عوائق الحوار وحواجزه
طريف عيد السليطي
..إن التصوّرات المُسبقة، والمكبوتات النفسية، والذكريات
العتيقة، هي أبرز المُعيقات للحوار الفكري، ولا تكتفي
هذه العوائق بأصنافها (الأيديولوجية، والنفسية، والماضوية)
بإفساد الحوار أو تخريبه، ولكنها تعمل على تفادي أية إمكانية
لإقامة أيّ حوار، وتفويت كل فرصة على العقل من أجل الاستزادة
ممّا عند الآخرين من علوم ومعارف وخبرات متراكمة.
التصوّرات المُسبقة، والأحكام القبليّة تلعب دورًا
هائلاً في تخريب الحوار، وكسر أواصره التي تبثّ فيه التماسك
والتناسق.. الأحكام والتصوّرات المُسبقة تطغى على الناس،
وتشكّل أفقهم النظري والعملي، ولا يستطيعون الفكاك قيد
أنملة من هكذا تصوّرات..الحوار الحقيقي والأصيل يقوم على
نقض كل التصوّرات البدائية والسطحية والقِبلية، ويبدأ
مع تحرير الذهن والعقل والنفس والجسد، تحريرًا كاملاً
غير منقوص..
المدينة 2 أبريل 2009
|