الإنتحاريون السعوديون.. والشكوى العراقية!
زادت وتيرة الشكوى العراقية في الفترة الأخيرة من سعوديين
متشددين يقومون بتنفيذ عمليات انتحارية عبر تفجير أنفسهم
في الأسواق أو وسط جمهور من الناس، أو شن عمليات إرهابية
واسعة، تزهق فيها أرواح مدنيين أبرياء، أو عبر طرق تفجيرية
مختلفة. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن السعوديين يتسللون
إلى العراق عبر دول مجاورة، لكن كيف يتسللون ومن يساعدهم
في ذلك؟ وأي الطرق يسلكون؟ فما زال غير واضح وهو أمر مخيف.
إن وجود السعوديين في العراق ليس مفاجئاً للمتابعين
للوضع العراقي منذ سقوط نظام صدام حسين، لكن الأمر بات
مقلقاً مرعباً، خعوصاً في ظل تزايد أعداد الذاهبين من
المتشددين الذين يحملون فكراً متطرفاً وعقلاً مفتوناً
بالعمل الإرهابي. السعوديون غالباً ما يعدِّقون الآخرين
منذ الوهلة الأولى، فلذلك باتوا معيدة سهلة لجماعات تتبنى
الفكر التكفيري والتفجيري معاً، تدعوهم للاحتراق كما كان
يحعل في أفغانستان والشيشان.
السعوديون باتوا القاسم المشترك والوقود الحاضر في
العمليات الإرهابية التي تنفذ في العراق أو أفغانستان،
جراء التغرير بهم واستقطابهم وتجنيدهم من قبل جماعات انتحارية،
وهذا نتيجة الخواء الفكري والنفسي الذي يلزمون به أنفسهم
لغيرهم، بعيداً عن إعمال العقل والمنطق للوصول إلى الحقيقة
الواضحة. بات أشخاص سعوديون وقوداً لمحارق بشرية، تحركهم
عقول سوداء خارجة على تعاليم الدين الإسلامي كما تحرك
الدمى في مسرح العرائس، عقول تجيد فن الغواية وتزييف الحقائق،
لدرجة أن اصحاب هذه العقول أصبحوا قادرين على منح صكوك
الغفران للفوز بالآخرة، ودخول الجنة وحيازة نعيمها، كما
كان يفعل قادة الكنيسة الكاثوليكية.
لا يزال الشباب السعودي يشكل صيداً ثميناً للمنظمات
الإرهابية، ومورداً متجدداً لتزويد تلك الجماعات بالأجساد
التفجيرية والانتحارية بفضل اصحاب الفكر المتطرف المؤيد
للعنف الملتبس لـ (وجهين). لا بد ان يخشى السعوديون على
بلادهم من عودة تلك القنابل البشرية، ومن توالد بويضات
الإرهاب مرة أخرى، كما حدث مع بعض العائدين من أفغانستان،
الذين فقدوا القدرة على البقاء في حضن الوطن بسلام من
دون ضجيج وضوضاء إرهابية، إذ إن كثيرين ممن شاركوا في
تلك الحروب هم الذين نفذوا العمليات الإرهابية، وقادوا
عناصرها.
جميل الذيابي الحياة، 20/11/2006
|