العدد 12
فشل الخطاب السلفي
لم يستطع التيار الديني صناعة خطاب وتنظير يؤسس للاعتدال إزاء
القضايا الشائكة والمعلقة. إن آلية التعامل التي نجدها هنا اتخذت إما
طريقة الصمت وتجنب الحديث العلني عن هذه الموضوعات تجنبا للفتنة، وهي
سمة يضعها البعض لمن اتصف بالاعتدال، وهي ثقافة لا تكتسب إلا من خلال
دائرة ضيقة لمن يحتك مباشرة بنوعية خاصة من العلماء وطلبة العلم، وهي
لن تتاح للجميع مع توسع الخطاب الإسلامي وكثرة المتحدثين باسمه، أما
من يتخذ طريق المواجهة والصدام بناء على هذه الموضوعات ويقدم حججه
العلمية ليحرج أقرانه من العلماء فيوضع عادة في سياق التطرف. لماذا
يحدث مثل هذا وتنعدم سيطرة المعتدلين من أهل العلم والتدين على إقناع
مخالفيهم الذين يرون شرعية المواجهة والصدام وإنكار ما يرونه منكرا
علانية وعدم السكوت وإثارة المجتمع من أجل ذلك.
الثقافة الإسلامية عموما لم تتعود التنظير إلا داخل ما تراه صوابا
(مباحا) أما التنظير داخل الخطأ (المحرم) فتمتنع عنه خوفا من إعطائه
مشروعية مع أن التفكير داخل هذا النطاق له مبرر شرعي لتقليل حجم
المفاسد، ولهذا يفتقد العقل الإسلامي مهارات هامة توسع من أفقه لأنه
تورع عن التفكير داخل منطقة الخطأ الذي يراه لأنه يظن أن كلمة حرام
تعفيه عن المسؤولية الدينية والتاريخية.
عبد العزيز الخضر
الوطن، 24/9/2003
* * *
بكالوريوس عاطل يا وزارة التخطيط
كيف تزعم الوزارة أن لها خطة محكمة كل خمس سنوات، ونحن كل خمس
سنوات تتفاقم مشكلاتنا، وتزيد أعباء الدولة ؟ وكثير من المشروعات
التي تقيمها القطاعات الحكومية - يغلب عليها - الفعل ورد الفعل؟ مرت
سنوات وسنوات ونحن نتابع في وسائل الإعلام تصريحات الوزارة عن خططها
في تجسير التناسب ما بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل الخاص،
ولم نر ثمة تناسب ولا يحزنون! ظلت الجامعات السعودية تقبل الطلاب
بعشرات الآلاف في التخصصات النظرية والتربوية، وتخرجّهم كل سنة، كيما
يحظوا بلقب (بكالوريوسي عاطل)، إذا ما أضفنا إلى ذلك، أن الأقسام
النظرية في الجامعات السعودية - والتي تخّرج عاطلين عن العمل سنويا
بامتياز، مازالت باقية على حالها منذ عقود، ولم نر خطط الوزارة في
التناسب المزعوم؟ أليس غريبا يا وزارة التخطيط والاقتصاد - لا توجد
عندنا منطقة تجارة حرة، ولا منطقة للإنترنت والتكنولوجيا، ولا منطقة
متخصصة للصناعات المعاصرة، ولا مناطق جذب استثمار خارجي ولا ... ولا
... على كل المساحة الشاسعة في هذه البلاد القارة؟ لم نجد على أرض
الواقع أية خطط للوزارة للحد من ظاهرة البطالة والعطالة في السعودية،
ولا خطط لتوفير فرص عمل للمرأة، ولا خطط للحد من استقدام الأجانب
للعمل في القطاع الخاص، ولا خطط للتعليم ليتحول إلى صناعي أو تقاني،
ولا خطط لتوطين رأس المال الأجنبي في بلادنا؟ أليس من المفارقة أننا
البلد الوحيد في العالم الذي يصّدر رؤوس المال إلى الخارج ولا
يستوردها، أو حتى التخطيط لاستيرادها؟
غازي المغلوث
الوطن 22/9/2003
* * *
الرقم يا معالي الوزير ليس صحيحاً
الرقم يا معالي الوزير ليس صحيحاً كليات البنات قبلت معدلات 84%
علمي بنظام الانتساب وفي كليات أدبية. والجامعات قبلت طلاباً وطالبات
بمعدلات 92% علمي (طبيعي) بكليات أدبية وبتخصصات غير مرغوبة من سوق
العمل، فهل هذا الذي قلت عنه يا معالي الوزير وقالت عنه التوجيهات
السامية وتشكلت بموجبه لجنة عليا والتي انبثق عنها لجان فرعية وقدمت
دراسات وخرجت بتوصية: التحسين النوعي في برامج التعليم العالي. هل
انتهت التوصيات الى الحديث عن الاستيعاب فقط عبر تحويل الطالبات الى
نظام الانتساب بكليات البنات وتحويل الطلاب أصحاب التخصصات العلمية
ومعدلات تجاوزت 92% الى كليات أدبية وتخصصات لا تتوافق وسوق العمل
وحاجة المجتمع؟
عبد العزيز الجارالله
الرياض 30/8/2003
* * *
من غرائب التعليم
اتضح بشبه إجماع أن البيئة المدرسية لا توفر أبسط مقومات السلامة
أو الوقاية ناهيك عن الجو المناسب لاستيعاب الدرس. لم يدر بخلدي قط
أن بناتنا أثناء فترة الاختبارات يتم إخراجهن من الفصول وإنزالهن
للساحة ويتركن في الشمس حتى لا يكتبن على الطاولات! هل يعلم الوزير
أن 90% من الطالبات في المدرسة الحكومية لا يستخدمن دورة المياه في
المدرسة مهما كان السبب لأنها غير مناسبة لدخول البشر ولا تحقق أبسط
احتياجات الطهارة ناهيك عن النظافة والصحة، ولأنها أيضاً لا تحقق
الستر ولا الخصوصية بسبب عدم إمكانية غلق الباب أو حتى سده! يقول
العديد منهن أنها تفضل التحجج بأية حجة للغياب أو التمارض للخروج من
المدرسة إذا علمت أنها ستحتاج إلى دورة المياه!
محمد الأحيدب
الرياض، 15/9/2003
* * *
تداعيات أحداث 11 سبتمبر على المجتمع
السعودي
أحدثت أحداث 11 سبتمبر تداعيات سلبية كثيرة على المجتمع السعودي
أهمها اتهامه بالإرهاب ومساندة الإرهابيين، والحد من إسهاماته الخيرة
في الدعوة إلى الله، بالإضافة إلى حرمان السعوديين المضطرين للعلاج
والدراسة. لقد ساهمت أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من أحداث في مدينة
الرياض إلى بث الرعب والخوف في نفوس الأطفال والكبار والرجال والنساء
هنا والذين لم يعتادوا على مثل هذه الجرائم الشنيعة. كذلك لا ننسى ما
تسببت به هذه الأحداث من عزوف الاستثمارات الأجنبية بالمملكة وهروب
بعض الاستثمارات القائمة، ناهيكم عن الآثار النفسية كالخوف والقلق
والاكتئاب الذي أصاب بعض المواطنين والمقيمين من جراء تلك الأحداث.
عبدالله الفوزان
عكاظ 20/9/2003
* * *
آلية بنك التنمية العقاري
(بنك التنمية العقاري) لم يعد يحمل مفهوم المفردة الحضارية التي
وضع من أجلها، وهذا كغيره من منشآت متعددة، مرجعيته هي عدم التواكب
مع المتغيرات التي طرأت على المجتمع خلال عقود من الزمان. المطلوب هو
أن يتولى البنك نفسه مسؤولية استقطاع أراض ومساحات من المدن ليقيم
عليها مباني حسب نماذج متعددة تتلاءم مع طبيعة المجتمع، أشبه
بالمجمعات السكنية، ويتم تسليمها للمواطن حسب رغبته وحاجته ويستقطع
القسط الشهري من راتبه مباشرة.
أنمار مطاوع
عكاظ 22/9/2003
* * *
وضوح تام!
ارتفع عدد قضايا المخدرات التي تم ضبطها في السعودية خلال العام
الماضي إلى 16.3 ألف قضية! أي بنسبة ارتفاع 33.7%. معلومة ثانية
تقول: بلغ عدد مرضى الإيدز المسجلين في المملكة حاليا 800 مريض،
بينهم 160مواطنة مصابة بمرض الإيدز! المعلومة الثالثة تقول: إن عدد
الحالات السرطانية المكتشفة داخل السعودية ما بين عام 1999 و2000 بلغ
14557 حالة، وإن أكثر الأنواع انتشارا بين الإناث هو سرطان الثدي
بنسبة 9.49% وبين الذكور هو سرطان الكبد بنسبة 6.9%!
صالح الشيحي
الوطن 22/9/2003
* * *
أهمية الانفتاح الفكري للخروج من مأزق
الصحافة المقننة
أحياناً يتم التعبير عن الخلاف الفكري، والرأي المضاد، في الصحافة
المقننة، بنوع من الحياء، فيتجه الناس نحو ساحات الحوار على
الإنترنت، وفي بعض الدول الخارجية، يتجه الناس للمسيرات الشعبية،
المفتوحة أو المنضبطة، حسبما تسمح به القوانين الداخلية للدولة. لكن
للأسف قد ينحرف هذا التيار المعارض ليصبح مادياً، أو هادماً عندما
نبالغ في ممارسة طقوس الصحافة المقننة. علينا اليوم إعطاء المزيد من
الضمانات على حرية الكلمة، ومزيد من قنوات التعبير عن الرأي الآخر،
أو حتى عن آرائنا الشخصية التي قد نتفق أو نختلف عليها، نحن بحاجة
لتقليل دور وأهمية الصحافة المقننة، هناك كثير من الأخطاء لا يمكن أن
تكتشف دون الرأي الآخر، وهناك أخطاء سنعاني منها جميعاً إذا لم نستمع
لرأي مخلص معارض، بشرط أن يكون النقد بناءً، وموضوعياً، وعندما يكون
الحوار كلمة بكلمة، وحجة بحجة، فنحن في أمان، واستقرار اجتماعي يلغي
الحاجة لاستخدام العنف، أو الشتم، أو حتى الاعتداء الشخصي.
مازن عبدالرزاق بليلة
الوطن، 20/9/2003
* * *
لنثبت عدم تمييزنا ضد المرأة
إذا ما أردت التعرف إلى مأزق وضعية المرأة السعودية، فما عليك إلا
أن تعلم بأن مؤسسة تعليم البنات، هي وحدها التي تقوم بتعليم المرأة
وتوظفها.. وتشرف على قضاياها الاجتماعية!.. في حين ينبغي أن تتحول
المهمات المتفرعة عن تعليم البنات، إلى مؤسسة أخرى تناط بها شؤون
المرأة.. هذا ما دعوت إليه قبل سنوات باقتراح وزارة لشؤون المرأة،
تتحقق من خلالها الإدارة المباشرة، بطواقم متميزة من الأكاديميات
والإداريات. ولعلي هنا أذكّر الصديق الدكتور محمد الأحمد الرشيد وزير
التربية والتعليم، عن عهد قطعه على نفسه! بعد التجديد الثاني له،
بأنه سيسعى إلى تعيين نائبة له، تشرف على قطاع تعليم البنات بالمرتبة
الممتازة. إن ذلك لو تم، لعمل على مسح صورتنا النمطية، المثبتة في
الدوائر السياسية والإعلامية العالمية، بأن المملكة تمارس تمييزاً ضد
المرأة.. في حين أن المملكة قد وقعت على وثيقة في الأمم المتحدة على
عدم تمييزها!
محمد رضا نصر الله
الرياض، 21/9/2003
* * *
افتتاح جامعة في اليوم الوطني
أن يتحول اليوم الوطني إلى برامج إعلامية وتذكير بالمشاريع
السابقة والحديث عن مشروعات استنفدت غايتها وأصبحت جزءاً من الماضي
لا امتداد لها فهذا لن يضيف أي رصيد لليوم الوطني ولا يعزز المواطنة
لدى الأفراد بالصورة التي يأملها المخططون للإعلام. هذا الجيل يحتاج
إلى جرعة وطنية لأنه يأتي بعد جيل التأسيس وبالتالي يحتاج إلى ضخ
كمية مكثفة من جرعات حب الوطن لذا لابد أن نلامسهم بمشروعات تفتح لهم
آفاقاً جديدة وتكرس الجانب الوطني وتعمّقه لديهم، وبالتالي ربط بعض
المشروعات القومية والوطنية باليوم الوطني ليكونوا أكثر اقتراباً
بدلاً من أن تمر هذه المناسبة بلا أي وعد أو أمل أو أي هدية.
عبد العزيز الجار الله
الرياض، 22/9/2003
* * *
في طابور الانتظار
وقفت طويلاً في طابور الانتظار بمطار الملك عبد العزيز بجدة كي
أسجل اسمي ضمن قائمة الغلابة الباحثين عن مقعد سفر إلى الرياض.
اكتشفت بعد ساعة كئيبة من انتظاري أننا في المملكة نتميز بميزة
(خاصة) يمكن أن تدعم موقف دعاة (الخصوصية) السعودية من جهابذة الخطاب
البليد في صحافتنا الموقرة وهي أن طوابير الانتظار عندنا تدفعك
للوراء بدلاً من أن تأخذك إلى الأمام. كانت جموع المنتظرين في المطار
تتدفق نحو الموظف الوحيد القابع خلف زجاج سميك لا يأبه بأحد. أنتظر
أن أتقدم إلى الأمام، نحو الزجاج السميك، فأجدني أتراجع كل دقيقة
خطوتين للوراء حتى اصطدام ظهري بالجدار الخلفي ولم ينفع صياحي: يا
هوووه.... يا عالم.... يا ناس! مخطئون نحن الذين نتسرع في شجب ردود
أفعال الناس دون أن نحاول قراءة أسباب غضب الناس وما يقف خلف
أفعالها. سمعت شابا غاضباً لم يخش أن يعبر عن غضبه علناً وهو يصرخ
''يجيلكم يوم يا ...!'' وآخر يشتم الخطوط السعودية وكل من ينتمي لها.
وثالث، على هاتفه الجوال، يقسم أن له يومين في المطار.
سليمان الهتلان
الوطن 18/9/2003
* * *
التوالد الأرنبي.. والعتب على الحبّة
الزرقاء!
إذا صح أن نسبة زيادة المواليد بالمملكة تُعدُّ أعلى النسب
ارتفاعاً في العالم من واقع الإحصائيات الدقيقة والتي تقول إن نسبة
التوالد في مدينة الرياض وحدها وصلت إلى حوالى 9%، وهي نسبة خطيرة
بكل المقاييس- فإن ذلك ينبغي ألا يقابل بالصمت، خاصة إذا علمنا أن
نسبة من هم أقل من (15) سنة تعادل نصف سكان البلاد. لماذا لا ننبه
الناس إلى أن زيادة النسل تعني نشوء طبقة الفقراء والمعدمين ونشوء
التمايز الاجتماعي الذي يؤدي بدوره إلى نظرات الحقد والغبن والانحلال
حتى! لم يعد يؤرقنا غير أن نتباهى بفحولتنا التي تزف لبلادنا مع كل
صباح طازج (1720) فماً حتى ولو كانت تلك الفحولة من صنع الحبة
الزرقاء (اللعينة)!
تركي العسيري
عكاظ 26/9/2003
* * *
الأمن الإنساني
تحقيق الأمن الإنساني بكل أبعاده وصوره يعد الدعامة الأولى (للأمن
العام) بمفهومه التقليدي إن لم يكن شرطاً له.. فصيانة الحريات العامة
واحترام الإنسان والدفاع عن حقوقه هي خط الدفاع الأول أمام الأمن
الوطني.. وتبقى الحقوق.. هي حجر الزاوية للأمن الإنساني لما تنطوي
عليه من قيمة إنسانية رفيعة ولما تحققه من عدالة اجتماعية مبتغاة.
عيسى الحليان
عكاظ 28/9/2003
* * *
مسكينة أنت أيتها المناهج
المبدأ المنصف الذي ينطلق منه دعاة تطوير المناهج يكمن في الرغبة
في أن تساير هذه الكتب استحداثات العصر مع الاحتفاظ بكل ثابت مقدس لا
يمكن المساس به. غير أن الثابت في نواميسنا الاجتماعية والثقافية
كلمة مطاطية لا تعرف حدوداً حتى صارت كالمظلة التي يسحبها من شاء إلى
دائرته حتى توسع ''المقدس'' بشكل أفقده اللب والجوهر. صار فينا من
يعتبر أدب الصعاليك وسيرة ''المرقِّشين'' و''النابغتين'' شيئاً من
جلال اللغة وخلودها وصارت معرفة حدود دول مثل مالي وجيبوتي مطلباً
على تلاميذنا من باب أخوّة الدم والعقيدة. 87% من طلابنا في الثانوية
العامة لا يعرفون حدود بلدهم لأننا بالغنا على سبيل المثال في سرد
البلدان، وسوادهم الأعظم ينتهي من المرحلة الثانوية وهو عاجز عن
كتابة مقال وصفي بسيط، فأين ذهبت كل هذه الكتب والحصص؟ حشف وسوء كيل.
علي سعد الموسى
الوطن 17/9/2003
* * *
الأعلى عالمياً: مبروك عليكم!
المسكن السعودي هو الأعلى تكلفة في العالم، لا تفرح يا صديقي!،
فهو أيضا الأقل عمراً افتراضياً. أقول لا تفرح لأنه قبل سنوات كانت
صفة الأعلى والأكثر تكلفة والعالمية تجعل إعلامنا وكثيراً منا يرقصون
طربا وبلغة السامري كانوا ''يستنزلون''! في نشوة عارمة، أتذكرهم
وكأنهم أمامي، الآن اختلف الحال فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه
سواه. ملتقى المسكن الاقتصادي المنعقد في الرياض، توصل إلى نتيجة
الأعلى تكلفة والأقصر عمراً، لنقل إنه أعلن رسميا ماكان يعرفه
المواطن ويشتكي منه منذ بدأ الصندوق العقاري أعماله، احتجنا لكل هذا
الوقت الطويل للاعتراف الرسمي، فهل سنحتاج إلى مثله للعمل على
إصلاحه!؟
عبد العزيز السويد
الرياض، 27/9/2003
* * *
تبادل الأدوار والحلول لمشكلات المرور
تعتبر السعودية حالياً في مقدمة دول العالم من حيث الاستنزاف
البشري والمادي نتيجة لحوادث السيارات. المملكة تتفق متوسط ما مقداره
سنويا (13) مليار ريال سعودي على استيراد مختلف الأنواع من السيارات
وقطع غيارها. إضافة إلى ذلك قرابة ضعف هذا الرقم ينفق سنوياً نتيجة
لما يقع من حوادث السيارات، وتلك المبالغ مجتمعة تعادل ما ينفق على
الميزانية السنوية المخصصة للقطاعات الصحية والتنمية الاجتماعية. أما
الجانب الإنساني فالخسارة أكثر وأعظم حيث تستهدف تلك الحوادث
الإنسان، حيث أشار التقرير الإحصائي للإدارة العامة للمرور لعام
1423هـ أن مجموع الحوادث المرورية بلغ 223،816 حادثاً، وأن من بين
المصابين في تلك الحوادث نسبة 11% تقل أعمارهم عن 18 عاماً وأن نتائج
هذه الحوادث وما ينتج عنها من إصابات سنوياً تتسبب فيما يقارب 2000
مصاب ينتهون بإعاقات دائمة وملازمة لهم مدى الحياة.
عبد الجليل السيف
20/9/2003
* * *
كارثة الحاير: مدائح للفاشلين، ومذمّة
للضحايا
قال مدير عام السجون بالمملكة: ''لقد تم التعرف على جميع المتوفين
(...) وهناك معلومات مفصلة لدى العاملين في الإصلاحية يتم بموجبها
إبلاغ أسرهم''. كنت أتمنى ألا يشيد اللواء بجهود رجال إصلاحية الحائر
ولا غيرهم في الإنقاذ والإسعاف، فمثل هذه الكارثة المروعة لا تحتمل
مثل هذه المدائح، فهي فيما يبدو تنطوي على إهمال وتقصير واضحين سواء
كانت بفعل فاعل، أو بماس كهربائي، أو من جراء عقب سيجارة سجين!،
فالحريق أفضى إلى الفتك بسبعة وستين إنسانا!
قينان الغامدي
الوطن 17/9/2003
* * *
رسالة المنبر
لعل المتغيرات الراهنة في شتى أنحاء العالم تلقي بظلالها علينا
سلبا كان ذلك سلباً أم إيجابا وتدفعنا بقوة الإرادة إلى مراجعة
أنفسنا والوقوف على أخطائنا والاعتراف بها ومن ثم معالجتها بطريقة
جريئة ذلك أن الأخطاء إذا تراكمت وسكت عنها أصحاب الشأن صارت أعباء
تصعب إزالتها. قرار وزير الشؤون الإسلامية بمحاسبة التجاوزات
المنبرية قرار شجاع وقوي. إن كثيرا من خطبائنا اختزلوا الإسلام في
(السياسة والعبادة) ونسوا مساحة واسعة من هذا الدين! قبل عدة سنوات
كنا نعاني من اقتصار المنبر على أمور العبادات دون التطرق للمعاملات
أو السلوك والروحانيات ثم عادت المشكلة بثوب آخر. صرنا نطالب
بالتوازن في موضوعات المنبر لأننا أصبحنا سياسيين أكثر من الساسة
أنفسهم.
خالد عبد الله المشوح
الوطن 15/9/2003
* * *
صورتنا من الداخل .. عناوين صاخبة!!
الجميع الآن يدرك صورتنا من الداخل، مشكلتنا لم تعد في القدرة على
التحليل أو التشريح أو صوت النقد. لا بد وأن نكون تجاوزنا هذه
المرحلة. أو لا بد وأن نفعل.. مشكلتنا مع القادم كيف يكون متى وأين
وكيف نتصارح على البداية. على سلم الأولويات وترك استراتيجية
المراهنة على الوقت.. أو على بعض الوقت؟!
ناصر الصرامي
الرياض، 27/9/2003
* * *
حتى لا يصبح الحوار خواراً!
كيف يُرجى أن تنجح الدعوة للحوار وأن تكون لدينا حياة فكرية حافلة
بالآراء المتعددة ونحن ما زلنا على ما نحن عليه في النمط الذي نتبعه
في أسلوبنا الخطابي أثناء الحوار؟ ما نتبعه من أسلوب في التحاور يتسم
غالباً بشيء من غلظة تجرح مشاعر الآخر، فليس نادراً أن نصف في خطابنا
الرأي الذي لا نوافق عليه بالسذاجة أو قصر النظر أو الخلو من الصواب،
وهي صفات تقلل من قيمة صاحب الرأي فيُستثار، وما لم يكن قوي الأعصاب
شديد الرزانة قادراً على التحكم في انفعالاته فإنه قد ينجرف إلى
الدخول في مهاترات بدلاً من محاورات لينقلب الحوار إلى (خوار).
عزيزة المانع
عكاظ، 6/9/2003
* * *
القبليّة لا تنتهي بحذف الإسم
لابد لنا من مضاعفة الجهد لترسيخ اللحمة وتوثيق الالتحام ومحاربة
كل سبب يؤدي إلى خلخلة الترابط المتين. ومن أهم الأسباب نبذ العنصرية
والإقليمية والأنانية بكل الأشكال والألوان.. وفي هذا الإطار دعوت مع
المخلصين الغيارى ولا أزال إلى إسكات الأصوات الناشزة التي تحاول
النيل من هذه الوحدة وتطهير الأجواء من جراثيم الفتنة والبلبلة.
وأتطرق إلى ظاهرة متوارثة من الانتماء للعشيرة أو القبيلة والحنين
إلى التراث... حينما يصر المواطن على الانتساب في آخر اسمه لقبيلة ما
ويكون ذلك سبباً في التكرار والازدواجية. ناديت في مرحلة استبدال
دفاتر حفائظ النفوس القديمة بالبطاقات الحديثة (الممغنظة) باستبعاد
القبيلة من الأسماء والاكتفاء بالاسم الرباعي ولقب العائلة أو الأسرة
فقط. عندها نقرأ أسماء أبناء الوطن الواحد متجردة من العصبيات
والعنعنات والعنتريات والقبليات التي عفا عليها الزمن... ولا تثير
إلا الإحن والشجن.
محمد الحميد
الوطن 14/9/2003
* * *
11/9 يوم هزّ السعوديّة
بفضل اجتهادات الحادي عشر من سبتمبر دخلت مؤسساتنا الخيرية
ورجالها تحت طائل الشبهة. لا في الغرب فحسب، بل حتى بيننا. صار بيننا
للأسف الشديد اليوم من رجال الأعمال من يضرب ألف حساب قبل الدفع
بريال واحد في عمل خيري وصار بيننا منهم أيضاً من يشكك في أهلية
بعضنا حتى لتوزيع زكاته من أولئك الذين اعتمد عليهم في فترة سابقة.
فقدنا الأمان في كل شيء وأصبحت صورة المستقبل قاتمة. صارت همومنا
تتمحور حول أمان العائلة. ننظر لعيون أطفالنا في أسى ثم نطرح السؤال:
كيف سيكون مستقبل هؤلاء؟ جسَّد فينا ذلك اليوم روح الرفض وأذكى فينا
نظرية المؤامرة. رفضنا في الأساس أن يكون بيننا من يستطيع حبكة هذه
القصة. صار فينا من ينفي وجود التسعة عشر وصار فينا من يشكك في
الطائرتين في الأصل، بل كان بيننا من يؤكد أن البرجين الشهيرين لا
وجود لهما في الأصل.
علي سعد الموسى
الوطن 14/9/2003
* * *
وزارة اللجان
لابد أن نعترف أن العمل الإداري في القطاعات الحكومية يعيش تقليعة
(اللجان).. أصبحت اللجان هي الفلسفة الإدارية وهي المؤشر لنجاح
المسؤول، وبقدر ما يشكّل من لجان يكون النجاح.. وهناك وزراء ووكلاء
وزراء بنوا استراتيجيتهم على شبكة من اللجان.. المنحنى الخطير الذي
يهدد العمل الإداري الحكومي هو تعطيل كثير من الإدارات والمسؤولين
عبر ربط أعمالهم بعمل اللجان لتتحول الإدارات إلى سلة لجمع المعاملات
ويتحول المسؤول إلى سكرتير للجان ويتعطل العمل الإداري ويربط
ببيروقراطية عقيمة وغير منتجة. بعض المسؤولين يعتقد أنه يحمي نفسه
إذا أحيط بكوكبة من (اللجانيين) وهؤلاء اللجانيون هم أعضاء أو جوقة
في فريق العمل تجدهم في كل لجنة يتبادلون المسميات فيما بينهم، مرة
يكون أحدهم رئيس اللجنة ومرة ثانية عضواً في اللجنة وثالثة سكرتيراً
ورابعة مقرراً وخامسة نائب رئيس اللجنة و..و.. تبادل بالمراكز
والقيادات وتبادل بالغترة والطاقية بين الأعضاء لكن لا تغيير ولا
تبديل فهذا المسؤول وهذه شلته.
عبدالعزيز الجار الله
الرياض 6/9/2003
* * *
عدالة سعودية!
ذهلت أمام قصة (المواطن)- موظف الضمان الاجتماعي- الذي برَّأه
ديوان المظالم من تهمة التزوير في أوراق رسمية بعد مرور أكثر من (18)
عاماً على كفِّ يده عن العمل بسبب التهم التي وجهها إليه فرع هيئة
الرقابة والتحقيق بحائل، وبعد مرور كل هذه السنين وإحالة الموظف إلى
التقاعد، فإن (وزارة الخدمة المدنية): حائرة تدرس إذا كان هذا الموظف
تحقّ له الترقيات -نظاماً- التي كان سيحصل عليها خلال فترة كفِّ يده
بعد ثبوت براءته؟! ألا يحق لهذا الموظف أن يرفع دعوى (تعويض سمعة،
وإهدار عُمْر وترقيات) على الجهة التي اتهمته والتي أدانته.. وهل
الدعوى سيتم البتّ فيها عاجلاً أم سينتظر (18) عاماً أخرى ليحصل على
التعويض، وهو ميت؟!
عبدالله الجفري
عكاظ 5/9/2003
* * *
مشكلتنا مع الإرهاب فكرية
التنظيم الإرهابي اليوم، ليس عنفا جسديا فقط، بل هو فكر، وأساسه
هو الفكر، الفكر الذي يحول الإنسان من شخص لآخر. الإرهاب الحديث
يستخدم أولاً الغسيل الفكري، الذي يهيئ الشاب ليقتل نفسه، في سبيل
الغاية التي أشبع بها حتى النخاع، لذلك فالموت الفعلي، بعد التحول
الفكري، أصبح أبسط عمل يقوم به الإرهابي. لذلك فالتعامل الفظ، أو
السطحي، أو المغلف، أو العنيف مع هذا التيار، سيكون هو الزاد الحقيقي
الذي يستخدمه أساتذة هذا الفن، للتأثير في نفسيات وعقليات الشباب
المغرر بهم. لمكافحة الإرهاب علينا أن نعالج أنفسنا فكرياً
ومعلوماتياً، لنطرح الحقائق على بساط البحث والتنقيب، لنقل للناس
واقعنا وحقيقة أمرنا: نحن لدينا فقر، ويحتاج إلى عشرات السنين
لإصلاحه، ونحن لدينا أنفس ضعيفة، أدت إلى تخلف اقتصادي، ونحتاج إلى
إصلاح.
مازن بليلة
الوطن 13/9/2003
* * *
التوظيف عند الناس أهم من التعليم
الفكرة السائدة عند الناس عن التعليم أنه جسر، وجواز مرور للرسو
عند شاطئ الوظيفة، فالعلم والتعليم ليسا قيمة عليا عند الطلاب
وأهاليهم بقدر ما هما وسيلة لشيء آخر مختلف تماما. ولسنا نغالي إذا
ما قلنا إن كثيرا من الطلاب وأولياء الأمور يعضّون أصابع الندم على
سنوات الدراسة والتعليم التي أضاعوا فيها العمر - إذا - ما أخفقوا في
الحصول على مقعد دراسي في الجامعة، أو الحصول على وظيفة. معظم
تصريحات الطلاب المتفوقين وأولياء أمورهم للصحف المحلية، نتيجة
اختبارات قياس القدرات، والذين لم يحالفهم الحظ في دخول الجامعات،
تقول حقيقة واحدة، إنهم يتمنون لو عاد بهم الزمن ليختاروا طريقا آخر.
لأن التعليم (ما يوكل عيش).
غازي المغلوث
الوطن 13/9/2003
* * *
عشائرية المناصب
الشك في المواطنة اتهام خطير فالمسؤول يسند المناصب لأبناء عشيرته
وقريته وأبناء عمومته لأنه يشعر تجاه الآخرين بحالة شك من مواطنتهم
أو أنهم منقوصو المواطنة. لا أحد منا يرضى ان تتحول المناصب إلى
مناصب عشائر ووظائف محسوبيات. وتقسم الوظائف والمناصب على العشائر
والجماعة والشلة وأبناء القرية.. وكل من يتقلد منصباً إدارياً يبادر
في جمع وتعيين ابناء العمومة والخؤولة والأقارب والأنساب والأرحام،
وكأن هذا المسؤول في مزرعته الخاصة أو في منزله الشخصي يستضيف من
يرغب، ويبعد من لا يحب.
عبدالعزيز الجار الله
الرياض، 29/9/2003
* * *
تصريح غير مسؤول عن الأيدز!
مصدر مسؤول في وزارة الصحة تحدث عن اكتشاف ألفين وثلاثمائة حالة
إيدز داخل المملكة حيث لم يوضح المصدر نسبة المصابين من السعوديين أو
نسبتهم من المقيمين كعادتنا الأصيلة في (الغمغمة)! وقد لفت نظري فيما
نسب إلى المصدر الصحي المسؤول قوله عن مصابي الإيدز: (أنه لا خطر من
وجودهم)! من واجب أي مجتمع أن يضطرب في حالة اكتشاف حالة إيدز واحدة
لإحساسه بالخطر الداهم فكيف يطمئن ويصدق بعدم وجود خطر وفي قبضة
السلطات الصحية وحدها ما يزيد عن ألف حالة إيدز؟
محمد أحمد الحساني
عكاظ 11/9/2003
* * *
بدل بطالة وورطة الحكومة!
تقدمت باقتراح للحكومة يوصي بعدم قطع مكافأة الجامعة عن الخريج
حتى يضمن وظيفته؛ أو على الأقل يجد عملاً! وقلت بين يدي الاقتراح،
إنني أدرك أن الأوضاع الاقتصادية للبلد ليست جيدة، وألمحت ـ على
استحياء ـ قائلاً: (على الأقل أعطوهم مكافآت رمزية... تحت أي
مُسوغ... من أي بند)! أتذكر أن العاطفة قد غلبتني حينها وتساءلت
مشفقاً: ماذا ستفعل الحكومة أمام هذا المد الموسمي من خريجي وخريجات
الثانوية العامة والجامعات؟! مستنداً على أنه كلما زاد عدد هؤلاء،
زادت البطالة، وكلما زادت البطالة زادت ورطة الحكومة! بالمناسبة لا
يخفى عليكم أنه كلما زادت ورطة الحكومة زادت اللجان!
صالح الشيحي
الوطن 11/9/2003
* * *
شبعنا من كلام الجرايد!
أين المشكلة؟ فالوزير يقول المقاعد أكثر من الخريجين، وكثير من
الطلاب والطالبات لم يجدوا قبولاً فهل هناك سر يصعب كشفه للناس؟
هؤلاء - مثلاً - أربعة طلاب شرح كل واحد منهم مشكلته مع عدم القبول.
الطلاب الأربعة جميعاً تخرجوا من الثانوية هذا العام بتقدير ممتاز
وحصلوا على درجات متفوقة في اختبار القدرات، وفي الاختبار التحصيلي،
ومع ذلك فوجئ كل منهم بعدم قبوله في الجامعة التي تقدم لها، أحدهم
يقول: إنني أتعجب من وزير التعليم العالي حين يصرح بالبنط العريض
ويقول: قبول جميع خريجي الثانوية هذا العام في الجامعات، فهل أنا
منهم أم لا؟
قينان الغامدي
الوطن 7/9/2003
* * *
تجفيف المنابع لمكافحة حمى التصدع
كل المشكلات المرضية، التي تسمع لأول مرة ظهرت في جازان، حتى أصيب
الناس هناك بالوسواس، وأصبح كل شيء يعبر عن أزمة مرضية جديدة تحدث
لأول مرة بالمملكة، البقع السوداء، والبثور الجلدية، والدوخة،
والنزيف. لقد جربوا كل أنواع المرض، التي تؤدي للموت، والتي لم توجد
في أي منطقة أخرى. اليوم حدثت الفاجعة الكبيرة، لعملية إرهابية
واسعة، في جازان، بحيازة أسلحة وذخيرة حية، وقتال رجال الأمن،
باقتياد رهائن من المستشفى بشكل دراماتيكي، والتترس بالنساء
والأطفال، الذين يعيشون في سكن المستشفى، وهو أمر، لا يحصل إلا في
الأفلام الأمريكية، وبذلك تكون جازان، كما كانت هي الأولى في الأمراض
العضوية الغريبة، أصبحت هي الأولى في ظاهرة الأزمة الأمنية الجديدة.
الجديد في عملية جازان، أنه لا يوجد فئات غربية مطلوبة من
الإرهابيين، لا الأمريكيون ولا البريطانيون، فهذا يعني أن الإرهاب
أصبح من المواطن ضد المواطن، وأن هذا الاتجاه يمثل انحرافاً خطيراً
في الفكر الإرهابي السعودي، وهذا دليل أن جهودنا الحالية لمكافحة
الإرهاب غير مجدية، أولاً، وثانياً أنها تشجع الفكر الإرهابي ولا
تقلصه، وثالثاً أن الحلول الجذرية لاجتثاث الإرهاب ينبغي ألا تركز
على المدن الكبرى بل ينبغي أن تشمل كل مناطق المملكة.
مازن بليلة
الوطن 27/9/2003
* * *
المتملقون
تقول القصة الطريفة إن مواطناً بالباحة طلب الميكرفون لسؤال وزير
التربية والتعليم في لقاء تربوي بالمنطقة عن الآلية التي تم بموجبها
تمكين موظف بسيط كان يشغل وظيفة (سكرتير) ليكون مديراً عاماً لتعليم
البنات بالمنطقة. وتقول القصة أيضاً إن مشرفاً تربوياً بتعليم الباحة
أراد أن يرفع الحرج عن معالي الوزير فتبرع بمدحه وسرد مواصفه وزاد
على ذلك أن طلب من معالي الوزير طرد ذلك المواطن من قاعة الاجتماع
لأنه استجمع قواه وتجرأ على طرح اللغز الحرج. كان سعادة المشرف
الهمام الذي طالب بطرد المواطن من القاعة وكأنه أفتى تعسفاً في موضوع
عقدي وشائك فكان نفاق المشرف التربوي يجلجل في القاعة أمام الوزير
والحضور ناسياً أنه هو الذي يجب أن يطرد أو يستبدل. هو أمثاله كثرة
غالبة في مؤسساتنا الإدارية وهو وأمثاله أيضاً لا يمتلكون غير خطب
التمجيد وطبول المديح أمام كل مسؤول في المرتبة الأعلى وهو وأمثاله
كثر للأسف ولو أننا قررنا طردهم من المكاتب والقاعات لفرغنا جهازنا
الحكومي وامتلأت بهم الشوارع.
علي سعد الموسى
الوطن 27/9/2003
* * *
رقيب يحتاج إلى رقيب!
أنظُر بشيء من العجب تجاه ما تنشره الصحف من ضبط المخالفات ذات
المنشأ الخارجي والداخلي.. مخالفات كثيرة وعديدة في الملابس
والمأكولات والصناعات والاكسسوارات وأدوات الزينة والذهب والسيارات..
العجيب أن جزءاً من المخالفات تتعرف عليه الصحافة من خلال مراسليها
فالمراسل الصحفي يقوم بدور مندوب البلدية والصحة والتجارة، إذن أين
الجمارك وأين المراقبون.. ضبط المخالفات لا يتم الوصول لها الا في
الأسواق وليس في المنافذ والحدود.. وفساد الأدوية يأتي من شكوى
المواطن وليس من مندوب الصحة الذي يتعرف على فترة صلاحية الأدوية
ومدى مناسبتها لجسم الانسان.. اللحوم الفاسدة يتم الكشف عنها في
ثلاجات المدن وليس على الحدود. لا نستطيع الاستمرار في ظل هذا الوضع
المنفلت. ومن الصعب أن يتحول المواطن إلى حقل تجارب وميدان للغش.
عبد العزيز الجار الله
الرياض، 15/9/2003
* * *
بين الرياض وموسكو
التعاون بين موسكو والرياض لا يمكن اختزاله في خانة ردود الأفعال.
لا مناص لدولة مثل المملكة من التعاون القوي مع هذا البلد، وبالخصوص
بعد زوال الموانع الأيدلوجية. إن وضع البيض في سلة واحدة ليس مخاطرة
سياسية فحسب، بل إخلال بالمصالح الاقتصادية للبلاد.
سليمان العقيلي
الوطن 8/9/2003
* * *
من أين جاءت مشكلة الإمتيازات؟
إن رواة كثيرين في هذا المجتمع من مرتادي المصالح الذاتية يقضون
حياتهم تحت نظرية أن الوطنية أن تحصل على كل شيء مجانا ولذلك تنشأ
فئات اجتماعية مستفيدة تناضل بكل قواها للمحافظة على امتيازاتها التي
لم تكن ذات مشروعية اجتماعية في معظمها. فالمجتمع الذي غاب عن
التفكير في امتيازات بعض فئاته اقتصاديا في مرحلة زمنية ذات ظروف
اقتصادية خاصة يعود عبر بوابة الإصلاح الاجتماعي إلى التفكير في
إيقاف أي شكل من أشكال الهدر وذلك من أجل السير تحت مظلة التطوير
والإصلاح الاجتماعي بشكل يضمن تحقيق أهدافها الحقيقية.
علي الخشيبان
الوطن 5/9/2003
* * *
وطنيتنا ينقصها فيتامين
الوطنية لا تتحقق بمجرد حمل الهوية الوطنية بل انها عملية متراكمة
مع الزمن تكرسها المؤسسات والنظم في وجدان الفرد وتعمقها العدالة
الاجتماعية. الوطنية قيمة يعمقها إشباع المواطن لاحتياجه الفعلي وليس
عبر برنامج تلفزيوني أو مقالة صحفية. إنها تمتزج مع قدرة المدرسة على
التعليم الصحيح ومع قدرة المستشفى على علاج المريض وعلى قدرة الطريق
على إيصالي لمنزلي بأمان، وقدرة الجامعة على إعطائي مؤهلاً يشغلني
وعلى قدرة المدير على ترقيتي وفق النظام، وعلى اتساع مساحة الحوار مع
وطني إنساناً ومؤسسة .. الوطنية نغم جميل إما أن نعزفه عملاً أو أن
يعزفنا ألماً.
هيا المنيع
الرياض، 1/9/2003
* * *
دواوين الرياض
دواوين الرياض انتشرت في الرياض فكرة الدواوين عندما أحس أهالي
العاصمة بجفاف علاقاتهم الإنسانية. ومع حرارة المناخ السياسي في
المنطقة وما تشهده البلاد من تطورات، تشعبت اهتمامات هذه اللقاءات من
الشؤون الاجتماعية إلى التداول السياسي الوطني، وغدت تناقش قضايا
البطالة والتعليم والخطاب الديني وتكافؤ الفرص في المجتمع وتتداول
اقتراحات وأفكارا ما كانت لتطرح لولا الغيرة الوطنية والإحساس
بالواجب الاجتماعي، والتنفيس عما يعتمل بالنفس تجاه الحاضر
والمستقبل. من الطبيعي في مجتمع يتفتح لتوه على الحوار والجدل ونقد
الذات أن يواجه إشكاليات في طريقة التعاطي مع نفسه، فالصمت الذي كان
قد ران على المجتمع عقودا طويلة ما كان له أن يخرج صدورا منشرحة
ومنبسطة للرأي الآخر.
سليمان العقيلي
الوطن 2/9/2003
* * *
هل كتب على كل وزير للصحة أن يكون
ممثلا؟!
أن تكون وزيرا للصحة فذلك شأن ليس بالعسير، غير أن الأمر الجد صعب
هو أن تتوافر على قدرة فائقة في التقمص/ التمثيل وتنال جراء موهبتك
أدوار البطولة كلها! ليبقى أقرانك منحشرين في أدوار كومبارسية! أتمنى
على معالي الوزير أن يجيب عن أسئلتي هذه:
أي جدوى يمكن أن تستثمر فيها هذه الزيارات التنكرية وهي من الغد
تصبحنا في الصحف! وليس ثمة بطل سواك! ولو أنها ظلت سرية لربما تناغمت
مع الأهداف التي من أجلها دشنتم هذه الزيارات؟ ولم لا ينهض بتحمل هذا
العبء التمثيلي بعض منسوبي الوزارة؟ هل إنها محض شكوك في كفاءتهم في
تأدية الدور التمثيلي!؟ وهل ننتظر من معاليك طريقة أخرى مثلى يمكنها
أن تكشف لك عن مستور الوزارة دون أن تكلف نفسك كل هذا العناء؟ وهل
لنا أن نعرف حجم ثقتك في من أوليتهم شأن إدارة مستشفياتنا وبقية
المرافق الصحية الأخرى؟ ذلك أن إصرارك على ممارسة زيارتك التنكرية
أوحى لنا ولو بطرف خفي بأن ليس ثمة ثقة! يمكن أن تكفيك مؤونة (جيتك)
والتمثيل المتكلف والمنهك في آن؟
خالد صالح السيف
الوطن 1/9/2003
* * *
رسالة للجالسين والجالسات
لكل الأخوة والأخوات الذين شاءت ظروفهم أن يجلسوا في منازلهم بسبب
عدم قبولهم في الجامعة أو لعدم وجود وظائف لهم.. لهؤلاء أقول نرجو
منكم باسم الوطن وباسم اخوانكم ان لا تغضبوا علينا وان لا تتكدروا
واعلمو أن مشكلة القبول في الجامعات سوف يتم حلها بمشيئة الله وفق
استراتيجية تعمل عليها وزارة التعليم العالي لخمس وعشرين سنة قادمة!
نطلب منكم باسم الوطنية أن لا تسهروا، أو أن تخرجوا عن المألوف، وان
تنتظروا بكل أدب فرصة عمل أو تعليم تأتيكم بقرار رحمة من هنا أو
هناك. ليس من حقكم أن تغضبوا علينا أو أن تنتقدوا المسؤولين لأنه ليس
ذنبهم أن أمهاتكم أنجبنكم بكل هذا العدد الكبير الذي فاق كل الخطط
التنموية التي يبدو أنها لم تعتمد على المعلومة الرقمية كأساس لعملها
وإنما خططت بأسلوب (البركة)!
هيا المنيع
الرياض 27/9/2003
* * *
الانغلاق: (وأد) الإبداع!
من يتحمل التقييد. ومن يتحمل قتل الإبداع؟ في ظل أي مجتمع يغلق
نفسه عن العالم. يجبر الإبداع على الاعتزال والانطواء أو الهروب في
ظل غياب الحافز والإمكانية والتشجيع. بيئة تعزل الإبداع تضيق عليه
وتجعله سطحياً في مساحات الشعر أو الرياضة وتحيد ما سواها. تحرف كل
إمكانية للابتكار وتقديم الجديد في ظل غياب حتى أبسط حقوق الحماية أو
أقل مستوى لحضانات الإبداع؟ بيئة مغلقة تمارس جريمة ضد جيل متطلع
بدواعي وأسباب تتفنن في البلادة والرضوخ من يصحح أحوالها؟
ناصر الصرامي
الرياض، 29/9/2003
* * *
هذا هو الحل
لان التغيير كان مفاجئا، وغير متوقع، ولم تضع له أي حلول
استعدادية كانت المعالجة له معالجة آنية.. مرتبكة.. ميّالة للتصالح
مع المشاكل والقفز عليها. الحكومة وضعت على عاتقها وحدها مسؤولية
التوظيف للمواطنين في ظل مقدرات مالية كانت متاحة ولكننا فجأة في ظل
تغييرات عالمية حادة.. حدثت الازمة مما ادى الى انطلاق مصطلحات لم
يخطر على بالنا يوماً استخدامها أو التلويح بها.. مثل البطالة ..
والتضخم .. والسعودة وسواها.. واعتقد ان استمرار دور الدولة الراعية
فترة ليست هينة أثر تماماً على كل خططنا وانماط تفكيرنا وآلية
تعاملنا مع العمل والواقع.
هاشم جحدلي
عكاظ 7/9/2003
* * *
العنف سيستمر سنين طويلة
موجة العنف التي نمر بها حالياً ليست عوارض يمكن احتواؤها والقضاء
عليها في فترة زمنية قصيرة. إنها ظاهرة أفرزتها عشرات السنين من
تغييب التنظيم المكتبي، وارتفاع معدلات الفساد الإداري.. وهما عنصران
يُشكّلان في مجملهما مفهوم (انخفاض مستوى العدالة) في المجتمع، وهذا
المفهوم يؤدي -دائماً- إلى التعبير عن طريق (العنف). لذلك، فإن
مكافحة هذه الظاهرة ستأخذ وقتاً طويلاً يصل أيضاً إلى سنوات عديدة.
وتحتاج -بكل تأكيد- إلى أكثر من مجرد تطويق للعقليات العنيفة
الموجودة حاليا، فـ(عوامل التكوين) التي تسببت في هذه الظاهرة.. أقوى
من صرامة العقوبة.
أنمار مطاوع
عكاظ، 15/9/2003
* * *
مكافحة الفساد قبل انهيار الدولة
ذكر المفكر العربي العظيم (ابن خلدون) في (المقدمة) أن انتشار
الفساد المصحوب بالإسراف والتبذير واتباع الشهوات والبطانة السيئة،
لهي من الأمور التي تسبب تقوض الدول وانقراضها. الفساد داء يأتي
متلبساً في صور كثيرة، مالياً أو إدارياً أو حتى خلقياً ونفسياً،
وينخر في جسد المجتمع مثل السرطان إلى أن يضعف المجتمع ثم يفقد
مناعته تدريجياً ثم يتهاوى ويتدهور ويفقد كل مقومات استمرارية الحياة
المنتجة الشريفة. المشوار طويل نعم، ولكن أن نبدأ هو خير من أن ننتظر
حدوث معجزة أو وقوع الكارثة.
عبد الله بخاري
عكاظ 27/9/2003
* * *
حقيقة تغيير المنهج الدراسي
من غير اللائق أن تمر السنون دون أن تتغير المناهج الدراسية.
وخلال الأعوام الأخيرة شهدت الكتب الدراسية بعض التغيير. لكن تغييراً
جوهرياً لم يحصل. إن القول بأن التغيير في المنهج الدراسي هو مجرد
تنازل سياسي للآخرين، هو في حقيقته غمط لحقيقة زمنية، كان فيها
المجتمع السعودي يجادل ذاته طوال عقود حول تراكم المعلومات الجامدة،
أو النصوص غير الواضحة لأطفال في سن الزهور. لا يضير إن واكب التصحيح
ظرفاً سياسياً حساساً.
سليمان العقيلي
الوطن 13/9/2003
* * *
في ذكرى 11 سبتمبر: نحن أساس البلاء!
لا بد أن نتذكر نحن في السعودية أن 15 من بين 19 الذين نفذوا
الجريمة النكراء في أمريكا سعوديون ولا بد أن نتذكر أن بيننا من صفق
فرحا لما حدث، ولا بد أن نتذكر أن هؤلاء الفرحين والمشيدين كانوا
يتحدثون بكثير من الفخر والاعتزاز في المجالس، والمدارس، والمساجد،
فضلا عن ساحات الإنترنت، وبعض الفضائيات. في ذكرى 11 سبتمبر لا بد أن
نلوم أنفسنا ونواجه بجرأة وصراحة وعقلانية هذا الفكر المتطرف المولد
للإرهاب. ثم لا بد أن نتعلم فلا نكرر الأخطاء، ولا نتفرج على الأمراض
حتى تصبح عصية على العلاج!
قينان الغامدي
الوطن 11/9/2003
* * *
لا فائض منتظر في الميزانية ولا هم
يحزنون!
تشير التقارير التي أصدرها مركز دراسات الطاقة العالمي في لندن
إلى أن دخل المملكة من البترول سيصل إلى 75 بليون دولار، وهذا الرقم
يزيد بمقدار 30 بليون دولار عن رقم الإيرادات المقدر لعام 2003، ولكن
هذا الرقم لا يعني أن إيرادات ميزانية 2003-2004 ستكون في حدود هذا
الرقم، ولن نعرف المبلغ المخصص للإيرادات في الميزانية (والفائض أو
العجز) إلا بعد ظهورها، كذلك لن نعرف المبالغ التي ستخصص لسداد الدين
العام الذي يقدر بحوالي 700 بليون ريال وهو ما يساوي الناتج المحلي
العام لعام 2002، التي بدأت الدولة بتسديدها، هذا عدا الديون
المستحقة للمزارعين، وأيضاً المبالغ التي لم تصرف بعد عن تعويضات نزع
الملكية وكذلك العديد من مستحقات المقاولين والمتعهدين، وهناك مبالغ
مستحقة للعديد من موظفي الدولة منذ سنين كالبدلات ومكافآت التدريب.
لهذا فإن علينا أن نتوقع ألا يكون هناك أي فائض في ميزانية العام
القادم.
عابد خزندار
عكاظ 20/9/2003
* * *
يا بنت
في غرفة انتظار النساء في المستشفى اكتشفت أن جميع السيدات
اللواتي يشتركن معي في الغرفة اسمهن (بنت) مهما كبر سنها أو حجمها ،
لأن رجلها من خارج الغرفة يناديها يا (بنت) تجنبا لإذاعة اسمها على
الملأ مما قد يجلب له العار أو الشعور بالحرج. سيدة تستجيب لنداء يا
(بنت) وكأنه اسمها دون أن تشعر بأن حقها الاجتماعي والإنساني قد مس.
إن مفردة (حقوق المرأة) التي بدأت تظهر اليوم في شمس الخطابات
الرسمية، بعد أن كانت مفردة تلاحق مستخدمها بسوء النية والهدف، ليست
ضمن ثقافتنا السعودية الاجتماعية لاسيما الثقافة الشعبية التي تعتمر
دائما عبارات لا تثق بامرأة ولا تأمن سرك لديها ولا تسمع شورها ، كل
هذه التحذيرات تمنع المرأة من أن تكون صديقاً في الحياة يحظى بالثقة
وسداد الرأي ، لهذا فإن التنظيمات الرسمية مهما تقدمت هي حبر على
الورق ، لن تنفع ، إن لم تفلح في جر مضامين الثقافة المعتمة التي لا
تزال ترى أن إذاعة اسم امرأة في مستشفى ينشغل الناس فيه بأوجاعهم
مجلبة للخجل والإحراج.
بدرية البشر
الرياض، 30/9/2003
* * *
|