بدون النفط.. الوهابية مجرد جماعة متطرفة في بلد هامشي
السعودية الداعشية في أضعف حالاتها وستنهار
تايلر دوردن
موقع (زيروهيدج)، 22/2/2017
في آواخر 2016، استخدام الرئيس السابق باراك أوباما
حق النقض (الفيتو) ضد قانون جاستا، الخاص بالعدالة ضد
رعاة الأعمال الارهابية. والقانون يسمح لضحايا 11 سبتمبر
بمقاضاة السعودية في المحاكم الأميركية. وخلال أشهر فقط
تبقت له في منصبه، لم يشعر أوباما بالقلق بخصوص الثمن
السياسي لمعارضة مشروع القانون. كان يستحق حماية المملكة
السعودية ونظام البترودولار، والذي يدعم دور الدولار الأمريكي
كعملة أولى في العالم. لكن لم يكن الكونغرس ينظر إلى هذا
الأمر على هذا النحو، لذلك صوّت ضد فيتو أوباما، وأصبح
جاستا هو القانون الساري.
وينظر السعوديون، بشكل صحيح تماماً، الى ذلك القانون
بوصفه تهديداً كبيراً، فممتلكاتهم الضخمة ستكون في خطر
سواء بالتجميد أو الإستيلاء. وزير الخارجية السعودي هدّد
على الفور ببيع جميع الاستثمارات في الخزانة الأمريكية،
وغيرها، كما أن السعودية تهدّد بتمزيق الاتفاقات الخاصة
بسياسة البترودولار.
وعلى خلاف كل الرؤساء السابقين منذ ولادة سياسة البترودولار،
فإن دونالد ترامب كان عدائياً بصورة واضحة ضد السعودية.
وقد كتب تغريدة على تويتر، تقول: (أمير الغفلة الوليد
بن طلال، يريد السيطرة على السياسيين في الولايات المتحدة
من خلال مال أبيه. لا تستطيع ان تفعل ذلك عندما يتم انتخابي).
ومن جانبهم، دعم السعوديون بصورة علنية هيلاري كلينتون
في الانتخابات. في الحقيقة، لقد «تبرّعوا» بين 10 ـ 25
مليون دولار لمؤسسة كلينتون، بما يجعلهم أكبر المتبرعين
الأجانب. لكن إلى جانب هيلاري كلينتون، فإن الخاسر الأكبر
في الانتخابات الرئاسية الأميركية، هي السعودية.
لم يرد السعوديون دونالد ترامب، ليس فقط بسبب بعض الدماء
الفاسدة على تويتر، فهناك قضايا جيوسياسية على المحك،
فحتى اللحظة، يبدو ترامب مصمّماً على التراجع عن الدعم
الأميركي لما يدعى بالمتمرّدين المعتدلين في سوريا. ومن
جانبهم، فإن السعوديين خائفون من عدم تمسّك واشنطن بالجزء
المخصّص لها في صفقة البترودولار، وهم يعتقدون أن من الواجب
عليها ان تهاجم سوريا كجزء من التزامها للحفاظ على منطقة
آمنة، من أجل صالح النظام الملكي السعودي الحليف.
الإطاحة بالرئيس السوري، هدف سعودي قديم. ولكن من غير
المحتمل أن يكون ذلك هدف ترامب. وهذا ليس جيّداً بالنسبة
لوضع السعودية في الشرق الأوسط، ولا لعلاقاتها مع واشنطن.
إن ذلك مجرد أحد السبل التي سوف يسرّع بها الرئيس ترامب
موت سياسة البترودولار.
مكنت أموال النفط آل سعود من نشر الوهابية، هذا النموذج
المتعصب، والمدمّر للإسلام في جميع أنحاء العالم الإسلامي
وبين المسلمين في الغرب. بدون النفط وإنشاء المملكة السعودية،
فإن الوهابية كانت لتبقى جماعة متطرفة في بلد هامشي. السعوديون
كما داعش، والقاعدة، وطالبان، وعدد من المتطرّفين الآخرين
يتبعون الوهابية. ولهذا السبب فإن السعودية وداعش يستخدمان
ذات العقوبات الوحشية، مثل قطع الرؤوس. ويعتبر الوهابيون
المسلمين من الاتجاهات الأخرى، مثل الشيعة في ايران، والعلويين
في سوريا، والسنة من غير الوهابيين، مرتدين يستحقون الموت.
من نواح عديدة، فإن السعودية هي نسخة مؤسسية لداعش.
بعد العيش في الشرق الأوسط لثلاث سنوات، بات من الواضح
بالنسبة لي أن الكثير من الناس في المنطقة يزدرون كل شيء
يتعلق بالوهابية. وهناك اعتقاد على نطاق واسع بأن القوى
الغربية قامت عن عمد بتنشئة الوهابية، جزئياً، من أجل
إبقاء المنطقة ضعيفة ومنقسمة، وكسلاح ضد شيعة إيران وحلفائها.
وهذا يشمل سوريا وعراق ما بعد صدام.
بفضل ويكيليكس بتنا نعلم بأن حكومتي السعودية وقطر،
وهما أكبر داعمين أجنبيين لمؤسسة كلينتون، يدعمان بشكل
متعمد داعش للمساعدة في الإطاحة ببشار الأسد. بيد أن نظام
البترودولار نفسه في طور الاحتضار. لا يهم إن كان ال سعودن
سوف يتخلّون عنه بقصد، أم إذا كان سوف ينهار بذاته، لأن
المملكة نفسها سوف تنهار، والنتيجة النهائية هي ذاتها.
في الوقت الراهن، فإن النجوم تصطف ضد المملكة السعودية.
هذه هي أكثر لحظاتها ضعفاً منذ تأسيسها 1932. لهذا السبب
أعتقد أن وفاة نظام البترودولار هو الحدث ـ البجعة السوداء
رقم 1 لعام 2017.
وأتوقع أن سعر الدولار من الذهب يرتفع عندما ينهار
نظام البترودولار في المستقبل غير البعيد. لا تريد أن
تجد نفسك على الجانب الخطأ من التاريخ عندما يحدث ذلك.
ولكن يستدعي ذلك نقطة حاسمة أخرى. ومن المحتمل أيضاً أن
يكون هناك تضخم حاد.
نظام البترودولار كان قد سمح للحكومة الأميركية والكثير
من الأميركيين بالعيش بطريقة خارج إرادتهم لعقود من الزمن.
وتتّخذ الولايات المتحدة هذا الموقف الفريد على أنه
أمر مفروغ منه. ولكنه سوف يختفي بمجرد أن يفقد الدولار
موقعه المتقدّم..هذا ومن المرجح أن يكون نقطة تحوّل...
بعد ذلك، فإن حكومة الولايات المتحدة سوف تكون يائسة
بما يكفي لوضع ضوابط رأسمالية، وضوابط بشرية، وتأميم مدخرات
التقاعد، وغيرها من أشكال مصادرة الثروات.
وأحثكم على الاستعداد للتداعيات الاقتصادية والاجتماعية
ـ السياسية في وقت تستطيعون فيه ذلك. توقّعوا حكومة موسّعة،
وأقل حرية، وتقلّص الإزدهار...وربما ما هو أسوأ.
قد لا يحدث ذلك غداً، ولكن من الواضح الى أين يسير
التيار..ومن المحتمل جداً أنه في يوم ما، سوف يصحو الأميركيون
على واقع جديد..وحين يركل نظام البترودولار الدلو ويفقد
الدولار موقعه بوصفه العملة الرئيسية في العالم، سوف يكون
لديك، إن وجدت، خيارات قليلة.
إن الحقيقة المحزنة هي أن معظم الناس ليس لديهم فكرة
حول كيف تحصل الأشياء السيئة، فضلاً عن طريقة الاستعداد
لها. ولكن ثمة خطوات مباشرة ومعلومة يمكن البدء بها لحماية
مدخراتك ونفسك من الآثار المالية والاجتماعية ـ السياسية
لانهيار نظام البترودولار.
|