من مكة وحكاياتها
أمير جديد لمكة ولكن بعقل قديم
بعد نحو عام على مغادرته البلاد بغرض العلاج في الولايات
المتحدة، وبعد أن أمضى أشهراً في بريطانيا للنقاهة في
فندق الدورشستر، وبعد تأجيل عودة سموّه سالماً غانماً
الى مملكة أبيه مراراً، عاد أخيراً أمير مكة عبدالمجيد
بن عبد العزيز الى الرياض.
قبل أن يغادر، رفضت القنصلية الأميركية في جدّة منحه
فيزا علاج ما لم يأتِ الى القنصلية ويبصم، وبعد تدخّل
من وزير الخارجية سعود الفيصل، تبرّع القنصل الأميركي
بأن يأتي لقصر سموّه فيبصّمه كما يبصّمون بقيّة المواطنين،
دليلاً على حسن العلاقات السعودية الأميركية، خاصة بعد
أحداث 11/9!
وما أن وصل سموّه الى الرياض، حتى وجد باستقباله كلّ
كبار العائلة المالكة، بمن فيهم حزب السديريين المنافقين،
حيث أن عبد المجيد محسوب على جناح عبدالله (الملك)، وذلك
في تظاهرة أشبه ما تكون بـ (مراسيم وداع) لسموّه أكثر
من كونها مراسيم (استقبال)!
وفعلاً.. فإن الأنباء الواردة تفيد بأن العملية التي
أجراها عبدالمجيد (سرطان) وبعد أن بدت وكأنها ناجحة، كانت
في الواقع عملية جراحية فاشلة، وتتعلق بزرع نخاع، قدّمه
له أخوه الأمير عبدالإله.
كما وتفيد الأنباء أن عبدالمجيد ألغى حفل استقبال مهيب
قيل أن أحد رجال الأعمال قد أعدّه في جدّة، وقيل له بأن
الأمير سيبقى في الرياض، وأن لا شيء تغيّر عن الماضي،
حيث يصرّف إمارة مكة وكيله ابن الأمير ماجد، أمير مكة
السابق، إضافة الى أن عبد المجيد سيقوم ببعض وظائفه عبر
(الشنطة) حيث تأتيه الأوراق والملفات ليبتّ فيها من قصر
العزّ في الرياض!
ويقول مطلعون أن عبدالمجيد لن يكون قادراً على مواصلة
أي عمل، وأن صحته في تدهور مستمر، وأن ما تبقى له من حياة
لا تزيد عن أشهر معدودات.
المهم أن الأمراء سيأتون بأمير جديد، فلا يوجد في هذه
البلاد غير أولاد ابن سعود، ملاك الأرض والسماء!
ولكن أي أمير جديد لن يجيد سوى (السرقات) قبل أن يرحل
بخرقة بالية الى القبر.
مسلح (وهابي) يحاول الدخول الى
الحرم
في الأول من فبراير الماضي، ضبط رجال الأمن في العاصمة
المقدسة مواطناً وصف بالمضطرب كان يهم بدخول الحرم المكي،
وكان يخفي تحت ملابسه أسلحة، وقد تم إلقاء القبض عليه.
وقال مسؤول أمني سعودي في اليوم التالي أن الأسلحة كانت
عبارة عن رشاش ومسدس بالإضافة إلى حزام ربطه حول وسطه
أعده للإيهام بأنه حزام ناسف. وزعم المسؤول أنه عثر مع
المعتقل على مادة الحشيش مخبأة في ملابسه.
حشيش وسلاح وحرم مكي مطهر!
اذا استبعدنا الحشيش من الرواية السعودية، يبقى السلاح
ودخول الحرم. وهذا يذكرنا بما فعله جهيمان وجماعته من
قبل في نوفمبر 1979م. ولا أحد يقتحم الحرم ويستخدم السلاح
إلا أتباع الوهابية الذين بدأوا بإشهار السلاح ضد الحكم
السعودي.
استقالة صحافي هبة إلهية!
استقال هاشم عبده هاشم رئيس تحرير جريدة عكاظ (الخديوية)
وقال مطلعون أنه (استقيل!) بعد عمل في الجريدة دام أكثر
من ربع قرن، وأن الأميرين سلطان ونايف لم يكونا راضيين
عن أدائه مؤخراً، وأنه بدأت عليه أعراض (الحجازية) وهو
مرض لا يتسامح به الأطباء من آل سعود، حتى وإن كانت المسألة
مجرد احتمال، فالمرض خطير بالنسبة لدعاة التوحيد في نجد.
وقد زعم بعض الأفاقين أن الأمراء إيّاهم (رجوه!!) أن يبقى
في منصبه ولكنه أصرّ على الإستقالة!
آخرون رأوا أن استقالته متأخرة، وأنه لم يعد بإمكانه
تقديم شيء مفيد للجريدة، التي تحتاج الى دم جديد، مع الإبقاء
على خطها (خديوية) حتى العظم. وكتب الكاتب في جريدة المدينة
عبدالعزيز قاسم أنه أشد الناس فرحاً باستقالته رغم ان
التوقيت في غير محلّه لأن (توقيت الإعتزال إلهامٌ وتوفيق
يهبه الله لمن يشاء)!
ما شاء الله!
نحن ننتظر استقالة تركي السديري المعمّر الآخر في الرياض،
أم أن عامل السنّ ـ إن كان كما يقول البعض هو السبب ـ
لا يجري على النجديين؟ ثم لماذا لا يستقيل المعمرون في
الدولة المعمّرة: ابتداءً من الملك ومروراً بولي عهده
ونايف وسلمان وعبدالرحمن، وغيرهم. فهؤلاء على حافة القبر
وكلهم فوق الثمانين أو يقربون من الثمانين عاماً!
يراقبون عن كَثَب من درج الداخلية!
الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية، والمعيّنة
من الحكومة رئيساً وأعضاءً ومهام، لم تطلق إلا في يوم
اعتقال الإصلاحيين في مارس 2004م، فكانت فضيحة مجلجلة.
الآن مع الموجة الثانية من الإعتقالات للإصلاحيين، وفيما
كانت كل منظمات حقوق الإنسان العالمية تبحث وتتابع الأخبار
وتتصل بالعوائل وتنشر البيانات، تطلّ علينا هذه الجمعية
التي خرجت من أدراج وزارة الداخلية لتقول في بيان مقتضب
عن الإعتقالات وبعد تأخير شديد أنها تتابع قضية توقيف
عدد من (المواطنين) مع الجهات المعنية لكي تتأكد الجمعية
الموقّرة من أسباب التوقيف والتهم الموجّهة لهم! وتابع
البيان المقتضب بأن الجمعية (تتابع القضية عن كثب)! وأنها
(تعمل على التواصل مع أسر الموقوفين)!
لماذا عن كثب وأنتم جمعية أهليّة؟ والتواصل مع الأسر
متأخر، فقد اتصلت بها المنظمات الحقوقية والمهتمون بحقوق
الإنسان وبعض وسائل الإعلام.
صح النوم!
|