غياب المواطنة.. لماذا؟
المفهوم الانتمائي الذي يحقق المواطنة بشكله المصلحي
للوطن والمواطن نراه غائباً بشكل واضح في وطننا خصوصا،
وهذا ناتج عن عوامل عديدة منها مثلاً:
1 ـ قوة الانتماء العشائري أحيانا في مقابل الانتماء
الوطني فما يحرك المواطن ليس ما هو صالح للوطن عامة بقدر
ما هو صالح للقبيلة والعشيرة ومن ثم الفخذ. المجتمع السعودي
مجتمعٌ عشائري في تكتلاته حتى الحديثة منها وما عودة المجالس
القبلية إلا نوعاً من الارتداد لهذه العشائرية.
2 ـ الانتماء المذهبي في مقابل انتماء المواطن للمصلحة
الوطنية، ويظهر أكثر ما يظهر في رؤيتنا للآخر غير السني
أو الآخر غير المتمذهب فقهياً إلى المذهب الفقهي الذي
ننتمي إليه، أو كما هي الحال مع عبارات التخوين التي يتهم
فيها الكثير من الرموز الوطنية أو إبعادهم.
3 ـ ضعف الحقوق المدنية وهي الحقوق التي تحقق له الكرامة
الإنسانية أولا والكرامة الوطنية ثانياً، وحينما تُخدش
هذه الكرامة باعتباره تابعاً لمراكز أخرى وليس محور الاهتمام
الوطني فإن كل عمليات التربية الوطنية التي يشاهدها في
الإعلام أو المدارس أو في أي مكان آخر ليست إلا مجرد شكليات
لا تمس الجوهر وهو الاهتمام بحق المواطن مدنياً.
4 ـ تغليب المصلحة الذاتية على المصلحة الوطنية، وهذا
التغليب هو ناتج لعدم المواطنة كما أنه سبب لها في الوقت
ذاته. فتقديم المصلحة الذاتية على المصلحة الوطنية هو
المعبر الحقيقي عن عدم وطنية المواطن، وعلى ذلك جرت كل
عمليات الاحتيال أو عدم الاهتمام بالمواطن في مقابل بقاء
المسؤولين على كراسيهم الوثيرة، في حين أن المواطن يرزح
تحت ذل البيروقراطية أو اختلاسات المال العام في اطمئنان
تام من عدم المساءلة أو المحاسبة.
5 ـ توزيع التنمية لم يكن بالشكل المطلوب فقد كانت
تتركز فقط في المناطق الرئيسة، مما جعل التفاوت واضحاً
أشد الوضوح في المجتمع السعودي، هذا إلى جانب أن هناك
الكثير من المناطق التي لم تصلها حتى الآن الخدمات التي
هي أقل حقوق المواطن كالبنية التحتية من شق الطرق أو الاتصالات
أو الكهرباء.
شتيوي الغيثي، الوطن ـ 23/9/2007
|