الحوار .. وهاجس الخصوصية
كيف ستشيع ثقافة الحوار لدينا ولا يزال عندنا من يحتقر
الآخرين ويزدري منجزاتهم، و يتعالى على أفكارهم ويكابر
في تقبل الحق إلا بشروط تعجيزية، مع أن السنة النبوية
أوضحت بصريح منقولها : أن الكبر شيئان: بطر الحق أي رد
الحق، وغمط الناس أي ازدراءهم واحتقارهم. والله تعالى
في محكم تنزيله نبه في أكثر سور القرآن الكريم إلى فداحة
مسلك الكبر كصارف من صوارف قبول الحق فقال تعالى:(سأصرف
عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق).
الإبقاء على الإحساس بالخصوصية في كل شيء بلا مبرر
سيقطعنا مسافات عن حِكمة الآخرين، فإن تلك الخصوصية والفرادة
المزعومة – أحيانا - تؤثر حتى في تقبلنا للمشترك الإنساني
في الذوق والجمال المتعارف عليه، وتقلب الطبيعة الفطرية
والخصال التي استودعنا الله إياهها. وقد تكون هذه الخصوصية
أحد المؤثرات الأكثر حظاً في الممانعة والتفاعل مع الآخرين
ويتولد عنها في الغالب سلوك قطعي حدي وثقافة قطيعة غير
قادرة على استيعاب المنجزات إلا بصعوبة بالغة وبطء شديد.
إننا بحاجة إلى استبسال معرفي للقضاء على مادة الخصوصية
في ثقافتنا فاستحكام الفرادة والخصوصية تؤثران في قولبة
التصورات والأفكار وتمنعان العقل روعة التواصل مع الأشياء
بموضوعية
د.محمد بن عبدالله العبدالكريم
الإقتصادية، 2/2/2009
|