العدد 20
إرهاب الخبر، والإصلاح هو الحل الضائع
مناهج تعليم فاشلة
أشرت إلى ما ظهر في ورقة اختبار مادة النحو والصرف
للسنة الثالثة الثانوية ـ بنات من ضعف لغوي بيِّن وتحويل
للدين إلى شعارات إيديولوجية. لكن هذا الضعف اللغوي والأدلجة
ليسا مقصورين على هذه المادة، بل هما ظاهرة عامة. ويبدو
جليا أن ما يمنع إصلاح هذا القصور أن القائمين على التعليم
العام بحاجة، هم أنفسهم، إلى من يصلح لغتهم ويبصرهم بأن
من الخير للدين ألا يتحول إلى شعارات على حساب الجوهر.
ويلفت التلازم بين الضعف اللغوي الواضح والشحن الإيديولوجي.
وربما كان سبب ذلك أن الخطاب ''الصحوي'' الصاخب نقل الناس
من الثقافة الكتابية التي تقوم على التروي والتفكُّر من
خلال التمرس بالنصوص المقروءة إلى الثقافة الشفهية التي
تعمم عن طريق المحاضرات والأشرطة الصوتية. وهذا ما حول
اللغة إلى شيء مسموع لا نعرف شكله حقيقة. هذا بعد أن حوَّل
هذا الخطابُ الإسلامَ إلى شعارات تُعمم عن طريق الوعظ
وما يسمى بـ ''الدعوة'' التي تتسم بالحدة والمفاصلة.
حمزة قبلان المزيني
الوطن 10/6/2004
* * *
حقبة المرأة السعودية
المراقب للمشهد السعودي بتركيبته السكانية والاجتماعية
يلحظ أن المرأة تمثل 51% من مجمل السكان. أي أن هناك طاقة
إنتاج هائلة،حتى إذا استثنينا المرأة المتفرغة تماماً
لتربية أطفالها في أولى سني حياتهم. وتمثل المرأة 52.2%
من مخرجات المرحلة الثانوية (مقابل 47.8% للرجال)، كما
تمثل 60.5% من مخرجات مرحلة البكالوريوس (مقابل 39.5%
للرجال). وبنظرة متأملة نجد أن هذه النسب تمثل مفارقة
واضحة عندما نرى الإحصائيات تشير إلى أن نسبة النساء السعوديات
العاملات تمثل 4% من إجمالي العاملين والعاملات السعوديين
وغير السعوديين في سوق العمل، وذلك حسب إحصاءات عام 2002م.
والمفارقة الأخرى هي أن نسبة العمالة النسائية الوافدة
إلى إجمالي قوة العمل تفوق نسبة العمالة النسائية السعودية
إذ تبلغ 6.7% للوافدات مقابل 4% للسعوديات. أما إذا ما
نظرنا إلى نسبة إسهام العمالة النسائية السعودية إلى إجمالي
قوة العمل السعودية فإنها تبلغ 10.7% فقط ويتركز عمل المرأة
السعودية في القطاع الحكومي في الدرجة الأولى ولا يعمل
في القطاع الأهلي سوى 38% من العمالة النسائية السعودية.
ومن المثير للانتباه أن حوالي 57% من النساء السعوديات
العاملات في القطاع الحكومي يحملن مؤهلات جامعية الأمر
الذي يشير إلى المستوى التعليمي المتقدم الذي وصلت إليه
المرأة السعودية وإلى الهدر في استثمار هذه الموارد البشرية.
أميرة كشغري
الوطن 10/6/2004
* * *
درس في الخصوصية السعودية
والدتي بالنسبة لي مقياساً لمدى تغلغل وهم ''الخصوصية''
النرجسية السعودية التي جعلت منا إقليمًا لا يعترف بغيره
من الثقافات والحدود. تعتقد أن الأوكسجين بهذه القرية
مختلف في تركيبته، لا عن كل هواء الكون فحسب، بل حتى عن
مكوناته في القرية المجاورة. تتفاخر والدتي أمام الجميع
أنها زوجت بناتها الأربع برجال من داخل حدود القبيلة وأنها
حافظت على نسل أصيل ودماء غاية في الاختلاف عن كل فصائل
الكون، لم تنته قصة والدتي مع الخصوصية الفوقية لأنها
سعودية بالفطرة والبراءة. إنها تعتقد على الدوام أننا
وحدنا بشر مصطفى عن بقية الخلق ولهذا لا أنسى للأبد جملتها
التي ترددها دومًا على عاملتها المنزلية الآسيوية وهي
تقول لها: لم يبق عليك من فضائل الحياة من شيء إلا أن
تكوني سعودية. إنها، مثل كل السعوديين، لا تظن أن الشمس
تشرق على أحد من الخلق حين تغرب وراء الجبل الغربي على
حدود القرية. كان داعية من ''الهند'' على ما يبدو، يحدث
جاليته بلغته فرفعت صوتها بالاستغراب: يا ولدي يبدو أن
هؤلاء يعرفون الله ويتذاكرونه فيما بينهم. أما أنا فاستغربت
أن تصل النسخة المبرمجة من خصوصية ''الإسلام السعودي''
إلى عقل هذه الأمية لتعتقد مثل كثير منا أننا فقط، وحدنا،
نمثل الإسلام النقي وأن الآخرين مجرد نسخ مزورة.
علي سعد الموسى
الوطن 9/6/2004
* * *
الفكر المحرض وسلامة الكيان
أتساءل عن الفكر نفسه، ما هو؟ وما هي منطلقاته، وما
هي آلياته، وما هي حبائله التي ينصبها للشباب، هل هو تمجيد
''فكرة الموت'' أم هو فكر الإقصاء، وهل يكفي الآن أن نستنكره
ونشجبه، هل يكفي أن نصفه بأنه فكر ضال؟ أم لا بد أن نوضح
نصوص ضلالاته، وندحضها؟ هل دور اللجنة الدائمة للبحوث
والإفتاء وهيئة كبار العلماء، ومعها بقية علمائنا ومفكرينا
الشجب والاستنكار والدعاء؟ هل هناك ما نخافه في هذا الفكر
حتى نظل مكتفين بشجبه واستنكاره ووصفه بالضلال وتحذير
الناس من الوقوع في براثنه، دون أن نوضح لهؤلاء الناس
كنهه وماهيته وربابنته والمؤسسين له والمشجعين عليه، والأخطاء
التي أفضت إلى وجوده وتفنيد وتحليل كل ذلك، والرد عليه؟
لا بد من المكاشفة العاقلة المتزنة دون مواربة أو غموض
ودون تجريح أو اتهام، فالهدف أمن وسلامة الكيان.
قينان الغامدي
الوطن 9/6/2004
* * *
نقد خطابات التنوير السعودي
قراءة العديد من الصراعات الفكرية عند أكثر من مرحلة
بين التيارات المحافظة وتيارات التحديث منذ بدايات تأسيس
الدولة تؤكد بعد كل محطة مواجهة أن هناك قوانين خاصة بالحالة
السعودية تحكمها الخبرة أكثر من المنطق. فتعثر كثير من
محاولات تأسيس ثقافة مستنيرة ناتج عن خلل في إدراك هذه
القوانين وكثيراً ما يتم انتهاكها بأساليب مختلفة، تنقل
المجتمع إلى حالة فكرية أكثر تصلبا من التي قبلها وتجعله
فاقدا للمرونة التي يحتاجها أي مجتمع حضاري. تبدو الآن
لغة الحوار في أدنى مستوى، وجميع محاولات زحزحة مقومات
الآلية القديمة في الخطاب ورؤية المجتمع والعالم وصلت
إلى وضع مغلق، وظهرت حالات ارتداد كثيرة بعد الموجة التكتيكية
التي ركض خلفها الكثيرون نتيجة شعور ملموس بأن الأمور
قد تعود إلى حالاتها الأولى من حيث موازين العلاقات وشبكة
المصالح. ولم تعد شعارات الوسطية وخطابات التعايش والإصلاح
والتنوير في درجة جاذبية البدايات، فلا الإصلاحي صلح حاله،
ولا التنويري أثبت أنه كذلك ويحترم شعاراته العقلانية،
ولا داعية الأصالة أكد سلامة أصالته وجدواها.
عبد العزيز الخضر
الوطن 9/6/2004
* * *
في الخُبر.. ضاع الخبر
البيانات الرسمية حول نهاية حادثة الخبر تثير أسئلة
أكثر من أن تعطي إجابات على الأسئلة، تركت الإعلاميين
يعتمدون على التخمين وعلى الإشاعات وعلى ساحات الإنترنت
التي يبدو أنها كسبت مصداقية أكثر. ضعف التعامل الإعلامي
مع حادثة مؤلمة بهذا الحجم وضعنا في موقف المدافع وأثار
شكوكاً في مصداقية البيانات الرسمية مما قد يشغل المعنيين
بتلك البيانات بالبحث عن مخرج يبررها. تلقيت اتصالات مستمرة
من صحفيين تبحث عن إجابات على أسئلة كثيرة وتبحث عن أصوات
سعودية تعلق على الحادثة وعلى أبعادها. كان هناك شبه إجماع
على ندرة مصادر المعلومة المؤكدة وعلى غياب المصدر الرسمي
والأخطر من ذلك هو أن عدد السعوديين الذين يستجيبون لاتصالات
الصحافة الدولية حالياً قد قل كثيراً عن العام الماضي.
وكان السؤال الملح: لماذا؟ أكثر من يعيق حضورنا الإعلامي
في الخارج هم أهل الداخل أنفسهم نتيجة للجهل المطبق بأهمية
هذا الحضور وآليته، أو بالمزايدة الكاذبة على ''الوطنية''.
حاول أن تقنعني كيف نلوم أي ناشط سعودي إن رفض الحديث
مع أي صحفي غربي وهو يشعر أن أي كلمة يساء فهمها من''رقيب''
في أحد أجهزة الرقابة المتعددة قد يوقعه في حرج أو مساءلة
غير عادلة؟
سليمان الهتلان
الوطن 9/6/2004
* * *
خياران: إما الإرهاب، أو
الإرهاب!
محاربة الإرهاب لا يمكن أن تكون بتعزيز مقولات المنظومة
التقليدية التي ترفض المعاصرة، والتي يصدر عنها الوعي
الإرهابي، لأن الإرهابي - دون ريب - أشد وفاء لمقولات
المنظومة التقليدية. من يتصدى للإرهاب بمقولات المنظومة
التقليدية الرافضة للمعاصرة، يسكت - على نحو مريب - عما
في هذه المنظومة من تضليل وتكفير ظاهر. الإرهابي والتقليدي
المتصدي للإرهاب يتجاذبان المفردات التي تشكل القسمات
الفارقة للمنظومة التقليدية. إن الإرهابي أكثر اتساقاً
مع البنية العامة التي تنتظم هذه المفردات محل النزاع.
وهو لا يبدو متناقضاً مع نفسه، حينما يأخذ بمجمل المفردات،
وإن بدا متناقضاً مع واقعه العام والخاص. (أما) موقف المتصدي
للإرهاب يبدو في موقف ذرائعي لا يحسد عليه. فهو يهاجم
التكفير منطلقاً من فكر مغرق في النفي والإقصاء والتكفير،
لكنه يسكت عن التاريخ، وعن المقولات القابعة في الكتب
والرسائل، مستحضراً من منظومته ما يخدمه في لحظته الراهنة
فحسب. أكثر العناصر البشرية التي يتم الاستعانة بها فكرياً
في مكافحة الإرهاب، تعاني جهلاً فاضحاً باللحظة السياسية
المعاصرة. ومعاينتها للواقع السياسي في غاية التبسيط،
فضلاً عن قصورها عن إدراك المحركات الحقيقية الفاعلة في
التاريخ السياسي للإسلام، لأنها ما زالت تنظر الى ذلك
التاريخ، وتعاينه بمنظومتها الموروثة، ولا تعاينه باستنطاق
قوانين التاريخ. (إنه) جهل بجدلية الواقع والفكر، وبقوانين
الحراك الاجتماعي، فضلاً عن الجهل بالفكر الاسلامي المعاصر،
بل وبالنصوص ذاتها، من حيث القدرة على استنطاقها، بما
يضيئ اللحظة الراهنة. ما لم يتم الكشف عن كل ما في المنظومة
التقليدية من إقصاء ونفي، يحكم (عليها) بأنها كانت ابنة
ظرفيها: التاريخي والجغرافي، وأنها مقولات ليست من الصواب
في شيء، فإننا سنبقى مع الإرهاب في دائرة لا بداية ولا
نهاية لها. ان أخطر ما في الأمر - بل هو الهلاك بعينه
- أن تجعل نفسك بين خيارين، لا ثالث لهما: إما الإرهاب
وإما الإرهاب.
محمد علي المحمود
الرياض 10/6/2004
* * *
إعلان الحرب على الذات
أعتقد أنه لا الدولة ولا المواطنون وصلوا لهذه المرحلة
الهامة والأساسية والضرورية لكسب هذه الحرب، وهي مرحلة
التعبئة العامة للحرب، فكراً وعملاً خاصاً وعاماً إعلامياً
وثقافياً وتجنيد كافة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لهذا
الهدف، والتعامل مع كل شيء في حياتنا اليومية على أساس
أننا في حرب. يجب أن نصر كدولة وكشعب أن على الجميع الاختيار
ما بين الحق الذي نؤمن أننا عليه والباطل الذي نعتقد أن
المارقين عليه. وهنا أعتقد وبكل تواضع واحترام أن على
علمائنا الأجلاء الكرام دعوة ولي الأمر لإعلان الجهاد
على هؤلاء الخوارج.
النصر لنا دولة وشعباً على شرط أن نعلن التعبئة العامة
لمواجهة هذه الحرب.
السفير بندر بن سلطان
الوطن 1/6/2004
* * *
فسطاطا ابن لادن بوجه سعودي!
أمامنا فسطاطان لا ثالث لهما، فسطاط القاعدة وطلبنة
السعودية وطرد الأجانب والانغلاق عن العالم، وهجرة من
لا يطيقون حياة كهذه، تسودها البطالة والقهر والفتن واحتراب
داخلي بل حتى تدخل أجنبي، وفسطاط دولة سعودية قائمة، تسودها
حرية يتمتع بها الجميع باختلاف مذاهبهم ومشاربهم، مشغولة
بالتنمية، وتسامح، ودعوة بالحسنى، وتفاعل وتكامل مع العالم،
وحرية سفر وتنقل، مجتمع دون ضغوط ولا قيود واجتهادات ضيقة.
بيننا ثقافة لا تحب الأجانب ويجب أن تتوقف، وثقافة ترفض
الانفتاح على العالم ويجب أن تختفي، وثقافة لا تزال تجادل
فيما إذا كان أصل العلاقة مع الآخر علاقة حرب أم سلام،
هذا عبث لا مكان له في دولة المستقبل السعودية.
جمال خاشقجي
الوطن 6/4/2004
* * *
لا تعتذروا للإرهاب
يبذل البعض الكثير من الجهد في التدليل على براءة الإسلام
من الإرهاب خصوصا عندما يكون المخاطب خارجيا. وما إن ندير
وجوهنا ونتوجه بحديثنا إلى الداخل حتى تتسلل إلى خطابنا
مفردات الكراهية والعنف والإقصاء بشكل خفي أحيانا وظاهر
جلي أحيانا. إننا ننزع كثيرا إلى تبرئة الذات من الأخطاء
وتحميل وزر كل ما نواجهه على الآخر. لنكن صرحاء وواضحين
في مواجهة وعلاج هذه الظاهرة التي لن تزول في وقت قصير.
نحن مطالبون بأن نطلق الحرية المسؤولة للأقلام والعقول
وأن نحمي تلك الحريات بقوة وأن نقف ضد كل من يروج أو يتبنى
ثقافة العنف والكراهية والإقصاء والتحريض على الآخر المختلف.
أميرة كشغري
الوطن 6/4/2004
* * *
الشارع السعودي يدعم العنف
سيظل الشارع المحلي مترددا ومتشككا في مسألة تجريمهم،
كما يحدث اليوم بيننا حين تجد من ينهاك عن أن يزفر لسانك
قهرا، أو يحترق فؤادك فتقول: حسبي الله عليهم! حتى تراه
يغمغم، مدعياً الموضوعية وتجنب الوقوع في الإثم قائلا:
تراه ما يجوز الدعاء عليهم قل الله يهديهم! من الذي خطف
صغارنا من أمنهم وعلومهم واحلامهم وطموحاتهم وحولهم إلى
مجرمين صغار؟ من الذي زرع تحت كل بساط عائلة شقاقاً فكرياً
رأسه التكفير وقدمه إعلان البراءة من اخوته؟ إذا أردت
الجواب فاستمع إلى قنوات التجهيل واستمع للنواح والبكاء
على ضياع الشباب المسلم الذي لا يدله إلا على طريق واحد:
كيف يموت ليصل إلى الجنة.
بدرية البشر
الرياض 1/6/2004
* * *
صناعة الموت أم صناعة الحياة!
لا اعرف حقيقة كيف تسربت أفكار الإرهاب والتطرف والتفجير
إلى حقول الدعوة وتجمعات الشباب. ما نشاهده اليوم من نزوع
بعض الشباب إلى التطرف والإرهاب هو نتيجة سنوات وسنوات
من الشحن النفسي والإعداد الفكري للسير في اتجاه المصادمة
وتغيير واقع المسلمين المزري حتى لو كان بالانتحار. هذا
التطرف جاء نتيجة حتمية لغياب العقلانية في فكر الصحوة
الإسلامية وطغيان ثقافة المواجهة مع الآخر. هذا التطرف
هو نتاج لثقافة صناعة الموت وتمجيد الانتحار وتعظيم المواجهة
مهما كانت نتائجها. هذا التطرف هو نتاج غياب النقد وغياب
المراجعة وغياب مناهج صناعة الحياة. معظم الدروس الشرعية
تفتقد للتوازن والطرح العقلاني الرشيد في تفسير الأحداث
التاريخية أو المعاصرة.
احمد محمد العيسى
الرياض 4/5/2004
* * *
تفكيك بنى العنف وموجباته
ونبذ العنف ودحض مبررات استخدامه، لا يعنيان تحبيذنا
لخيار الظلم والاستبداد. وإنما نريد أن نقرر حقيقة إنسانية
وحضارية ثابتة، وهي أن العنف لا يفضي إلى السلم والاستقرار،
بل إلى الدخول في دوامة العنف والعنف المضاد. محاربتنا
إلى الإرهاب والعنف، تقتضي العمل على تفكيك موجباتهما
في الفضاء السياسي والثقافي والاجتماعي. غياب فعل الإصلاح
والتطوير في أي مجتمع يعرضه إلى الجمود والترهل وتراكم
المشكلات، مما يهيئ المناخ إلى بروز خيارات متطرفة وتصرفات
متشددة. نحن لا نواجه فئات إرهابية ومنحرفة فحسب، بل نواجه
ثقافة لا تتوانى في خلق الإرهابيين والقتلة واعطائهم المبررات
الدينية لأفعالهم الشاذة والشنيعة.
محمد محفوظ
الرياض 1/6/2004
* * *
حرب حقيقية نتيجة ما زرعناه
البلد اليوم في حالة حرب حقيقية، تستنفر لها الدولة
جميع امكاناتها. مشكلتنا الحقيقية تكمن في أننا نواجه
رؤوساً محشوة بقناعات، مدمرة لأسس المجتمع ومؤسسات الدولة،
ومن قام بتجسيد تلك القناعات مؤسسات ومواطنون انساقوا
وراء ثقافة، ما حسبنا من قبل أن آثارها سوف تلتف حول أعناقنا
في نهاية المطاف! أما وقد أصبحنا متورطين بما زرعناه..
فما علينا إلا أن نتحلى بقدر شجاع من النقد الذاتي، والتوجه
نحو حرث تلك الأرض التي أخرجت هذه الثمار المرة.. علنا
نقضي على بذورها المسمومة.. وهذا يقتضي مشروعاً وطنياً
استراتيجياً، لا يكتفي بالمعالجة الإجرائية والمؤقتة بقدر
ما يحتاج إلى معالجة بنيوية لأداء المؤسسات المسؤولة عن
ولادتها وشيوعها.
محمد رضا نصر الله
الرياض 1/6/2004
* * *
النخب السعودية: مناطقية
وقبلية وطائفية
* * *
في منتصف الثمانينيات من القرن الميلادي المنصرم، كتبتُ
هنا مقالاً بعنوان ''الدولة.. وإقليمية النخبة'' تعرضت
فيه بالنقد للمسؤولين من وزراء وغيرهم، ممن أولتهم الدولة
ثقتها، فعينتهم على رأس المؤسسات الوطنية،.. إلا أنهم
في الغالب لم يكونوا وطنيين، بقدر ما كانوا إقليميين -
أحياناً - في أضيق حدود انتماء هذا الوزير أو ذاك، إلى
جماعته، أو أبناء حارته! وذهبت إلى أن هؤلاء في صنيعهم
هذا، لم يراعوا قيم الوحدة الوطنية، التي صيرت بمشروع
الملك عبدالعزيز السياسي، أبناء الجزيرة العربية، من أقصاها
إلى أدناها.. من حجازييها ونجدييها.. قطيفييها ونجرانييها..
شمالييها وجنوبييها.. كلهم في إطار جغرافي سعودي واحد..
فلِمَ - إذن - اصطبغت بعض الوزارات والدوائر، بهذا اللون
الإقليمي أو ذاك.. حتى وجدنا معظم التعيينات في مراتب
الخامسة عشرة وما دونها وما فوقها، تنحصر في مجموعات محدودة
من مجموعات مجتمعنا السعودي المتعدد الكبير؟!
محمد رضا نصر الله
الرياض 25/5/2004
* * *
فقهنا.. بين التيسير والتشديد
هؤلاء يرون تهالك الناس في الحرام فيحسبون المخرج والحل
في تحريم الحرام وكل ما كان ذريعة إليه سواء كان إيصال
الذريعة للمحرم يقينيا أو مظنونا أو متوهما، ويبالغون
في ذلك ومرادهم كف الناس عن الحرام، حتى بلغ الأمر ببعضهم
إلى تحريم ما جاءت النصوص بإباحته وحتى بدأ كثير من الناس
يظن أن الأصل في الأشياء التحريم وليس الحل كما هو الواضح
في النص القرآني وفي التقعيدات في أصول الفقه والقواعد
الفقهية.
عبد الله بجاد العتيبي
الرياض 24/5/2004
* * *
المرأة والإشكال الحضاري
تحاول منظومة التقليد القفز على حقيقة جوهرية، وهي
أن قضية المرأة تواجه إشكالا حضاريا معاصرا، وأن طبيعة
التشكل الحديث للحياة المعاصرة المغاير لمعظم أنماط الحياة
في الماضي يستلزم أن تتشكل حياة المرأة على نمط مغاير
لكل ما سبق؛ لأنها جزء لا يتجزأ من التحول العام في أنماط
الحياة. هذه النظرة تنظر إلى واقع المرأة من خلال التاريخ،
فالتاريخ معيار الحقيقة، وكأن شيئا على امتداد هذه القرون
التي انتقلت فيها البشرية من عالم إلى عالم آخر لم يكن.
ما نراه من محاولات لشرعنة الواقع الراهن للمرأة، هي شرعنة
لا تطرح نفسها بوصفها فهماً متأولاً للنص وللواقع؛ بحيث
تخضع لفقه المقاصد والمآلات، وإنما بوصفها أحكاما نهائية
قطعية؛ لا مجال للحوار بشأنها. وهذه الممارسة ليست جناية
على المرأة بتثبيت الواقع المتخلف الذي تعيشه فحسب؛ وإنما
هو جناية على الشرع الحنيف الذي يحاول التقليدي توظيفه
لصالح رؤاه الخاصة، التي لا تعدو كونها فهماً متلبساً
بأعرافه وتقاليده وإن ظنها منتهى الحقيقة الشرعية.
محمد بن علي المحمود
الرياض 20/5/2004
* * *
الشخصية سريعة الاشتعال
القاعدة التي يجب أن نؤسس عليها مصادر الاشتعال الذاتي
أو الاجتماعي هي (ان البيئة التي تقلل من خيارات أو اختيارات
الإنسان تصعِّد من احتمالات وجود بؤر الاشتعال هنا أو
هناك).. والذي يجب أن يُقرأ في تشخيص الواقع الإنساني
انه حينما (تقل المسموحات تكثر الممنوعات) ذلك أن المفهوم
من تقعيد الوجود الإنساني أن المحظورات محدودة ومحصورة
بينما السباحة والسياحة في مسموحها لاحدَّ له. ولذلك فاتجاه
العقل (الراشد) لاستشكال المسموح في بيئة الممنوع أمر
طبعي وغير مستغرب! النتيجة التي نريد تقريرها هنا ان الشخصية
فردية كانت أو جماعية حينما تعسكر حياتها أي تجعلها منطقة
عسكرية تعيش هاجس التهديد أو التخطف كأنما تؤسس لمفاعلات
نووية اجتماعية يمكن ان تستجيب لتهور أو توتر عند أدنى
مقارفة لشباك الحياة.
د. خالد شريدة
الجزيرة 29/5/2004
* * *
الفكر السلفي هو السبب
أسس البعض نظرية للعنف في المملكة تقوم على افتراض
أن الشباب الذي شجع يوما ما للجهاد في أفغانستان ضد السوفيت،
عاد من هناك فلم يجد من يحتضنه، بل تعرض للتنكيل والتهميش
مما أدى إلى تطرفهم وخروجهم على الدولة. إنها نظرية واهية،
تقوم على معلومات غير صحيحة، وبالتالي ستنتهي إلى استنتاجات
غير صحيحة. أفغانستان ليست المسؤولة، وإنما هو فكر متطرف
بعينه يجب أن يتهم، غُرست نبتته بين مضافات التطرف في
بيشاور، وخلطت خلطته من سلفية مزعومة مع فكر الجماعة الإسلامية
والجهاد المصريتين، وبالتالي ما من حجة لمن يقول بنظرية
العائدين المنكل بهم، وإنما هو فكر بعينه هو سبب الداء
وبتفكيكه يكون الدواء.
جمال خاشقجي
الوطن 8/6/2004
* * *
الإرهاب.. والإقرار بالواقع!!
هناك من يقول إن ما يجري هو حصيلة تراكم مشكلات وقضايا
تجاهلنا حلولها بنفس التوقيت الذي بدأت تؤسس فيه لقواعدها،
وآخرون يرون أننا تمادينا بحسن نوايانا واعتقدنا أننا
أمام تيارات الإلحاد، والانحلال، والعقائد المستوردة،
احتجنا إلى حصانة اجتماعية تبدأ من مصادر الدين الحنيف
باعتباره القيم والمثل، لكن تقويمنا جاء معاكساً لنوايانا
الطيبة بحيث تم تسييس الدين واختطف من شبابنا من يقف على
الاعتدال إلى التطرف، وهذا أيضاً لديه مصادر رأي معقول،
لكن كل هذه توضع في خانة واحدة، أي أن المراقبة لهذه الفئات
لم تكن دقيقة حين واصلت انتشارها في المدارس والجامعات
والمساجد، والمنتديات والمراكز الصيفية وغيرها وبدأت تنشر
صورة مغايرة للواقع عن المجتمعات الجاهلة التي إن لم تعتدل
فيجب أن تجتث،، ولم يكن أمراً سهلاً أن تعالج مشكلة كبيرة
بحلول سريعة، لكن إذا كانت حالات السباق طويلة ومعقدة،
فإن بقدرتنا أن نقف على الواقع، وبشجاعة من يريد تجاوز
هذه الظروف أن يفهم القضية المعقدة، ويتجاوزها بالحلول
الموضوعية.
كلمة الرياض
الرياض 31/5/2004
* * *
صناعة الفتوى
(ما قول فضيلتكم في ''رجل، قول، جماعة'' قد ضل وأضل،
وحارب الله ورسوله في أكثر من موضع، وما هو الموقف من
ضلالاته وانحرافاته التي لا يمكن ان يسكت عليها من عنده
مثقال ذرة من غيرة على الدين الحنيف، وما هو الجزاء الرادع
له ولأمثاله؟ أفيدونا مأجورين). حين نتصفح كتب الفتاوى
وخصوصاً المعاصرة منها، لا تخطئ أعيننا مثل هذه الأسئلة
المشحونة بموقف مسبق تدفع حروفها ومعانيها الفقيه المستفتى
لتبنيه وتأييده، كما تستبطن شيئاً من التهديد للمستفتى
من التساهل في فتواه أو الخروج عن قضبان القطار التي رسمها
له السؤال. ان مثل هذه الأسئلة تشكل البنية الأساسية في
كثير من الفتاوى الصراعية المعاصرة، فهي تحدد الموقف مسبقاً
وتحكم بالانحراف مسبقاً، وتؤكد على وجوب تأييد هذا الموقف
بخطوات عملية، ولا تطلب من المفتي سوى وضع بصمته عليها،
ولا بأس - أحياناً - من إضافة شيء من الأدلة للفتوى رغبة
في زيادة كمية البارود. في المشهد المحلي مر كثير من الفتاوى
عبر مصنع المتصارعين حتى أخذت شكلها النهائي، وقد وجدت
المفتي الذي يبصمها دون ان يكلف نفسه عناء البحث في صدقيتها
أو الشك في هدف السائل الذي تتضح كلماته بالعدائية وتشي
معانيه بأنه أبعد ما يكون عن تحري الصدق في توصيف الأمر
موضع السؤال.
عبد الله بجاد العتيبي
الرياض 7/6/2004
* * *
المواجهة الشاملة
لا يمكن تحجيم الحالة.. أو الموقف أو فصل الأحداث،
بالتأكيد هناك عمل سيء يدار في الظلام بطريقة إجرامية
خبيثة بلا موقف أو مبدأ، أو عرف.. هناك تنظيم تشكل يفقد
بعض خيوطه ويحاول البقاء وإحداث بعض الهزات الأمنية..
وهناك أطراف مستفيدة من هذا الذي يحدث على المدى القصير
والقصير جداً فقط، قبل أن تتكشف هناك أناس أو شباب أو
شلة أعدوا أنفسهم وتنظيمهم لمثل هذه المرحلة أو تم إعدادهم
لها وها هم اليوم ينفذون أعمالاً مريعة لبث الرعب وأفكار
الجريمة بطريقة العصابات المستأجرة، أعمارهم في عملية
الخبر الأخيرة لم تتجاوز التاسعة عشرة باستثناء قائد العملية
الإرهابية بكل أبعاده والذي يبلغ سبعة وعشرين عاماً. من
أين يأتي تمويلهم؟ من يمدهم بالأفكار والسلاح ويغرر بهم
على هذا النحو البليد تحت مبررات غريبة وعجيبة تقدم تارة
في قالب إسلامي أو مرة أخرى إصلاحي أو ما يسمى بالمعارضة.
الأهم الآن أن يتطور الدور الأمني في مكافحة إمدادات الإرهاب
إلى إعلان قانون شامل للأمن الوطني يسمح بملاحقة المشبوهين
والمفقودين والمحتوين لهم والمتعاونين معهم مادياً ومعنوياً
لضمان تجفيف كل مصادر الإرهاب الآن وفي المستقبل.
ناصر الصرامي
الرياض 4/6/2004
* * *
مرحلة جديدة من الإرهاب
نحن أمام قضيتين خطيرتين وهما: حمل السلاح، واستهداف
عصب الاقتصاد السعودي، والإرهابيون وضعوا نصب أعينهم هذين
الهدفين: القتل بقصد الإرهاب واستهداف الاقتصاد وهما من
الأهداف التي قام عليها مشروع منظمة (القاعدة) في محاربة
أمريكا: استهداف قتل أكبر عدد من الناس، واستهداف الرموز
التجارية لهز الاقتصاد. ومن (ينبع) إلى (الخبر) واستهداف
المنشآت النفطية يتوافق مع التقارير الصحفية العالمية
التي تقول لا أمن للطاقة في ظل حرب الإرهاب.. وحتى نبدد
تلك المخاطر والتكهنات علينا العمل على ترميم الداخل المحلي
من خلال محورين: الأول تأمين الجبهة الداخلية عبر عزل
الإرهابيين عن المتعاطفين معهم والمتعاونين.. والمتضامنين
مع موقفهم تضامناً معنوياً أو توفيرالأجواء والمعلومات
والسكوت عليهم. أما المحور الثاني فهو تأمين المنشآت النفطية
عبر إدارة حراسة ومراقبة مشددة على منشآت وشركات النفط
وهذا يتطلب إعادة النظر في استراتيجية حماية المنشآت النفطية
من خلال شبكة جديدة للحماية ومن خلال دراسة أكاديمية ومنهج
متطورلحماية منشآت النفط. إذا وصل الإرهابيون إلى تلك
المنشآت فإنهم سيحققون أكثر من هدف منها: إصابة عجز في
الاقتصاد السعودي وزيادة الشكوك والأصوات ضد المملكة وما
ينادون به من أمن الطاقة وما يجر ذلك من ذرائع لتدخلات
دولية في الشأن المحلي.
عبدالعزيز الجار الله
الرياض 31/5/2004
* * *
|