إخـتطاف (الـتوحـيد)
كلمة (التوحيد) تعتبر من (محتكرات) الوهابية. فهم الموحدون
دون جميع خلق (لا إله الا الله محمد رسول الله). اختطفوا
كلمة التوحيد وجعلوها شعارهم، كيما يكفروا بقية المسلمين
ويبرروا استحلال قتالهم ودمائهم ونسائهم وأموالهم والإستيلاء
على أراضيهم، كما فعل ابن سعود. احتكار التوحيد وفهمه
ترتب عليه التكفير للغير، والتكفير أدّى الى القتل. ألا
ترى أن (الموحدين) الوهابيين إياهم هم أكثر من يسترخص
دماء المسلمين في الجزائر والعراق ولبنان وأفغانستان والباكستان؟
أنظر الى العنف في هذا العالم، ستجد أن ما يقوم به المسلمون
قد جاء من هذه الفئة المحتكرة للتوحيد وللفرقة الناجية،
وبالتالي المكفرة لغيرها، والتي تقتل من خالفها أو حتى
لم يخالفها، على غير هدى.
ابحث في (غوغل) عن كلمة (التوحيد).. ستجد أن الغالبية
العظمى من النتائج لها علاقة بنشاطات وأفكار ومدارس ومنتجات
الوهابية في مختلف بقاع العالم.. هم يميّزون أنفسهم بأنهم
وحدهم (المدافعون عن التوحيد) وأنهم وحدهم (العارفون لمعناه)
وأن بقية المسلمين لا علاقة لهم بـ (التوحيد) اي أنهم
إما مشركون أو كفرة أو على جانب من الكفر والشرك. بمعنى
آخر: إن إسلام غير الوهابي ليس صحيحاً، أو مشكوك فيه.
من استخدامات الوهابية ودمغاتها الخاصة:
بلاد التوحيد!: المعنى هو أن السعودية هي الدولة التي
يوجد بها توحيد لله، وباقي الدول مشركة أو كافرة!
عاصمة بلاد توحيد!: المقصود هنا: الرياض، عاصمة نجد،
وليس مكّة المكرمة أو المدينة المنورة. فليس كل بلاد التوحيد
(موحدة!) وإنما في بقعة منها (نجد) وعاصمة تلك البقعة
هي عاصمة التوحيد (الرياض). التوحيد الذي انطلق من مكة
والمدينة الى كل المعمورة، قرّر أن يهاجر هجرة أبدية الى
الرياض ولم يعد الى دياره، ربما لأنه حُبس عند (أهل التوحيد)
ولم يسمح له بالعودة. لهذا أصبحت مكة المكرمة والمدينة
المنورة بلد شرك، كما أفتى بذلك (أهل التوحيد) وقتلوا
أهلها وعلماءها.
أهل التوحيد!: وهم الموحدون وحدهم دونما سواهم. هم
(أهل نجد)! وليس أهل مكة والمدينة وأهل الجنوب والشرق
والشمال. هم (الوهابيون) دون غيرهم. لا يوجد مسلم موحد
إلا في أرضهم، ولا يوجد مؤمن صحيح الإيمان إلا لديهم.
أهل التوحيد يميزون أنفسهم في كتبهم وتاريخهم بأنهم (المسلمين)
فيقولون: جاء المسلمون، هاجم المسلمون، ذبح المسلمون،
استولى المسلمون. أما المُهاجَم ـ المعتدى عليه ـ فلا
يدخل في تلك (الدائرة التوحيدية) فهو مشرك ودياره ديار
شرك، بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة.
علماء التوحيد!: والمقصود بالعلماء ليس أية علماء،
فعلماء الرياضيات والهندسة والطب وغيرها ليسوا بعلماء
أصلاً، كما أقرّ بذلك (علماء التوحيد) أنفسهم. وإنما المقصود
هم علماء الدعوة الوهابية، التي تسمّى بـ (الدعوة النجدية).
وعلماء التوحيد لا يعترفون بأن هناك علم صحيح عند أحدٍ
غيرهم، فقد وصلوا هم وحدهم الى الحقيقة المطلقة، وتمثلوها
وادعوها. أما علماء باقي الأقطار الإسلامية فهم ليسوا
بعلماء، بمن فيهم علماء الأزهر، فهم بنظرهم (عوام) (جهّال)
وقعوا في (الشرك) فكيف أصبحوا علماء التوحيد! إنما علماء
التوحيد هم مشايخ نجد الذين عرفوا حقيقته وقاتلوا وقتلوا
الآخرين بسببه. أينما تجد كلمتي (علماء التوحيد) أو (دعاة
التوحيد) فأنت أمام علماء ومشايخ ومبلغي الوهابية!
مساجد (التوحيد): فمعظم المساجد التي تحمل هذا الإسم
في العالم الإسلامي يسيطر عليها الوهابيون، ومساجد البقية
أشبه ما تكون بمساجد ضرار. وحتى كتبهم ومراكزهم ومجلاتهم
وحركاتهم السياسية تشير في كثير من الأحيان الى ذلك (التوحيد)
المختطف.. السلاح الذي يشهرونه تكفيراً وقتلاً بوجه المسلمين.
فمثلاً هناك (منتدى التوحيد) (ومنتدى شباب التوحيد) و
(واحة التوحيد) و (منبر العقيدة والتوحيد)، والموقع القاعدي
(التوحيد والجهاد)، وموقع (طريق التوحيد) و (منتدى التوحيد
والسنّة) و (مركز التوحيد الإسلامي) و (المركز الإسلامي
العام لدعاة التوحيد والسنّة) و (جمعية التوحيد) وحتى
(بيرق التوحيد) و (راية التوحيد) التي يقصدون بها رايتهم
التي اختطفت شارة الإسلام. وأما كتب (توحيدهم) فلا تعد
منها: (كتاب التوحيد) لمؤسس الوهابية، و (دلائل التوحيد)،
وهناك (مجلة التوحيد) و (صوت التوحيد) و (مجلة راية التوحيد)
وغيرها.
وهناك من ينسب نفسه: (ابن التوحيد) و (بنت التوحيد)
وغيرها. وهناك مدارس تحمل إسم: (مدرسة التوحيد) أو (مدرسة
دار التوحيد) وغيرها كثير.
حسناً.. أنتم موحدون، فهلاّ كففتم سيفكم عن غيركم؟
وهلا كففتم (ألسنة موحديكم) عن الكذب والإفتراء والتكفير
للغير؟!
ماذا ستصنعون إن كان معظم العالم الإسلامي لا يعترف
لكم بأنكم ممثلين عن (الإسلام الصحيح!) وعن (التوحيد)
يا (إخوان التوحيد) والظالمين لأنفسهم ولغيرهم بإسمه؟!
|