العدد 15
أليس هذا وطنٌ مقبلٌ على كارثة
غربة المواطن وصعوبة التغيير
لم نتعلم من السنين المنصرمة وسياسة الصمت السالفة، التي أرغمتنا
اليوم على توظيف أناس يشرحون واقعنا لمن لا يعرفنا لأننا كنا عالماً
خفياً سرياً بل مبهماً. جعلت سياسة الصمت والعزل هذا المواطن في غربة
عن كل ما يخص حكومته. كلما عزلنا هذا المواطن عن الساحة السياسية الداخلية،
ازدادت غربته في أرض الواقع وكان أشد استنفاراً ورفضاً لما هو جديد ولكل
تغيير. فالشفافية هي أحد المطالب التي يلح عليها كثير من المواطنين الواعين
للواقع.
وفاء الرشيد
الوطن 30/12/2003
* * *
فصل السلطات
إن أملنا كبير في أن تسير أمور الإصلاح الإداري والسياسي في المملكة
إلى فصل كامل بين السلطات الثلاث، بحيث لا تتدخل الحكومة في الأمور التشريعية
سواء إذا ما تعلق الأمر بمجلس الوزراء أو بالإدارات القانونية في الوزارات
إلا بما تمليه طبيعة النظام فيما يخص اللوائح التنفيذية، وأن يترك الأمر
كله لمجلس الشورى.
سليمان العقيلي
الوطن 31/12/2003
* * *
مجتمع لا يرى النور إلا من وراء قناع
في مداخلة جريئة عبر إحدى الفضائيات، لفت انتباهي ذلك المعلم السعودي
الذي قال: (يكفي أنني والعشرات من مثلي من إنتاج هذه المؤسسة التعليمية
ولا زلنا حتى اللحظة نستخدم أسماء مستعارة عند الحديث عن أي قضية وطنية).
لجأ الأخ المتصل مكرها للاسم المستعار لأنه يعرف أنه في مواجهة مؤسسة
اجتماعية بالغة البطش. المؤسف أن أجيالنا القادمة تملأ الفضاءين الفضي
والإلكتروني بأسمائها المستعارة رغم تباين الأهداف. مجموعة تدعو للهدم
والعنف بالاسم المستعار، وأخرى لا تستطيع الجهر بمفردات البناء والإصلاح
إلا بذات الأسماء المستعارة. أي مجتمع هذا، ذلك الذي لا يرى النور إلا
من وراء قناع؟ من المؤسف أولاً أن كلمات نبيلة مثل (تطوير التعليم) تتحول
إلى مفردة سالبة يختطف بها البعض أي عملية إصلاح منتظرة لواحد من أهم
ركائز حياة الأمم وأكثرها حراكا وديناميكية. ومن المؤسف ثانياً أن الجميع
يعرف كمية الحشو والتلقين التي أحالت أجيالنا إلى أكياس من البالون المنتفخ
تنتهي من رحلتها التعليمية دون أن يستطيع فرد من السواد الأعظم أن يعطي
رأياً علمياً في أي قضية، حتى بات الفارق ضئيلاً بين برامج محو الأمية
ومسارات التعليم النظامي.
علي سعد الموسى
الوطن 24/12/2003
* * *
غياب رأي الشباب والإرهاب
الشباب مغيب فعلا، فلقد لاحظت بداية أن مجلس الشورى يخلو من شباب
دون الثلاثين. وكذلك لا توجد لدينا، ودونا عن حتى جيراننا العرب، اتحادات
طلابية، في المدارس الثانوية والجامعات، كما لا توجد جماعات فكرية أو
ثقافية بشكل رسمي تجتذب الشباب بقضايا مهمة، يمكن أن تُصرف طاقتهم فيها.
فلا جمعيات عامة للبيئة، أو الفنون أو القراءة. وهكذا كيف يمكن أن تصل
أصواتنا نحن الشباب إلى ولي الأمر؟ حتى خلال الأحداث الإرهابية الأخيرة،
تتم استضافة الكبار في وسائل الإعلام، ليتحدثوا عن أسباب انحراف الشباب،
لكننا لا نستمع للشباب أنفسهم. حتى المذكرات الإصلاحية التي ترفع بين
الحين والآخر لولي الأمر، تخلو تماما من أسماء لشباب أو شابات.
مرام مكاوي
الوطن 31/12/2003
* * *
القرارات والتوصيات اللازمة: هذا طلب
بسيط!
في نشرة أخبار التلفزيون تكررت جملة (واتخذت حيالها التوصيات والقرارات
اللازمة) أربع أو خمس مرات، وهذا التكرار جاء في سياق أخبار مصورة عن
مجالس المناطق. مجالس المناطق هذه وكما قالت الأخبار التلفزيونية والصحفية
ناقشت شؤون واحتياجات مناطقها الصحية والتعليمية والبلدية والاجتماعية
و.. و.. الخ. في ضوء الميزانية، وفي ضوء الخطة الخمسية، وفي ضوء نقاشات
المجالس في اجتماعاتها السابقة، وفي ضوء توصياتها وقراراتها (اللازمة)
القديمة التي لم تعلن، وبعد أن اطلع أعضاء المجالس على كل تلك الشؤون
والاحتياجات وناقشوها في ضوء، وضوء.. وضوء، اتخذوا حيالها القرارات والتوصيات
(اللازمة). أود من مجالس المناطق أن يقولوا لنا ما هي الحكمة من سرية
جملة (القرارات والتوصيات اللازمة)، فالمواطنون في المناطق لا يريدون
معرفة هذه القرارات والتوصيات، وإنما يريدون معرفة المبرر والحكمة من
هذه (السرية).
قينان الغامدي
الوطن 30/12/2003
* * *
العروس في كومة
جدة في الوقت الحاضر (في كومة) من البؤس والشقاء. تحولت هذه المدينة
التي سميت ذات يوم بالعروس إلى مدينة أخرى مشوهة المعالم في جميع شوارعها
وأحيائها، تحولت إلى مستنقعات من الأوبئة والجراثيم والفيروسات لدرجة
أنها فتحت مجالا للمستشفيات الخاصة بأن تضاعف أرباحها من جراء إصابة
الصغار والكبار بالأمراض الناتجة عن تلك الأوبئة والمستنقعات بحيث يستحيل
أن لا تجد في كل بيت مريضاً وآخر عاطلا عن العمل.
محمد الفايدي
الوطن 30/12/2003
* * *
دعوة السعودية للمقاومة:العاصفة الأمريكية
مستمرة!
تبدو العلاقات السعودية الأمريكية جيدة، فالاتصالات مستمرة بين قادة
البلدين، وكذلك الزيارات، وهناك أيضا التعاون الأمني والشراكة في الحرب
على الإرهاب. لا يعني ذلك أن نطمئن إلى الجدار الأمريكي. صديق عاد من
الولايات المتحدة التي يعرفها وتعرفه جيدا، كان قلقا، متشائما وغير مطمئن
إلى الابتسامات والمصافحات العلنية (وما أن تدير ظهرك حتى تنهال عليك
الاتهامات من جديد) حسب قوله. حتى تطمينات بوش لم تعد مطمئنة له، بأن
هذه الاتهامات لا تمثل إدارته، بل بات من الواضح أنه غير مهتم بوقفها.
الأفضل لنا أن لا نتوقع أن هذا الاهتمام (السلبي) سيتغير بتغير الإدارة
في الانتخابات القادمة. كما أن موجة الاهتمام انتقلت من المقالات السطحية
المحتشدة بالاتهامات والتي تميزت بها الوال ستريت جورنال ويو إس نيوز
اند ورلد ريبورت، إلى مقالات متعمقة في دوريات محترمة يكتبها باحثون
جامعيون وصحفيون أمضوا في جمع مادتها أشهرا عدة، ومثل هذه المقالات تساهم
في صنع رأي النخب الأمريكية. حاولت الدبلوماسية السعودية أن تخفف الضغط
الأمريكي بتحاشي المواجهة والتصعيد، ولكن حان الوقت أن نعيد التفكير.
يجب أن نقاوم الحملات الأمريكية الإعلامية والقضائية. كان أسلوبنا في
التعامل هو تقدير الظرف الأمريكي بعد 11 سبتمبر (ودع العاصفة تمر). ولكن
العاصفة لن تمر بل تزداد شراهة بمزيد من المطالب ومزيد من التهم.
جمال خاشقجي
الوطن 30/12/2003
* * *
للبيت العربي رب يحميه!!
(إصلاح البيت العربي) حلم جميل.. ودعوة مخلصة طرحها الأمير النبيل
عبدالله بن عبدالعزيز. ولكن ليسمح لي الأمير أن أخاطبه بالصدق وبالشفافية
وأناشده أن يأخذ بزمام المبادرة.. ويطبق هذا الشعار في بلده أولاً. لتكن
البداية من هنا. هذه كلمة محب لدينه موال لقيادته المالكة عاشق لوطنه
ناصح لأمته.. بعيداً عن همهمات (المتأسلمين) وهرطقات (الليبراليين) وصراخ
المغرمين بالكلام.. وهواة الظهور في القنوات الفضائية والندوات.. (وكلهم)
ركاب موجة وأصحاب فتنة وطلاب مصلحة. إن القرار بيدكم أبناء الملك عبدالعزيز
وأحفاده فقط دون غيركم.. فاحزموا أمركم.. وأجمعوا كلمتكم، وأصلحوا بيتنا
من الداخل وأعيدوا التوازن لاقتصاده وعالجوا أمراضه، واحتووا شبابه..
وطهروه من الثعابين السامة والذئاب المسعورة. أما (البيت العربي) فله
رب يصلح شأنه!
محمد الحميد
الوطن 28/12/2003
* * *
الجهاد: تغير المفهوم أو الظروف
منذ نعومة أظفارنا تعلمنا في المدرسة الفضل العظيم للاستشهاد في سبيل
الله وحدثونا طويلا عن منزلة الشهداء.. صوروا لنا ثقافة الحرب والموت
صورة وردية رومانسية في عقولنا الندية الصغيرة البريئة.. وسعى الكثير
من شبابنا لأن يحقق ذلك الحلم الوردي وأن يلحق بالسابقين الكرام وأن
يكون في منزلتهم.. وبما أن بلدنا حظيت لفترة طويلة بالأمن ولم يكن هناك
حروب أو جهاد من هذا النوع، مما لا يفتح مجالا للراغبين في الشهادة أن
يقدموا أرواحهم في سبيل الله.. لذلك سافر الكثير من شبابنا إلى الخارج
حيث الحرب والموت.. إلى أرض المعارك من أفغانستان إلى الشيشان إلى البوسنة
وغيرها إلى أن ظهر شبح الإرهاب وأصبحت أصابع الاتهام تشير إلى المجاهدين،
وانقلبت كل المفاهيم التي علمونا إياها في المدارس وأصبحنا اليوم نتساءل:
هل هذا جهاد أم إرهاب؟ هل هو استشهاد أم انتحار؟ الحل الأمثل الآن أن
نرفع شعار (الحياة في سبيل الله). نعم أن نحيا في سبيل الله وأن نجاهد
في سبيل اللحاق بالغرب في علمهم ومعرفتهم وقوتهم وأن نعيد السيادة للمسلمين
كما كانت، وأن نترك طريقتنا البدائية في (الجهاد) لأننا حتى في الموت
مازلنا نستخدم أسلحتهم التي صنعوها هم، لذا نحتاج لجهاد آخر متطور ومواكب
للعصر وأن نرفع شعارا آخر جديدا منذ الآن فصاعدا وهو (جهاد الحياة في
سبيل الله).
مشاعل العمر
الوطن 28/12/2003
* * *
عيوب التعليم في المملكة
التعليم في المملكة.. في ظل النتائج التي نراها في شباب اليوم، ومن
المتخرجين منه، وبعد انتكاسة السعودة، وظهور أمراض التكفير، والإرهاب،
والانتحار، والتخريب، فهو مخيب للأمل، وصدمة للمجتمع، ولابد من أن هناك
عيوباً ومثالب تقول لنا بوضوح إن هذا النظام بوضعه الحالي، قد فقد مقومات
الحياة. عانى التعليم في المملكة من ثلاث سلبيات، الأولى أنه يتحدث مع
نفسه، والثانية أنه يدار بنظام الإدارة في الكوارث، والثالثة أنه يعيش
في جزر معزولة، من تخرج منه، أصبح هو المشرف عليه، فهو لا يرى أين الخطأ،
ويعتقد أن ما عليه هو الصحيح، فهو يطور، ويكتب، ويغير، من نفسه لنفسه،
وزاد في هذا الغرور خطابنا الإعلامي، نحن الأحسن، ونحن الأفضل، والخصوصية
السعودية، فأُغلق الفكر عن كل ما هو جديد ومفيد، ومبدع، مهما كان الاحتكاك،
ومهما خرجت البعثات للخارج، فالعين لا ترى، والأذن لا تسمع. إضطرنا التعليم
الجامد إلى أن ندخل أزمة تغيير المناهج، والتغيير ليس عيباً، لأن التغيير
أساس كل نظام متجدد، ولكن العيب أنه تغيير وُقِّت بالأزمات؟
مازن عبدالرزاق بليلة
الوطن 27/12/2003
* * *
ورقة سعود الفيصل: قناعات أم خطاب سياسي؟
من بين الورقات المفاجئة التي طرحت في مهرجان الجنادرية لهذا العام
في ندوة إصلاح البيت العربي، ورقة سمو وزير الخارجية، بحسبانها طرحا
غير مألوف، وتجاوزاً للخطاب المحافظ الهادئ الذي اتسمت به السياسة الخارجية
السعودية. ينقل الحديث سمو الأمير عن اللقاح الذي يجب تعميمه في طبقات
وأخاديد الجسم السياسي العربي، والذي يسميه (تطوير المشاركة السياسية)
في الدولة القطرية، بما يتطلبه ذلك من تعميم للحريات الفكرية والإعلامية
وحفظ للحقوق الفردية وحقوق الأقليات، وتأسيس للمجتمع المدني الوطني المتجاوز
للعصبيات المحلية والقبلية والطائفية. إن كانت هذه الرؤية تشكّل قناعات
سمو وزير الخارجية الشخصية، فهي لا شك رؤية متقدمة على الرؤية السياسية،
سيما أنه شرطها بالتنوير والتثقيف السياسي والتنشئة السياسية ومأسسة
السياسة بما يعمق الشعور الوطني. ولعل الجرأة في ورقة وزير الخارجية
غير المسبوقة قوله: (إنه لا بد أن يدرك الجميع أن الاستناد القديم إلى
مجموعات صغرى تتراوح بين القبيلة والعائلة والطائفة لتدبير شؤون الحياة
لم يعد يصلح). وكأني بالورقة تؤكد على أن الأسس القديمة التي تقوم عليها
الدول والإمارات والمشيخات من الطائفة والقبيلة والعشيرة، لم تعد قادرة
على تلبية حاجات الناس في هذا العصر، ومن ثم لا بد من إدخال فكر جديد
في المنظومة السياسية العربية كيما تحظى بالمشروعية، وتستطيع استيعاب
مشكلات الحاضر، واستشراف المستقبل. وأحسب أن هذا الكلام الصريح يشكّل
سابقة تاريخية من سياسي عتيد ينتمي إلى نسق سياسي محافظ.
غازي المغلوث
الوطن 27/12/2003
* * *
من أسس التسامح الديني
الأصل في أصحاب المذاهب الإسلامية: أنهم كلهم مسلمون وإن اختلفوا
في فهم النصوص الدينية، وليس لأحد الحق في حرمان الآخر من حقوقه المدنية
أو ممارسة شعائره الدينية. ليس من واجبات (الدولة) العناية بالروح، فالله
لم يمنح مثل هذه السلطة لأي إنسان أو جهـة، والناس كلهم معرضون للخطأ،
لذا لا ينبغي للسلطة أن تتدخل إلا فيما يحفظ السلام المدني وممتلكات
الرعية. (إن) نصرة الدولة لمذهب معين على غيره ستؤدي دائماً إلى تفعيل
استراتيجية المذهب المضاد، فالسياسي المعارض لا يمكن أن يتبنى نفس الأيديولوجيا
التي تتبناها الدولة التي يعارضها، بل يحتاج دائما لتحقيق طموحه إلى
أيديولوجيا أخرى مخالفة يتمكن من خلالها من اللعب بعواطف المنتمين للمذاهب
والمناهج الفكرية المضطهدة. والتسامح إذا صار حقيقة يعيشها الإنسان في
حياته اليومية سيقطع الطريق على هذا التوجه.
خالد الغنامي
الوطن 25/12/2003
* * *
خصوصيتنا أم هويتنا
(وجهت رسالة إلى عشرة من الكتاب، أسألهم فيها إجابة لسؤال واحد: (ما
معنى الخصوصية السعودية؟). فأجابني اثنان منهم، وتساءلت عما منع الآخرين.
تفسيرات الخصوصية السعودية عند إمساكها في اليد تنتشر كمروحة، مثل ورق
البلوت: متناشزة، طيفية، عديمة المعنى. ربما كانت الخصوصية السعودية
الحقيقية هي هذه: افتقاد الكلمات للمدلول!
الخصوصية هي الكلمة التي دمرت الكثير من القيم تحت ستارها - نجوى
هاشم- (المدلول: الخصوصية كوهم بالفضيلة).
الخصوصية هي مخدة من ريش نعام مستورد ننام عليها لئلا نقوم بأي فعل
- بدرية البشر- (كذريعة للتخلف).
خصوصيتنا نابعة من إرث حضاري حتى لو لم يكن بتلك العراقة- عبدالله
الكعيد - (كإرث حضاري).
لكن يظل لنا كوطن مقدس وكمجموعة لا كأفراد، بعض الخصوصية. نحن نعيش
في وطن يفخر ترابه بأنه مهبط الوحي وموقع الحرمين - حمد القاضي- (كظرف
مكان. كلازمة دينية).
مصطلح يمارس من خلاله عزلنا عن العالم. حيث يتم إقصاء الفرد تماما
وتطغى سياسات النظر باعتبارات القطيع - ناصر الصرامي- (كمعوق للتحديث.
كنظام شمولوي).
الخصوصية وهم اخترعناه. مشحون بدرجة عالية من الشوفينية، وفيه إحساس
بالتفوق العرقي الساذج - جاسر الجاسر- (كنزعة عنصراوية).
.. تبدو لي الخصوصية كتسمية محلية لما يعرف في بقية العالم بـ(الهوية).
خصوصا في استخداماتها ذات المدلولات المكانية، التاريخية، الدينية، العرقية.
هذا يجعل المدلولات الأخرى - العائق، الوهم، الموروث، إلخ.. - في محل
تعليقات نقدية على الهوية.
إيمان القويفلي
الوطن 25/12/2003
* * *
وجهة نظر حول الإرهاب: هذا ديدنهم مع
المخالف
(قال إمام مسجد شقراء):
بكل صراحة ما نحن فيه اليوم بأسباب من يريدون اليوم عرض أنفسهم بالوسطيين،
أليس هؤلاء هم من صالوا وجالوا في طول البلاد وعرضها يثبطون ويتهمون
بإشارات خفية قيادة هذه البلاد عبر أشرطتهم في المدارس والأسواق؟ أنسينا
هذا كله؟ ما زلت أرصد الأحداث الآن وتبين لي أن التيار الحزبي عندما
لم يستطع تحقيق هدفه اتجه إلى السياسة البراغماتية والمتمثلة في (دارهم
ما دمت في دارهم)(وارضهم ما دمت في أرضهم)! إن كانوا فعلاً تابوا! مما
كانوا عليه ونتمنى ذلك، ولكن لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. ألا ترى معي
ألا يسمح لأمثال هؤلاء بالعودة مرة أخرى لقيادة الشباب باسم الوسطية؟!.
لقد عانينا والله الأمرّين من اتباع هؤلاء عندما خالفناهم حيث اتهمونا
بالعمالة والنفاق وعدم فقه الواقع وما إلى ذلك وهذا ديدنهم مع المخالف.
قينان الغامدي قينان الغامدي
الوطن 24/12/2003
* * *
لماذا لا تكون ميزانيات مناطق؟؟
لماذا لا يلغى اسلوب اعداد الميزانية على أساس التخصص والقطاعات ويكون
اعدادها مثلاً على أساس المناطق.. بأن يتم تخصيص مبلغ ضمن الميزانية
لكل منطقة من مناطق المملكة الثلاث عشرة ويعطى لأمير المنطقة ولمجلس
المنطقة حرية تصريف هذا المخصص السنوي في مجالات تكون المنطقة في حاجة
ماسة اليها لأننا نعلم ان هناك مثلاً منطقة من مناطق المملكة قد تكون
في حاجة الى طرق وشوارع.. أكثر من حاجتها الى مدارس.. ومنطقة اخرى قد
تكون في حاجة ماسة الى رفع مستوى الخدمات الصحية أكثر من حاجتها الى
طرق. عندما تعطى كل منطقة الحرية الكاملة في التصرف فيما يخصص لها فإن
ذلك سيحملها مسؤولية كبيرة في العمل على تحقيق افضل الخدمات وسيدفع ذلك
بالتنافس فيما بينها لاستغلال هذا المخصص أحسن استغلال وسيلقي بالمسؤولية
كاملة على مسؤولي المنطقة امام سكانها؟
عبد الرحمن آل الشيخ
الرياض، 19/12/2003
* * *
مواقع الجهل والتطرّف على النت
الامر الذي لا يمكن فهمه كيف يمكن لمواقع تمارس نشر الجهل وتدافع
عن ثقافة العنف - مثلا - وعدم التسامح وطرح الاشاعة والإرجاف ان تكون
متاحة للناس والجمهور او يمكن الوصول لها بسهولة تامة لتمنح شرعية وشعبية
أكبر. فيما مواقع اخرى تتيح بعض الحوار الحر والمنفتح على الآخر رغم
الاختلاف ممنوعة ومحجوبة بالرغم من إيجابية الطرح؟!
ناصر الصرامي
الرياض، 22/12/2003
* * *
المناهج من المحلية إلى الدولية
جاء المشروع السعودي الذي قدم في مؤتمر القمة الخليجية الأخيرة: إصلاح
وتوحيد التعليم في دول الخليج بنقله من حيزه المحلي كقضية تحمل الخصوصية
السعودية إلى قضية قُطرية وإقليمية أوسع ومتجاوزاً إطار مسؤولي وزارة
التربية السعودية ليصبح ملفاً خليجياً بأجندة مختلفة وسياق ورؤى دولية
مختلفة لا مجال أمامها للتراجع وحوار التهدئة والملامسات الناعمة.. الآن
أصبح ملفاً مرشحاً أن يكون ملفاً عربياً يطرح على طاولة جامعة الدول
العربية والمؤتمر الإسلامي وحوار الشرق والغرب. الأشياء البسيطة التي
نتهاون بها ونؤجل معالجتها قد تتورم وتكوّن نتوءات يصبح علاجها بالمسكنات
والمضادات الحيوية. وملف التعليم تم ترحيله طويلاً وغيب عن طاولة النقاش
وأجل سنوات وتم التعامل معه في نطاق القضايا المحلية أو الظواهر التي
تختفي باختفاء الأشخاص المغذين لها.. والآن أصبح الوضع أكثر حساسية.
واللاعبون غير اللاعبين القدامى وإطاره مختلف والنتائج أكثر تعقيداً.
عبد العزيز الجار الله
الرياض، 24/12/2003
* * *
شعب المملكة بين المعارضة ونقض الميثاق
الذين يخرجون على الشرعية بقول أو بفعل، ثم لا يفرقون بين المعارضة
ونقض الميثاق، يزجون بالأمة في أتون الفتن. المعارضة غير النقض، لأنها
اختلاف معتبر، فيما يكون النقض فسخاً للبيعة، وإذ لا تكون المعارضة محظورة
يكون من واجب ولي الأمر الإصاخة لذوي الرأي، ومن حقه عند اختلاف التنوع
العزم والحسم في القضايا المختلف حولها عند الملأ المفتين وأهل الرأي
والمشورة. والعزم المنقذ في لحظات الارتباك لا يعني مخالفة كل الأطراف،
ولا يعني الاستبداد بالرأي، ولا يعني حكم الفرد وإلغاء الرأي العام.
حين يحصل الخروج على الشرعية باسم المعارضة المشروعة يرتبك الرأي العام،
بحيث لا يفرق بين المعترض على الفعل والخارج على الفاعل، وفي ظل هذه
الأطياف فإن على المتقَحِّمين لمشاهد السياسة أن يتقنوا المفاهيم، بحيث
يفرقون بين المواقف، فالمعترض يجادل بالقول، والمفارق يواجه بالسلاح،
والمعارض يراجع في المسائل، والمنشق ينازع على الشرعية، وبين الاثنين
مثلما بين لغة الكلام ولغة السلاح. فالاختلاف والمراجعة والنقد والمساءلة
والمناصحة وإبداء الرأي حق مشروع. المعارضة حق، وسماعها واجب، والقبول
بها مرتبط بمصلحة الأمة وبقدرة قادرها على التنفيذ. وإذ نكون مع «المعارضة»
بضوابطها فإننا ضد الانشقاق، فالمفارقة والمقاومة تؤديان إلى الفتنة،
وقد تمتدان إلى الفراغ الدستوري، والمسايرة الخاطئة أو تبرير الأخطاء
تؤديان إلى الفساد الكبير، وخيانة الأمانة تعوق مسيرة البناء، وما نسمعه
ونشاهده عبر المواقع والقنوات من نيل مباشر وافتراء كاذب ومبالغات زائفة
دليل على أن المسألة ليست معارضة مشروعة، وإنما هي نقض للميثاق، وتنازع
على السلطة، وخلط للأوراق. ليست مصائب الأمة في «عالم» متمكن يختلف مع
بعض السوائد والمسلمات في خطبه أو مواعظه أو فتاواه، وإنما هي في «متعالم»
فج الآراء متسرع في الأحكام، يختط لنفسه مشروعاً سياسياً قائماً على
العنف وتصفية الطرف الآخر، ويتفانى في إسقاط السلطة، وهو لا يملك مشروعاً
ولا كوادر ولا قاعدة عريضة، وكل حساباته تقوم على الحلم الطوباوي الذي
يحسب أنه يتحقق بإسقاط النظام، ثم لا تكون له حسابات فيما بعد.
د. حسن هويمل
الجزيرة 23/12/2003
* * *
15 مليار دولار.. تحويلات الأجانب سنوياً
في تقريره السنوي الذي صدر هذا الشهر (ديسمبر) ذكر البنك الدولي بأن
المملكة تتربع على المركز الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة في قيمة
تحويلات العاملين الأجانب، حيث بلغت 15 مليار دولار (56 مليار ريال)،
فيما بلغت تحويلات العاملين في الولايات المتحدة 28 مليار دولار. حصلت
المملكة على هذا الترتيب لا لأنها تحتل المركز الثاني في نسبة العمالة
الأجنبية ولا لكون عمالها الأعلى أجوراً بعد الولايات المتحدة. السبب
ببساطة هو أن الأجنبي يقوم هنا بتحويل كل ما يملك إلى بلاده أو إلى بلاد
أخرى لعدم وجود مناخ استثماري وعدم شعورهم بالاستقرار الاجتماعي، وانعدام
البرامج السياحية وفرص الترفيه والتي يمكن ان تستعيد جزءاً من مدخراتهم.
عيسى الحليان
عكاظ 24/12/2003
* * *
السعودية: الرابع عالمياً في التدخين
تعد المملكة رابع دولة مستوردة للسجائر في العالم بمبيعات تصل إلى
(15) مليار سيجارة سنوياً وبقيمة (633) مليون ريال سنوياً، هذه الأرقام
صرَّح بها رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لمكافحة التدخين (المدينة
ـ 11/10/1424). هذه الإحصائية مرعبة حتى لو كان ترتيب بلادنا الأربعين
وليس الرابع وإذا أضيف إلى ذلك انتشار الشيشة (الجراك) حيث يُروَّج لها
بين الشباب فإن الأمر أكثر خطورة لاسيما ما يقال عن انتشار تعاطيها بين
النساء والفتيات.
عائض الردادي
عكاظ 23/12/2003
* * *
وطن الإستثمار!
رغم كل الكلام الحالم الذي سمعناه عن تنويع مصادر الدخل وفتح أبواب
الاستثمار الأجنبي إلا أن النفط بقي سيد الكلمة الأولى وربما الوحيدة
في حسابات ميزانيتنا العتيدة وظلت هيئة الاستثمار عاجزة لسببين أولهما
الوهم الذي عشناه قبل فتح أبواب الاستثمار من أن المستثمرين الأجانب
يقفون ''ملطوعين'' على أبوابنا ينتظرون فقط إشارة فتح الباب وأن بلادنا
جنة المستثمرين لنفيق بعد فتح الباب على حقيقة أنه ليس كذلك وأن لا طوابير
تقف أمامه !! والسبب الثاني البيروقراطية التي تحكم العمل الإداري وتداخل
الاختصاصات والصلاحيات بين الإدارات المختلفة في أجهزة الدولة! المواطن
كان حجر الزاوية في سياسة التقشف التي سادت في أعقاب زلزال حرب الكويت
ومازال فشد الأحزمة يكاد يقسمه إلى نصفين. إن المواطن الذي تطالعه أرقام
الميزانية الضخمة لا تعنيه في شيء إلا إذا استطاع ملامستها في معيشته
اليومية واستطاعت ملامسته في مستوى الخدمات التعليمية والصحية والبلدية
التي تقدم إليه!
خالد حمد السليمان
عكاظ 17/12/2003
* * *
شلل الجهاز البيروقراطي
وفقا لصحيفة (المدينة) 21 ديسمبر 2003 كشفت دراسة علمية لمعهد الادارة
العامة أن نصف موظفي الأجهزة الحكومية يتأخرون عن أعمالهم، وأن 54% من
الموظفين (يزوغون) من العمل، فيما أكدت الدراسة أن 69 % يتغيبون دون
عذر، وأن الاجراءات الادارية التي تتخذ مع المتسيبين غير مجدية وتتركز
على الجانب الشفهى، وأخطر ما في الدراسة أن موظفي الكادر الصحي يخرجون
قبل الدوام، وعن دور الرقابة والتحقيق في مراقبة الدوام قال 25،3% من
الموظفين أن الهيئة لا تراقب بينما ذكر 46،7 % أنها تراقب أحيانا، أما
28% فيرون أنها تراقب باستمرار.. الخ. وهذه الدراسة تكشف عن شلل الجهاز
البيروقراطي وعجزه عن إدارة عجلة الدولة مع ما يترتب على ذلك من ضياع
حقوق المواطنين، والتأخر في صرف حقوقهم ومستحقاتهم شهورا طويلة، والبطء
في إجراءات البت في شكاواهم ومظالمهم.
عابد خزندار
عكاظ 24/12/2003
* * *
اللهم إني لا أفهم!
وفقا لـ CNN فقد صرح النعيمي وزير البترول السعودي بأن المملكة لا
تنوي أن تتقاضى أسعار البترول باليورو بدلا من الدولار، وأنه لا ينوي
إثارة هذا الموضوع، أي حتى لو وصل اليورو في فبراير إلى 1.40 دولار فإن
المملكة لن تستبدل اليورو بالدولار، وهذا أمر أعترف بعجزي الكامل عن
فهمه لا سيما وأن الأمين العام لأوبك السيد الفارو سيلفا صرح بأن المنظمة
ربما تدرس هذا الموضوع وتتحول إلى التعامل باليورو، وإذا كان النعيمي
يرى أن من مصلحة المملكة أن تتقاضى سعر بترولها بالدولار، وهو أمر قلت
قبل قليل إنني لا أفهمه، فإنني كمواطن أتضرر كل الضرر من ارتفاع اليورو
بالنسبة للريال، وهو ارتفاع لا أبالغ إذا قلت إنه وصل في خلال الأعوام
الثلاثة الأخيرة إلى 40% أي أن القيمة الشرائية للريال قد هبطت بمقدار
40% بالنسبة لليورو، ونحن في هذا البلد نستورد 90% من وارداتنا وخاصة
الدواء من منطقة اليورو والين الذي ارتفع هو الاخر بالنسبة للدولار.
عابد خزندار
عكاظ 17/12/2003
* * *
جمعياتنا الخيرية وبيل جيتس
التقرير الصادر عن (اتحاد المصارف العربية) يؤكد فيما يتعلق بثروة
رجال الأعمال السعوديين أنها تجاوزت (900) مليار ريال، فيما وصلت ثروة
نظرائهم في دولة الإمارات إلى (60) مليار ريال وفقاً للتقرير. الفارق
كبير ويميل لصالح الإماراتيين، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن نسبة السكان
في البلدين تصل إلى (2:14) فيما نسبة الثراء (6:9). لو اعتبرنا (عروض
التجارة) نسبة إلى هذه الثروة (900 مليار) تصل إلى (50%) فقط فإن زكاتها
تقارب (12) مليار ريال، فيما الواقع يقول إن إنفاق الجمعيات الخيرية
في المملكة لا يتجاوز (1300) مليون ريال، وهو رقم رغم ضآلته النسبية،
إلا أن جزءاً منه يأتي أيضاً كدعم من الدولة أو إيراد لاستثمارات هذه
الجمعيات.
من المفارقات العجيبة أن مجلة (بيزنيس ويك) الصادرة هذا الشهر (ديسمبر)
ذكرت أن إجمالي ما تبرع به (بيل جيتس) وزوجته (ماليندا) لصالح الأعمال
الخيرية بلغ (22،9) مليار دولار خلال خمس سنوات، وهو ما يماثل نصف ثروتهما
الشخصية. تصوروا مدى إنسانية من يتبرع بنصف ثروته الهائلة التي جمعها
بنفسه وبجهده وعبقريته لصالح مشاريع خيرية؟ هذا يعني أن الرجل يتبرع
بما يعادل (17) مليار ريال سنوياً، وهو معدل يُماثل إنفاق كل جمعياتنا
(276 جمعية) لفترة (13 عاماً). المُثل الطوبائية للأسف، أسبغت علينا
مثاليات لا قبل لنا بها تحتاج إلى ترشيد، والمدافع اللفظية التي تسبح
في الهواء تحتاج إلى من ينزلها إلى أرض الواقع.
عيسى الحليان
عكاظ 17/12/2003
* * *
وسطيون بلا مصداقية
ذاع بين الناس في أيامنا هذه الدعوة إلى التوسط والاعتدال والبعد
عن التطرف في الفكر الديني، وهي نغمة جديدة برزت اليوم في حياتنا بعد
أن خضنا تجارب مريرة لقنتنا دروساً وعظات باهظة الثمن. إلا أن ما يلحظ
هو أن هذه الدعوة المتحمسة إلى التوسط والاعتدال لم تحدد للناس المعنى
المراد بذلك، وتركت كلاً يفهم ما يشاء من أمر التوسط والاعتدال في الدين.
إن شعار الوسطية، شعار جميل وجذاب، لكنه يفتقر إلى الدقة في ضبط حدوده
وتدقيق معانيه، وهو ما يعطيه إبهاماً وغموضاً ييسران التسمي به لكل من
أراد.
عزيزة المانع
عكاظ 17/12/2003
* * *
التكفير في مناهجنا التعليمية
قرأت بتمعن ما كتبه الشيخ صالح الفوزان بعنوان (مناهجنا الدراسية
لا تعلم التكفير والإرهاب) في عكاظ 16/10/1424هـ رداً على مقالي (المطلوب
أولا) بتاريخ 8/10/1424هـ، وقد تحداني أن أبرز له ما في مناهجنا الدراسية
من فكر التكفير، وأزيل تحدي الشيخ بإرجاعه إلى كتاب التوحيد للصف الأول
الثانوي طبعة 1422هـ (بنات وبنين) (باب الولاء والبراء)، ومما جاء فيه:
والصواب أنها لا تجوز تهنئتهم ولا تعزيتهم كما تحرم بداءتهم بالسلام
والتوسيع لهم في الطريق فهذا ان سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات
بل ذلك آثم عند الله من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج
الحرام ونحوه (ص118).. إلخ، كما أنه لا يجوز أن يولّى الكافر ولاية فيها
سلطة على المسلمين كاتخاذهم وزراء أو مستشارين أو موظفين في أعمال الدولة
(ص120)، وأيضاً.. تأجير المسلم نفسه لخدمة الكافر يحرم.. والإقامة المستمرة
بين الكفار تحرم، وحرّم على المسلم السفر إلى بلادهم إلا لعذر شرعي..
(وأما الذي يفضل العمل عند الكفار والإقامة عندهم ويرى جواز موالاتهم
والرضا بما هم عليه فلاشك ولا ريب انه ردة عن الإسلام.. الخ (ص221) وتقليد
الكفار في بعض الأعمال واتخاذ الأيام الوطنية والقومية وهذا محرم وفسق.
عبد الله ابو السمح
عكاظ 15/12/2003
* * *
الحلقة المفقودة
صناعة القرار تمر بثلاث مراحل.. هكذا يفترض.. أولها الحوار.. وثانيها
المشاركة في صنع القرار.. وثالثها المشاركة في تنفيذه.. أما درجة المشاركة
في الحوار فهي مرتفعة نسبياً.. وأما الرغبة في صنعه فهي مرتفعة جداً..
فيما تكمن الإشكالية كلها في درجة المشاركة في تنفيذه.. دُلني على من
يُقبل على المشاركة؟ وإن أقبل.. فما درجة كفاءة هذا التنفيذ؟.. لا جديد
في الأمر فصناعة الكلام.. بضاعة عريقة وتجارة رائجة منذ القدم.. لها
أصولها وتقنياتها الضاربة في أعماق التاريخ العربي.. والمنزع الدعوي
السفسطائي سمة حاكمة في حياتنا العملية والسلوكية عموماً لن تتحرر منها
إلا بمعجزة.. لا عجب إذن أن تنتهي صناعة القرار بـ(مجموعة ورقية) تسمو
وتتعالى دوماً.. على أرض الواقع.. وتستعصي على التنفيذ.
عيسى الحليان
عكاظ 10/12/2003
* * *
(سنحاسب المقصرين).. ما رأيك أن تبدأ
بنفسك!!
تستفزني كثيراً تصريحات بعض المسؤولين حين يعلقون على أخطاء فادحة
في قطاعات عملهم تؤدي إلى معاناة المواطنين فيقولون (سنحاسب المقصرين)
لأنه لو كان مثل هذا المسؤول صادقاً مع نفسه ومدركاً لواجباته وحدود
مسؤولياته لبدأ بمحاسبة نفسه أولا كونه المسؤول الأول عن أداء قطاع عمله!!
ومحاسبة المقصرين في عرف أمثال هؤلاء المسؤولين تعني في حقيقة الأمر
التنصل من المسؤولية عن التقصير والفشل وتحميلها للآخرين وهذا هو السبب
في حدوث التقصير في الأساس لأنه بوجود مثل هذا المسؤول السلبي يحدث الخلل
ويتأكد الفشل.
خالد حمد السليمان
عكاظ 9/12/2003
* * *
بيانات المثقفين السعوديين
بالتجربة، أعتقد أن الكتابة حول بيانات المثقفين المتكررة تبدو فكرة
بالغة الخطورة في ضوء الاتهامات الجاهزة من مناصري هذه البيانات التي
تصور أي عملية نقد أو مراجعة لها بأنها ليست إلا وقوفا في وجه أحبار
الإصلاح وحملة أقلامه. موقفنا منها واضح وصريح: نحن مع أولئك المطالبين
بكل حركة تحرك المياه الراكدة ونحن نشد على أيدي دعاة الإصلاح سواء كانوا
في المواقع الرسمية أو داخل الصوالين الفكرية التي تخرج منها هذه البيانات،
بل نعتقد أنهم أصحاب موقف واضح معلن وشريف يناقض كل هواة التدبير من
الأقبية والمغارات: بل هم أكثر غيرة من السواد الأعظم الصامت الذي يقفل
قلمه وفمه انتهازا لقطف ثمرة قادمة كجائزة على الإحجام عن الكلام. لكن
الأدهى أن تصبح هذه البيانات شيئا من ثقافة ''الفزعة'' وأن يصبح الاسم
على ذيل كل بيان مجرد بطاقة ''انتهازية'' للدخول للوسط الفكري والثقافي.
علي سعد الموسى
الوطن، 23/12/2003
* * *
الإصلاحات قادمة! ولكن متى؟
كشف سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز في باريس (أن المملكة مقبلة على
إصلاحات جذرية قريبة جداً ستشمل الصعد السياسية والتشريعية والهيكلية
والإدارية والقضائية). وقال (إن محاولات الإصلاح التي قامت في المملكة
كان يرفضها البعض وهؤلاء ينتمون إلى المدارس المحافظة وهذا موجود مثله
في كل دول المنطقة.. ولكن في نهاية الأمر تغلبت المدرسة الإصلاحية وهو
ما يدفعنا للتفاؤل بالإصلاحات القريبة المقبلة.. وحين تعلن القيادة السعودية
الإصلاحات فسترون أن المدرسة الإصلاحية هي التي انتصرت). الكلام واضح
وضوح الشمس في رابعة النهار.. وهنا نقدر للأمير مدى صراحته وواقعيته..
وتحرره من أيديولوجيا السياسة. كل ما ندركه وما ننتظره أن القيادة كانت
جاده ووعدت بالإصلاح السياسي.. والمشاركة الشعبية.. وسائرة في هذا الاتجاه
باعتباره مطلباً وطنياً للدولة ككل (نظاماً وشعباً).. وخوضنا في هذه
المسألة لا يتجاوز هذا الهدف المعلن. الحرية المنضبطة.. تبقى كلمة السرّ
في جوهر الإصلاح السياسي والفكري والاجتماعي.. لا يفصلنا عن غيرنا اليوم
سوى هذه المفردة والتي ظل غيابها قاسماً مشتركاً لكل أزماتنا واحتقاناتنا..
وأصبحت انعكاساتها ملازمة لكل معضلة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية
ووجهاً آخر لها وتحولت مع الزمن إلى إشكالية انشطارية.. انسحبت على كل
شيء.. فوراء كل أزمة أو إشكالية (أنيميا حرياتية) حادة.
عيسى الحليان
عكاظ 5/12/2003
* * *
مختطفو التعليم
الجهات التي تختطف التعليم:
1ـ الطالبات أول ضحايا هذا الاختطاف؛ فقد أُوكل تعليمهن، منذ إنشائه،
إلى جهة مختلفة عن الجهة التي تشرف على تعليم الطلاب. وتولَّد عن هذا
الاختلاف في الإشراف رسمُ سياسات وتقعيد قواعد وإرساء تقاليد وقيم في
تعليم البنات جعلته مختلفا. وقد نَجم عن اختلاف التعليم بين الجنسين
انصرافُ نسبة عالية من الطالبات إلى التخصصات الإنسانية وكان ذلك سببا
في تحجيم وظيفة المرأة وعزلها عن ممارسة كثير من الوظائف المهمة. 2ـ
ويلحق عدد كبير من الطلاب في سن الدراسة الابتدائية بمدارس تحفيظ القرآن
الكريم؛ وهي مدارس لها توجه مختلف عن التوجه العام للتعليم. 3ـ وتُختطف
نسبة كبيرة من الطلاب بعد المرحلة الابتدائية ليُلحقوا بـ(المعاهد العلمية)
التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ويتلقى هؤلاء تعليما
مختلفا في جوانب كثيرة عن التعليم العام. 4ـ وهناك نوع آخر من الاختطاف
يتعرض له أكثر من ثمانين بالمئة من الطلاب بعد السنة الأولى الثانوية
في التعليم العام فيتوجهون إلى التخصصات الأدبية والشرعية والإدارية.
الأنواع الثلاثة الأخيرة من (الاختطاف) تقضي فعلا على أكثر من ثمانين
بالمئة من الطلاب بالخروج من العصر الحاضر، والحرْمان من التزود بالمعرفة
العلمية الضرورية. هذا هو النوع الأول من الاختطاف؛ وهو توزيع الطلاب
في سن مبكرة على أنواع متباينة من التعليم، وعلى جهات تختلف في الأولويات
والغايات وأنماط التفكير. الجهات التي تختطف (التعليم) بعد المرحلة الثانوية
كلياتُ المعلمين. ومن المعروف أن طلاب كليات المعلمين لا يتلقون تعليما
يماثل من حيث التحصيل ما تقدمه الجامعات لطلابها. ويمكن أن يضم إلى قائمة
مختطِفي التعليم بعض المشرفين التربويين الذين يوجِّهون المعلمين ويرسمون
لهم معايير ما يجب وما لا يجب. وغالبا ما يكون هذا التوجيه متلبسا بأيديولوجيا
خطابية غالية تهدف إلى رسم صورة نمطية للمعلم المثالي ذات مؤهلات شكلية
وسلوكية ليست بعيدة عن التطرف. وآخر المختطِفين هم بعض المعلِّمين الذين
يتخلون عن وظيفة التعليم ويتحولون إلى وعاظ.
حمزة قبلان المزيني
الوطن، 18/12/2003
* * *
أليس هذا وطن مقبل على كارثة؟!
في إحدى كليات البنات بالرياض تتنافس 30 شلة لكل واحدة منها اسم ونظام
و(تطقيم) معين! وحين ظهرت مطربة وقد زرعت ألماساً في إحدى أسنانها قام
عدد من الفتيات بتقليدها مباشرة! أما الشباب فبدأوا يفصلون ثياباً مخصرة
كالعباءات! وحين ظهر فنان في المدينة المنورة بتقليعة جديدة وهي تغيير
لون قماش الرقبة والأكمام حضر في اليوم التالي أكثر من 30 شاباً إلى
خياط واحد لتقليده! لذا لا نستغرب ما جاء في تحقيق صحفي من أن 90% من
الشباب يفضلون ارتداء الجينز المتسخ ولا يأبه 95% منهم بتعليقات الأهل
لأن 75% منهم يتنافسون في الموضة!
يشكل الشباب السعودي غالبية الحضور في صالات السينما وحفلات البحرين
حتى إن طالباً جامعياً اشتكى من أنه اشترى تذكرة حفل قيمتها 170 ريالاً
بـ500 ريال من السوق السوداء! أما بقية الشباب فيبكون على أطلال غرف
(الشات) التي يمضون فيها ما بين 4 إلى 12 ساعة يومياً! إهمال التربية
أدى إلى أن يحاول 10% من (أبناء العقيدة) الانتحار! وفي دراسة أجرتها
جامعة الملك عبدالعزيز وشملت 2947 طالباً وطالبة من 32 مدرسة متوسطة
وثانوية وكلية اعترف 17% أنهم يستنشقون مواد طيارة وأن 5% جربوا المخدرات!
وقضايا المخدرات التي تم ضبطها في السعودية خلال عام 1424/1423هـ
ارتفعت بنسبة 34% عن عام 1421هـ حتى بلغت 16300 قضية أما التي لم تضبط
فالله أعلم بها!. ولئن تضاعفت حالات الإيدز المعلنة رسمياً 5 مرات بين
عامي 2003 /2002 فإن أعداد اللقطاء من مواليد السفاح قد زادت كذلك بنسبة
45% في المنطقة الشرقية حيث بلغ العدد 47 في العام الماضي مقابل 34 حتى
منتصف هذا العام! ولكن المفجع حقاً هو أن يلقى بعض هؤلاء المواليد حتفهم
في براميل القمامة بعد أن تدخل الحشرات إلى بطونهم!
محمد عبد الله المنصور
الوطن، 17/12/2003
* * *
حينما يصبح الدين (مكارثية) سعودية
إن ثقافة ''الكاسيت'' التي انتشرت في مجتمعنا بعد كارثة 1979 م (احتلال
جهيمان و مجموعته للحرم المكي الشريف) لم تقل خطراً على ثقافة المجتمع
عن الخطر الآخر الذي أسس له خطابنا الصحفي البليد والكاذب والمنافق والمتحامل
منذ ثلاثين عاماً. من العدل ألا نلقي باللوم كله على عامل واحد من العوامل
التي أنتجت مجتمعاً من التناقضات، مجتمعاً يدفن رأسه في التراب خوفاً
من الحقيقة المفزعة لمجتمع يتظاهر بالفضيلة. و لهذا يجب التأكيد في كل
مناسبة ممكنة على أن غياب المؤسسات الحقيقية التي ترعى الحوار و تحث
على المناظرة و تؤسس لثقافة الاختلاف المحترم، قاد إلى نتيجة حتمية هي
هذا الواقع المحزن الذي يعيشه مجتمعنا الآن، مجتمع غيب نفسه عن حقائقه
و حقائق التغيير الكبير من حوله. فحينما تغيب الشفافية ويهيمن الرعب
على المجتمع، تتفشى الأمراض و يطغى النفاق و تتفاقم الأزمات حد الانفجار!
لم نتعلم من أخطاء الماضي البعيد أو القريب في رؤيتنا لأنفسنا ولظروفنا.
أَوَلم نكذب على أنفسنا، كذبة مكشوفة حينما زعمنا لجيراننا الأقربين،
أن مجتمعنا كان خالياً من مشكلة المخدرات؟ وكأننا كنا نوعاً مختلفاً
من البشر. إنها رؤية عنصرية قبيحة أن تظن أنك أفضل من الآخرين و أكبر
من أن تعاني ما تعانيه بقية المجتمعات الإنسانية الأخرى. كررنا الخطأ
نفسه أو الخطيئة نفسها و نحن نخفي أو ننكر وجود حالات مرض نقص المناعة
(الإيدز) في مجتمعنا. كنا نعرف أن هذا النفاق و تلك الأقنعة التي ألبسناها
مجتمعنا تخفي وراءها حقائق مؤلمة نتيجة للكبت والحرمان والكذب والدجل
الذي مورس على المجتمع. كان آلاف الشباب في مجتمعنا ـ وما زال كثير منهم
ـ يسافرون إلى مواطن الإيدز في كل مكان في الدنيا، و يتباهى بعضهم، عند
العودة، بمغامرات السفر بحثاً عن الجنس وعن المخدرات، و كنا نمارس الكذب
القاتل ضد أنفسنا و نحن ندعي البراءة و السلامة والريادة بحجة (أننا
قبلة كل المسلمين).
عندنا مشكلة جهل منظم.. جهل له رواده المفوهين وله أدواته الفاعلة
وله حراسه النافذون ممن أسسوا لـ ''مكارثية'' سعودية الصبغة تمارس ابتزازاً
علنياً ضد كل من يحاول إيقاظ المجتمع من غفوته و جاهليته. نكذب، من جديد،
على أنفسنا إن قلنا إن الخطاب الديني المتطرف وحده كان السبب في مأزقنا
اليوم. خطابنا الصحفي الذي كان مطية للخطاب السياسي المتقلب كان سبباً
لا يقل مسؤولية عن غيره في إقحام مجتمعنا داخل سفينة قديمة متآكلة لا
تملك بوصلة تحدد اتجاهها وسط بحر هائل و أمواج عنيفة من التيه و الضياع.
سليمان الهتلان
الوطن، 12/12/2003
* * *
الظاهرة الإسلامية السلفية
السعودية كانت بحاجة للموجة الدينية لمواجهة خطر داخلي نشأ من إفرازات
الطفرة الاقتصادية، بمعنى أن الصحوة في بدايات بروزها كانت المنقذ والحل
لمواجهة انهيارات أخلاقية واجتماعية برزت عند منتصف الثمانينيات، فالتدين
هنا ليس ترفا بقدر ما هو استجابة لمتغير جديد في مجتمع أحس بخطورة انحرافات
متعددة وقع بها الشباب يأتي في مقدمتها قضية المخدرات وبلغت ذروتها عامي
86 و1987، وكذلك ومشكلة سفر الشباب الصغار إلى الخارج حيث كانت غزوات
بانكوك، ففي عام 1982، ذكرت إحدى الصحف أن هناك 70 ألف شاب سافروا إلى
الخارج أكثرهم إلى بانكوك مع بدء إجازة الربيع في أيام معدودة. بعد سنوات
قليلة بدأت طلائع الصحوة بالوجود تدريجيا وقيادة أكبر عملية تغيير ثقافي
جذري في الوطن، لم يفصل بين أبناء الجيل نفسه ثقافيا واجتماعيا فقط،
وإنما حتى مع جيل الكبار الممثل الأقوى والمفترض للدين والتقاليد، حيث
تعرف المجتمع على ما يبدو كأنه دين جديد له سماته الأكثر دقة وصرامة،
وخطاب ديني يحرك الوجدان الشعبي وينعش الخيالات بعصور السلف لاستعادته
من جديد، ومع موجة العائدين من بانكوك إلى الرحلة لأرض الجهاد في أفغانستان
من أشخاص لا تفصلهم إلا أيام أو أسابيع معدودة أحيانا بين قرارهم التوبة
من مغامراتهم السياحية وعالم المخدرات إلى القرار بالذهاب إلى الجهاد
في أفغانستان، مما ألهب الخيال الشعبي وعزز من مهارة خطباء تلك المرحلة
للتأثير على الجمهور، عبر الحكايات والقصص والتفنن في إخراجها وحبك سيناريوهاتها.
لقد كان الرأي العام الرسمي والشعبي بمختلف شرائحه مرحبا بهذه الظاهرة
الجديدة في ذلك الوقت التي عرفت بالصحوة لأنه يرى أنها منقذة لأبنائه
من الانحرافات التي أفرزتها الطفرة. الصورة السابقة التي رافقت البدايات
تشوهت كثيرا على يد بعض أبنائها ورموزها، نتيجة عدة أخطاء بالمفاهيم
الدينية والسياسية والاجتماعية أفشلتهم التعايش مع الواقع بفلسفة إصلاحية
تناسب المجتمع وليس الفرد.
عبد العزيز الخضر
الوطن 17/12/2003
* * *
|