العدد 4
المساواة في المواطنة لا شفاعة
الأمراء
لو طبّق كل مسؤول في إدارته القواعد واللوائح التي تحكم القبول في
جامعة أو الدخول إلى مستشفى أو الحصول على وظيفة أو الفوز بترقية بكل
مساواة وعدالة بين المواطنين.. هل سيكون أي مواطن بحاجة إلى شفاعة
أمير أو وزير أو وجيه للحصول على حقه الذي كفلته له مواطنته وأقرته
له أنظمة الدولة؟ وهل كان ولاة الأمر وأمراء المناطق والأمراء
والوجهاء سيجدون تلك الطوابير الطويلة التي تقف على أبوابهم طلبا
لتلك الأوراق السحرية التي باتت مفاتيح لكل الأبواب؟ إن المساواة في
المعاملة هي الكلمة السحرية لبوابة الرضا والعدالة هي النبراس الذي
يهدي إلى رقي المجتمع وصلاحه، والمواطن ليس بحاجة في كل مرة يريد
فيها أن يدخل إلى جامعة أو يحصل على علاج في مستشفى أو يجد وظيفة أن
تكون وسيلته ورقة شفاعة من أحد بدلاً من ورقة نظام تُمثّل مواطنته!
خالد حمد السليمان
عكاظ، 1/2/2003
* * *
عشر رجباً ترَ عجباً
قرأت لكم فيما قرأت، إعلانا مثيرا تطرح فيه إحدى شركات الاتصال
الخاصة خدمة الرقم (700) للفتوى وتفسير الأحلام والبرمجة اللغوية. عش
رجبا تَرَ عجبا. فالإخوة الكرام الذين ''يحرمون'' هذه الخدمة ويرونها
مدخلا للقمار وشبهة للاكتتاب في الاتصالات يقفون اليوم أمامك عزيزي
المتصل في الجهة الأخرى من الخط يستقبلون أسئلتك ويعدونك بالجواب
الشافي وكل شيء بالحساب في زمن ''البزنس''. كل ما عليك عزيزي المتصل
أن تعرف أن سعر الدقيقة أكثر من الضعف ولذلك نرجو الاختصار على الرغم
من صعوبة المهمة لمجتمع تعود على الثرثرة التلفونية. يداهمنا الجديد
فجأة دون أن نستعد له بالموقف المناسب ومع هذه الفجائية يتم التصنيف
في دائرة ''الحرام'' دون المساءلة المستفيضة. يظل ''حراما'' حتى
يتبين الأمر أو تبدو ''لبعضنا'' مصالح خاصة تستلزم ''التحليل''
والإباحة.
علي سعد الموسى
الوطن 21/1/2003
* * *
أين كان العقلاء عن الفكر المتطرّف؟
لفت انتباهي ذلك المقال الذي نشرته (عكاظ) لصديقنا الدكتور حمود
البدر، الأمين العام لمجلس الشورى، بعنوان: (ولا تسبّوا الذين يدعون
من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم). فجاءت كتابته مُتأخرّة عن
وقتها عقداً من الزمن تنامى فيه فكر التطرف حتى أوصل المسلمين جميعاً
إلى مأزق تاريخي خطير. أكثر من عقد من الزمان ونحن نسمع اللعنات
تنصبّ على الآخرين من الديانات الأخرى، أو كما وصفها د. البدر (نسمع
في خطب بعض المجتهدين دعاء على جميع المنتمين الى ملّة معينة صغيرهم
والكبير، ذكرهم وأنثاهم، مُحاربهم وعاجزهم. وفي ظني أن ذلك عدوان لا
مُبرّر له). وهل هناك مجال للظن؟ سكت المسلمون عن خطأ شتم البعض
لأديان الآخرين في قنوتهم ودعائهم وأقوالهم ظناً بأن تلك الأصوات لن
تتجاوز حدود المكان، ناسين أن ألفاظ السبّ والتحقير تُنقل الى أسماع
العالم عبر وسائل الاتصالات الحديثة بالصوت وبالصورة. الأشد إيلاماً
أنه لم يرتفع في وجوههم صوت ناصح عاقل بل تركوا لهم الحبل على
الغارب. ولقد كتبتُ عديداً عن ذلك تلميحاً وتصريحاً، فأخذتُ نصيبي من
اللوم والتجريح والتكفير.
عبدالله أبوالسمح
عكاظ 1/2/2003
* * *
التحزّم بإرادة الشعب لمواجهة الخطر
ان الرد على (المشروع الأميركي لدمقرطة المنطقة) ومن اجل مستقبل
مستقر لهذه المنطقة هو التمسك بمطلب الحوار الداخلي لا كمجرد اجراء
طارئ تقتضيه الضرورة التي قد تبيح المحرمات الى حين بل كتقليد سياسي
جديد ومقنن يعترف بوجود القوى الاجتماعية نساء ورجالاً وبحقها في
التعدد في علاقة اكثر تفعيلاً بين القيادة والمجتمع المدني بكل ألوان
الطيف في نسيجه الاجتماعي. الحوار الداخلي يعني ان يسبق اي قرارات
قيادية لقاءات لجميع القوى السياسية والمدنية والشعبية المعنية
والمشغولة بالشأن الوطني، وذلك لتشارك هذه القوى الاجتماعية قياداتها
التفكير في امر هذه المواجهة التي اصبحت تستهدفهما معا، ليكون
بالامكان وبموضوعية وعدم مجاملات او جلد للذات تدارس الطارئ والمزمن
من العوامل الداخلية والخارجية التي جرت المنطقة الى هذه المنزلة من
المهانة على النفس وعلى الاخرين، وللتشاور بشفافية ودون خشية في قول
الحق في الحلول البديلة والآليات العملية للخروج على شروط الهزيمة.
فلا بد، لابد، لابد من التحزم بارادة الشعوب لابد من عدم المضي في
سياسة تهميش دورها والتقليل من شأن رأيها في الامر.
فوزية ابو خالد
الجزيرة، 23/1/2003
* * *
لماذا يهاجر السعوديون من بلادهم؟
سعوديون هاجروا الى الغرب وآخرون يحلمون بالهجرة اليه. يمكن تقسيم
السعوديين الذين هاجروا والحالمين بالهجرة الى ثلاث فئات: سعوديون
سافروا للدراسة في جامعات الغرب وآثروا البقاء والعيش فيه على
العودة. وسعوديون سافروا ثم آبوا الى الوطن وسرعان ما حزموا امتعتهم
عائدين الى الغرب بعد ان اكتشفوا ان ما هو متوفر من فرص العيش والعمل
لا يقترب من تخوم احلامهم في الوظيفة والمستوى المادي، وسعوديون
موجودون في السعودية ولكنهم يصبون الكثير من الماء على جذور نبتة
الحلم بالهجرة. إن اسباب هجرتهم او تفكيرهم في الهجرة نابعة من
احساسهم وادراكهم بانحسار الرخاء والرفاهية عن الحياة في السعودية
وان المتوفر من الاعمال لا يحقق طموحاتهم، زيادة على البطالة
المتزايدة باطراد. ثمة نوع آخر من انواع الهجرة: وهو الهجرة
الوظيفية، وافضل مثال لها تسرب العديد من اساتذة الجامعة الى القطاع
الخاص. ليس مبالغة القول ان من الاكاديميين من يعض الاصابع ندما على
العودة من الغرب حيث الحياة الاكاديمية، وبدون حاجة الى التأكيد،
اجمل واكثر اثراء بكثير من الحياة الاكاديمية هنا، اذا اعتبرناها
حياة من قبيل التجاوز.
د. مبارك الخالدي
اليوم 26/1/2003
* * *
الإصلاح السياسي فرض عين
إن خطوات حقيقية باتجاه إصلاح الهيكل والأداء العربي ليكونا
متجانسين مع حجم التحديات والمخاطر، يجب أن تنطلق من الداخل، فلا بد
من مصالحة عربية بين الحكام والشعوب، وهي مصالحة تبدو مفقودة في معظم
الأقطار العربية. ولا بد من احترام الرأي والرأي الآخر، وإعادة
الاعتبار للإنسان وقيام علاقات تعاقدية بين الحاكم والمحكوم، وتفعيل
مؤسسات المجتمع المدني، وسيادة روح المواطنة والتسامح. إن تحقيق هذه
الخطوات الضرورية ليس بالأمر المستحيل، ويجب أن تتضافر جهود الجميع
من أجل تحقيقها إذا أردنا تجنيب سفينتنا الغرق، وإذا أردنا أن يكون
لنا مكان تحت الشمس. والمسؤولية في تحقيق ذلك شأن جماعي ليس مقبولا
فيه أن يكون فرض كفاية.
يوسف مكي
الوطن 22/1/2003
* * *
وزارة العدل ترفض الإعتراف ببطاقة
المرأة
رفض أحد كتّاب العدل قبول بطاقة الأحوال المدنية كإثبات لشخصية
إحدى السيدات وأصر على تقديم بطاقة العائلة. وعندما حاولوا إقناعه
بأن بطاقة الأحوال هي وثيقة رسمية صادرة عن الدولة لإثبات صفة
صاحبتها والتعريف بها ولا تقل صلاحية عن بطاقة العائلة، كان أشد
إصراراً على رفضها والاستعاضة عنها بالبطاقة العائلية بدعوى أن هناك
تعميما من وزارة العدل بعدم قبول العمل بها!! وإذا كانت بطاقة المرأة
لا يُعترف بها في إحدى الإدارات الحكومية وتُعامل بهذا الشكل، فلماذا
إذاً صدرت ولأي غرض يُمكن للمواطنة أن تسعى إليها؟!
خالد حمد السليمان
عكاظ 25/1/2003
* * *
ثمن الإصلاح
لا يستطيع المصلح الاجتماعي أن يرضي جميع الناس. الأخطاء التي
تراكمت خلال فترة طويلة من الزمن لا يمكن أن تختفي بسهولة وبسرعة
بمجرد أن يكتب الكاتب مقالاً أو يقدم الواعظ موعظة أو يلقي المعلم
محاضرة أمام طلبته.. إن واحدة من أهم صفات المصلح الفاعل هي قدرته
على قول الحقيقة.. فالكثير من الأفكار الإصلاحية قد لا يكون لها
شعبية بين الناس في المدى القصير لكنها مهمة للغاية في المدى الطويل.
الإصلاح له ثمن.. وثمنه قد يكون فادحاً في بعض الأحيان، وليس كل من
يملك فكراً إصلاحياً لديه القدرة أو الاستعداد لدفع هذا الثمن
الفادح.!
عبد الواحد الحميد
الرياض، 27/1/2003
* * *
الإصلاحات... فكرة للحوار عبر الصحافة
المحلية
رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن حميد نشرت له مجلة
(نيوزويك) الأمريكية حديثاً سياسياً لافتاً وضعت عنوانه العريض جملة
خبرية متحفظة قالها في الحديث: ''التغيير في السعودية قادم ولكننا لا
نعرف سرعته''. الشيخ صالح منتظر منه أن يدير دفة النقاش السياسي الذي
يموج ويمور به المجتمع السعودي هذه الأيام، حول التغييرات الإصلاحية
المقبلة. ليس من وسيلة أفضل حالياً من منابر الصحافة المحلية التي من
حقها - إن لم يكن من واجبها - توفير فرصة تداول الأفكار السياسية مع
رئيس مجلس الشورى بطريقة (النيوزويك) أو أفضل، لأن التغيير يهمنا
أكثر من قراء المجلة الأمريكية.
سليمان العقيلي
الوطن 23/1/2003
* * *
القصيمي ليس مثله ملحد!
سوف أحسن الظن بأخي هاشم الجحدلي الذي تبنى اعداد وتقديم حلقات
تتحدث عن (عبدالله القصيمي) وهي حلقات يبدو من طروحاتها انها محاولة
لتبرئته من حصاد قلمه ولسانه وكتبه المطبوعة المشهورة! ولكن محاولات
التبرئة لن تجعل قارئا مثلي لكتب القصيمي او معظمها يتجاهل ما جاء في
بعض تلك الكتب من إلحاد (قراح) لم اقرأ مثله لكاتب من الشرق او الغرب
في العصر الحديث. ومن اطلع على كتابيْ (صحراء بلا أبعاد) او (عاشق
لعار التاريخ) على سبيل المثال يجد ان القصيمي فيها قد بلغ قمة
الالحاد إن كان للالحاد سفح وقمة! والقصيمي لا يكتفي بالتشكيك في
وجود (الله) عز وجل وهو الآن عند خالقه الذي تمرد عليه!، لا يكتفي
بذلك ويعلن إعجابه الشديد (بالشيطان الرجيم) ويعتبره أعظم مظلوم
وأعجب مخلوق في التاريخ، وأول مُعارض على وجه الارض.
محمد أحمد الحساني
عكاظ 25/1/2003
* * *
موسم الهجرة من السعودية
لا أقصد هجرة العقول السعودية إلى الخارج لانني أعتقد أنها
''عقول'' وتعرف مصلحتها، فإذا لم تجد تقديراً فلمَ لا تذهب إلى حيث
التقدير! الشباب الصغار يهاجرون بحثا عن عمل، نعم... بحثاً عن عمل!،
يهاجرون من أكبر سوق عمل في المنطقة!؟، ينفون أنفسهم قسراً من أرض هي
غاية المنى لمن لا يحصى عدده من سكان المعمورة، ميدان يضم ملايين
العمالة الوافدة الحالمة بتحقيق فرصة العمر!؟. ومن قبيل الترف البحثي
في بلادنا مجرد التفكير بالعثور على أرقام عن هذا النوع من الهجرة،
فإذا كان وزير المالية لا زال يحتاج لبعض الوقت ليحدد رقم الدين
الداخلي!؟، والاختلاف على حقيقة نسبة البطالة بين السعوديين صار من
قبيل التعددية في الآراء!، اذا كان ذلك كذلك فلن نتعب أنفسنا بالبحث
عن رقم. كيف أصبحت بلادنا طاردة لأبنائها فاتحة ذراعيها لابناء
البلاد الأخرى!؟، كيف تختفي أو تخفى عن عمد الفرص عن أبناء الوطن
وتتاح لغيرهم!؟، هل أصيب شبابنا بعمى خاص جعلهم لا يستطيعون رؤية
الفرص؟، هل هذا من ضمن خصوصيتنا!؟ ما سبق وغيره مما نعرفه جميعاً ليس
حالات فردية بل هي حالات جماعية، تشير إلى ان خطط السعودة فشلت فشلا
ذريعا، وان القوى التي جاهدت لإعاقة هذه الخطط نجحت بامتياز في تحقيق
أهدافها!
عبد العزيز السويد
الرياض، 29/1/2003
* * *
الدعاة والإعتدال
ما أحلى الموعظة الحسنة. ليس كل موظف أو متخرج أو لديه نزر من
التعليم يصلح لهذه المهمة السامية، وليس كل من ارتدى مظاهر الدعاة
أصبح داعية. الأمر بالمعروف أولاً، ثم يأتي بعده دور النهي عن المنكر
ثانياً. وعندما نُشهر سلاح الغلظة والغضب والإثارة والتهويل المُفرط
عند أداء مهمة الدعوة فإننا نصيب الاهداف السامية المتوخاة في مقتل.
تجد التحريم والتكفير وتضعيف إيمان المسلم تُطلق جزافا بدون دليل
مُوثّق وبدون روية واتزان.
عبدالله الصالح الرشيد
عكاظ 26/1/2003
* * *
السعودي متهم في كل الدنيا
وصلت إلى المطار في صباح بارد ولك أن تتخيل حرارة العيون التي
أراها من حولي ولك أن تتخيل قامتي التي كانت تمشي جثة بجوار الجدار
ولك أن تتخيل أخيراً رأسي وأنا أدسه بين آلاف الوجوه، تلك التي
أتخيلها تحاكمني فقط لأنني سعودي. هذا هو الزمن يعمل دورته وهذه هي
سحناتنا وجواز سفرنا الذي رفعنا ذات يوم إلى كل مرافئ الكون تحت طائل
المساءلة، وهاأنذا أمام موظف الجوازات أقف وكأنني في مخفر للشرطة،
وهذه هي الأسئلة المريبة تطاردني من فمه وأوراقه، ولك أن تعلن لمن
حولك أنني آخر من غادر المطار وكل ذنبي لم يكن إلا لأنني سعودي
فأتحول إلى جسم ''مشبوه''. لملمت أوراقي وحقائبي من فوق ركام
''المطار'' وذهبت كما نصحتني إلى ''فندقك'' القديم. حتى هنا لم أسلم
من أسئلة الآسيوي المسلم الذي كان موظفاً للاستقبال، وقد صرت في نظره
مشبوهاً. كل حياتي هنا ليست إلا محضر تحقيق متواصل.
عبدالعزيز مسفر الموسى
الوطن 23/1/2003
* * *
نحن السبب
عندما كنت مكانكم قبل سنوات كنت أعبر المطارات والمدن برأس مرفوع
وكانت الحياة الاجتماعية أبعد ما تكون عن المساءلة. الأولى لك أن
تدرس الأسباب قبل أن تصطدم بالنتائج. أتفهم جيدا حالة ''النفور''
والعداء والرفض التي تقابلها اليوم في مجتمعات الآخر، لكنني سأصدقك
القول وسأكون منصفا إن قلت لك ولكل الذين يعيشون تجربتك الآن إن جزءا
هائلا من صورتنا ''المعكوسة'' المشوهة لم تكن لولا الاجتهاد الخاطئ
من بعض بني جلدتك ولم تكن لولا أن هذا ''البعض'' يجد التصفيق
والتهليل من بعض آخر. إنها معادلة متوازنة، فالذين يختطفون جواز سفرك
وإسلامك اليوم هم أهلك الذين جعلوا من حياتك في الغرب جحيما، هم من
أعطوا الغرب الذريعة كي تمشي ذليلا خائفا جنب الجدار حتى وإن كنت
بريئا لا دخل لك فيما يحدث. ما يحدث لك اليوم هناك ليس إلا محصلة
لحالة التأزم والتحشد التي يحياها ''الأهل'' هنا وكان الأولى بك وبنا
جميعا ونحن نرمي التهمة كاملة على الغير أن نعترف بواقعنا وأن نعود
إلى جذورنا النقية الطاهرة وأن نخلصها من براثن الاحتجاز ومن براثن
المزايدة على الدين.
علي سعد الموسى
الوطن 24/1/2003
* * *
حوار ''الداخل السعودي'' أولاً
المجتمع لا يمكنه ان يعيش ويتعايش مع لحظته الحضارية الراهنة ما
لم يؤمن بالحوار مع الذات اولا والقبول بالآخر ثانياً. المضحك حقاً
ان هناك من يدعو الى الحوار مع الغرب في ظل احداث 11 سبتمبر في حين
ان أدبيات الحوار غائبة تماما ومنذ عشرات السنين عن الفضاء الاجتماعي
المحلي نتيجة غياب تنمية هذه الادبيات وغرسها في الوجدان العام
ونتيجة غياب قيم الحوار وكيف يمكن ان تكون. ذلك ان التربية الاسرية
العائلية والعشائرية ظلت قائمة على نفي من تختلف معه والغاء من لا
يتفق معك في الرأي بل واقصاء كل ما يمت الى ما يسمى بالحوار. لكي
نحاور الآخر (الغرب) ومن يختلف معنا فيما نرى وفيما نفكر علينا في
البدء ان نتعلم ادبيات الحوار في الداخل السعودي بين مختلف التيارات
والقبول بالآخر المحلي مهما كانت درجات الاختلاف معه .
عكاظ 29/1/2003
* * *
لا للقصاص
أنا المستهلك ''المذكور'' اسمي أعلاه أتقدم بمقالي، عفواً، بطلبي
هذا إلى مقام وزارة التجارة، وألتمس منها ان توقف العمل بدراسة مشروع
عقوبة تجار الغش التي تصل إلى حد القصاص!؟. إلا القصاص!، فنحن
المستهلكين لا نؤيد قطع الأرزاق ولا قطع الأعناق، ونتمنى من مقام
الوزارة المبجل أن يسرع بإيقاف مشروع الدراسة قبل ان يصدر على هيئة
قرار وينفذ. لم نتوقع أن يصل الأمر بالوزارة الكريمة المثقلة بهمومنا
ان تفكر بحد القصاص. لم نكن في الحقيقة نعلم ان الوزارة صمتت كل هذا
الوقت لأنها مشغولة بمثل هذا الإجراء الكبير والضخم. نشكرها ونريد أن
يبقى الوضع على ما كان عليه، فهو كان مع تذمرنا وشكاوانا التي لا
تنتهي أرحم من حد القصاص. اكتب هذا المعروض وأنا وجل من ان يتأخر
وصول التماسي هذا للجهة المعنية لأننا قررنا منذ زمن بعيد أن نقتص
منكم وإياهم أمام الله تعالى يوم الحساب.
عبد العزيز السويد
الرياض، 25/1/2003
* * *
زيارة معاليه
لا أفهم ولا أظن أني سأفهم قيام (إدارة حكومية) بنشر إعلان ترحيبي
قيمته عشرون أو ثلاثون أو أربعون ألف ريال لأن معالي الوزير سيقوم
بزيارة تفقدية لها، لأن هذه الزيارة من صميم عمله وليس تفضلاً منه.
من أين جاءت قيمة الإعلان؟ هل هي من ظهر الموظف المسكين؟! أم هي من
أحد البنود المطاطة؟! أو لعلها من جيب مدير الإدارة! أظن ـ وليس كل
الظن إثماً ـ أن قيمة هذا الإعلان تم توفيرها من أحد البنود. لماذا
إن كان البند يسمح يا صاحب السعادة لم يتم صرفه في صيانة مبنى
إدارتكم المتهالك بدلاً من صرفه في إعلانات الفرحة الزائفة؟
صالح الشايجي
الوطن 22/1/2003
* * *
نعم للمبادرة الأميركية للإصلاح ولكن
كيف؟
الذين هاجموا المبادرة الأمريكية للإصلاح والديمقراطية في المنطقة
التي أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، كانوا يقرؤونها من
زاوية واحدة لا غير. أليس الأجدر بالمثقف العربي أن يدرك انه آن
الأوان للتمسك بأي مشروع يضيف المزيد من عناصر المشاركة والتنمية
والعدالة والإصلاح هو أمر لن يكون أقل سوءاً من الاحتباسات القائمة.
هل علينا أن نرفض مبادرة كتلك.. حتى لو بان لنا تقاعس أو عجز مقدميها
عن إصلاح الخلل الجوهري في علاقتهم بالعرب والمسلمين اليوم.. أم
علينا أن نقرأ مضامينها لاكتشاف حاجتنا لبعض عناصرها والاستيثاق من
أبعادها التي لا يمكن قبول توجيهها لتعطيل مقدرتنا على مقاومة مشروع
الكيان الصهيوني أو دعم مشروعات العزل عن قضايا جوهرية وأساسية. هل
علينا أن نرفض تلك المبادرة باعتبارها تدخلاً فجاً في شئوننا التي
للأسف لم نحسن ادارتها كما ينبغي أو نوعاً من استلاب شخصيتنا
الثقافية تلك الشخصية المظلومة من قبل ادعيائها واعدائها على السواء
- أم علينا ان نفحص مكوناتها، ونقبل بعض آلياتها التي تضمن هامشاً
معتبراً لتحقيق الاصلاح والتنمية والعدالة طالما لم تمس المكون
الثقافي/ العقائدي للأمة وظلت تعبر عن وسائل وآليات توصل إلى تحقيق
غايات ليس من شك انها في صلب قناعات الأمة لتخليصها من شح الاستبداد
والهيمنة والظلم. هل علينا أن نرفض المبادرة باعتبارها تدخلاً في شأن
وطني بحت لا يجوز أن تفرض عليه من الخارج خياراته ووسائل إصلاح شئونه
وحياته.. أم علينا أن ندرك ان هذا الموقف صحيح تماماً لو أن الأمة
كانت تملك الآليات والنظم التي تساعدها على تصحيح مسارها وتصويب
اخطائها وترتيب علاقاتها.. لكنها إذا كانت تعيش تحت هاجس الاستبداد
السياسي وانطفاء أنوار الأمل بتغيير ايجابي.. ألا يصبح من المقبول
هنا أن نُعير تلك المبادرات بعض الاهتمام ليس من باب القبول المطلق
ولكن من باب الشعور بأن التحول الأكثر ثقة بمستقبل مبشر هو تحول
حقيقي باتجاه اكتشاف عقدة الاضطهاد والنفي والتغييب والحجب والاخفاء
لتحل محلها قيم التسامح وعلاقات المشاركة والشفافية واحترام حقوق
الإنسان وتكافؤ الفرص ومقاومة الفساد واحترام دور المؤسسات وتعظيم
العائد من المشاركة العامة في بناء وطن المستقبل.
مع كل هذا هل نملك ان نرفض مشروعاً ديمقراطياً لأنه بلا ملامح، أو
أن ملامحه في طور التشكل؟ لعل البحث في صياغة هذا المشروع يفتح أفقاً
واسعاً لدول المنطقة لاستباق ترميم هذه الصورة على الطريقة الأمريكية
وإطلاق مشروعاتها نحو الاصلاح والتنمية والديمقراطية. من العبث اضاعة
المزيد من الوقت. أن تنقذ دول المنطقة نفسها من تجارب لا أحد يستطيع
تقدير إلى أين ستذهب بها لن يكون إلا بمعاودة البحث الجاد عن مخرج
لأزماتها من خلال طرح برامج انقاذ حقيقية على المستويات السياسية
والثقافية والاقتصادية أو الاستسلام لمشروع أمريكي بلا ملامح مازالت
الاشارات إليه تتوالى.
عبد الله القفاري
الرياض، 27/1/2003
* * *
ثقافة المتن وثقافة الهامش
ما لا مراء فيه، ولا اجتهاد معه وجود (المتن) و(الهامش) في أي
ثقافة: إسلامية أو غير إسلامية، متى كانت منجزاً بشرياً، يحكمه
التفاوت العقلي والمعرفي والتجريبي، ولكن المراء وكل الاجتهاد في
تحديد المتن والهامش، فتلك قاصمة الظهر، ومراتع الفتنة. فبعض
المنشَّئين في الحلية، وهم ألد الخصام، يرون أن الثقافة الإسلامية
بكل ما وسعت من قيم: عقدية وتشريعية وأخلاقية هي الهامش، فيما تأتي
ثقافة التمرد والانقطاع والتبعية ثقافة متن، وتلك لعمر الله بلية
البلاوي. وإشكالية (الحدية) و(القطعية) عند المتعالمين والمرجفين
ومثقفي السماع تكشف عن التسطح والتسرع وقول ما قاله النَّائين
بجنوبهم.
د. حسن بن فهد الهويمل
الجزيرة 28/1/2003
* * *
إحباط السعوديين
هل تحول ''الإحباط'' لظاهرة في مجتمعنا؟ حوار المعلم للمعلم
''محبط''، والحديث عن المؤسسة التعليمية ''دعوة للإحباط''، والنظر
لما يقدم من خدمات مقارنة بدول محيطة - أقل إمكانية - ما هو إلا
الإحباط بعينه و''أنفه وأذنه''.. إلخ. وأي حديث ''مترف'' عن التفاؤل
في ظل هكذا طرق وشوارع وأنظمة مرورية وقضاء الناس نصف أوقاتهم
''محنطين'' بالسيارات، هو حديث ''ممل'' وغير منطقي. وأي تفاؤل نتوقع
والجامعات لاتعرف طلبتها إلا ساعة المحاضرة، وقضايانا لا تناقش إلا
في الندوات والمؤتمرات الرسمية (لزوم الفشخرة)، وهل يصح التفاؤل أمام
شركة اتصالات مكلفة، وسكة حديد ''صدئة''، وغرف تجارية مغلقة، وإدارات
تؤمن ''بالورق'' أكثر من إيمانها ''بالإنسان''!.
علي الظفيري
الوطن، 23/1/2003
* * *
من يستخدم الإنترنت؟
بينت الدراسة إن 55% من المستخدمين هم ممن يتمتعون بعزوبيتهم، و
44% متزوجين، 1% مطلق، في حين أظهرت الدراسة أن الذكور بين
المستخدمين هي الأغلب بنسبة 95%. البارز في نتائج الاستبيان إن 1%
فقط من المستخدمين هم أقل من 15 سنة، و 30% تتراوح أعمارهم مابين
16ـ25 سنة، و45% تتراوح أعمارهم بين 26
35 سنة، و10% تتراوح أعمارهم بين 36- 45 سنة، و3% تتراوح أعمارهم
بين 46 - 55 سنة، و1% تتراوح أعمارهم بين 55 - 65 سنة. وهو ما يعكس
بشكل مطلق طبيعة مجتمعنا الشاب، وتشكيل الجيل الجديد في فضاء انترنت
عالمي منفتح، يسعى إلى إن يكون في الواقع نمطاً قريباً أو منفتحاً
على العالم الخارجي ويحمل بعض ملامح العصر، في اتصال حر مستمر
ومباشر، هذا المؤشر هو تأكيد جديد وواضح على أهم ملمح في مجتمعنا
الشاب الذي يتمتع بروح وطاقات جديدة، يفترض أن تقدم له فرصاً اكبر،
ومبادرات تقترب من همومه وطموحه، ومساحات أكثر حرية للإبداع والإنتاج
والابتكار، من خلال خلق وتكوين بيئة جذابة للمواهب مشجعة لها، قادرة
على صقل الامكانات واستثمارها والاستفادة من طاقات دفع قوية وشابة
للمزيد من النهوض والنمو والمشاركة والتعبير. المشجع والمهم هو
الجانب المتعلق بالمؤهل العلمي لمن شملهم الاستفتاء، حيث أظهر ان 45%
من المستخدمين يحملون التعليم الجامعي، و17% ثانوي، 31% دبلوم سنتين،
6% ماجستير أو دبلوم عالي، 3% دكتوراه، 7% دون الثانوي، وهذا مؤشر
آخر ومهم على تعلم هذا الجيل ووعيه وقدرته العلمية.
ناصر صالح الصرامي
الرياض، 25/1/2003
* * *
الأفكار المتطرفة أقل نفوذاً تحت
الأضواء
إن الساحة العربية والإسلامية مليئة بالأفكار المتطرفة من جميع
الأطراف، من الأطراف العلمانية التي تعادي كل ما هو إسلامي وتريد
إقصاء قيم الإسلام وعقيدته من حياة المسلمين وترى أن الجهاد ما هو
إلا عنف وإرهاب، أو من الأطراف التي اتخذت الإسلام كأيديولوجيا
سياسية أو تلك التي تعيش في الماضي وغالت في تطرفها لترفض التحديث
والتطور الحضاري ومنجزات التقنية المعاصرة وكل القيم والأفكار
الإنسانية التي أنتجتها الحضارة الغربية. ولمّا غاب الحوار والنقد
والمناقشة أصبحت تلك الأفكار أكثر نفوذاً وأكثر ضرراً على مكانة
الأمة ودورها الحضاري المنشود. إن ''جر'' تلك الأفكار المتطرفة إلى
الساحة ونقدها والحديث عنها يفقدها كثيرا من بريقها ويجعلها مرفوضة
من قبل الرأي العام إذا كانت بالفعل متطرفة وخارجة عن حدود القيم
والثقافة التي تسود في المجتمع في مرحلة من المراحل.
أحمد بن محمد العيسى
الرياض، 28/1/2003
* * *
التربية وفحولة الرأي
إن التعايشَ الفكريَّ مع «الآخر»، واحدٌ من أهم مؤشرات النضج
الثقافي في أيّ زمان أو مكان، غير أن الوصولَ إلى هذه المرحلة من
النضج المؤطِّرِ بثقةٍ لا يهزُّها الاختلافُ، ولا تهزمُها تعدّديةُ
الرأي يتطلبُ إصلاحاتٍ أوليةً في بنيتنا التربوية، يتقاسمُها البيتُ
والمدرسةُ والجامعة، لا بد أن «ندرب» ناشئتنا على الحوار، أدباً
وممارسةً، وأن ننقّي أذهانهم من نزعة «الفحولة» في طرح الرأي
والإصرار عليه، وتغيب أو تهميش الرأي الآخر، وتحقيق ذلك لا بد أن
يمررّ عبر بوابة التربية.
عبد الرحمن السدحان
الجزيرة، 20/1/2003
* * *
وطن متماسك بالإصلاح السياسي
لغة ما يسمى بالاصلاح التي تتضح في الخطاب السياسي والاعلامي في
المملكة ينبغي ان تكون هي المنظومة الكاملة التي يتم من خلالها
وعبرها التوجه الى المستقبل بإنسان جديد ومجهز للدخول في فضاءات هذا
المستقبل بأسلحة العلم والمعرفة والوعي بمتغيرات الراهن بكل تحولاته
السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وبوطن حضاري متماسك اكثر
انفتاحاً على العالم لا أكثر انغلاقاً وانكفاء واكثر ظلامية كما يتضح
ذلك في بعض شرائح المجتمع. ولا أظن ان هناك مواطناً صاحب ضمير حي
يمكن ان يكون ضد مرحلة الاصلاح التي يرى الأكثر من المثقفين والنخبة
في هذا الوطن انها هي الحل الأمثل والناجع للخروج من الكثير من
المآزق الاجتماعية والاقتصادية. إن مفهوم الاصلاح يعني المزيد من
الشفافية والمزيد من اقتحام مشاكلنا واخطائنا بعقل شجاع وروح جسورة
ووثابة اما التعامل مع هذه المشاكل وهذه الاخطاء بمواربة وعدم اقتراب
من المقدمات ثم النتائج التي أدّت الى مزيد من المآزق الاجتماعية
فهذا يعني بالمقابل بقاء الحال على ما هو عليه وعدم محاسبة المخطئ
وتزداد الحالة الاجتماعية العامة تردياً وانغلاقاً وبالتالي سوف
تزداد مساحة الاحتقان وهو ما يجعلنا نذهب بعيداً في الوعي بالمقدمات
الأولى التي نراها اليوم والتي سوف تدخلنا في بوابات المستقبل إما
بوطن قوي ومتماسك وحضاري ومنفتح وانسان اكثر قوة وتماسكاً وتحضراً
وانفتاحاً او باهتزازات أرى ويرى غيري ضرورة الانتباه لها والتنبه
لما سوف تؤول اليه.
احمد عايل فقيهي
عكاظ، 30/1/2003
* * *
الإصلاح والمثقف وتغيير الجمهور
طالما أن المثقف لدينا لا يستطيع تسمية الأشياء بأسمائها خوفاً من
رقابة الجمهور الخانقة ومجاملة للرأي العام، فيلجأ في خطابه إلى
إتقان فن المراوغات والحيل الكلامية التي تفهم بأكثر من وجه، فيجب
ألا نفرط في التفاؤل بانتظار تغييرات بدأ يشعر الجميع بضرورتها، مع
عدم اتفاق على ''كيفية التغيير'' إذ هو السؤال الأصعب والأكثر
تحدياً. تتسرب في مثل هذه الأيام أحاديث جانبية تترقب تغييرات بدعوى
وجود بيان هنا أو هناك يقوم به مثقفون! السؤال السهل الذي يناسب
توجيهه هنا إلى من نختلف معه في ترتيب أوليات الإصلاح الاجتماعي
والسياسي، طالما أن البيانات أصبحت بمثل هذه السهولة وتجميع توقيعات
مختلفة من هنا وهناك وليس أمامها صعوبات تذكر، فلماذا لا نجد بياناً
موجهاً لهذا الجمهور لتواجه النخبة من أهل العلم والفكر وأصحاب
الأقلام الثقافة السائدة، تحدد من خلالها وبوضوح أفكارها الموجهة
إليه وتقيس من خلالها مدى تفهمه لقضايا متشعبة ثقافية واجتماعية
وسياسية وأحكام شرعية لم تحسم نهائياً في ذهنية رجل الشارع؟ لماذا
يريد المثقف الاختباء خلف السياسي ليواجه هو الجمهور وغوغائيته الذي
ندرك سهولة تهييجه حول أية قضية وما يترتب عليه من تعثر لأي مشروع
إصلاحي. لا أحد ضد أية خطوة للتغيير والإصلاح والتسريع بها... لكن
هناك شيئاً اسمه نكسة يأتي بعدها عندما لا تتحقق الشروط في البيئة
التي تحدث فيها خطوة التغيير، وكل تغيير إيجابي حصل في مجتمعات
متعددة كان لا بد من أن يسبقه لبعض الوقت خطاب مكثف للجمهور ومحدد
المعلم وواضح الأوليات يشير إلى منطقة الاتفاق ومنطقة الاختلاف
والاجتهاد، فالإصلاحات ليست فقط قرارات فوقية.. الحل يبدأ أولاً
بتغيير هذا الجمهور.
عبد العزيز الخضر
الوطن 29/1/2003
* * *
سوء الأوضاع وتزايد حالات الإنتحار
انتحر مواطن خمسيني بشنق نفسه والرجل له زوجتان وستة أولاد في
المذنب، وانتحرت فتاة عمرها (16) عاماً بحوطة بني تميم قبل زواجها
وذلك بإطلاق رصاصة على رأسها من سلاح ناري، وعثرت الجهات الأمنية في
محافظة المخواة بمنطقة الباحة على مواطن (قتل) نفسه في أحد الأودية
ويبلغ المنتحر (60) عاماً، وأقدمت إمرأة مسنة في إحدى قرى الباحة
أيضاً على طعن نفسها بسكين في محاولة (إنتحار) فاشلة، ولقي شاب عمره
(37) عاماً متزوج وله ثلاثة أولاد حتفه بطلق ناري من مسدس في عملية
انتحار في محافظة المذنب بمنطقة القصيم، وحاول شاب في الثلاثين من
عمره الانتحار بإطلاق النار على نفسه جنوب محافظة الطائف! كانت تلك
عناوين أخبار نشرتها صحيفتنا (الرياض) في مدة أسبوعين فقط عن حالات
الانتحار التي حدثت خلال تلك المدة القصيرة في عدد من مناطق المملكة
وقد لا تكون هذه كل الحالات أو المحاولات. تزايد حالات قتل النفس في
الآونة الأخيرة ينذر بتشكّل ظاهرة تستدعي الوقوف عندها طويلاً ودراسة
أسبابها.
عبد الله الكعيد
الرياض، 23/1/2003
* * *
الأنظمة المثقوبة
نتجاوز المسلمات التالية: لا قيمة للنظام إذا لم نزرع هيبته
واحترامه في قلوب الناس - كل الناس، خرق النظام ولو بحالة واحدة غير
مبررة لا يختلف عن خرقه بألف حالة، وأخيرا، أوجدنا النظام ليقينا بأس
بعضنا. يتحايل الناس على القوانين والأنظمة عندما تكشف لهم الممارسة
الطويلة ما في هذه الانظمة من ثغرات وفجوات، حيث يبدأ عندئذ
المستفيدون من النظام في لي أعناق نصوص مواده لتخدم أهواءهم الشخصية
ولتعطيهم حق المرور من خلال الفجوات «النظامية» التي اكتشفوها أو
أحدثوها في النظام، الأمر الذي يطمئنهم بأنهم أصبحوا في مأمن من
المحاسبة. في مثل تلك الظروف يعض المستفيدون من هذه الأنظمة عليها
بنواجذهم لكي تبقى.
د. عبد العزيز بن سعود المعمر
الجزيرة، 26/1/2003
* * *
اهتضام الضعيف
كما هو ديدن المؤسسات التي تضرب بيد من حديد على أصحاب الأيدي
الضعيفة وتخشى ذوي الايدي القوية والطويلة فهي بدلاً من مجابهتها وكف
يدها عن انتهاك القانون تبادر إلى مصافحتها وعلى قول المثل (يا حظ من
له في القوم يد ابن عم) وقد اضفت (يد) هذه من عندياتي حتى يتناسب
المثل مع الموقف..!! وهذه هي حال مكتب العمل حيث يده طويلة على
المؤسسات الصغيرة وأصحابها البسطاء وتقصر تلك اليد على (الهوامير)
والشركات العملاقة والبنوك.
عبد الله الكعيد
الرياض، 21/1/2003
* * *
مراجعة الذات
قامت الحملات الإعلامية ضد المملكة على قاعدة أننا شعب يعيش حالة
يأس تفرخ الإرهاب.. فالبطالة متفشية رغم ثراء البلاد.. والمرأة
محرومة من حقوقها الإنسانية.. ومناهجنا لا تخدم سوق العمل.. وإسلامنا
لا يعترف بإنسانية الآخرين.. وصدقاتنا تصل الى المنظمات الإرهابية..
مثل هذه الأقوال سواء جاءت من امريكا او من غيرها لا بد من مراجعتها
وتشريحها واحدة واحدة.. وخير وسيلة الى ذلك هو الحوار الجريء الأمين
الصادق الصريح وليكن في مجلس الشورى مثلاً فما كان سليماً من امورنا
أبقينا عليه.. وما يحتاج الى تطوير او تعديل نطوره ونعدله.. وهذا هو
عين الحكمة والمنطق.
ناصر المطوع
الجزيرة، 23/1/2003 |