الحرب وشيكة والحكومة غير مستعدة لها
ثمة ما يثير الدهشة حقاً، الحكومة في ديارنا المقدسة تعيش ظروفاً
إعتيادية في أوضاع استثنائية تشهدها المنطقة، فدوي طبول الحرب كفيل
بتنبيه الموتى. يقال لك بأن العائلة المالكة تكره الحرب ولكنها
مستعدة لنتائجها الوخيمة، فهي تملك ما يكفيها للعيش في الخارج لو
خربت الديار.
الاستعدادات للحرب الوشيكة على العراق تكاد تكون معدومة، فالناس
بل
لا يشعرون بخطر الحرب ونتائجها ليس لأنهم لا يكترثون بها أو لا
يقدرون حجم خطورتها، لأن حكومتهم لم تصدر تعليماتها الوقائية ولم
تطلق صفارات الانذار من أجل إعداد الأهالي لما يجب أن يفعلوه في ظروف
الحرب، وبخاصةً فيما لو أخذت شكل الحرب الكيميائية أو الجرثومية أو
حتى النووية.
وفيما قارات العالم تشهد انتفاضة دولية شعبية ورسمية لدفع شبح
الحرب، أو الاستعداد لها حكومتنا في الديار المقدسة تكاد تتعامل مع
الحرب وكأنها سرُ لا يجب إطلاع الرعايا عليه، أو أن المتضررين منها
هم فقط من يقبعون في السلطة. ولعل في الاخير وجه صحيح، فالعائلة
المالكة لا يهمها من عاش ومن مات من السكان طالما أن السلطة مضمونة
البقاء.
هذا الموقف المتراخي واللامسؤول من قبل العائلة المالكة لا ينحت
الا من شرعيتها ولا يفتّ الا في قيمومتها، فدولة غير قادرة على حماية
من تسوس لا تستحق البقاء.
في حرب الخليج الثانية، كان الناس يأملون من حكومتهم التحرك قبل
نشوب الحرب بإبلاغ الناس كيف يجب أن يتصرفوا في ظروف الحرب، أو ماهي
الخطوات المطلوب إتباعها حال الحرب الكيميائية، ولكن ما حصل من
استعدادات يثير السخرية. ومما يحزن حقاً أن يتولى الناس بأنفسهم مهمة
الاستعداد للحرب، والأشد حزناً أن يشتري الناس الأقنعة الواقية من
الدولة، حتى أثرى من أثرى من الأمراء في هذه الحرب.
في حرب الخليج الثانية، كان الناس يأملون من حكومتهم التحرك قبل
نشوب الحرب بإبلاغ الناس كيف يجب أن يتصرفوا في ظروف الحرب، أو ماهي
الخطوات المطلوب إتباعها حال الحرب الكيميائية، ولكن ما حصل من
استعدادات يثير السخرية. ومما يحزن حقاً أن يتولى الناس بأنفسهم مهمة
الاستعداد للحرب، والأشد حزناً أن يشتري الناس الأقنعة الواقية من
الدولة، حتى أثرى من أثرى من الأمراء في هذه الحرب.
في حرب الخليج الثانية، كان الناس يأملون من حكومتهم التحرك قبل
نشوب الحرب بإبلاغ الناس كيف يجب أن يتصرفوا في ظروف الحرب، أو ماهي
الخطوات المطلوب إتباعها حال الحرب الكيميائية، ولكن ما حصل من
استعدادات يثير السخرية. ومما يحزن حقاً أن يتولى الناس بأنفسهم مهمة
الاستعداد للحرب، والأشد حزناً أن يشتري الناس الأقنعة الواقية من
الدولة، حتى أثرى من أثرى من الأمراء في هذه الحرب.
وها نحن نشهد تجربة مماثلة، والحكومة تريد من الناس أن يسقطوا في
حفرة الأمس وأن يلدغوا من جحر الدولة مرات ومرات. الحرب باتت وشيكة
ويراد من السكان ألا يدركوا معنى الحرب، ولا ما ستؤول اليه، وما يجب
عليهم فعله، بل هي الحرب وكفى وليمت من يمت وليعش من يعش.
لقد تسربت مؤخراً وثيقة من وزارة الداخلية حول الاستعدادات
المطلوبة من الأجهزة العسكرية والأمنية لمواجهة الحرب النووية أو
الكيميائية. وما تلفت إليه الوثيقة أن مستوى الاحساس بالخطر لدى
العائلة المالكة وهذه الأجهزة قد بلغ حداً مبالغاً الى درجة توقّع
الحرب النووية، وتالياً ضمان مستوى من الجاهزية يكفل درء أخطارها
ونتائجها الوخيمة على السلطة بطبيعة الحال. ولكن في المقابل وعلى
المستوى الشعبي، ليس هناك ما يمكن وصفه بالحد الأدنى من الجاهزية حتى
في إطار حرب تقليدية. |