الخبر الذي نخشاه
كانت انتخابات المجالس البلدية في السعودية التي جرت
في فبراير من عام 2005 تجربة مثيرة تابعها العالم ورصدها
بعناية باعتبارها أول تجربة سعودية في المشاركة الشعبية
بصنع القرار الحكومي.. ورغم أن النظام الذي أجريت الانتخابات
على ضوئه كان بتفعيل مادة مجمدة في نظام البلديات والقرى
الذي صدر في عام 1977. ورغم أن الانتخابات كانت نصفية
(لنصف أعضاء المجالس البلدية) إلا أنه تم الاحتفال بهذه
الخطوة إلى درجة أثرت في نمط الثقافة الشعبية التي أدرجت
في أدبياتها مصطلحات مثل مرشح وناخب وانتخابات واقتراع
وتمثيل شعبي وبرنامج انتخابي.
في خضم هذه التجربة الجميلة بكل إيجابياتها الكثيرة
وسلبياتها القليلة ألمح نائب وزير الشؤون البلدية والقروية
الأمير منصور بن متعب في تصريحات صحفية إلى فكرة التمديد
لأعضاء المجالس البلدية الحاليين. مما يعني تأجيل الإنتخابات
البلدية المقرر إجراؤها هذا العام، بعد مضي دورة كاملة
(4 سنوات) على الأعضاء الحاليين. وتأجيل الانتخابات في
معظم أنحاء العالم أيا كان نوعها (رئاسية أو نيابية أو
محلية) أمر شائع وإن كان غير عادي. فهو أحيانا لأسباب
ذات طبيعة معقدة مثل العوامل السياسية أو الأمنية، وفي
أحيان أخرى تتعلق بالأسباب الإجرائية أو اللوجستية. غير
أننا لا نعلم أسباب التوجه لتأجيل الانتخابات البلدية
إن حصل. ما يمكن أن ندركه بحق أن التأجيل قد لا يكون مفيدا
للتجربة الجديدة في المملكة، وحتى لسمعة البلاد خارجياً،
حيث يمكن أن يفسر بأنه تراجع للإصلاحات السعودية.
سليمان العقيلي
الوطن، 2/2/2009
|