السعودية يمكنها إنهاء نظام الأسد في ثلاثة أيام!
تقرير استخباراتي إعلامي سعودي تمّ تسريبه للصحافة
وعبر مواقع الإنترنت، يقول بأن السعودية تستطيع ومن خلال
قواتها الجوية إفناء نظام الأسد في غضون ثلاثة أيام فقط!
ومشايخ الوهابية يحذرون (عوض القرني مثلاً) من أن عدم
تسليح المعارضة السورية سيكون في غير صالح آل سعود، وأن
(الشباب!) لا يمكنهم السكوت. وبشّر القرني بانتصارات عسكرية
قادمة.
الإعلام السعودي أصابه مسّ من الجنون في التحريض المكشوف
ما رفع مستوى الإحتقان في التيار السلفي الوهابي، لشفط
اهتمامه عن الداخل. ولربما يصعب ضبط أفراده، وبالتالي
لا بد من وجود تنفيس عبر تسريب مقاتلين الى سوريا، اكثر
مما تسرب حتى الآن.
سعود الفيصل متوتر هو الآخر، كما كل أركان حكومته،
منذ مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس، وخروجه من المؤتمر معترضاً
على حلفائه الآخرين (الأميركيين والفرنسيين والإنجليز)
الذين رفضوا تصعيد الموقف بتسليح الجيش الحر، والدخول
في صراع مفتوح مع قوى كبرى كروسيا والصين.
قلنا في أعداد سابقة، أن للشعب السوري حقوقاً مشروعه
في اختيار النظام الذي يريده، وفي مطالبه بالحرية والعدالة.
كان حراك الشارع سلمياً، وحين دخلت السعودية ودول الخليج
على الخط، اختطفت الثورة السلمية، لصالح جماعات سلفية
(طيّفت الحراك) و(عسكرته) وكان في ذلك مقتل الحراك، أو
على الأقل تقليص نتائجه المرجوّة، مع فداحة الخسائر البشرية
والمادية.
تطييف الصراع على مستوى المنطقة من قبل السعودية واعلامها
ومؤسساتها الدينية، لم يفد الحراك السوري الديمقراطي،
ودخول دول الخليج ومن ورائها الغرب وحتى اسرائيل على خط
المواجهة مع نظام الأسد، حوّل المعركة من ميدانها المحلّي
الى ميدانها الإقليمي بل والدولي. صار الموضوع السوري
مشتجراً بين القوى الدولية الأساسية، وهنا تتوقف اللعبة
وحدودها، ويخسر الصغار لصالح الكبار.. للأسف.
ليس من باب التجنّي القول أن من قتل الحراك السوري
هي السعودية وحليفاتها الخليجيات. هم من غير الخطاب السياسي؛
وهم من عسكر التحرك الديمقراطي السلمي. لا يمكن مواجهة
نظام أمني عسكري في نقطة قوته، بل البحث في نقاط ضعفه.
لكن السعودية المهووسة التي تريد الإنتقام من الأسد لأنه
شارك في انحسار نفوذها الإقليمي، وخطف منها أوراق اللعبة
في أكثر من بلد عربي، تصرّ على نفس النهج، حتى بعد خراب
البصرة كما يقال؛ ولازالت تنسق حركاتها السياسية بالتوافق
مع واشنطن وباريس، بما في ذلك مسألة سحب السفراء ومن ثم
إغلاق السفارات، وقبلها ?ي تجميد الأرصدة السورية وما
أشبه.
انتهى على الأرجح خيار التغيير الشامل في سوريا؛ ولم
يعد هناك متسع إلا للتغيير التدريجي عبر الحلول السياسية
التي ترفضها السعودية وحليفاتها. لا يمكن لنظام الأسد
أن يعود لما كان عليه، حتى وإن نجح في قمع الإنتفاضة بقوة
الجيش وعنفه. ولا مخرج للنظام إلا بشراكة سياسية مع المعارضة
تحددها صناديق الإقتراع، وهذا ما يحاول عنان القيام به.
لكن السعودية التي تحرم التظاهر في اراضيها ولشعبها؛
كيف تنزّه عن أغراضها من سفك الدم السوري بحجة الدفاع
عنه، وتدعو الى الحد الأقصى من العنف والتسليح خلافاً
لمعتقد الوهابية أصلاً، والذي لم يقل بذلك حتى في وضع
احتلال الأميركيين للعراق؟
كيف تنزّه اغراض الرياض وتظهر وكأنها تدافع عن الحريات
والديمقراطية في سوريا، وهي التي رفضتها في مصر وتونس
والبحرين واليمن، كما رفضتها في عقر دارها أيضاً واعتبرها
مشايخها كفراً؟!
والسعودية التي لم تهتم بأرواح شعب فلسطين (خاصة في
غزة) وتضامنت مع اسرائيل في حرب تموز 2006 كما نعلم، والتي
شاركت مباشرة في المذابح التي قامت في العراق والتي هي
من حيث الحجم اكبر بعشرات الأضعاف لما وقع في سوريا..
كيف يمكن أن تهمها الديمقراطية في سوريا، وكيف لها أن
تعبأ بالدم السوري، وكيف لا تكون أغراضها السياسية مفضوحة.
لكن السعودية المصرّة على مواصلة نهجها، كيف لها أن
تطيح بنظام الأسد؟ هل بصفقات الفساد في طائرات التورنادو
والتايفون مثلاً؟ بجيشها المهلهل الذي لم يستطع حتى أن
يقضي على الحوثيين الذين واجهوا جيشين نظاميين يصل عددهما
الى ما يقرب ثلاثة ارباع المليون؟!
في كل مرة يستعرض السعوديون عضلاتهم بطائراتهم الحديثة
الأميركية، وكأنها العامل الحاسم في المعارك! خلافاً لما
هو واضح اليوم بأن القوة الجوية ليست حاسمة في المعارك
(افغانستان/ غزة/ لبنان). السعودية لا تستطيع خوض معركة
صغيرة مع جماعات فما بالك مع مؤسسة جيش حقيقي كما في سوريا.
لكنها الأماني، وبعض الأماني جنون، وحلم يقظة!
كفى الله العرب والمسلمين شرّ آل سعود ووهابيتهم!
|