حول اعتقال د. الفالح
من يوقف طغيان جهاز المباحث؟
د. عبدالكريم الخضر
سألت نفسي ما إذا كان هذا هو الأسلوب الذي سيضل يتبعه
جهاز المباحث في اعتقال المواطنين بعمومهم، وأساتذة الجامعات
على وجه الخصوص!
لماذا إذن تشرع الأنظمة العدلية كنظام الإجراءات الجزائية
وغيرها ؟
وكيف استطاع هذا الجهاز تجاوز وانتهاك كل الأنظمة ولم
يجد من يسأله عن تجاوزاته تلك؟
وإذا كان جهاز هيئة التحقيق والادعاء العام هو المسئول
عن تطبيق نظام الإجراءات الجزائية والتأكد من صحة إجراءات
الاعتقال، فلماذا أنشئ هذا الجهاز اذا لم يكن من اختصاصه
محاسبة الأجهزة التي تخالف نظامه؟
وإذا كان هذا حال أستاذ الجامعة وصانع الرجال.. فما
هو حال بقية المواطنين من متعلمين وغير متعلمين؟
وإذا لم يكن للحرم الجامعي أي هيبة أو تقدير ـ كما
هو الحاصل في جميع بلاد العالم ـ فلماذا إذاً سمي عندنا
بهذا الاسم، ولماذا لم يسمى بالصالة أو البهو الجامعي؟
وأين إدارة الجامعة عن انتهاك حرمتها واعتقال عضو من أعضائها
في حرمها؟ وما هو الإجراء الذي اتخذته لمنع تكرار مثله
مرة أخرى؟
إن الدكتور متروك وزملاء دربه كالدكتور عبد الله الحامد
والأستاذ عيسى الحامد قد نذروا أنفسهم ليكونوا صمام أمان
أمام انتشار ثقافة العنف والإرهاب والدمار، وقد مارسوا
هذا الدور خدمة لدينهم ولوطنهم عن طريق نشر ثقافة الدستور
والحقوق والحوار البناء وثفاقة مؤسسات المجتمع المدني.
فهل هذا هو جزاء من نذروا أنفسهم للمطالبة بالإصلاح السلمي
ونبذوا العنف والإرهاب بجميع صوره؟
وهل سيظل جهاز المباحث الجهاز الذي لا يسأل عما يفعل،
وتطلق يده على كل شخص وفي كل اتجاه دون أن يسأل عن تجاوزاته
غير النظامية؟ ألم يكن بإمكانهم الاتصال عليه وطلب حضوره
إليهم، بدل من مداهمة الجامعة؟! أم أنهم ظنوا بتصرفهم
هذا أنهم يلقون الرعب في قلبه وقلوب كل من شاهدهم؟! هذه
الطريقة الرعناء لن تنتج إلا مثل تصرف المعتقل الدكتور/
متروك حيث أضرب عن الطعام والدواء حتى ولو أدى ذلك إلى
وفاته.
إنني أوجه نداءً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين... بأن
يتدخل شخصياً في وضع الأمور في نصابها الحقيقي من احترام
حقوق الإنسان وحفظ كرامتهم والوقوف أمام هذا الطغيان الزاحف
من بعض الأجهزة التي ظلت تمارس القمع، وتطال كل باحث عن
الحق والإصلاح لتبقينا بعيدين عن ركب الاهتمام بالحقوق
العامة لجميع المواطنين، ولتفرق المجتمعين على الإصلاح
الذي ينشده كل مواطن صالح لوطنه.
|