الحج.. عنوان الفشل السعودي
الأعداد الهائلة من الحجاج وحدها لا تفسر تكرار الحوادث
المميتة، فالدولة يجب أن تُلام لسوء التخطيط وعدم الكفاءة.
ذلك أن أحدث كارثة في السعودية تُثير أسئلة مقلقة ومكرورة
حول قضايا التنظيم، تدابير السلامة ومستويات الكفاءة في
المملكة، في تنظيم هذا الحدث الإسلامي الضخم.
ومع مشاركة ما يقدر بحوالي 2 مليون شخص في حج هذا العام،
لم يكن مستغرباً أن يتم تحديد الاكتظاظ على أنه السبب
الرئيس لكارثة التدافع. ولكن تم تضخيم تأثيره لأنه وقع
بعد وفاة أكثر من 100 شخص بسبب انهيار رافعة في الحرم
المكي في وقت سابق من هذا الشهر.
الأرقام الهائلة، الطفرة في مشروعات البناء الجارية
في أقدس مدينة للمسلمين، ضعف التواصل وعدم كفاية خطط الطوارئ،
كلها عوامل مساهمة، فيما أشار النقاد السعوديون أيضا إلى
عدم وجود الوعي المدني، والمساءلة الرسمية.
لكن الأرقام الهائلة وحدها، وفقا للكاتب، لا تفسر تكرار
الحوادث المميتة، ذلك أن الأرقام هذا العام انخفضت بعدما
وصلت ذروتها، 3.1 مليون حاجاً، في عام 2013، حيث أُعيد
تحديد حصة كل بلد، حتى إنه في بعض مناطق إندونيسيا، فإن
قائمة الانتظار للحج قد تصل إلى 17 عاما.
النقاد يزعمون أن المسؤولين في مكة غير مدربين بشكل
كاف: «ليس إهمالا، ولكن إجراءات الطوارئ ليست مناسبة لدرء
هذا النوع من الحوادث»، كما قال محام سعودي يعرف جيدا
المدينة. وأضاف: «إنهم يبذلون قصارى جهدهم ولكنهم ليسوا
محترفين».
أيان بلاك، الغارديان، 24/9/2015
|