تمييز طائفي ضد إسماعيلية نجران
هيثم الخياط
في تقرير لها أعده طارق فتاح عن وضع الطائفة الاسماعيلية
في منطقة نجران، جنوب السعودية، حمل عنوان: (اسماعيلية
العربية السعودية المسلمون: هراطقة الإسلام.. أسلافهم
المسيحيون والطاغية اليهودي)، قالت صحيفة (نيويورك تايمز)
في عددها الصادر في 21 اكتوبر الماضي، أنه ومنذ أن عيّن
الملك ابنه مشعل أميراً لنجران، تغيّر الوضع إيجابياً
من جهة توقف الإهانات اللفظية وغيرها التي يتعرض لها الإسماعيليون
على يد الوهابيين. وأضافت بأن الحكومة بدأت بتنفيذ عدد
من المشاريع الاستثمارية في المنطقة مثل بناء جامعة، وإعادة
تعمير المطار، وتعبيد وإصلاح الطرق، في إشارة الى الإهمال
الذي تعرضت له منطقة نجران خلال نصف قرن على الأقل.
|
وأضافت نيويورك تايمز بأن الاسماعيليين يعبرون عن مخاوفهم
من أن رحيل الملك عبدالله، قد يؤدي الى زيادة التمييز
الطائفي بحقهم، وزيادة التشدد الوهابي والمؤسسة الدينية
الرسمية. وبدأت الصحيفة تقريرها بالحديث عن مجزرة أهل
الاخدود في القرن السادس الميلادي التي تعرض لها أسلاف
الإسماعيليين الذين كانوا يعتنقون المسيحية، وذلك على
يد حاكم يهودي طاغ عمد الى إحراقهم لحرفهم عن دينهم، كما
جاء في القرآن الكريم بحقهم: (قتل أصحاب الأخدود؛ النار
ذات الوقود؛ إذ هم عليها قعود؛ وهم على ما يفعلون بالمؤمنين
شهود؛ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).
وعن قصة الاخدود يقول كاتب التقرير بانها تمثل رمزاً مهماً
يعني ـ حسب فهم الإسماعيليين ـ انه في حال أرادت الحكومة
فرض مذهبها الوهابي عليهم، وهددت بأنها ستقطعهم إرباً
أرباً إن لم يعتنقوا الوهابية، فإنهم سيرفضون، ويتحملون
التبعات، كما أسلافهم.
وقالت الصحيفة بأن الاسماعيليين يعرفون أنفسهم بالشهداء
هؤلاء، أصحاب الاخدود، وأن الأخاديد تلك لاتزال قائمة
منذ قرون، ولاتزال تحوي عظاماً يعتقد أنها لشهداء تلك
المحرقة التي خلّدها القرآن. ويرى الاسماعيليون في قصتهم
صورة عن ما تقول عنه الصحيفة كفاحهم للاعتراف بهم كمواطنين
بلا تمييز طائفي أو مناطقي. وتنقل عن مواطن في المنطقة
قوله ان (القصة تعني الكثير لنا.. قصتنا اليوم وكفاحنا
ملهمان من قصة الشهداء الذين عاشوا لدينهم وماتوا من أجله).
ويعلق التقرير قائلا أن الحكومة السعودية المتحيّزة
للمذهب الوهابي، لا تنظر الى الأمر بهذه الطريقة، فالمكان
الذي يعتقد ان الأخدود حفر فيه، تمّ ردمه وتعبيده، فيما
لا يحتوي متحف المدينة الا على القليل من تلك القصة. ويقول
كاتب التقرير طارق فتاح بأن هذا يعكس العداء المستحكم
من جانب المؤسسة الوهابية تجاه الآثار التي تعود الى ما
قبل الاسلام. فنجران المنطقة المشهورة بسهولها الزراعية،
تعتبر آخر منطقة غزاها الملك السعودي، وعندما احتلها وعد
سكانها باحترام عاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم. لكن ابناء
الطائفة الاسماعيلية يقولون ان خلفاءه فشلوا في الإلتزام
بالعهود.
وعن التمييز الطائفي تقول الصحيفة بأنه واضح من خلال
المساجد الكثيرة، التي ابتنيت في نجران ويشرف عليها علماء
وهابيون، بالرغم من ان الاسماعيليين يشكلون الغالبية الساحقة
من سكان المنطقة (مليون نسمة). وينقل الكاتب عن مواطن
اسماعيلي قوله بأن الحكومة السعودية قامت بمنح الجنسية
ليمنيين من أجل تغيير الطابع الديمغرافي للمنطقة.
وكانت المنطقة قد شهدت عام 2000 مظاهرة أمام مبنى الإمارة،
قتل فيها ضابط شرطة سعودي اضافة الى مواطنين اسماعيليين.
وكان تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش الامريكية قد قال
ان عددا من المشاركين اعتقلوا وان 90 منهم حوكموا وتعرضوا
للتعذيب. ومع ان الوضع تحسن منذ عام 2000 الا ان التمييز
لا زال قائماً. ففي عام 2006 واثناء لقاء من لقاءات الحوار
الوطني عقده العاهل السعودي تحدثت امرأة عن مشاعر الاسماعيليين
وانهم محرمون ويعانون من التمييز، ويقال انها طردت من
عملها في مديرية التعليم فيما بعد.
|