رأس السعودي بـ 3000 دولار
ومثلما تمر بنا عشرات المواقف دون أن نأخذ منها عبرة،
سيمر بنا حديث الدكتور زهير الحارثي، مندوب هيئة حقوق
الإنسان، عن الأسرى السعوديين في بلاد الشام دون العبرة
أيضاً. فعلى لسان أحد أسرى ـ النهر البارد ـ يعترف الأسير
أن ـ الرأس ـ السعودي بيع بثلاثة آلاف دولار عبر منظمات
تهريب صورت له أن هذا ـ النهر ـ موقع فريضة جهاد حقيقية.
وقبلهم في أفغانستان، كان الرأس السعودي يساق إلى المعسكر
الأمريكي بعشرين ألف دولار وكل هذا مسجل في اعترافات شخصية.
الفارق أن السعر بدأ يتناقص وأسفي على القادمين بعد اليوم
ـ برؤوسهم ـ إلى مزاد رخيص ولم يستلهموا العبرة. طائرة
تقلع من مطارنا محملة بالمجاهدين السعوديين وتعود من مطارهم
بأهل البلد المحتل إلينا بتأشيرة عمل. نذهب للحرب وكالة
عنهم بتأشيرة موت وهم يأتون إلينا للعمل بتأشيرة من أجل
الحياة ولقمة العيش. في البوسنة، دفع السعودي ملايين الدولارات
وحين انتهت الحرب سلمت المخابرات البوسنية ملفات المنظمات
والهيئات المتبرعة إلى لجان الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب
لتتحول النخوة والهبة إلى دليل على الضلوع في جريمة واهمة
مزعومة. ومن المضحك أنه بعد انتهاء الحرب في البلقان صدر
الفرمان الشهير بملاحقة ـ أي سعودي ـ يطأ أرض الجهاد القديمة
حين تحول صاحب ـ الفزعة ـ إلى مطلوب أمنياً.
الوطن، 23/7/07
|