العراق المركز السياسي القادم للخليج
قالت مصادر خليجية مطلعة، أن عدداً من دول الخليج وفي مقدمتها
الكويت بصدد طرح مشروع علاقة استراتيجية مع العراق (في ظل نظام الحكم
القادم الجديد) بغرض تهيئة الفرصة لاستيعابه سياسياً وأمنياً
واقتصادياً ضمن منظومة دول الخليج. وقالت المصادر، أن الأمانة العامة
لمجلس التعاون الخليجي تلقت مشروعاً كويتياً (أولياً/ غير رسمي) يؤكد
الحاجة الى ما ذكر منعاً لبروز نظام معادٍ ومهدد لدول الخليج كما حدث
من قبل.
ويقترح المشروع المساهمة في إعمار العراق، والإنفتاح على شعبه
وعلى القيادة السياسية التي ستنشأ عنه، وتعزيز التواصل الإجتماعي
والثقافي والإقتصادي بين دول الخليج عموماً والعراق بشكل يؤدي الى
تنفيس الإحتقان الداخلي لدى العراقيين وربطهم بمصالح بعيدة المدى
يأمن معها الخليج والعراق.
كما يقترح المشروع على الصعيد السياسي أن يتم إدخال العراق كعضو
في مجلس التعاون الخليجي بصفة مراقب، ليصبح بعد ثلاث سنوات عضواً
كامل الأهليّة، وبذا يمكن استيعاب العراق سياسياً وربما عسكرياً من
خلال المجلس بدل ان يكون أداة تهديد له.
وقال مصدر إماراتي بأن دول الخليج جميعاً ـ عدا السعودية ـ ترحب
فيما يبدو بالمشروع الكويتي، والذي رحبت به وزارة الخارجية الأميركية
حين تم عرضه عليها. أما السعودية فتشعر بأن إدخال العراق في المجلس،
إضافة الى اليمن التي تتمتع الآن بصفة مراقب، يمكنه أن يقلب الوضع
الداخلي للمجلس رأساً على عقب.
أكثر ما تخشاه السعودية هو أن العراق سيتحول الى المحور الأساس
سياسياً وعسكرياً وربما اقتصادياً (كونه يمتلك ثاني احتياطي نفطي
عالمي) وإذا ما دُعم من قبل اليمن فإن السعودية ستنزوي مكانتها بشكل
ساحق، خاصة وأن معظم دول الخليج تميل الى العراق أكثر من ميلها الى
السعودية. ولهذا نقل عن عبد الله بشارة، الأمين العام السابق لمجلس
التعاون الخليجي، أن المشكلة ليست في إدخال العراق واستيعابه بقدر ما
هي مشكلة (إقناع السعودية) التي قد تتعرض الى ضغوط من دول المجلس
الأخرى المؤيدة وكذلك الى الضغوط الأميركية لقبول ترتيبات جديدة
لمجلس ما بعد العراق. |