بوب وودوورد في (حالة إنكار)
الأمير بندر.. عرّاب أميركي
بوب وودوورد، الكاتب والصحافي في جريدة واشنطن بوست،
أثار بكتابه الجديد (حالة الإنكار) laineD fo etatS جدلاً
إعلامياً وسياسياً واسعاً في واشنطن، لما اشتمل عليه من
كمية هائلة من المعلومات السرية التي تستهدف توصيف حالة
الاخفاق والتفكك في إدارة الرئيس بوش وجنوحها الشديد الى
إخفاء الحقائق المتعلقة بإخفاق وفشل الادارة عن الشعب
الاميركي وخصوصاً في إدارة قضايا السياسة الخارجية، وبالتحديد
التطورات الأمنية الخطيرة التي شهدها العراق.
اعتمد وودوورد في جمع معلوماته على طائفة من اللقاءات
الصحافية مع عدد من المسؤولين الكبار في البيت الأبيض
والقادة العسكريين ومسؤولين في مؤسسات الحكومة، إضافة
الى بعض الوثائق السرية ومقارنتها مع التصريحات العلنية
للرئيس الاميركي وأعضاء إدارته للكشف عن التناقض الحاصل
بين المعلن والمستور، عبر تسليط الضوء على الحوادث التي
سبقت الحرب على العراق خلال فترة الاحتلال.
بوب وودوورد الذي نجح في إسقاط حكومة نيكسون عبر فضيحة
ووتر جيت، يتطلع لأن يحقق كتابه الجديد نفس النتيجة بإسقاط
الحكومة الجمهورية التي يقودها جورج دبليو بوش، وهي نتيجة
يرغب كثيرون داخل الولايات المتحدة في الوصول اليها، خصوصاً
بعد أن تجاوزت أخطاء الادارة حدودها المعقولة وأفقدت الولايات
المتحدة القدر الأدنى من مصداقية مزاعمها ليس على مستوى
الديمقراطية والحريات فحسب بل وحتى في القضية التي استعملتها
ذريعة لاحتلال العالم، متمثلة الحرب على الارهاب، حيث
كشف بوب وودوورد بأن موضوع الاخفاق في العراق يعكس الاخفاق
الفادح في مجال الأمن القومي الذي كانت كونداليزا رايس
تضطلع بدور المستشار فيه، حيث فشلت في تفادي وقوع هجمات
الحادي عشر من سبتمبر، على رغم المؤشرات والتحذيرات الاستخبارية
التي تنبّه الى أن شبكة تنظيم القاعدة عازمة على توجيه
ضربة عنيفة ومدوّية داخل الولايات المتحدة.
يلفت وودوورد الى أن الرئيس بوش الابن ومنذ وصوله الى
السلطة كان على اطلاع تام بالخلاصات والمعلومات الدقيقة
المتعلقة بالحرب على الارهاب ومرحلة ما قبل هجمات الحادي
عشر من سبتمبر وكذلك الحرب في العراق. وأشار بوب ووودورد
الى أن إهمال كونداليزا رايس والرئيس بوش لمذكرة استخبارات
بعنوان (شبكة القاعدة عازمة على شن هجوم داخل الاراضي
الاميركية) وذلك قبل بضعة أسابيع من الهجمات.
وجه آخر للانكار والذي يعكس الاخفاق الآخر في إدارة
بوش بحسب رأي بوب وودوورد، وهو التباين بين تقييم الرئيس
بوش واعضاء حكومته للوضع في العراق وبين أعمال العنف الطائفي
المتصاعدة وعدد الجثث المتناثرة في شوارع العراق بصورة
يومية، وارتفاع عدد الضحايا من المدنيين الى ما يقرب من
ألف قتيل شهرياً فضلاً عن عدد القتلى في صفوف القوات العراقية
وقوات التحالف وعمليات الاغتيال في صفوف الشخصيات السياسية
والدينية والامنية.
الوجه الآخر للانكار والذي يكتسب أهمية بالغة ويصلح
لأن يكون وجهاً آخر للاخفاق البالغ في ادارة الرئيس بوش،
هي طبيعة العلاقة المتميزة بين الرئيس بوش والسفير السعودي
السابق في واشنطن ورئيس مجلس الأمن القومي الحالي الامير
بندر بن سلطان، والذي يصفه وودوورد بأنه شخصية نافذة وذات
تأثير بارز ليس في حلقة صنع القرار في واشنطن بل إنه يحظى
بمنزلة خاصة لدى الرئيس بوش ذاته، فهو كما تكرر في الصحافة
الأميركية بأنه الشخصية العربية الوحيدة التي يستشيرها
الرئيس بوش بل ويأخذ بآرائها على نحو جاد. وقد شاع في
واشنطن بأن الامير بندر الذي يُنظر اليه بقدر من الازدراء
والغيرة يجد أبواب البيت الأبيض مفتوحة دائماً، فهو الوحيد
من بين سفراء العالم الذي لا يحتاج الى موعد مسبق للقاء
الرئيس بوش. يتذكر كثيرون كيف كان يجلس الامير بندر أمام
الرئيس بوش، والتي توحي بحالة الانسجام بين الشخصيتين،
رغم الفارق الكبير في المراتب.
الامير بندر أسدى بلا شك خدمات جليلة لبيت آل بوش،
وهو الذي قاد قضايا كبرى ناجحة منها: صفقة الطائرات العسكرية
الاف 16 لحكومة بلاده، الكونترا في امريكا اللاتينية،
استقدام القوات الاميركية الى السعودية في حرب الخليج
غلن 1991، لوكربي 2003، الازمة الصينية ـ الاميركية 2001
على خلفية قضايا تجسس، وقضايا أخرى عديدة، نجح فيها الامير
بندر في تثبيت موقعه كمستشار غير مفوّض لرئيس الولايات
المتحدة، بل الأهم أنه ثبّت موقعه خلال أكثر من عقد كوزير
خارجية حقيقي بدلاً من الوزير الحالي الامير سعود الفيصل
الذي أمسى (نيجاتيف) لصورة أخرى أشد بروزاً وأكثف حضوراً
في المحافل الدولية. ربما لم يكن بالامكان اختيار منصب
يليق به، ويعكس حالة الازدواجية أو الصورة والأصل، فبينما
بقي سعود الفيصل وزيراً للخارجية تولى الامير بندر منصب
رئيس مجلس الأمن القومي، المستحدث مؤخراً ليكون على مقاس
الامير.
يلفت بوب وود وورد في حديثه عن التعالق الشديد بين
آل بوش وآل سعود الى الكتاب الذي ألّفه كريك أنجرCraig
Unger في عام 2004 بعنوان House of Bush House of
Saud.
يذكر أنجر بأن آل سعود كانوا مسرورين بوصول جورج بوش
الابن الى سدة الرئاسة في صيف 2000، وهو يعكس علاقة الاب
بملوك آل سعود. في واقع الأمر، أن العلاقات بين العائلتين
تعود الى السبعينيات حين طار كل من البليونير البنكي السعودي
خالد بن محفوظ وسالم بن لادن الى تكساس لمقابلة جيمس باث،
الصديق القديم لجورج بوش لعقود خلت. وحتى تمويل ابن محفوظ
اللاحق لناطحة السحاب في هيوستن لبنك عائلة جيمس بيكر
أو التمويل السعودي الطارىء الذي ساعد جورج بوش لصنع ثروته،
هو بلا شك تمويل يشبه الى حد كبير مجموعة صغيرة من حبّات
البطاطا بالمقارنة الى ما حدث لاحقاً.
يلفت أنجر عن عمد الى التبرّعات السعودية للجمعيات
الخيرية المرتبطة بآل بوش. فهم، أي آل سعود، قد يستثمرون
في المؤسسات المالية التابعة لمجموعة كارليل، أو التعاقد
مع واحدة من شركات عديدة مملوكة من قبل كارليل في القطاع
الدفاعي أو الصناعات الاخرى. ويضم الناس المرتبطين بكارليل
كشركاء، ومستشارين، وقناصل، ومدراء لشركاتها، الاشخاص
الأقوى في العالم مثل: الرئيس الاسبق جورج بوش، ووزير
الخارجية الاسبق جيمس بيكر، ورئيس الوزراء السابق جون
ميجر، ووزير الدفاع الاسبق فرانك كارلوشي، والرئيس السابق
لمكتب الادارة والميزانية ريتشارد دارمان).
الامير بندر أيضاً على علاقة وثيقة مع ديك تشيني، نائب
الرئيس الاميركي الحالي، وهو كان الطرف الاميركي الذي
أدار مع الامير بندر قضية استقدام القوات الاميركية الى
السعودية كما يذكر بوب وودوورد نفسه في كتابه (القادة).
ديك تشيني صاحب شركة هاليبورتون، وهي شركة اكتشاف نفطي
عملاقة في تكساس، ولديها مصالح هائلة في السعودية.
في المساعدات الخيرية وحدها، فإن السعوديين أعطوا على
الاقل 3.5 مليون دولار للجمعيات الخيرية التابعة لعائلة
بوش، مليون منها فقط دفعت من قبل الامير بندر الى المتحف
والمكتبة الرئاسية التابعة لجورج دبليو بوش، ومليون دولار
آخر من الملك فهد لحملة باربرا بوش ضد الأميّة، وخمسئة
ألف دولار من الأمير الوليد بن طلال الى أكاديمية فيليب،
أندوفر لتمويل مؤسسة مالية أنشئت حديثاً من قبل جورج هربرت
وولكر بوش للبعثات الدراسية، ومليون دولار آخر عبارة عن
لوحات فنية من الامير بندر الى البيت الأبيض في عهد جورج
دبليو بوش.
وحسب أنجر فإن آل سعود سهّلوا مرور على الاقل مليار
و476 مليون دولار الى عائلة بوش والشركات والمؤسسات الحليفة
لها. يقول أنجر، بأنه لم يحدث في التاريخ أن كان هناك
مرشح رئاسي، وأبوه رئيس سابق، قد عقد روابط مالية وشخصية
وثيقة مع عائلة حاكمة في بلد أجنبي آخر، فضلاً عن أن تكون
الثروات الشخصية للرئيس والسياسات العامة تعتمد بصورة
عميقة على تداخلها مع أمة أخرى.
لم يعد خافياً بالنسبة لكثير من الاميركيين أن الاموال
السعودية عبر السفير السابق الامير بندر وعلى مدار أكثر
من عقدين كانت تلعب دوراً كبيراً في تمويل الحملات الانتخابية
لمرشحين محددين للرئاسة الاميركية، الامر الذي يجعل القوانين
الانتخابية الفيدرالية التي تحظر على الاجانب تمويل الحملات
الانتخابية الاميركية مجرد زركشات ضرورية لحفظ الصورة
الديمقراطية للولايات المتحدة.
اقتفاءً لكتاب كريك أنجر، أفرد بوب وودورد قسماً خاصاً
في كتابه (حالة الإنكار) بعنوان ' House of Bush House
of Saud، تحدث فيه عن العلاقة الحميمية بين عائلة بوش
وعائلة آل سعود وطبيعة المصالح السياسية والمالية المشتركة
بينهما. الجديد في هذه العلاقة من وجهة نظر وودوورد هو
الدور المحوري الذي يقوم به الامير بندر وودوره الاستشاري
لدى بوش ليس لكونه ينتمي لعائلة آل سعود بل بسبب دهائه
السياسي ومعارفه واتصالاته الشخصية عبر العالم.
الرئيس والأمير.. البداية
يذكر وودوورد أن الرئيس السابق بوش الأب أجرى في خريف
عام 1997 إتصالا هاتفيا بأحد أبرز أصدقائه المقربين وهو
الأمير بندر بن سلطان سفير السعودية لدى واشنطن وقال له
إن بوش الإبن الذي كان حينها حاكماً لولاية تكساس يرغب
في الحديث معه بشأن موضوع هام على انفراد وبعيداً عن الأضواء
وطلب منه القدوم إلى تكساس. ويضيف الكاتب أن بندر الذي
تتمحور شخصيته وعلاقاته على مثل تلك الاجتماعات البعيدة
عن الأضواء لم يتردد ووافق من دون أن يسأل عن السبب، لكن
القضية كانت واضحة، خصوصاً وأنه كانت هناك تكهنات وتقارير
صحفية تفيد بأن بوش الابن كان يفكر في ترشيح نفسه في انتخابات
الرئاسة. قام بندر بالتخطيط لزيارته لتكساس وجعلها متزامنة
مع موعد مقابلة لكرة القدم الأميركية يلعبها فريقة المفضل
Dallas Cowboys واستخدمها كغطاء للزيارة. يقول الكاتب
إن بوش الإبن أبلغ بندر عزمه ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة
وقال له إن لديه أفكارا واضحة حول ما يتعين القيام به
بشأن السياسة الداخلية الأمريكية لكنه أضاف (ليس لدي أي
فكرة عن الكيفية التي يتعين علي التفكير من خلالها بشأن
السياسة الخارجية، إن والدي أبلغني بأنه يتعين علي التحدث
مع بندر قبل أن أتخذ أي قرار بهذا الشأن لأسباب عديدة:
اولها: أنه (أي بندر) صديقنا ـ أي صديق للولايات المتحدة.
ثانيها: أنه يعرف جميع الشخصيات التي لها وزن وتأثير
عبر العالم.
ثالثا: لأنه مطَّلع على التطورات في العالم ويستطيع
المساعدة في عقد اجتماعات مع أهم الشخصيات في العالم.
وهنا تكمن أهمية آراء بندر ومشورته والتي ستترسخ بشكل
أكبر وأعمق خلال السنوات اللاحقة، مع الإشارة إلى أن بوش
اتصل ليتباحث مع بندر بشأن السياسة الخارجية قبل الاتصال
بكونداليزا رايس لتشرف على ملف السياسة الخارجية في حملة
بوش الانتخابية. يلفت وودوورد الى أن الأمير بندر قدَّم
لبوش نصيحة ميكيافيلية مفادها أنه يتعين عليه التخلي عن
كبريائه وأن يكسب ود خصومه السياسيين بأي ثمن، موضحاً
له أن معترك السياسة هو مجال صعب ودموي ليس فيه مجال للنزاهة.
بندر..مستشاراً أميركياً
يسلّط ووردوورد الضوء على الاتصالات التي بقيت مستمرة
ومفتوحة بين بندر وبوش الابن، وأنه في الوقت الذي حاز
فيه الأخير على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة
إلتقى الرجلان في يونيو من عام 2000 خلال حفل بمناسبة
عيد ميلاد باربرا بوش، وأن بوش الابن طرح السؤال التالي
على بندر (بندر إنك أفضل شخص مطلع على شؤون العالم، أخبرني
أمراً واحداً، وهو لماذا يتعين علي أن أعير الاهتمام لكوريا
الشمالية؟) في إشارة إلى التقارير التي تحذر من التهديد
الذي يشلكه النظام الحاكم في بيونغ يونغ، ليجيب بندر بأنه
لا يدري بالقدر الكافي لأنه لم يقم بأية مهام بشأن كوريا
الشمالية لكنه أوضح أن أحد الأسباب قد يكون هو وجود ثمانية
وثلاثين ألفا من القوات الأمريكية على الجانب الجنوبي
من الحدود بين الكوريتين، وأن اي إطلاق للنار عبر الحدود
قد يسفر عن مقتل نصف تلك القوات الأمريكية خلال أي هجوم
تقوم به كوريا الشمالية بالأسلحة الكيماوية أو البيولوجية
أو حتى بالأسلحة التقليدية وبالتالي وبكل بساطة فإن الولايات
المتحدة في حرب مستمرة مع كوريا الشمالية. ويشير الكاتب
هنا إلى أن الرئيس بوش أعرب عن ارتياحه للبساطة في التفسير
الذي قدمه بندر وقال (أود لو أن أولئك ـ المستشارين ـ
يعرضون علي الأمور بشكل مبسط بدلاً من تقديم نصف كتاب
عن تاريخ كوريا الشمالية).
بحسب وودوورد، يظهر هذا الحوار ذكاء الأمير بندر وقدرته
على دراسة سيكولوجية الأشخاص الذين يتعامل معهم واستخدام
ذلك لصالحه، وفي معرض تحليله لشخصية بوش الإبن يقول بندر
إن (بوش جاء إلى السلطة ولديه مهمة يريد تحقيقها) هذه
المهمة هي مهمة شخصية وهي بحسب بندر (رفع الظلم الذي لحق
بوالده الرئيس السابق من خلال خسارته في الانتخابات على
يد كلينتون).
خط ساخن مفتوح
العلاقة الحميمية التي تحدّث عنها وودوورد بلغت مستوىً
متقدماً بين الامير بندر والرئيس بوش، تصل الى حد تجاوز
الاعراف الدبلوماسية والبروتوكولية المعمول بها بين مسؤولي
الدول. يقول وودوورد بأنه من غير المعتاد أن يكون بإمكان
سفير دولة ما الدخول إلى البيت الأبيض والإجتماع مع الرئيس
الأمريكي في أي وقت شاء، لكن الوضع مختلف بالنسبة للسفير
السعودي الأمير بندر، يقول وودوورد: في الخامس والعشرين
من شهر مارس من عام 2001، أي بعد شهرين من تولي بوش الرئاسة،
توجه الأمير بندر إلى البيت الأبيض ليبلغ الرئيس بوش انزعاج
السعودية بتصريحات صادرة عن وزير الخارجية كولين باول
قال فيها إن الولايات المتحدة تعتزم نقل سفارتها لدى إسرائيل
من تل أبيب إلى القدس باعتبارها عاصمة لدولة إسرائيل،
ويضيف الكاتب أن الرئيس بوش أبلغ بندر بأنه يدرك مدى حساسية
القدس لدى العرب، وأن باول لم يكن موفقا في اختبار عباراته
على الأرجح. ليناقش الرجلان قضيتي فلسطين وقضية الإطاحة
بنظام حكم صدام حسين والمعارضة العراقية وارتفاع أسعار
النفط في الأسواق العالمية. وليعرب الرئيس بوش عن رغبته
في عقد إجتماع مرة كل شهر مع بندر من أجل إجراء حوار صريح
بينهما.
بعد أسبوعين على اجتماع بوش وبندر في البيت الأبيض
قامت الصين بإسقاط طائرة تجسس تابعة للبحرية الأميركية
واعتقلت طاقمها المؤلف من أربعة وعشرين شخصا وهو ما شكل
أول أزمة دولية تواجهها حكومة الرئيس بوش. وفي الوقت الذي
شدد فيه البيت الأبيض على ضرورة الحفاظ على صورة الرئيس
بوش لدى الرأي العام طلب وزير الخارجية كولن باول تدخل
الأمير بندر لحل الأزمة من خلال استخدام نفوده وعلاقاته
مع المسئولين الصينيين. وهو الأمر الذي حدث بالفعل وقام
بندر بإقناع المسئولين في بكين بالإفراج عن المعتقلين
الأمريكيين الأربعة والعشرين واعتبر المسألة على أنه جميل
شخصي أسداه الصينيون له.
وأظهر الكتاب عدداً من المناسبات التي تدخل فيها الأمير
بندر وتحدث فيها إلى الرئيس بوش ليس بلهجة سفير دولة أجنبية
فحسب بل بلهجة المستشار الملم بأمور العالم الذي يسدي
النصيحة لرئيس دولة عظمى، وليكون بذلك الشخصية العربية
الوحيدة على الأرجح التي يستمع إليها الرئيس بوش بتأني
وإمعان.
يدخل الأمير بندر في قضايا الشرق الأوسط بصورة مباشرة،
وهو المسؤول عن صياغة مواقف حكومة بلاده في قضية العداون
الاسرائيلي على لبنان، بل هو من أعدّ البيان الفضيحة في
أول يوم للعدوان الاسرائيلي على لبنان، وقضية فلسطين،
والعراق، الملف النووي الايراني، وغيرها. وسنتعرّض لهذه
القضية في هذا العدد.
|