عودة الإبن الضال
بندر المهمات القذرة
عمر المالكي
في خبر خاص تسرّب في 4 يوليو الماضي عبر موقع غير رئيسي
عن وصول الأمير بندر بن سلطان، أمين عام مجلس الأمن الوطني،
الى مدينة جدة (بعد رحلة علاجية استغرقت قرابة العام أجرى
خلالها عدداً من العمليات الجراحية المتتابعة، كان معظمها
في الولايات المتحدة، حيث استكمل برنامجه العلاجي)، بحسب
شبكة مصدر الأخبارية. وبعد يومين من ظهوره المفاجىء أصدر
الملك عبدالله أمراً ملكياً حمل رقم أ/161 يقضي بإعفاء
إخيه الأمير مقرن بن عبد العزيز من منصبه كرئيس لجهاز
الاستخبارات العامة وتعيين بندر بن سلطان بن عبد العزيز
خلفاً له. الأمر الملكي نصّ على (تعيين الأمير مقرن مستشاراً
ومبعوثاً خاصاً للملك السعودي وبمرتبة وزير)، و(تعيين
الأمير بندر رئيساً للاستخبارات العامة)، بالإضافة إلى
احتفاظه بمنصبه كأمين عام لمجلس (الأمن الوطني) بمرتبة
وزير. ماذا يعني ذلك؟
لم يكن ثمة ما يبرر الغياب الطويل والذي شهد مناسبات
خاصة عائلية وعامة رسمية تتطلب حضوراً كثيفاً وفاعلاً
ما لم يكن التعليل يعود لسبب قاهر للغاية يحول دون الحضور
المصاحب لمفاجئات وأسئلة خلافية.
ارتبط غيابه بطائفة من الشائعات وأخرى من الوقائع،
فقد راجت تقارير عن ضلوعه في محاولة اغتيال عمه الملك
عبد الله وإشهاره السلاح في وجه مدير مكتبه الخاص الشيخ
خالد التويجري، الذي يواجه عاصفة انتقادات من الجناح السديري
وأمراء الجيل الثاني..حينذاك، تضاربت الانباء حول مصير
بندر، فبين من قال أنه تم التحفّظ عليه في إحدى السجون
الخاصة في المنطقة الغربية، وبين من قال أنه طلب منه مغادرة
البلاد في سياق ترضية للملك وتسوية للأزمة بينه وبين عمه،
وبين من قال أن الأدمان قد بلغ منه مبلغاً خطيراً وأنه
يخضع لعلاج شديد القسوة من أجل تخليصه من آثار وآثام الإدمان.
مهما تكن الأسباب، فإن ثمة حقيقة واحدة كبرى ثابتة:
أن غيابه، كما حضوره، لم يكن عادياً، والسبب في ذلك أن
بياناً رسمياً لم يصدر الى حين ظهوره لتفسير الغياب الطويل،
خصوصاً وأن الرجل لم يحضر مناسبتين عائليتين كبريين: وفاة
والده وتشييع جثمانه، وكذا الحال بالنسبة لعمه الأمير
نايف، الأمر الذي يفرض سؤالاً كبيراً: اذا كان السبب هو
المرض فمن غير المعقول ان يكون الفارق بين وفاة عمه وبين
ظهور المفاجىء ما يربو قليلاً عن الشهر ما يعني أن العلاج
كان قد شارف على نهايته إم لم يكن قد دخل الأمير في مرحلة
النقاهة، وبالتالي فإن سبب المرض غير واقعي!
مهما يكن، بقي مرض بندر سراً من الأسرار، رغم أن غيابه
الطويل يوحي بأن المرض لم يكن بسيطاً، بل على درجة من
الخطورة والتعقيد ما يستدعي بقاءً طويلاً تحت العلاج،
يضاف الى ذلك أن عدم البوح بالمرض يثير استفهامات إما
حول نوعه أو درجة خطورته. ولربما يكون عدم البوح يرتبط
بفضيحة كالإدمان على الكحول مثلاً؟ يقول العارفون أن الرجل
لم يكن يسكر في المناسبات فحسب، بل يكاد أن يكون السكر
عادة يومية. نقل عن مضيفة في طائرته الخاصة أنه ذات رحلة
لم يجد ما يشربه من النبيذ فلجأ الى زجاجة عطر وشربها.
ثانياً، أن ظهوره المفاجىء في 9 يوليو الماضي كان لافتاً
من كل الاتجاهات: التوقيت، إعلان النبأ، الشخصية المرافقة
له، وأخيراً إعلان توليته المنصب الجديد، وخرق التقليد
العائلي.
من حيث التوقيت، ظهر بندر وهو يسلم على الملك وولي
العهد مباشرة دون أي مقدّمات، بعد فترة وجيزة من وفاة
عمه الأمير نايف، وفي ظل أحاديث عن خلافات داخلية وتصريحات
لأمراء كبار ناقدة لتجاوز هيئة البيعة، وخروج اميرات للمنفى
من أبرزهن: بسمة بنت الملك سعود، وسارة بنت الأمير طلال،
وفي أجواء حامية تشهدها الساحة المحلية والاقليمية والدولية.
إعلان النبأ كان بمثابة محاولة بائسة لكسر الغموض وتبديد
جبل الشكوك والاسئلة التي أحاطت باختفاء بندر بن سلطان
طيلة فترة طويلة، فأراد صانع الخبر الذي ربما شارك فيه
بندر بن سلطان نفسه الذي حاول أن يجعل منه خبراً اعتيادياً
لا يستحق التفكير، وأن كل ما في الأمر لا يتجاوز حد الرحلة
العلاجية الطويلة لمرض لم يكشف عن حقيقته!
الشخصية المرافقة لبندر في ظهوره المفاجىء تكاد تحمل
لنا وللمراقبين ثلاثة أرباع الإجابة، فلم تكن شخصية عادية
إنما كان ديفيد بتريوس، مدير وكالة الاستخبارات المركزية
الأميركية (سي آي أيه)، الذي حضر مع وفد أمني رفيع المستوى،
وكان في استقباله من الامراء مقرن بن عبد العزيز، رئيس
الاستخبارات العامة السابق، والأمير محمد بن نايف، مساعد
وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وعبد العزيز بن عبد الله
بن عبد العزيز، نائب وزير الخارجية، الأمر الذي يعني أن
القضية ذات صلة بالأمن بدرجة أساسية.
كان ظهور بتريوس مع بندر في لقاء واحد ومع الملك لافتاً
بل يثير أسئلة كبرى حول الموضوع، ولكن لم يلبث أن توضّح
أمر جوهري، مع إعلان الملك تعيين بندر بن سلطان، رئيساً
للاستخبارات العامة خلفاً لعمه الأمير مقرن في سابقة تعتبر
الأولى في تاريخ تداول المناصب داخل العائلة المالكة،
حيث يتم لأول مرة خرق التسلل والتراتبية العائلية، بعزل
عضو في الجيل الأول من منصب وتفويض عضو آخر من الجيل الثاني
في المنصب نفسه. كان من الواضح صلة مدير الـ سي آي أيه
بالقرار المفاجىء للملك، الذي جرى دون مقدّمات ودون أسباب
مقنعة. قد لا يبدو الكلام الذي ساقه (مجتهد) الشخصية التويترية
المثيرة للجدل مقنعاً بقوله أن (رئيس الاستخبارات السعودية
مشغول بالنساء والخمور)، فذاك ليس جديداً، خصوصاً في حال
المقارنة بين مقرن وبندر، فالأخير بقي يعاني من مرض الإدمان
فترة طويلة من الزمن، وقد تلقى علاجاً قاسياً للتخلص من
آثار الإدمان. قد يبدو النصف الآخر من المشهد حقيقي بأن
مقرن لم يحقق نجاحات لافتة، بحيث يصدق عليها وصف (إنجاز
أو حتى إختراق أمني) في ملفات مصر والعراق وايران ولبنان.
يزعم مجتهد أن العاملين في الاستخبارات من مدنيين وعسكريين
متفقون على أن مقرن لا يعرف شيئا عن العمل في الاستخبارات
وأنه مشغول بملاذ الحياة المحرمة من نساء وخمور، ويؤكدون،
حسب زعمه، أنه ترك الاستخبارات بالكامل لمدير مكتبه (الحواس)
الذي كان معه في الإمارة وقد فوضه صلاحيات كاملة تتفوق
على صلاحيات الأمير عبد العزيز بن بندر.
|
بندر ورامسفيلد: دعم مخططات
اليمين الصهيوني |
ومن طرائف ما ذكره (مجتهد) حول مقرن هو عقدة النقص
في مقابل إخوانه (كونه يرى نفسه أقل منهم عنصرياً، من
جهة أخواله، ويتعامل معهم تعامل العبد مع السادة دون تكلّف
منه)، وهذا كلام يصدق بدرجة أكبر على بندر بن سلطان، إبن
العبدة الحبشية التي كانت تعمل في بيت عمته، شقيقه الأمير
سلطان قبل أن ينزو عليها سلطان وتنجب له ولداً، كان يطلق
عليه بندر آل سعود، ثم بدّل الى بندر السلطان، الى أن
أرغم عمه الملك فيصل أخاه سلطان على اعلان تبنيه الكامل
لابنه، في المقابل قام فيصل بتزويجه إبنته لاتمام عملية
الاعتراف به عضواً في العائلة المالكة.
حقيقة الأمر، أن الأجهزة المعنية بالموضوع الأمني شهدت
في الآونة الأخيرة تخبطاً غير مسبوق، فكل جهاز يعمل بطريقته،
فالداخلية لها طريقة وقنوات وشخصيات محددة، والاستخبارات
تعمل بصورة محددة، وإمارات المناطق لها خططها المختلفة،
وكذلك الحال جماعات الملك وولي العهد..وحسب شخصية مقرّبة
من الأمير محمد بن فهد، (ليس هناك رأس في هذا البلد).
قد يكون هذا السبب الذي دفع بالأميركيين لجلب رجلهم لتعزيز
مستوى التعاون الأمني ورفع درجة التنسيق بين واشنطن والرياض
في ظل أوضاع شديدة الخطورة.
الرجل يصارع بمخالبه وأسنانه من أجل الوصول الى منصب
سيادي وربما العرش، فكونه ابن ولي العهد ووزير الدفاع
السابق الأمير سلطان، القطب الرئيس في الجناح السديري
بعد موت فهد، إلا أن هذا الطموح المتفجر لديه لن يتجاوز
حدود الدور القذر الذي رسمه الأميركيون له، خصوصاً بعد
أن رحل والده قبل الوصول الى العرش، وصعود أمراء آخرين
لن يسمحوا لمن حازوا على فرصتهم في حياة آبائهم من ملوك
وأمراء من الجيل الأول أن يخوضوا المنافسة ثانية على حساب
أبنائهم مثل الأميرين سلمان وأحمد.
كان على بندر أن يثبت ذاته ولكن هذه المرة بالاستعانة
بصديق أميركي، وليس عن طريق إنتمائه العائلي، فقد بنى
روابط وثيقة مع المسؤولين الأميركيين كيما ينال إعجاب
عمه الملك فهد، الذين عيّنه سفيراً في واشنطن سنة 1983.
في تقييم الجنرال برنت سكوكروفت، مستشار الأمن القومي
للرئيس الأميركي الأسباق جورج بوش الأب، لشخصية بندر بن
سلطان (ملتهب حماساً، حيوي، محبوب، ذكي، حذر، ومن المحتمل
أن يكون مخادعاً). لا شك أن هذه التقييم في الدوائر الأمنية
الأميركية كان حاضراً على الدوام في التقارير الاستراتيجية
الدورية حول الدول الحليفة للولايات المتحدة، فإذا ما
تمّ تقويم السياسات والشخصيات فإن مثل شخصية بندر بن سلطان
تكون حاضرة في مثل الأزمات التي تشهدها المنطقة، حيث تكون
واشنطن بمسيس الحاجة لرجال من نوع بندر لتنفيذ الأوامر
الأميركية عن قناعة تامة، لاعتقاده بأن الولايات المتحدة
جديرة بأن تحكم العالم. ولكن حماسته الملتهبة تسبب أحياناً
مصاعب فهو يعتقد أحياناً بأنه يمكن أن يرسم سياسة مستقلة
للرياض بعيداً عن واشنطن، ما يتسبب أحياناً في وقوع احتكاكات
مع المسؤولين الأميركيين، ولكنّه في نهاية المطاف يعود
الى رشده المصمّم أميركياً..ويبدو أن مديره الأميركي قد
قطع وعداً للملك بأن لا يقوم بندر بأي شيء خارج علمه وأن
يلتزم بتقاليد العائلة.
يحلو لأنصاره وداعميه أن يسبغوا عليه ألقاباً استثنائية،
مثل رجل المهمات الصعبة، أو رجل الخوارق والمعجزات، وقد
لا يكون كذلك في واقع الأمر، وإن أقصى ما يمكن تخيّله
في الرجل أنه أتقن الوصول الى قلوب صنّاع القرار في الدوائر
الأميركية العليا، في محاولة لإعادة إنتاج نفسه وتسويقها
في بيئة بقيت خصامية بالنسبة له، وحتى وسط عائلته التي
لم تكن ترتضيه عضواً فيها ما أورثه ذلك عقداً كبيرة دفعته
للبحث عن فرص لاعادة تموضع والشهرة.
يعشق كل ما هو أميركي، بدءً من نوع الأكل وطريقته،
واللباس، وصولاً الى الرياضة حيث يشجّع كرة القدم الأميركية
ولديه فريق مفضّل (دالاس كاوبويز)، رغم ان هذه اللعبة
غير محبوبة خارج الولايات المتحدة.
|
بندر بن بوش: علاقات عائلية
وبزنس مؤامراتي! |
ثلاث غيبات وأسئلة خلافية
إرتبطت غيبات بندر بن سلطان بحوادث هامة، وكذلك ظهوره
المفاجىء، وكأن الرجل بات مطلوباً لمهمة محدّدة يضطلع
بها ثم يختفي عن الأنظار، وهنا إضاءة كثيفة على تلك الغيبات:
الغيبة الأولى 2003 ـ 2005:
بعد إعفائه من منصبه سفيراً في واشنطن، في وقت
كانت تشهد البلاد مواجهات مسلّحة مع الجماعات القاعدية
وتبعات هجمات الحادي عشر من سسبتمبر، كان بندر محاطاً
بهالة اعتيادية سوى تلك التي يروج لها الصحافيون الأميركيون.
وقد كثر الحديث عن مرض بندر كتفسير وحيد لغيابه منذ عزله
من منصبه سفيراً سعودياً في واشنطن العام 2005، قبل أن
يستدعيه الملك للرياض وتعيينه في منصب الأمين العام لمجلس
الأمن الوطني، أي عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق
رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005.
في الفترة ما بين 2005 ـ 2008 فاوض بندر سوريا وايران
وحتى روسيا، وحاول مرات عدّة لاقناع فرنسا وعدد من الدول
الاوربية لتشديد العقوبات على النظام السوري بل خطط مع
عدد من قادة عسكريين في الجيش السوري وكذلك مسؤولين سياسيين
في التخطيط لقلب نظام الحكم. كما سعى الى إغراء موسكو
بصفقات عسكرية وتجارية للتخلص من مساعدة ايران في برنامجها
النووي، ولكن تلك المحاولات لم تنجح، واضطر بندر للاختفاء
بعيداً منذاك..
كان الكاتب أتاواي دقيقاً وصريحاً حين قال بأن بندر
(يريد أن تستعرض السعودية عضلاتها، خصوصاً إذا كان الأميركيون
الى جانبهم). فهو يدرك بأن مملكة آل سعود مجرد نمر من
ورق، وبحاجة الى من تستند عليه في استعراض قوة مستعارة
غير متوفرة لديها. ولهذا السبب فإن تعيين بندر في منصبه
الجديد له بالتأكيد صلة بدعم واشنطن لحليفها الرئيسي في
وقت مضطرب.
الغيبة الثانية 2008 ـ 2010:
اختفى بندر في الفترة ما بين 2008 ـ 2010، ولم
يصدر بيان رسمي أو شبه رسمي عن سبب غيابه، رغم أنه على
رأس وظيفة رسمية حساسية وهي الأمانة العامة لمجلس الأمن
الوطني. وأهم ما في أسباب غيابه، حسب تقديرنا، أن الرجل
أخفق إخفاقاً ذريعاً في معركة نهر البارد، التي كان مؤمّلاً
لها أن تكون مقدّمة لفوضى شاملة في لبنان ضد معسكر ايران.
ما هو لافت في الظهور الثاني لبندر، أن من كان على
رأس مستقبليه في المطار كان رئيس الاستخبارات العامة السابق
الأمير مقرن بن عبد العزيز..هل في ذلك دلالة؟ ربما في
خبر وكالة الانباء السعودية حول عودة بندر ما يلفت أيضاً
فقد اكتفت بعبارة (عودته من الخارج) دون ذكر التفاصيل،
بل لم تكن هناك صور عن الاستقبال، فيما قيل حينذاك بأنه
فقد بعض الوزن!
|
كأسك يا وطن (التوحيد)!
|
عانى بندر من مرض الاكتئاب وكانت أول نوبة عانى منها
بندر ودامت لسنوات في منتصف التسعينيات من القرن الماضي،
وصار يعاني من نوبات الاكتئاب الشديد بين فترة وأخرى،
حتى نقل عنه أن النوبة الأخيرة كانت من الخطورة بمكان
بحيث طرأت تصرفات شاذة عليه مثل تقمّص دور الأنثى فصار
يلبس فستاناً ويضع مواد تجميل على شفاهه ووجنتيه.
بطبيعة الحال، كانت عودة بندر الثانية له علاقة أكثر
من تحسّن ظروفه الصحية، ففي تلك الفترة بدأت بوادر الانهاك
تبرز على والده، الأمير سلطان، الذي عانى من مرض سرطان
المعدة والقولون فيما بدأت ترتيبات لما بعد رحيله وكان
يشعر بأن حضوره في الداخل ضروري لمواكبة ما يجري وحفظ
حقه في (العرش).
كان اخر مرة ظهر فيها بندر خلال غيبته الثانية في 10
كانون الأول (ديسمبر) 2008، حين التقى الملك في جدة. منذاك،
حصلت وقائع لم يشهد عليها وغاب عنها ولا أحد كان على استعداد
لأن يخبر عن ذلك. اللافت، أنه في أيلول (ٍسبتمبر) 2009،
جرى التجديد لبندر في منصبه أميناً عاماً لمجلس الأمن
الوطني، رغم أنه لم يكن حاضراً أمام الملأ وتقديم الولاء
للملك كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات. بالنسبة لمراقبين
بندر في الولايات المتحدة، لحظوا غيابه عن مباراة هامة
جرت في الشهر نفسه بين فريقه المفضّل دالاس كاوبويز في
مقابل نيويورك جاينتس. من نافلة القول، بندر كان مشجّعاً
لفريق كاوبويزمنذ سبعينيات القرن الماضي، وكان يجلس الى
جانب رئيس الفريق جيري جونز. وفي الشهر التالي، أكتوبر،
من العام نفسه اختفى بندر عن الوفد المرافق للملك عبد
الله في زيارته الى دمشق، والتي أنهت قطيعة بين البلدين
دامت أربع سنوات بدأت مع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني
الأسبق رفيق الحريري، في شباط (فبراير) 2005.
وكان أهم حدث غاب عنه بندر في المرة الثانية، في كانون
الأول (ديسمبر) 2009، حين عاد والده المريض الى المملكة
بعد شهور نقاهة قضاها في المغرب. وقد كان في استقباله
في المطار العديد من الأمراء، وقد غاب بعض الأمراء مثل
طلال ومتعب وعبد الرحمن لأسباب معروفة، ولكن غياب بندر
لم يكن محسوباً.
الغيبة الثالثة: 2010 ـ 2012:
لم يطل ظهور بندر بعد غيبته الثانية، والسبب في ذلك أنه
جاء لهدف محدد وهو إنقاذ ما يمكن انقاذه من ميراث والده
واختبار استحقاقات ما بعد موت والده الذي على ما يبدو
أنه تعجّل النتائج حين أقدم على أمر عظيم أحبط مسعاه فاضطره
لمغادرة البلاد قبل أن يموت والده، وامتدت غيبته الى ما
بعد تشييع جنازة والده وعمه نايف..
وقد ارتبط غياب بندر في المرة الثالثة بموجة شائعات،
حتى أن الموالين للنظام لم يقدروا على الدفاع عنه هذه
المرة ليس لأنهم لا يملكون معطيات حول غيابه، وبالتالي
فأن أي كلام حول غيابه سيكون من باب التخرّص، ولكن الأهم
من ذلك أن الشائعات كانت قوية الى درجة أنها كانت تصدر
أحياناً من أوساط العائلة المالكة نفسها، خصوصاً فيما
يرتبط بمحاولته اغتيال الملك وتهديده مدير مكتبه الشيخ
خالد التويجري بالقتل، إضافة بطبيعة الحال الى أسباب مرضية
باتت ثابتة في سيرة بندر مثل الادمان والاكتئاب الحاد
وهما من الموضوعات التي لا يستطيع أحد من الموالين الدفاع
عنها أو حتى الخوض فيها.
في التحليل العام، هناك سببان رئيسيان لاقدام الإدارة
الأميركية على التدخل المباشر في موضوع يعتبر بالنسبة
لها حيوياً ويرتبط بالمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة:
الخلافات العميقة والحادة داخل العائلة المالكة، والتي
برزت بصورة لافتة في تعيين الأمير نايف ولياً للعهد، حيث
بدت الإنقسامات حادّة حيال هذه الخطوة التي تجاوز فيها
الملك هيئة البيعة التي شكّلها بهدف احتواء الخلافات داخل
العائلة المالكة، وقد أفضت تلك الخطوة الى انسحاب الأمير
طلال والأمير مشعل من الهيئة، فيما عبّر آخرون بطرق أخرى
عن سخطهم إزاء هذه الخطوة. حاول الملك تطويق الخلافات
عبر ترضيات مالية ضخمة وهو ما حصل، ولكن تعيين الأمير
سلمان، ولياً للعهد، خلفاً للأمير نايف قبل نهاية العزاء
به، ودون دعوة هيئة البيعة ينطوي على أن ثمة مأزقاً تعيشه
العائلة المالكة بحيث إضطر الملك الى (تهريب) القرار سريعاً
لحسم الخلاف، الذي لم يحسم على ما يبدو بل كشف عن اتساع
رقعة الخلافات الداخلية..
السبب الآخر، هناك تقديرات أميركية تفيد بأن الملك
عبد الله قد يكون آخر ملك يحظى باحترام وشبه اجماع داخل
عائلته، آل سعود، وإن أوضاعه الصحية المتدهور تتطلب تدخلاً
عاجلاً لتفادي أي شروخ كبرى قد تصيب العائلة والدولة بصورة
عامة بعد رحيل الملك..الخلافات المتصاعدة داخل العائلة
المالكة وبين أفراد الجيل الأول تنبىء عن مستقبل شديد
الغموض خصوصاً حين تتسع مساحة المنافسة على المناصب السيادية
وتوارث العرث بين طائفة كبيرة من أفراد الجيل الثاني.
ثمة ما يعزز المخاوف الأميركية أيضاً هو ظاهرة الاحتجاجات
الشعبية المتنقلة والمفاجئة التي تشهدها البلاد، والتي
حسب تقديرات أجهزة الاستخبارات الأميركية والأوروبية مرشّحة
لأن تأخذ أشكالاً مقلقة..إضافة الى المتحوّلات والتحديات
الكبرى التي تشهدها منطقة الخليج والعالم مع تزايد احتمالات
نشوب حرب إقليمية بأبعاد كونية في المنطقة، يكون عنوانها
سورية ولكنّ في جوهرها حرب معسكرات وأقطاب سوف تفضي الى
إعادة تشكّل الخارطة الدولية.
وكالة (رويترز) وقناة (العربية) اعتبرتا قرار تعيين
بندر في المنصب الجديد بأنه على صلة بانخراط النظام السعودي
في منافسة مريرة مع ايران في كل من سوريا، والعراق، ولبنان،و
البحرين.
|
أمير الحرائق المتنقلة!
|
وتستدعي الوكالة والقناة اختفاء بندر من المشهد العام
حينما تم استدعاؤه من واشنطن في العام 2005، بعد توليه
منصب سفير المملكة السعودية مدة 22 عاماً، لينخرط مباشرة
في أزمة تغيير اللعبة في الشرق الأوسط. بالنسبة لكاتب
سيرة بندر، ديفيد أوتاواي، الاستاذ في مركز وودراو ويلسن
في واشنطن، بأنه (الشخص المناسب في الوقت المناسب في السعودية.
لديهم سياسة خارجية عدوانية ولكنه النسر القيادي في العائلة
المالكة). وبحسب الإعلامي جمال خاشقجي، (بندر عدواني،
ليس مثل الدبلوماسي السعودي الحذر على الاطلاق. فإذا كان
الهدف هو اسقاط بشار بسرعة وعلى عجل، فسوف تكون له يد
مطلقة لعمل ما يعتقد بأنه ضروري. فهو يرغب في تلقي الأوامر
وتنفيذها بحسب الطريقة التي يراها مناسبة).
لاشك أن نبأ عودة بندر ليس ساراً بالنسبة لغريمه الأمير
تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات العامة الأسبق، فبينما
ورث تركي الفيصل منصب بندر في سفارة ال سعود في واشنطن،
فإن الأخير عاد وأمسك بالاستخبارات العامة، بعد كلام كثير
عن أن مجلس الأمن الوطني لم يكن سوى شكل ومسمى بلا دور
واضح له.
لاشك أن الملك عبد الله رغم موقفه الشخصي من بندر الا
أنه كما الملك فهد يفضّل اعتماده ممثلاً شخصياً له في
البيت الأبيض، وربما هذا ما أزعج الأمير تركي الفيصل الذي
وجد نفسه في دور هامشي في واشنطن فيما كان يتواصل بندر
مع البيت الأبيض نيابة عن الملك.
مشكلة بندر أنه لا يستطيع العمل ضمن فريق، ويعتقد بتفوّقه
على أقرانه من أبناء عمومته، فضلاً عن أعمامه كبار السن
والمخرفين، حسب وصفه لمقرّبين له. نزعة الانانية المستبدة
به تجعل العلاقة معه بالغة الصعوبة، وهذا ما يفهمه أمراء
آل سعود جيداً، ويرون بأنه لن يتسنى لأحد في العائلة المالكة
التعاطي معه بسهولة ما لم يقتصر دوره على ملفات خارجية
وضمن قناة ضيقة للغاية، فهو ممقوت من كل أعمامه تقريباً
وأغلبة أبناء عمومته بسبب جشعه ونزعة الأنانية الضارية
لديه. ولذلك فضّل الملك أن يبقيه موفدا له الى البيت الأبيض
وفي مهمات خاصة جداً، رغم أنه يفضّل إحداث تغييرات دراماتيكية
في السياسة الخارجية السعودية وتفعيل دورها في الملفات
الخلافية على المستويين الإقليمي والدولي بما في ذلك النفط
والسلاح والأمن والجماعات المسلّحة وايران وحركات المقاومة.
بخلاف الاعتقاد الشائع بأن قوة بندر ونفوذه نابعة من
مساندة الملك فهد له، وأن رحيل الأخير وضعت نهاية حاسمة
لمستقبل بندر، فإنه عاد وشغل مناصب هامة بعد موت فهد،
بل استعاد موقعه كسمسار نافذ بين واشنطن والرياض.
من وجهة نظر المراقبين، فإن سوريا التي تشتعل بالحروب
والمواجهات العسكرية المتنقلة والشاملة، والعراق الهش
أمنياً، ومصر التي مازالت تتلمّس طريق الانتقال غير الراسخ
نحو الديمقراطية، جعل النظام السعودي يتصرّف بصورة هستيرية
لمواجهة تحديات مصيرية.
واشنطن تعوّل على بندر لعب أدوار تتجاوز حتى منصبه
كرئيس استخبارات، بل تنظر اليه باعتباره حسب اصطلاحهم
(our boy) وقد أعدّوه ليلعب أدواراً قذرة في كل الأصعدة،
من قبيل تشكيل تحالفات واقناع الأطراف المترددة وتعزيز
روابط المتماثلين ذهنياً، كما يقول روبرت جوردان، السفير
الأميركي السابق في الرياض في الفترة ما بين 2001 ـ 2003.
بندر واستقرار العرش
لم يبق من أبناء عبد العزيز (توفي 1953) سوى 18 أميراً
من الجيل الأول الذي يغلب عليه الهرم والمرض والجهل بإدارة
شؤون مملكة مترامية الأطراف في ظل تحديات مصيرية تحيق
بالكيان. وقد ثار سؤال شديد الإلحاح بعد اختفاء القطبين
السديريين البارزين سلطان ونايف في غضون ثمانية شهور حول
مستقبل العرش ونقل السلطة الى الجيل الثاني.
السؤال غير التقليدي الذي طرح نفسه منذ شهرين: ماذا
بعد نايف؟ لما يمثّله الرجل من ثقل داخل العائلة المالكة
وتوازن في صراع الاجنحة. فقد كان غياب أقطاب وازنة حكمت
البلاد على مدى أربعة عقود (فهد، سلطان، نايف)، بانتظار
غياب أقطاب آخرين يخضعون للقانون الطبيعي نفسه (الملك
عبد الله 89 عاماً، وولي العهد الأمير سلمان، 78 يعاني
من جلطة دماغية)، أسقطت عنصر المفاجأة، لأن الناس باتت
مؤهّلة ذهنياً ونفيساً لرحيل آخرين، فتوقّع حدوث أمر ما
يطيح عنصر المفاجأة منه. ماذا يعني ذلك؟ أن التغيير بفعل
عامل الطبيعة يصبح سمة عامة للدولة، ويبقى العامل البشري
لاستكمال المهمة.
موازين القوى في العائلة المالكة قد تبدو في الظاهر
ثابتة، ولكن حقيقة الأمر أن رحيل الأميرين سلطان ونايف
في غضون ثمانية شهور صنع وقائع جديدة. ليس هناك من ضمانات
مؤكّدة تفيد بوصول خالد بن سلطان الى منصب وزير الدفاع
في حال أصبح ولي العهد ووزير الدفاع الحالي الأمير سلمان
ملكاً، والحال نفسه ينسحب على الأمير محمد بن نايف، مساعد
وزير الداخلية للشؤون الأمنية والشخصية النافذة، حين يصبح
وزير الداخلية الحالي الأمير أحمد ولياً للعهد..الإثنينية
في (الدفاع) و(الداخلية) ليست مخرجاً بالضرورة بل قد تكون
مأزقاً، خصوصاً وإن تجارب الملوك السابقين تفيد بتمكين
أبنائهم في مراكز نافذة في الدولة!
هناك كلام كثير عن صراع خفي بين الأجنحة النافذة في
العائلة المالكة، منها ما ظهر في بروز عدد من الأمراء
والأميرات المعارضين للنظام والمطالبين بالإصلاح مثل (بسمة
بنت سعود، وسارة بنت طلال..)، وقيل عن خلاف بين الجناح
السديري والأمراء مشعل وطلال ونواف، وعلى أية حال، فإن
صراع الأجنحة مرشّح للاتسّاع في ظل تنافس شديد بين أمراء
الجيل الثاني.
الوهن والبنية الهشّة اللتان يعاني منهما النظام السعودي
تفرض حاجة الى رفع مستوى التنسيق بين واشنطن والرياض لجهة
معالجة الخلافات الداخلية وتسوية النزاعات واحتوائها،
فكما يبدو فإن الأخطار المحدقة بالكيان تستوجب عملاَ استخبارياً
كثيفاً ليس على المستوى الخارجي فحسب بل في الداخل الذي
يواجه تحديين: صراع الأجنحة والاحتجاجات الشعبية المتنقلة
في المنطقة الشرقية الى المنطقة الغربية واحتمالات دخول
مناطق أخرى جنوبية وشمالية الى دائرة الاحتجاج الشعبي.
ثالوث استخباراتي: بندر ـ داغان
ـ بتريوس
مع تولي بندر منصب رئيس الاستخبارات العامة في المملكة
السعودية يكون ثالوث استخباراتي قد جرى استكماله وسوف
يكون التنسيق بين ثلاثة أجهزة استخباراتية أميركية وسعودية
واسرائيلية على درجة عالية. بندر يحتفظ بعلاقة وثيقة برئيس
جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الموساد، مائير داغان، وهناك
لقاءات مشتركة ومتناوبة بين بندر وداغان إنكشف أحد أطرافها
في حرب تموز (يوليو) 2006 على لبنان، حين وصف بندر أسر
جنديين اسرائيليين من قبل حزب الله لمبادلتهم بأسرى لبنانيين
وفلسطينيين وعرب (مغامرة) وما أعقب ذلك من مواقف وصفها
أمين عام حزب الله حسن نصر الله بأنها (طعن في الظهر).
ثالوث بتريوس بندر داغان، سوف يلعب دوراً رئيساً في
المرحلة المقبلة حيث المنطقة مقبلة على حرب مفتوحة بين
دول ومعسكرات ومن المرجّح أن يشهد العالم ولادة نظام دولي
جديد على وقع ما سوف تسفر عنه الحرب المقبلة التي تتدحرج
تدريجاً من سوريا الى الجوار لتمتد الى كل أجزاء المنطقة
الأكثر حيوية والأشد خطورة في العالم.
تكفّل بندر بالملف السوري لبعض الوقت حتى غيابه الثاني،
ومع احتدام النزاع الداخلي بين النظام السوري والمعارضة
أوكلت له مهمة تحريض العشائر السورية ضد نظام بشار، رغم
ما قيل عن أن ذلك قد تمّ دون موافقة الملك. وهو بالمناسبة
نفسه موقف بشار الأسد، الذي لا يزال يعتقد بأن كل ما يجري
من حملات ضد نظامه هو بدون علم الملك عبد الله.
قد يبدو القول بأن تعيين بندر رئيساً للاستخبارات السعودية
بداية اللعب على المكشوف ضد ايران على ملعب سوريا مقبولاً
الى حد كبير في الوقت الراهن. وقد ذكرت صحيفة (فايننشال
تايمز) في 22 يوليو الماضي بأن تعيين بندر بن سلطان (يعكس
سعي الرياض للعب دور أكثر حزماً في تحديد نتائج الثورات
العربية واحتواء إيران). فالسياسة الهجومية التي وصفتها
الصحيفة لم تبدأ اليوم بعد تعيين بندر رئيساً للاستخبارات،
بل في حقيقة الأمر إن هذه السياسة بدأت منذ العام 2005،
حين تم تعيينه أميناً عاماً لمجلس الأمن الوطني، واغتيال
رفيق الحريري في لبنان الذي كان على تواصل شبه يومي مع
بندر حين كان سفيراً في واشنطن. وحينذاك بدأ بندر يغيّر
من وجهة السياسة الخارجية المواربة والحذرة والدفاعية
ليبدأ مرحلة الانتقام ضد سورية والعراق ولبنان وايران.
في مرحلة الربيع العربي واندلاع الثورات في بلدان عربية
مركزية تخطط الحكومة السعودية لاحتواء تداعياتها بين التدخل
الناعم كما في مصر وتونس، أو الاحتواء كما في اليمن عبر
المبادرة الخليجية (السعودية بامتياز)، أو التدخل العسكري
المباشر (البحرين، وليبيا وسوريا). ال سعود الذين عاشوا
رعب الثورات الشعبية في الشرق الأوسط لم يجدوا بدّا من
تحصين دولتهم إزاء تداعيات الربيع العربي على بلدانهم.
هناك من ربط بين انفجار مبنى الأمن القومي السوري وبين
تعيين بندر بن سلطان رئيساً للاستخبارات، حيث تم تفسير
ذلك بأنه بمثابة مكافأة له على مخطط افتراضي قاده بندر
ضد هذا الجهاز الحساس في سورية. الصحيفة كما يبدو ربطت
موضوع التعيين بكامله بالملف السوري نظاماً وبلداً وتطلعاً
بالنسبة للنظام السعودي الذي يرى في الازمة السورية فرصة
لتصفية حسابات تاريخية وراهنة مع النظام السوري والمعسكر
الذي ينتمي اليه. تقول التايمز (إن المراقبين يعتقدون
ان تجربة الأمير بندر وعلاقاته الوثيقة مع الأميركيين
قد تساعد على تنشيط أجهزة الاستخبارات).
نتذكر هنا ان بندر ارتبط بعلاقات وثيقة مع مدراء وكالة
الاستخبارات المركزية الأميركية وأبرزهم جورج بوش الأب،
ووليام كيسي الذي شارك معه في التخطيط لعملية اغتيال عالم
الدين اللبناني محمد حسين فضل الله في بئر العبد بالضاحية
الجنوبية لبيروت كما تذكر روبت رايت تفاصيل ذلك في كتابها
(الحرب المقدّسة)، واخيراً ديفيد بتريوس، المدير الجديد
للوكالة الذي ظهر معه في اللقاء مع الملك عبد الله، ثم
تلى ذلك صدور قرار الاخير بتعيين بندر رئيساً للاستخبارات
العامة.
|