خالد العمير
(الداخليّة) مازالت في غيّها وهي العدو!
مرة أخرى اقتيد د/ متروك الفالح من وسط مكتبه في حرم
الجامعة المصون الذي لم يعد له حرمة كغيرة من الأماكن
في هذا الوطن. لقد اعتقل د/ متروك الفالح عام 2004 م في
نفس المكان وكانت قوات المباحث تسحبه على الأرض سحباً
في مشهد يدل على حقارة مرتكبيه. كان ذنبه الوحيد أنه أراد
أن يرى هذا الوطن شامخا عزيز بين الأوطان، وطن يحكمه دستور
يحفظ حقوق الإنسان ويفصل السلطات ليعرف المواطن مالذي
له ومالذي عليه ولكن كان جزاؤه هو ورفاقه السجن. إن وزارة
الداخلية من خلال جهازها القمعي الرجعي المتخلف (المباحث
السياسية) مازالت ترتكب الحماقات في حق نخبة البلد ومفكريه،
مخالفة بذلك قوانين وأنظمة هي من سنّها، مقدمة دليلا صارخا
على أن هذه الأنظمة والقوانين قد وضعت لكي تتجمل بها إمام
العالم الخارجي، ضاربة بها عرض الحائط إمام شعبها الذي
تنتهك حقوقه صباح مساء، دون أن تخشى حسيباً أو رقيباً،
في دولة لا يوجد فيها برلمان منتخب يسأل ويحاسب.
هذه الوزارة تعتقد أنها بضربها وسجنها لرموز الإصلاح
الدستوري وسجنهم سوف تنجح في وأد هذا التيار الذي لن يزيده
قمعها وجبروتها إلا قوة وصلابة وخبرة في التعامل مع قمعها
والتخلص منه. يحدوني الأمل وأنا أرى هذا الجيل الصاعد
من الشباب الذي بدأ يتململ من هذا الواقع المؤلم على طول
الوطن وعرضه، فيا ترى مالذي تستطيع وزارة الداخلية أن
تفعله بهم؟ هل سوف تستبدل مدارسهم بسجون جديدة؟
كيف يجرؤ رجال المباحث أن ينتهكوا حرمة الجامعة ؟ ماهذه
الفوضى التي تحصل في الوطن، إلى أين تريد أن تقودنا وزارة
الداخلية؟ أقول لوزارة الداخلية شكرا لك لقد وحدتمونا
من جديد فلا تنتظري من أمثالنا أن يرونك تختطفين رموزنا
فنسكت، فباطن الأرض يومها أكرم لنا من ذلك وهذا يوم النصرة.
أنني أعلن تضامني الكامل مع رفقاء دربي وعلى رأسهم
الدكتور متروك الفالح والدكتور عبدالله الحامد وأطالب
الداخلية أن تطلق سراحهم هم وجميع الدستوريين فورا ودون
قيد أو شرط. فأنا لا أثق في القضاء الصامت على جرمكم المشهود،
وهو قد أصبح أداة في يدكم.
أدعو جميع الإصلاحيين لتوحيد صفوفهم ونبذ الخلاف وتنظيم
ذاتهم والوقوف صفا واحدا في وجه هذا القمع الذي ينال الجميع،
وأدعو جميع المثقفين الصادقين أن يتحملوا المسؤولية وأن
يطلقوا الخوف الذي قتلهم. ولتعلم وزارة الداخلية أن استبدادها
هو أكبر عدو للوطن، وأن الدولة التي لا تمنح شعبها حق
المشاركة هي دولة مليئة بالأعداء.
|