ثقافة الممانعة.. وسؤال الأسئلة
أحمد فقي
هناك أسئلة مثارة ومتناثرة في مجتمعنا منذ سنوات طويلة،
ولقد جاءت هذه الأسئلة نتيجة التحولات الجذرية والعميقة
في هذا المجتمع.. ونتيجة التحولات التي مر بها العالم
في السنوات الأخيرة وبالتالي انعكست هذه التحولات على
مجتمعنا الذي هو جزء لا يتجزأ من هذا العالم.
لعل من أبرز تلك الأسئلة المثارة والملحة.. لماذا لا
تقود المرأة السيارة؟ ولماذا لا يكون هناك مايسمى بـ (مؤسسات
المجتمع المدني) ثم ما هو حجم مشاركة المواطن في صياغة
المستقبل؟ وحجم المشاركة في العمل الوطني والاجتماعي..
ولماذا لا تقوم آلية تتم من خلالها مراقبة ومحاسبة المخطئ
حفاظاً على رأس المال العام، وثمة أسئلة شائكة ومعقدة
وسط ثقافة الممانعة وحراس الفضيلة.
..لماذا تكثر الأسئلة دون أن تجد من يجيب عليها، هل
يعبّر ذلك عن غياب للعقول القادرة على فعل السؤال، كما
هي قادرة بالمقابل على إضاءة هذا السؤال بالجواب.. أم
نظراً لغياب إرادة الذات وإرادة المعرفة التي من شأنها
أن تخلق مجتمعاً بقدر ما يسأل، بقدر ما لديه القدرة على
الجواب على السؤال المطروح..
..هناك دور ينبغي أن يكون لتلك النخبة الهاربة من دورها
أو المغيبة، أو تلك الأغلبية الصامتة التي لا تريد أن
يكون لها دور في مشروع التغيير والتطوير الحضاري وهو ما
يطرح السؤال: هل الدولة تبدو في كثير من قراراتها ومبادراتها
أكثر تقدماً من المجتمع ولماذا نجد أن المرأة السعودية
مثلاً أقل تحمساً في الدفاع عن قضاياها. وهناك شريحة في
المجتمع يقفون ضد حركة التقدم، ويمثلون ثقافة الممانعة.
عكاظ 2 أبريل 2009
|