جنادرية رقص (الموحّدات)!
رقص نسائي جمعي وعلني في الجنادرية.. هو حلال في شرعة
آل سعود.
أما الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والذي
يحتفل به كل المسلمين، فحرام وشرك، في شرعتهم التكفيرية.
من شاهد مقاطع فيديو الجنادرية 27 على اليوتيوب فلا
شك أنه أصيب بالتعجّب على الأقل والإندهاش.
فهذه المملكة المسعودة التي تحرّم سواقة المرأة بحجة
الخوف عليها (على الجوهرة المكنونة) يقابله تشريع أن يسوق
لها الأجنبي، وليس السعودي!
وهذه المملكة المحافظة على الجوهرة المكنونة، وتحرّم
بيع النساء للملابس الداخلية النسائية ولنساء مثلهن، تجيز
لها أن ترقص بميوعة مع الرجال مختلطة في محفل عام!
المشاهد المتعددة التي رأيناها لم نرَ مثلها حتى في
بلدان خليجية منفتحتة أخرى، لا تزعم أنها تطبق الشريعة،
ولا تحرم المرأة من التافه من حقوقها كما تفعل العائلة
السعودية المالكة ومشايخها التكفيريين.
غيرة الوهابية على الدين الحنيف تتوقف عند أبواب آل
سعود.
كل ذلك خشية الفتنة كما يقولون. ألا في الفتنة سقطوا!
النفاق السعودي الذي ينشر العهر عبر قنواته المتعددة،
من محطات الإم بي سي، وروتانا، وايه آر تي، وأضرابها،
يبيع مواطنينا والعالم إسلاماً وصفه ذات يوم المرحوم سيد
قطب بأنه (إسلام أمريكي) يحارب الشيوعية والصوفية والشيعة
والأشاعرة وكل المسلمين، اللهم إلا أصحاب الدين الوهابي
النجدي النقي.
النفاق الوهابي الذي يقبل أن يظهر الملك عبدالله وهو
يكرع الخمر علناً مع بوش الإبن، ويصمت، كما صمت عن الملك
السابق وهو يشرب الأنخاب مع كارتر.
والنفاق النجدي الوهابي الذي يكفّر الناس ويبدّعهم
لأتفه الأسباب، لا يرى الجذع في عين آل سعود، وهو يتصيّد
القذى في عين المواطن المملوء حباً وهياماً برسول الإسلام!
أبالسة على الشعب والمسلمين عامة؛ ويصبحون أرانب مجحرة
إن تعلّق الأمر بأسيادهم؛ وكل ذلك يجري تبريره بالطاعة
العمياء لأولي الأمر (ما لم يأتوا بكفر بواح)! ولا ندري
ماذا تبقّى في ممارسات هذه العائلة المشؤومة لينكشف، سواء
على الصعيد الشخصي، أو على صعيد إدارة أمور الأمّة، أو
على صعيد علاقاتهم مع أمريكا وتنسيقهم مع الأجنحة الأكثر
صهيونية.
سلمان العودة الذي بكى ذات مرّة وهو يخطب متألماً من
أن مواطنة (رافضية بزعمه) صارت مدرسة تدرس (بناتنا الموّحدات)
مادّة لا علاقة لها بالدين، وزعم بأنها تفسد عقيدة أهل
التوحيد الصافي! لازال صامتاً أمام ما يفعله النظام من
جور وظلم وفساد وإفساد.
يا لغيرتكم على الدين وعلى سيد المرسلين وعلى أعراض
المسلمين!
خُلقت الجنادرية من قبل التويجري الأب لغرض تلميع (عبدالله)
بين المثقفين العرب والأجانب الى أن يصبح ملكاً.
والجنادرية كمهرجان ثقافي أُريد منه تكتيل المثقفين
والكتاب العرب وراء آل سعود، فما أن ينتهوا من المهرجان،
حتى يقبض كل واحد منهم ظرفاً فيه شيء من (المقسوم) المعلوم!
الآن تحوّل مهرجان الجنادرية الى الداخل، لا لزيادة
مساحة الحريّة في التعبير، بل كمحفل دعائي إفسادي. إذ
لازال الرصاص يأزّ في القطيف فيقتل المتظاهرين المطالبين
بالإصلاح السياسي؛ ويجرح العشرات ويلقي بهم في المستشفيات.
هذا والوهابية ورجالها ومثقفوها غائبون عن الوعي. مشغولون
الى الأذقان بتطبيق الإسلام التوحيدي الخاص، ولكن أين؟
في سوريا! كل شغلهم الشاغل شتم المتظاهرين في الشرقية؛
واتهامهم بالعمالة لإيران، بل وللنظام السوري أيضاً! وأن
تظاهراتهم المستمرة هي من أجل (فك الطوق عن الأسد)!
هذه هي عبقريتهم وتحليلاتهم العقدية. مع أن ما جرى
في القطيف سابق على بداية الثورة السورية!
يجوز قتل وسحق المواطنين وحرمانهم من حقوقهم الأولية!
وحرية التعبير في الجنادرية لم يرتفع منسوبها إلا برقص
النساء الموحدات ومعظمهن من نجد الوهابية!
خرج علينا عدد من النجديين الوهابيين فاعتنقوا المسيحية
ـ ولم يعتنقها أحدٌ من المناطق الأخرى ـ ومع هذا غمغموا
الأمر ولم يثيروا ضجة. الإسماعيلي آل مطيف، وهو لم يبلغ
الحلم، اتهموه بسب الرسول، وحكموا عليه بالإعدام، وبسبب
التدخلات لم يفرج عنه إلا بعد ما يقرب من 20 عاماً في
السجن. والآن حمزة كشغري، لو كان وهابياً نجدياً يجري
في عروقه الدم الأزرق، لما أُثيرت ضجّة عليه، وصار (صاحب
الكأس/ الملك) يطالب باعتقاله ليجعل الموضوع قضيّة يبعد
المواطنين عبرها عن عهر النظام وفساده والنضال من أجل
إسقاطه. وقبل ذلك، أُعدم صادق مال الله، بحجة تحوله للمسيحية،
وهو طفل لم يبلغ 15 عاماً، وكان دليل الوهابية أنه وجد
لديه إنجيل!! أما أكبر الملاحدة في العالم العربي، عبدالله
القصيمي، رجل الدين الوهابي السابق، والمنافح عن الوهابية،
ثم صاحب كتاب: الكون يحاكم الإله، فقد جرى التغطية عليه
وعدم ذكره!
ما أفظع نفاق الوهابية وآل سعود.
باسم الإسلام يفسدون ويعربدون ويقتلون، ومن ورائهم
مشايخ الجهل يبصمون، ويحرمون التظاهر من أجل الإصلاح!
قبحت الوهابية ورجالها ومن يغطيها سياسياً ومالياً.
|