حارس آل سعود: بريطاني بفضائح!
هاشم عبد الستار
على قاعدة مختلفة، وربما معدّلة أو محوّرة، (خذوا أسرارهم
من حرّاسهم)، فإن أسرار آل سعود لا تنكشف عبر صغارهم الذين
نادراً ما يختلطوا مع غيرهم، ولكن الحرّاس، والاجانب منهم
على وجه التحديد، ليسوا دائمين وقد يتقاعدون أو يغادروا
أماكن عملهم وربما يخوضون صراعاً مع أرباب عملهم، أي الأمراء،
الأمر الذي يتيح فرصة لإماطة اللثام عن كثير من الأسرار
المكتومة داخل قصور الأمراء الكبار والصغار؛ الذكور والإناث..
مارك يونج، حارس بريطاني، عمل في قصور آل سعود لمدة
تربو عن عشر سنوات، أي منذ حصوله على عقد مع أحد الأمراء
في 1 سبتمبر 1979، فيما كان آخرون زملاء له يعملون في
قصور أمراء آخرين من بينهم الأمير طلال بن عبد العزيز،
فاطلع على خبايا عدد كبير من الأمراء، حتى صار يعرف طبيعة
هؤلاء، وخصوصاً المساوىء منها. فقد كان أحد الحرّاس الشخصيين
لعدد من الأمراء من بينهم الملك فهد والأمير طلال بن عبد
العزيز والأمير فوّاز، وكذلك بعض أولادهم وبناتهم وبعض
أولاد وبنات الملك سعود.
يقول الكاتب بأنه باع كتابه الى الناشرين وتسلّم (مبلغاً
أميرياً) ولذلك فهو ثري ليس بالمال ولكن بالخبرة في الذين
يستعبدون الناس، ولذلك فإنه لا يضيع وقتاً في تحرير الناس
من المستعبدين؛ وأنه يتحدث فحسب عن تجاربه في العمل مع
المستعبدين. ويضيف، صحيح أن المملكة السعودية ألغت الرق
سنة 1962، ولكن من خلال ملاحظاته الشخصية فإن الرق لا
يزال قائماً. يقول بأن العمل لدى آل سعود هو بمثابة حلم
أصبح حقيقة. لم أكن أعلم بأن الحلم سينقلب الى كابوس.
قام يونج بنشر كتابه (الحارس السعودي) وأتبعه بعاصفة
تغريدات على تويتر حول فضائح الأمراء، حيث عثر على ما
لم يكن أحد تخيّله في عائلة آل سعود، وقال بأنه يقوم بفعل
ذلك كيما يريح ضميره الذي يقول بأنه لطالما عذّبه بسبب
صمته على جرائم الأمراء الذين كان يعمل في خدمتهم، بل
تجاوز نشره للفضائح الى بريطانيين وأميركيين كانوا يقومون
بتوفير الحماية للأمراء في سبيل السيطرة على ثروات الشعب،
الذي يقول يونج أنه يكنّ له المحبة والاحترام.
وكان مارك قد فتح حسابه على تويتر في 5 نوفمبر الماضي،
وما لبث أن جذب عدداَ كبيراً من المتابعين وبسرعة قياسية،
كما هو شأن (مجتهد). تكشف نعوت يونج التي أطلقها على الأمراء
بأنه كان مطلعاً على مخاز غير عادية، حتى أطلق عليهم صفات
من قبيل: لصوص، فاسدون، شواذ، مدمنو مخدرات، مغتصبون،
وقال بأنهم يستخدمون الدين مجرد واجهة لإخفاء جرائمهم،
وأنهم يتلاعبون بالأموال التي يدعون إنفاقها على الشعب،
الذي خاطبه قائلاً: لقد رأيت منهم ـ أي من الأمراء ـ كل
ما يبعث على الفزع فانتزعوا حقوقكم كما تفعل الشعوب الحية
بدل الخضوع.
من بين من تحدّت عنهم يونج: وزير الداخلية السابق،
الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي وصفه بأنه: مقامر وسكير
ومدمن مخدرات ومجرم. وتحدّث عن الأمير فيصل بن فهد، رئيس
رعاية الشباب الأسبق، والذي توفي نتيجة تناوله جرعة زائدة
من المخدرات، قال عنه بأنه شاذ جنسياً وأنه كان قاتلاً
وتاجر مخدرات ومدمناً عليها، بالرغم من أنه كان رئيساً
لهيئة مكافحة المخدرات.
وتحدث عن أمير مكة الأسبق، الأمير فواز بن عبد العزيز،
وقال بأنه مقامر كبير، بدّد ثروات كبيرة على القمار، وهو
فاسد ومدمن على الخمر. وقال عن الأمير عز الدين بن سعود
بن عبد العزيز آل سعود، الذي توفي بمرض الأيدز، بأنه كان
شاذاً جنسياً وكان مكلفاً بحمايته أثناء مرضه ومات شاباً.
وتناول الأمير حمود بن عبد العزيز، وهو الابن السادس
والثلاثين لابن سعود، وكان يعد من أثرياء العرب، ولم يتول
منصباً رسمياً وتوفي عن 47 عاماً سنة 1994، وقد طلب ذاك
الأمير المتوفى من يونج ممارسة الشذوذ معه، وحين رفض غضب
منه.
وتوقف عند عدد من الأمراء الذي اعتبرهم أكثر الأمراء
في تبديد الأموال في القمار منهم: الأمير محمد بن فهد؛
والأمير سعود بن نايف؛ والأميرة لمياء بنت مشعل. وقد وضع
يونج العديد من الصور التي تجمعه بهم؛ والوثائق التي تثبت
بأنه عمل لديهم وقد تم الإطلاع عليها.
كما تحدث عن الأمير مشاري بن سعود والذي أصبح فيما
بعد أميرا على منطقة الباحة وزوجته التي طلقها فيما بعد،
الأميرة العنود (الصورة المنشورة أعلاه هي للأمير مشاري
بن سعود والأميرة العنود وحارسهما مارك يونغ في أحد البارات).
وقال بأنهما أكدا له بأن فيلم (موت أميرة) كان حقيقيا
مائة في المائة بما في ذلك لقطة ممارسة الجنس بين أميرات
ورجال في الصحراء، وهي اللقطة التي أغضبت الملك خالد بن
عبد العزيز جداً آنذاك، وجعلته يقوم بطرد البريطانيين
من السعودية ويقطع العلاقات مع بريطانيا.
وقال المؤلف والحارس البريطاني بأن طلاق أمير الباحة
مشاري بن سعود من الأميرة العنود كان بسبب إرسالها صورها
بملابس السباحة لصديق لها في الإمارات .
وعندما قال بعض المغردين ليونغ ـ مؤلف الكتاب ـ كيف
تكشف أسرار أسرة هي التي جاءت بك؟ فرد: أقرأوا تاريخ القرن
الماضي لتعرفوا من الذي جاء بمن!. وطالب الشعب قائلا:
(إن آل سعود جعلوكم عالة على شعوب العالم المتحضر فأنتم
لا تأكلون ما تزرعون ولا تلبسون ما تنسجون ولا تركبون
ما تصنعون).
وقال: ما أعظم دينكم، لكن ما رأيت أسوأ من تطبيقه في
بلادكم.
وعندما قال له بعض المغردين السعوديين: لماذا تفضحهم
ولحم أكتافك من خيرهم؟ فرد عليهم: لقد تقاضيت راتبي منهم
مقابل جهدي وتعبي، وكم وقعت في المخاطر تلو المخاطر بسبب
سلوكياتهم، وكانت مهنتي تحتم علي حمايتهم ولو على حساب
حياتي وأنقذتهم، والعصابات تتناهشهم، فكم أمير وأميرة
حميتهم .. فلماذا لا يكون لحم أكتافهم من خيري! ويحكم
كيف تفكرون.. إنكم تثيرون الضحك والسخرية أحياناً.
من جهة ثانية، دخلت الأمير بسمة بنت الملك سعود في
جدل حاد مع مارك يونغ، على خلفية نشره لفضائح إخوتها وأخواتها،
بل هي نفسها كانت موضع انتقاده، فدخلت في سجالات كلامية
مع (مارك العربي) كما يحب أن ينعت نفسه.
تقاذف التغريدات بين مارك وبسمة أخذ نهكة خاصة واجتذب
جمهوراً من المتابعين واستفزها كلام يونج الذي أفرغ بعض
المعلومات الخاصة عن حياة الأمراء وبذبخهم وترفهم، وشنّت
بسمة هجوماً مضاداً، فأمهلها مارك بعض الوقت وقال: (سأرد
عليك يا بسمة بنت سعود بعد ساعة او ساعتين. خزعبلاتكم
لم تعد تنطلي على شعبكم، فضحكم الله بتويتر الذي كنت تحذرين
منه!). ثم بدأ تقاذف التغريدات بين الاثنين وكتب مارك:
(نظرت بتمعن لتغريدات بسمة فوجدتها فارغة المحتوى قليلة
الفائدة. أرغب بتجاهلها لكن سبق وقلت سأرد عليها، فهذه
اجابات سريعات).
بسمة التي تحاول تقديم صورة مختلفة عنها في الاعلام،
عادت الى اللهجة المضللة المعتادة لدى العائلة المالكة.
تقول (أدعو الله الواحد القهار في هذا اليوم الفضيل، ان
يجنبنا الفتنة الكبرى). وتقول في تغريدة أخرى: (أدعو الله
أن يصد عنا من يريد أن ينقض على بترولنا وينهب شعبنا)،
فعلّق يونج على كلامها: (من قرأ كلامك سخر منك واستهزأ.
وهل نهب شعبكم غيركم يا آل سعود؟!.. لكنكم خونتم شعب الجزيرة،
واخترتم الإحتماء بالظهر الأمريكي والتقعر في الحضن الإنجليزي)؛
ونصحها بأن تقلل (من الإستهبال والإستعباط، فكلها لم تعد
مجدية). وذكّرها قائلاً: (شعبك يزيد استخفافه بكم كلما
زاد استخفافكم به. لو أردتم الحماية لصنعتم جيشا مهيباً!).
وقالت بسمة في تغريدة أخرى مثيرة: (مهمتي سلامة واستقرار
الشعب أمام المد الفارسي)، فسخر يونج منها قائلاً: (لا
تخشي الا الله يا بنت سعود، فقد اشترى ابن عمك المئات
من طائرات التايفون المقاتلة). وذكّرها بأنه عمل مع إخوانها
وأنه يعرفهم جيداً، ثم يضيف: (ومع ذلك لم أصرح بسوء تجاه
أحد، فاعقلي يا ابنة سعودٍ واركدي، وتحملي الإنتقاد ولا
تنفري!).
ثم عادت بسمة الى اللهجة الدينية لردعه: (والإنسان
الذي له مبدأ ودين لا يضع الخلائق تحت طائلة الفضائح والقذف
المشين). فردّ عليها: (أية فضائح؟ يقولون بالعامية “الذي
في بطنه تيسٌ يباعي”). وأما دعوى قذف المحصنات فسألها
كيف ذلك؟ وطالبها بتحديد معنى القذف لغة وشرعاً بدلاً
من الاستخفاف بالعقول، حسب قوله.
وعلّق يونج على الصورة التي ظهرت فيها الأميرة بسمة
مرة بستر شعرها والثانية دون ذلك، وقال من خلال ما تعلمه
في المراكز الاسلامية البريطانية أن (من تتحجب في ديارها
وتخلعه أو ربعه أو ثلثيه إذا خرجت من ديارها، أنها تمارس
النفاق)، وقال: (لم اقدح في دينها ولا عرضها، وإنما علقت
على هذا الذي تضعه على رأسها، وقلت أنه يصادم مفهوم الحجاب
الشرعي ولا يمت له بصله. فأين المشكلة؟)! ووصف يونج الامير
بسمة بأنها (شخصية إجتماعية لها اطروحاتها وخزعبلاتها،
تنتقد تارة وتشن الهجوم تارة، ولا بأس بذلك إن رأتها حرية،
فأنا أيضا سأمارس الحرية!). وقال بأنها تزعم بأنها تسعى
لتطوير المرأة السعودية (فإذا بها تتصادم مع أهم مبادئ
نساء بلادها وهو حجاب المرأة المسلمة!). وقال (كم اكره
النفاق واهله، خصوصا اولئك الذين يتصنعون العفاف ويتلبسون
الحياء داخل السعودية، وتراهنّ سافرات متبرجات خارجها)
ووضع صورة للامير الوليد بن طلال وزوجته الاميرة اميرة
الطويل من دون غطاء رأس واخرى مع غطاء الرأس.
احد المغردين كتب للاميرة بسمة يقول: (لا اعتقد انك
تعين ما تكتبين، لذلك لا موضوع ولا طرح فيما تقدمين مع
شديد الاحترام). ومغرد آخر توجه الى الاميرة بالقول: (يجب
ان لا نلقي اللوم على الفرس! هذه اسطوانة سئمنا سماعها
المشكلة داخلية 100% لوم الفرس تهرب من الواقع وعيش وهم
وبعدا عن الحق). كما بادر احد المغردين الاميرة بسمة بالسؤال
(كم هي مخصاصتك المالية كل شهر طال عمرك؟). فاجابت بالقول
(تكفيني أنا وعيالي الحمد لله احترامي).
فغرد مارك العربي يقول: (ها هي المعونة التافهة المسماة
“بحافز” التي تعطيها حكومتكم للعاطلين بعد ان تريق عليها
كرامتهم ستنقطع، فهل ستقطع مخصصات وهبات المئات امثالك..).
بعدها اقفلت الاميرة المجال امام سيل التغريدات: (اعذروني
الليله وقت صلاة ودعاء وعائلة). وفي خضم معممة الرد والرد
المقابل وتناقل المغردين لهذه التغريدات، علق أحدهم ساخراً:
(المضحك أن الامير وليد بن طلال لديه حصة من أسهم التويتر..).
وتناول يونج في تغريداته الاميرة ريما التي كانت تقود
السيارة برخصة قيادة كويتية، وأشار الى ما سماه (خوف الاميرة
سارة بنت طلال من اسرتها آل سعود.. وهل تصدقون بان الاميرة
سارة بنت طلال طلبت اللجوء من اسرتها هنا في بريطانيا؟
رافقتها ليلة من أجل حراستها هي واختيها نورة وريما بنتي
طلال).
يلفت يونج الى أن كثيراً من أمراء آل سعود يعيشون خارج
المملكة، لأنهم لا يطيقون العيش فيها، بينما بقية الناس
لا تملك الامكانيات التي تسمح لهم القيام بذلك.
|