|
|
|
ربيع نسائي طلابي
في السعودية |
إعتصام طالبات (أبـها)
بروفة ربيع نسائي.. وهلوسة أمنيّة
رسالة سعودي مغرّد الى الرجال: أطلق الإنثى التي بداخلك!
عبد الوهاب فقي
نبدأ بهذا الخبر: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: السّعودية
في المركز الرابع كأسوأ دولة في التّعامل مع المرأة.
كان يمكن أن تكون حادثة عابرة، وربما هناك إصرار على
التعامل معها على هذا النحو، من أجل تطويقها ومنع تداعياتها
من أن تصل الى مناطق أخرى..ولكن الحوادث في هذا البلد
مرشّحة على الدوان للتكرار، وستصبح كاحتجاجات متنقّلة،
ففي كل يوم تندلع في مكان ما، ما يؤكّد أن أزمة الدولة
شاملة إن على مستوى الموضوعات (التعليم، الصحة، الخدمات،
الأجور، الحريات، حقوق الإنسان، التمثيل السياسي، المشاركة
الشعبية، الفساد المالي والإداري، سرقة المال العام، نظام
الحكم..)، أو على مستوى المناطق، فلم تعد هناك خصوصية
جغرافية للاحتجاجات، فقد ?اتت كل المناطق مرشّحة لأن تشهد
تظاهرات شعبية في الشوارع والمدن، وقد تؤدي أيضاً الى
إضرابات وشل حركة الدولة ومؤسساتها..كل شيء بات وارداً
اليوم، بل ومفتوحاً على كل الاحتمالات.
من جهة ثانية، فإن طريقة تعامل النظام مع الاحتجاجات
الشعبية تنطلق من عقل أمني موتور، ما يعني تكرار الخطأ
القاتل في الثورات العربية والذي أدى إلى تزايد رقعة انتشار
الثورة الشعبية وصولاً الى قطف الرؤوس إن لم يكن الأنظمة..
الغريب في احتجاجات أبها واعتصامات طالبات كليتي التربية
والآداب في جامعة الملك خالد وصفت بأنها (عمل مبيّت) بما
يستدعي مصطلح (الأجندة الخارجية)، وهذا زاد من وتيرة الاحتجاجات
وغضب الأهالي الذين خرجوا الى الشوارع في تظاهرات تندّد
أولاً بالهجوم الوحشي من فرق الشرطة ورجال "الهيئة" على
الطالبات والذي أدى الى مقتل طالبة وجرح العشرات وإجهاض
ثلاث منهن.
ما هو أيضاً جدير بالملاحظة، أن كل حركة احتجاجية في
هذا البلد قد تشكّل نقطة انطلاق ونجماً هادية لحركة إحتجاجية
أخرى، فقد لحظنا التجاوب السريع لسكّان مدينة عرعر في
الشمال الغربي مع ما جرى في أبها في الجنوب الغربي، بل
بدأت إعلانات عن تجمهرات طلابية واعتصامات في جامعت أخرى.
السؤال ماذا جرى في 7 آذار (مارس الماضي)؟
بحسب تقارير متعددّة فقد تجمهرت نحو 7 آلاف طالبة في
كلية بنات جامعة الملك خالد في أبها يومي 6 و7 آذار (مارس)
الجاري إحتجاجاً على إدارة الجامعة، حيث كان موضوع النظافة
هو العنوان الذي طغى على قضية الاعتصام، فيما كانت المعتصمات
تطالب بإقالة عميدة الكلية، المسؤولة عن تدهور أوضاع الطالبات
وتدني مستوى النظام والنظافة في الكلية.
وقامت فرق من الأمن بالتدخل، فيما اعتبرت إدارة الجامعة
ما جرى بأنه فوضى ولا يخدم العملية التعليمية. وقد استمر
تجمع طالبات كليتي الآداب والتربية التابعتين لجامعة الملك
خالد بأبها ليومين على التوالي، حيث تخللها تدخل لوحدات
من الشرطة وقوات الأمن. وقال مدير العلاقات العامة والإعلام
الدكتور عوض القرني: إن الفوضى لا تخدم العملية التعليمية،
ولا تعبّر عمّا تعيشه بلادنا من سكينةٍ وأمان، ولا تعكس
ما ينبغي أن تكون عليه الطالبة الجامعية من وعي ومسؤولية،
ولا سيما أنها نشأت في بيئةٍ مدركةٍ، وتربّت تربيةً صالحةً
واعية.
وبحسب مصادر بمستشفى أبها العام فإنه تم تسجيل نحو
58 إصابة بين الطالبات بنسب متفاوتة، وتبيّن لاحقاً أن
من بينها طالبة فارقت الحياة، فيما أجهضت ثلاث نساء، إضافة
الى إصابات متفاوتة وحالات تشنج من الطالبات بالاضافة
لنقل 3 حالات إغماء من قبل الهلال الأحمر.
وفي تصريح لإحدى الطالبات على سؤال ماهو سبب الإحتجاجات،
أجابت إن السبب يعود إلى عدم الاهتمام فيهن كطالبات وعدم
اهتمام الكلية بالنظافة وعدم توفر كراسي كافية بحيث أن
بعض الطالبات يبقى واقفات على أقدامهن خلال المحاضرات
لعدم توفّر مقاعد كافية لهن.. وأضافت أن المشرفات من صغار
السن ولا يحسن إدارة شؤون الطالبات.
وتنقل إحدى الطالبات مشاهدتها بالقول: بقيت الجامعة
لمدة ثلاثة أيام دون تنظيف ولم يتم إزالة أكياس الزبالة،
والأرض وسخة للغاية لدرجة أنه قد تعثر الطالبات ببعض بقايا
الأكل وهنّ يتجوّلن في أروقة الجامعة. وحين تمّت مناقشة
العمادة عن سبب الوضع كان الرد وبكل برود: ما في وقت تتنظف
فيه الجامعة، وكانت تحمّل الطالبات كامل المسؤولية، ويتم
إنكار أن هناك تقصيراً من الجامعه، وكانت المشرفة تطلب
منّا الإنتظار لأيام أخرى بحجه أن طالبات القدرات يكنّ
متواجدات في الجامعه، وكأن الجامعة ليست متعاقدة مع شركه
تنظيف. وتلفت الطالبة ا?ى أن الصناديق المخصصة للزبالة
صغيرة الحجم، وليتخيل المرء كيف سيكون منظر الكلية حين
تترك 8000 طالبة بقايا الأكل في هذه الصناديق الصغيرة،
مع ان رئيسة شؤون الطالبات (عائشه فايع )كانت متفاهمه
بعض الشيء مع الطالبات. أما العميدة فقد بدت الانطباعات
عنها غير ذلك، حيث ينظر كثير من الطالبات اليها باعتبارها
جزء من عملية الفساد الإداري والموالي.
ويمكن القول بأن جامعة الملك خالد بأبها تشهد أكبر
حملة من طلابها لكشف قضايا فساد إداري ومالي على مواقع
التواصل الاجتماعي (فيس بوك ويوتيوب وتويتر) لفضح مدير
الجامعة الراشد ومن معه.
نشير الى أن قضية اعتصام الطالبات بدأت بتراكم النفايات
داخل الجامعة من ٤ ايام دون تنظيف، و بدأت الشرارة يوم
6 آذار (مارس) الجاري، وأطلقت إحدى الطالبات صرخة في الطالبات
بالتجمع أمام مكتب المديرة للشكوى قبل خروجهن آخر اليوم..
وفي اليوم التالي احتشدت الطالبات ليجدوا هيئة الامر بالمعروف
و رجال أمن الجامعة أمام البوابة، وقامت حارسات الامن
بالقبض على الطالبة التي نادت للتجمهر وتسليمها. عندها
حدثت اشتباكات بين البنات والحارسات وتمّ فتح بوابة الجامعة
ودخل رجال الهيئة وأمن الجامعة الى (داخل فناء الجامعة
مع ملاحظة أن كثيراً من البنات لم يكنّ متسترات، وقام
رجال الهيئة باستخدام العصي لتفريق البنات اللذين كانوا
بالمئات. بعد الاعتداء على البنات بالضرب ردوا برمي الرجال
بالنفايات واستخدموا خراطيش المياه ضدّهم الى ان أخرجوهم
من الجامعة).
وقال المواطن خالد الشهراني في اتصال هاتفي مع موقع
"سبق": إن ما حدث اليوم أمر لا يصدق. حيث حكت له شقيقته
عن دخول رجال، بعضهم ملثمون، وحراس أمن بشكل مفاجئ على
الطالبات اللاتي كانت الغالبية منهن غير محجبات، كونهن
داخل الحرم الجامعي، ورشوا المياه على الطالبات بهدف تفريقهن.
وأشار الشهراني إلى أن شقيقته أوضحت أن ما فاقم التجمع
هو إغلاق الجامعة لمداخل الأقسام والقاعات والبوفيهات،
وبعد تجمع الطالبات فوجئن بدخول الرجال بشكل مفاجئ.
يشار إلى أن الناطق الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر بعسير الشيخ عوض القرني، كان قد أوضح أن الهيئة
كانت أولى الجهات تواجداً في الموقع بـأكثر من 25 مركبة،
مؤكداً أن دور الهيئة كان تكاملياً مع باقي الجهات بمشاركة
الأطقم الميدانية، مشدداً على أن تواجدها أضفى ارتياحاً
على طالبات الجامعة. وأشار إلى متابعة إخلاء الطالبات
من الجامعة لضمان عدم حدوث أي إشكاليات تعكس ظواهر غير
إيجابية، حيث تم إخلاء الطالبات بشكل مريح مع أولياء أمورهن
وباصات النقل.
على الضد من رواية القرني، تناقلت مواقع الإنترنت ومواقع
التواصل الاجتماعي وأجهزة الهواتف الذكية، رسائل للطالبات
نشرت عبر برنامج الواتس آب ومواقع التواصل، تتحدث عن معاناة
الطالبات، مرفقة معها صور لتكدس النفايات.
واتهمت طالبات وأولياء أمورهن، إدارة الجامعة بإدخال
رجال وحراس أمن، على طالبات جامعة الملك خالد بأبها، اللاتي
تجمعن اليوم لليوم الثاني على التوالي في ساحة كلية الآداب
والتربية، مشيرين إلى أن الرجال دخلوا فجأة على الطالبات
اللاتي كن داخل حرم الجامعة غير محجبات، ورشّ بعضهم الطالبات
بالمياه بهدف تفريقهن، ما أثار الرعب لدى الطالبات وتسبب
في تسجيل نحو 50 إصابة بينهن، نقلت منها 22 حالة للمستشفيات
وعولجت الباقيات بالموقع.
صحيفة (الشرق) الرسمية الصادرة في الدمام نشرت الخبر
في اليوم الثاني للإعتصام، وذكر مراسلها في أبها بأن مشرفات
الأمن في كليتي الآداب والتربية (بنات) بجامعة الملك خالد
في أبها تعرّضت لإصابات متفرقة (على إثر تجمهر نحو خمسة
آلاف طالبة في الساحة الداخلية في الكلية، وعمت الفوضى
المكان وتعالت أصوات التصفير، والزغاريد من الطالبات،
وقدفن قوارير المياه والشطة داخل الفناء، ورمين براميل
النفايات). عميدة كليتي الآداب والتربية الدكتورة شنيفاء
القرني انتقدت في تصريح للصحيفة تجمع الطالبات، وقالت
(إن ذلك لم يكن المرة الأول? من الطالبات)، ونفت أن تكون
القضية مرتبطة بالنظافة، وقالت عن الوضع (يوحي بأن الأمر
كان مبيتاً من قبل الطالبات)، مضيفة (إن أسلوب الطالبات
يعكس التربية في المنزل، وهو سلوك غير حضاري). وقالت القرني
إنه ألقي القبض على عدد من الطالبات، وجاري التحقيق معهن،
وستكون لجنة للوقوف على الحادثة والتحقيق في كافة تفاصيلها،
متوعدة المتورطات بالعقوبات التي تصل إلى الفصل.
وقد أثارت تصريحات القرني غضب الرأي العام الشعبي الذي
أبدى تعاطفاً مع حقوق الطالبات، ورفض الأسلوب التشنيعي
الذي اعتمدته عميدة الجامعة وكذلك اقدام فرق الهيئة والشرطة
على الاعتداء بالضرب على الطالبات، ما يعتبر سلوكاً مشيناً
في حق بنات هذا الوطن اللاتي طالبن بما هو أدنى من حقوقهن
المشروعة في هذه الدولة التي تنفق المليارات على مشاريع
دعائية بينما تغفل عن حياة وصحة أبناء وبنات هذا الوطن.
موقع فيفاء أون لاين (خميس مشيط) ذكر بأن احدى طالبات
كلية التربية بابها روت تفاصيل الاعتداء على طالبات كلية
البنات بجامعة الملك خالد بابها وقالت انها فوجئت برجال
ملثمين يدخلون على الطالبات حرم الجامعة والابواب موصده
على الطالبات وانهال هولاء الرجال بالضرب على الطالبات
حتى اغمي على الطالبات واسقطت الحوامل وقالت الطالبة وهي
تحكي المشهد وتبكي لا ابالغ عندما اقول ان الهجوم الكاسح
والضرب المبرح وكشف عورات الطالبات امر لم اسمع عنه الا
في الثورات العربية.
واتّهمت طالبات وأولياء أمورهن، إدارة جامعة الملك
خالد بإدخال رجال وحراس أمن، على الطالبات، اللاتي تجمعن،
مشيرين إلى أن الرجال دخلوا فجأة على الطالبات اللاتي
كن داخل حرم الجامعة غير محجبات، ورش بعضهم الطالبات بالمياه
بهدف تفريقهن، ما أثار الرعب لدى الطالبات.
هذا وقد أثار دخول رجال الهيئة و الأمن والدفاع المدني
حفيظة العديد من الأهالي, وطالبوا بإجراء تحقيق لمن سمح
لهم بالدخول فجأة على بناتهم بدون عناصر نسائية، ومحاسبة
المسؤول عن هذا الفعل، مطالبين بتحقيق واسع يبدأ من مصدر
أمر الإقتحام على البنات وهن غير متحجبات، ثم تعسف إدارة
الجامعة ومعاقبتهن بقطع الماء والغذاء وحرمانهن من الإفطار،
إلى محاسبة المقصر في أعمال النظافة، وصولا إلى كل من
أغلق الأبواب في وجوه بناتهم.
يذكر أن العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية والشبكات
الاجتماعية و القنوات التلفزيونية قد حذرت و تحدثت عن
تجاوزات ومخالفات و سوء تصرف وتعسف ضد الطلاب، ولم تستجب
أي جهة لهذه التقارير المتكررة حتى وقع مالا يحمد عقباه،
وقد لا يقف الأمر عند هذا الحد، فما حصل في كلية البنات
قد ينتقل عدواه إلى كليات البنين والجامعات الأخرى مالم
تخرج قرارات عاجلة معلنة.
الجدير بالذكر أن المعلومات تفيد بأن مسؤولات الكلية
قمن بإغلاق جميع أبواب المباني الداخلية أمام الطالبات،
ومن ثم فتح الأبواب الخارجية ليتدخل رجال الأمن والهيئة
وتفريق الطالبات باستخدام العصي والعقل وهن غير متحجبات
وفي وضع مفاجئ أثار الذعر بين الطالبات أدى إلى حالات
إغماء اضطر لنقلهن بواسطة الإسعاف، مما اضطر الطالبات
إلى استخدام الحاويات والعلب الفارغة لإجبار الرجال على
الخروج من ساحة الكلية.
التطوّر اللافت هو اعلان طالبات جامعة الملك خالد النسائية
في أبها عن مقاطعة الدراسة وتنظيم إضراب في 10 آذار (مارس)
احتجاجاً على انتهاك قوات الأمن ورجال الهيئة للحرم الجامعي
وإصابة العشرات من الطالبات، فيما تواصلت الحملات المطالبة
بإقالة مدير الجامعة الراشد، فيما استعدت جامعات ومناطق
أخرى بالتضامن مع طالبات أبها، والاعلان عن مطالبات مماثلة.
يضاف الى تداعيات الاحتجاجات الطالبية في كلية البنات،
أن رقعة الاحتجاجات انتقلت الى الطلاّب في جامعة الملك
خالد وكذلك الجامعيات في كليات العلوم والمجتمع بأبها
والتربية بالنماص. وفي المدينة المنوّرة، بدأت إرهاصات
حركة طلابية في جامعة طيبة حيث وجّهت انتقادات لمدير الجامعة
في لقاء مفتوح..ويبقى الوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات
نتيجة الاحتقانات المتزايدة سواء داخل الجامعات أو في
الشارع نتيجة تردّي الاوضاع التعليمية والاقتصادية في
ظل طفرة نفطية لم تنعكس على حياة المواطنين وأوضاعهم.
|