الحرب القادمة على السلفية السعودية
كتب الصحافي يوري فريدمان مقالة نشرتها مجلة (ذي أتلانتيك)
في 29 نوفمبر الماضي وحملت عنوان «الحرب القادمة على الإسلام
الراديكالي»، حيث أشار الى ان الرئيس الاميركي المنتخب
دونالد ترامب وخلافاً للرئيس الحالي باراك اوباما وكذلك
الرئيس السابق جورج بوش، قد يتبع سياسة تعتبر أن هناك
صراع حضارات بين العالمين الغربي والاسلامي.
واذ أشار الكاتب الى أن بوش الابن شدد على ان الدين
الاسلامي لا علاقة له بايديولوجية الارهابيين، نبّه إلى
أن الكثير من الشخصيات التي عيّنها ترامب في مناصب أمنية
حساسة انما تعتبر بأن الولايات المتحدة هي في حالة حرب
مع «الاسلام الراديكالي» أو «الاسلاموية». وأضاف أن هذه
الشخصيات وصفت هذه الحرب على اساس أنها صراع ايديولوجي
من أجل «الحفاظ على الحضارة الغربية»، بالتالي يرون أنها
شبيهة بالحروب ضد النازية والشيوعية.
الكاتب تابع بأنه وبحسب عقلية هذه الشخصيات، فإن الحرب
لا تنحصر ضد «سنة أو شيعة»، حيث يعتبرون أن داعش وإيران
هما وجهان لعملة واحدة، على حد قوله. ولفت الى أن ترامب
قد ذهب أبعد بكثير من العديد من قادة الحزب الجمهوري حيث
قال قبل أشهر: «أعتقد أن الاسلام يكرهنا».
كذلك استشهد الكاتب بما قاله “Steve Bannon” الذي عينه
ترامب بمنصب كبير استراتيجيين البيت الابيض، وذلك خلال
كلمة ألقاها بالفاتيكان عام 2014 تحدث فيها عن الحرب الجارية
ضد ما أسماه «الفاشية الجهادية الاسلامية»، واعتبر أنها
أحدث مرحلة فيما أسماه «الصراع الوجودي بين الغرب اليهودي
المسيحي من جهة والعالم الاسلامي من جهة».
وقال الكاتب أن هذه الشخصيات التي عينها ترامب انما
تعتبر أن سياسات اوباما خاطئة للأنه «لا يفهم جوهر التهديد
الجهادي»، مضيفاً أن ذلك على سبيل المثال دفع مايكال فلين
الى التاكيد على أهمية مصطلح «الاسلام الراديكالي». ونبّه
الى أن هذه الكلمات والمصطلحات ترمي للإشارة إلى أن الكثير
من قادة الجماعات مثل داعش والقاعدة هم فعلاً «عقائديون
وأتباع المدرسة السلفية» بحسب تعبيره. بالتالي وبحسب شخصيات
مثل فلين فإن النظر الى هؤلاء على أساس أنهم مجرد دمويين
لا يؤمنون بشيء ويجب قصفهم سيؤدي إلى استبدالهم بعقائديين
آخرين، مما يعني أن الحرب لن تنتهي (وفقاً لعقلية معاوني
ترامب).
وأشار الكاتب الى أن فلين كان قد توصّل الى هذه القناعات
بعد ان استجوب عدداً من المشتبه بضلوعهم في الارهاب في
العراق وأفغانستان عندما كان ضابط استخبارات في قيادة
العمليات الخاصة المشتركة. وذكّر بما قاله فلين خلال مقابلة
في شهر اكتوبر الماضي حيث تكلّم حينها كيف أنه توصّل الى
استنتاج بأن تنظيم القاعدة لا يتكّون من أشخاص بل هو عبارة
عن عقيدة تستند على «نمذوج معيّن من الاسلام» على حد تعبيره.
ولفت الكاتب الى أن التحالفات الأميركية قد تتغير أيضاً،
اذ يريد ترامب التعاون مع روسيا في محاربة داعش، بينما
أشاد كل من فلين و “Mike Pompeo” وهو الشخص الذي ختاره
ترامب لتولي منصب مدير «-“CIA بالرئيس المصري عبدالفتاح
السيسي و يريدان دعم مثل هذه الاصوات في المنطقة.
وبينما اعتبر الكاتب أن ترامب ومستشاريه ليسوا مستعدين
كما إدارة بوش لما أسماه «بناء الدول والترويج للديمقراطية
في الخارج»، حذّر بنفس الوقت من أنهم يؤيدون سياسة استعراض
القوة التي اتبعها بوش. واستشهد بما سبق وأن كتبه فلين
عن ضرورة حرمان من أسماهم «الجماعات الجهادية» من الملاذات
الآمنة وان يتم وضع الدول التي توفر هذه الملاذات أمام
خيار: إما ان تقضي على العناصر الراديكالية وإلا قد تكون
معرضة لهجوم مباشرر(من قبل اميركا نفسها).
وفي الختام، قال الكاتب إنه وحتى اذا لم تتغير السياسات
الاميركية في مكافحة الارهاب بشكل دراماتيكي خلال رئاسة
ترامب، فمن المرجح أن يتغير الخطاب. ورجّح أن يصف المسؤولون
الاميركيون الحرب على الارهاب بأنها صراع ملحمي من أجل
الحفاظ على الحضارة الغربية.
|