محمد بن سلمان في واشنطن.. ملكاً!
ابراهيم الهطلاني
(المونيتور، 21/6/2016)
من خلال البيان الصادر عن الديوان الملكيّ السعوديّ
في 12/6 والذي جاء فيه (أنّه بناء على توجيه خادم الحرمين
الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، واستجابة
للدعوة المقدّمة من حكومة الولايات المتّحدة الأميركيّة،
يغادر صاحب السموّ الملكيّ الأمير محمّد بن سلمان بن عبد
العزيز آل سعود، وليّ وليّ العهد النائب الثاني لرئيس
مجلس الوزراء وزير الدفاع الإثنين في 13 يونيو 2016 إلى
الولايات المتّحدة الأميركيّة في زيارة رسميّة)، يمكن
الاستنتاج أنّ الرياض قامت بتلبية دعوة جاءت على عجل من
واشنطن، وأنّ الحكومة الأميركيّة هي التي حدّدت موعد الزيارة
الحاليّة، وقد جرت العادة في الرياض، أنّ كبار المسؤولين
لا يقومون بزيارات رسميّة خارجيّة خلال شهر رمضان.
محمّد بن سلمان الذي يزور الولايات المتّحدة الأميركيّة
بتوجيه من والده، سبق أن قام بزيارتين بزيارتين سابقتين
اليها.. إلّا أنّ ما يميّز هذه الزيارة أنّ محمّد بن سلمان
يرأس بنفسه الوفد السعوديّ بصفته وليّ ثانٍ للعرش السعوديّ
ونائب ثانٍ لرئيس مجلس الوزراء ووزير للدفاع، ورئيس لمجلس
الاقتصاد والتنمية. وبهذه السلطات الكبيرة، تحدّث مع المسؤولين
الأميركيّين، وفي مقدّمتهم وزير الخارجيّة الأميركيّ جون
كيري، وناقش مع البيت الأبيض الملفّات العسكريّة والاقتصاديّة
والأمنيّة المشتركة باسم ملك المملكة العربيّة السعوديّة،
وسيعقد كلّ الاتّفاقيات اللاحقة، بصفته صاحب القرار النهائيّ
في الرياض.
وعلى الرغم من أنّ الهدف المعلن من زيارة محمّد بن
سلمان إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة هو للمباحثات
واستكشاف فرص استثماريّة، كما قال وزير الخارجيّة السعوديّ
عادل الجبير للصحافيّين، إلّا أنّ مزيداً من التكهّنات
والتعليقات السياسيّة أشارت إلى أنّ لقاءات محمّد بن سلمان
مع مسؤولين في الكونغرس والأمن والاستخبارات الأميركيّة
ستؤدّي إلى تهميش دور وليّ العهد السعوديّ ووزير الداخليّة
ورئيس مجلس الشؤون السياسيّة والأمنيّة الأمير محمّد بن
نايف، ومع ان هذا الاحتمال يمكن ترويجه بناء على ما يبدو
من تراجع في الظهور الإعلاميّ لابن نايف مقابل تنامي الظهور
الإعلاميّ والدور السياسيّ لمحمّد بن سلمان داخل السعوديّة
وخارجها، إلا أنّ بقاء محمّد بن نايف بخبرته الأمنية في
هرم السلطتين السياسيّة والأمنيّة ما زال ضروريّاً لأمن
العائلة الحاكمة واستقرار حكمها داخليا.
أمّا ما يشاع عن أخبار عن تراجع الحالة الصحّيّة لوليّ
العهد محمّد بن نايف، عرضتها قناة «أن بي سي» الأميركيّة
في 18 يونيو الحاليّ عن مصدر استخباراتيّ سابق، فلا يبدو
أنها تستند على معلومات موثوقة، فقد ظهر محمد بن نايف
في 16/6 في احد المساجد الكبيرة في الرياض وهو يصلي على
جنازة احدى الاميرات، كما انه شارك في اجتماع مجلس الوزراء
السعودي في 20/6؛ وحتى لو افترضنا صحة شائعة مرض بن نايف،
فإنّها لا تمثّل مشكلة كبيرة في ثقافة الحكم السعوديّ.
وقد شهد تاريخ الحكم السعوديّ حالات عدّة لملوك استمرّوا
في قمّة السلطة على الرغم من مرضهم مع انتقال الإدارة
الفعليّة للبلاد إلى وليّ عهد الملك.
رغم المناصب الكثيرة التي يتولاها محمد بن سلمان، ورغم
قربه من ولاية العهد السعودي، ورغم طموحه الجامح و نجاحه
الى حد كبير في تسويق نفسه خارجيا، من خلال زياراته للعواصم
الغربية، فان وصوله الى العرش السعودي لا يبدو مفروشا
بالورود، ولتحقيق ما يصبو اليه من أحلام يحتاج الى بذل
الكثير من العلاقات والاموال لتسويق نفسه بين العشرات
من اخوانه وأبناء عمومته حتى لا يظهر منهم من يفكر انه
أحق بالسير نحو العرش لكبر سنه، او لما يحمله من علم وخبرة.
كما ان الأمير ابن سلمان في حاجة ال بذل الكثير لإصلاح
صورته لدى كثير من المواطنين الذين يعتقدون ان رفع أسعار
البنزين وزيادة الأسعار وفرض الضرائب مرتبطة به.
|