرعياً يقضي بالتفريق بينها
وبين زوجها الذي تعيش معه، تفاجأت أنه صدر قبل ثمانية
أشهر، وتقول أم سليمان أن علاقتها بزوجها علاقة محبة ومودة
وألفة، وان لها منه طفلان، وأنها وزوجها لم يطلبا الطلاق
ولم يفكرا فيه مطلقاً. فكيف تمّ ذلك على يد أحد قضاة الوهابية؟!
أيعقل حدوث هذا في أي بلد في العالم فضلاً ان يقع في
مملكة آل سعود التي تدعي الإسلامية؟!
تقول ام سليمان انها لا تعرف ماذا تفعل بصك الطلاق،
وتضيف بأن إخوانها رفعوا قضية لتطليقها من زوجها بدون
طلب منها بحجة جاهلية هي (عدم كفاءة زوجها لها في النسب).
وبالرغم من بطلان الادعاء من أساسه حيث لا قاعدة شرعية
منطقية تدعمه، وبالرغم من أن الزوج أحضر شهوداً يثبتون
كفاءته (النسبية!) واصل الإخوة حمل الدعوة بدون رغبة الزوجة
(اختهم) والتي لا تريد ولم يكن لها من الأمر شيئاً رغم
أنها المعنية بالأمر، ورغم طول مدة الزواج. ولما طال الأمر،
وخشية على عش الزوجية قرر الزوجان عدم الذهاب الى المحاكم،
بل والإنتقال الى مكان آخر للسكنى فراراً بعشهما فكان
ان وصلهما صك الطلاق، في مملكة الرجال الشوهاء!
فهل هذا دين؟ أم جاهلية؟ أهذا هو الإسلام؟
الأغرب من كل هذا، ان الزوجة التي يراد تطليقها من
زوجها بسبب جاهلي لا وجاهة له، تعشمت في المفتي وفي المحكمة
العليا الغاء الحكم الباطل، فما كان منهما إلا أن رفضا
ـ كما تقول ـ مجرد النظر الى القضية لأن حكماً شرعياً
وهابياً قد صدر فقضي الأمر الذي فيه تستفتيان!
* * *
هل يريد الوهابيون قبر النبي والكعبة؟!
أما قبر النبي فهم يعدون العدة له، ولم يمنعهم سوى
القرار السياسي الذي ينتظر الفرصة المناسبة لتنفيذ الأمر،
والإشارات في هذا كثيرة، والأمور تطبخ على نار هادئة.
وأما الكعبة فإنها تحتوي على كتابات في جدرانها الداخلية
ومنقوشات أثرية سابقة لتاريخ الإسلام، لأن تاريخ بناء
الكعبة يعود الى نبي الله ابراهيم. ولقد قام الوهابيون
قبل فترة وجيزة بإزالة تلك النقوش والكتابات، وأخذها أحد
مشايخهم مع مجموعة الى عرض البحر في جدة فألقيت فيه!
ولقد صدر قبل بضعة اسابيع قرار بتدمير مساجد ومقابر
تراثية عمرها يمتد الى مئات السنين، وبعض القبور تتعلق
بصحابة رسول الله، والحجة (ليس الخوف من الشرك بتعبير
طغاة الوهابية) بل (تطوير المدينة) وغير ذلك من الترهات،
والتنفيذ قد يكون بدأ ونحن نكتب هذه السطور.
لكن العجب أن يعلن الوهابيون بوقاحة أنهم بصدد تدمير
غار حراء، الذي تعبّد فيه الرسول.
فأي عقل أو منطق لدى هؤلاء، وأين المسلمون يدافعون
عما تبقى من تراثهم؟
* * *
تزوجها بالتقسيط، ولم يوفّ، فحضر الأب لأخذ ابنته!
المهر يجوز تقسيطه، مقدم ومؤخر، وغير ذلك حسب الإتفاق..
والمهر كما هو معروف للزوجة وليس للأب او اي احد من العائلة.
وقد تزوج أحد المواطنين فتاة وأنجب منها أربعة أطفال،
فجاء الجد لأخذ ابنته لأنه لم يسدد (الأقساط) له وكأن
الزوجة وليس المهر سيارة جرى تقسيطها، فاسترجعت الوديعة!
اربعة أطفال ضحايا، وبيت يهدم لأن أب الزوجة الذي يأكل
مالاً محرماً، يرفض أن تبقى مع أبنائها حتى يتم السداد.
والمبلغ مجرد 47 الف ريالاً، فما أرخص الإنسان! في حين
أن القضاء الوهابي يغط في سبات عميق.. والدولة تسمع وترى،
تاركة الحبل على الغارب لمثل هذه التجاوزات المشينة.
* * *
تسعيرة الحرية
حسب قانون آل سعود، فإن التوقيف لثلاثة أيام فقط، ولكن
من يطبق ومن يلتزم من طغاة رجال الأمن وآل سعود؟ عامل
باكستاني مستضعف، اوقفته الشرطة 29 شهراً اي نحو 880 يوماً
بدل الأيام الثلاثة. وليت الإيقاف في أساسه القانوني والشرعي
صحيح. لقد كان اعتقاله بغرض الضغط على أخيه المتهم باختلاس
400 الف ريال، وهو ادعاء لم يثبت أصلاً، أي أن واقعة الاختلاس
من أساسها غير ثابتة. ثم ما دخل الأخ بأخيه حتى يؤخذ رهينة
في مملكة الوهابية التي تضطهد الأجانب عرباً ومسلمين وغيرهم؟
ولطالما اعتقل كثيرون وزج بهم في السجن سنوات طويلة جاوزت
العشرين عاماً ولم يوجد لهم ملف ولا تهمة وبعضهم قتل بالباطل
(انظر نماذج من ذلك في كتاب محنة القضاء السعودي).
في هذه المرة، كان الباكستاني محظوظاً، فقد انكشفت
قضيته للرأي العام المحلي، واضطر ديوان المظالم الى المطالبة
بتعويضه بنحو 200 ريال يومياً عن كل يوم قبع فيه في السجن.
ولم يطلب احد التحقيق في الأمر، ولا معاقبة من كان وراء
الإعتداء المشين بسجن رجل بعيداً عن وطنه وأهله وعياله
الذين ينتظرون منه مالاً يأتيهم يتعيشون منه!
ولو كان المعتقل بريطانياً أو امريكياً او كندياً كما
حدث بالفعل، وفي قضايا ثبت فعلاً جرمهم وصدر حكم بحقهم،
وبينه الإعدام بتهمة القتل، ومع هذا أطلق سراحهم وعرض
آل سعود الملايين من الدولارات عليهم بمجرد ادعاء انهم
تعرضوا الى المضايقة او الاعتداء باليد. فاهانة المسلم
وخاصة الهندي او الباكستاني او الأفريقي او الأندونيسي
رخيصة، كما هو دمه وديته، بعكس أصحاب الدماء الزرقاء الغربية
ودماء آل سعود! وقد تساءل أحد الكتاب عن سعر احتجاز السعودي
خطأ؟ هل هو 200 ريال أم الضعف؟ فالعادة ان لا يكون هناك
تعويض بالمرة!
* * *
الشعب المختار
الشعور بالإصطفاء جاء من نجد، حيث تندمج القبيلة بالوهابية
فيصبح الفرد إلهاً، والبلاد إنما هي مملكة ملائكة.. هذه
هي الدعاية الوهابية والرسمية في الداخل والخارج. لن نتحدث
عما يفعل المتطرفون الوهابيون في الخارج من قتل للبشر
في الأسواق واماكن العبادة.. بل سنتحدث عن احصائية تقول
أن عدد الذين اصيبوا بالأيدز في عام 2005 ممن اكتشفوا
او بلغت الاجهزة الصحية اخبارهم يبلغ عددهم 1201 بينهم
(311 مواطناً ومواطنة).. اما الرقم الحقيقي في هذا المجتمع
(الإلهي) فلا يعرفه إلا الله.
ومن دلائل الإيمان في هذا المجتمع المخملي، أن احدهم
نقل مرض الأيدز الى زوجته فماتت ولازال حياً، كالقط بسبعة
ارواح، فما كان منه إلا أن تزوج أكثر من واحدة بعد المتوفاة
ونشر الأيدز اليهن ولم يبلغهن بإصابته، وقد رفعت دعوى
ضده لتعمده نشر الأيدز وهناك مطالبة بتطبيق حد الحرابة
عليه، علما بأن لديه من الزوجة الأولى خمسة اطفال، وقد
تأكد ان زوجاته الأخريات اصبن بالأيدز فعلاً!
* * *
ماتوا بشرب الكولونيا!
لن نتكلم عن وفيات الأسهم، وضحايا الأسهم. ولكن كما
قالت كاتبة سعودية: (ومن العطر ما قتل).
ففي الشهر الماضي مارس، تواترت الأخبار في الصحافة
المحلية عن وفاة العشرات بسبب تناول (شرب) الكولونيا (من
اجل السكر والعربدة) وكان الضحايا من الطائف والمدينة
المنورة والرياض، اعلن ان الوفيات وصلت في فترة الى عشرين
حالة، ويبدو أنها زادت بعدئذ. المتوفون تتراوح أعمارهم
بين العشرين والأربعين عاماً في حين توفي أحدهم وقد تجاوز
السبعين عاماً!
فيالها من ميتة سوء!
* * *
فصلن من أعمالهن لأنهن نساء!
خمس نساء تخرجن من جامعة الملك سعود (قسم علوم الحيوان)
وكانت الفرصة سانحة أمامهن للعمل في (مختبر إيداك) التابع
لشركة أرامكو السعودية في محافظة الخرج، على أنهن (محضرات
مختبر) وكانت فرصة شديدة الندرة، ما تجعل الفرحة بها مضاعفة،
إلا أنه بعد شهر من تاريخ مباشرة عملهن في هذا المختبر،
فوجئن جميعا وبشكل تعسفي بقرار فصلهن من غير أسباب منطقية،
بعد سعي حثيث من متطرفي الوهابية ممن منحوا أنفسهم حق
الوصاية على الناس وعلى الشركات والمؤسسات الحكومية، وكان
هؤلاء المتطرفون يعملون في هيئة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر، وجدوا ان عمل المرأة حرام وخطر، فلا بد من
العمل على عزلهن، لكن لا سلطة للهيئة على ارامكو، ولا
سبب منطقي موجود، ولا أتت النسوة بمخالفات شرعية، فما
كان منهم إلا استصدار قرار فصلهن من محافظ الخرج، بعد
أن حاول الرئيس المباشر لهن في العمل الدفاع عنهن. ولكن
ما دخل المحافظ في هكذا قضية؟ وأين وزارة العمل؟ وكيف
تقبل أرامكو ان تستلم أمراً من محافظ في شأن بدون الرجوع
الى القانون والقضاء.
انها الوهابية التي تخنق المجتمع وكفى!
* * *
المتعة في ضرب العمال الأجانب الضعفاء!
كتب عبدالله المطيري مقالاً تحت عنوان: لماذا هذا الكره
في أعماقنا؟ يقول فيه أنه تتوفر في ''البقالة'' المجاورة
لمنزله خدمة توصيل الطلبات بالمجان، يقوم بتلك المهمة
شاب هندي تظهر عليه ملامح الطيبة والإخلاص. ويضيف بأن
الهندي (المسلم) سأله: لماذا يرجمنا أبناؤكم الصغار بالحجارة
كلما يروننا. ولماذا يسبوننا كل هذا السباب دون أن نفعل
لهم شيئاً؟. وطلب منه ان يكتب عن هذا الموضوع. ورغم معرفته
بمثل هذه الأحداث التي تقع بشكل يومي، سأل الكاتب بعض
الشباب والصبية عن السبب، فكانت الإجابات كالتالي: أحدهم
قال إن ظهور العامل في الطريق يمثل فرصة لا تفوت بالنسبة
له من أجل ضربه ومن ثم الهرب منه. البعض تحدث عن شباب
يسيرون في سيارتهم بحثا عن أحد العمال ليضربوه بالعصا
التي يحملونها أو يرموه بالبيض مستمتعين بمشاهدته وصدمته.
وعن تفسير الفعل قال بعضهم ان ضرب هؤلاء يتم لأنهم ضعاف
ونعلم أن أيديهم لن تطالنا مهما عملنا. البعض منهم قال
إنهم يعملون ذلك من أجل المتعة لا أكثر، وآخرين قالوا
إن من الهوايات عندهم مطاردة القطط وقتلها وسلخها وتعليقها.
يضيف الكاتب قائلاً: هل تنحصر هذه التصرفات في الأطفال؟
كيف يتعامل الكبار منا مع العمالة الأجنبية؟ على المستوى
الإنساني هل يحظون منا باحترام وتقدير؟ يخطر ببالي مباشرة
مفردات السخرية العديدة التي نطلقها عليهم باللغة العامية
وقد تكون، للأسف، أثناء المصافحة. أيضا هل نقيم مع هؤلاء
علاقات إنسانية قائمة على المساواة والنديّة، علاقة إنسان
بإنسان؟ على المستوى العملي هل نلتزم كأرباب عمل بالمواثيق
والعقود التي نبرمها مع العمالة لدينا؟ هل توجد عاملة
منزل (شغّالة) واحدة تعمل ساعات العمل المحددة وتستمتع
بيوم الإجازة الذي ينص عليه العقد؟. لا أنسى هنا منظر
عامل النظافة في مدرسة سابقة عملت بها ومرتباته قد تأخرت
ستة أشهر. ولا ذلك العامل الذي كان يسير منكسرا بجانب
أحدنا يطلب منه أن يدفع ما عليه من ديون بينما يقذفه صاحبنا
بكم هائل من السباب القاسي. وبالتالي تبرز أعمال أطفالنا
كشكل مباشر وطفولي لأعمالنا نحن الكبار وبالتالي فإن سؤال
جاري الهندي يمكن أن يوسع حتى يتوجه لمجتمع بأكمله وليس
لفئة عمرية محددة فقط. لا شك أن خلف كل هذه المظاهر جملة
من المعتقدات والأفكار الراسخة تجاه الذات والآخر تنطلق
من نظرة تقديسية للذات وتحقيرية للآخر تزرع أقسى أفكار
الإنسان ''فكرة الكره''. يختفي الحب هنا مباشرة ويهرب
بعيدا. حب الوجود والطبيعة والإنسان.
السؤال الاخير: هل يجرؤ وهابي او اي سعودي أن يمدّ
يده على غربي أبيض وإن كان كافراً؟!
|