نجد (المُختارة) وشعب الله المحتار!
منذ ما قبل الإسلام نظرت نجد الى نفسها (مختارة) بين
كل أرجاء الجزيرة العربية!
كانت تحسد الحجاز على رحلتي الشتاء والصيف، وعلى استضافة
البيت العتيق والحجيج. وكان هاشم عم رسول الإسلام صلى
الله عليه وسلم قد حاول تهدئة أهل نجد، فأقام سوق عكاظ
ومنحهم دوراً فيه، منعاً لتصادمهم، او هجومهم على مكة.
بُعث النبي صلى الله علي وسلم بالرسالة فتآمرت نجد
عليه؛ وكما في البخاري فإن من اقترح عليهم قتله وإضاعة
دمه بين القبائل هو الشيطان الذي تنكّر لهم في شكل شيخ
نجدي!
أسلمت المدينة، فالبحرين (الحالية + المنطقة الشرقية)،
وعُمان.. واليمن.. ورفضت نجد، وفي مكاتيب الرسول نجد أن
كل من في الجزيرة العربية أسلموا طائعين راغبين، إلا أهل
نجد، تجد قادتهم يساومون الرسول صلى الله عليه وسلم على
إسلامهم (ماذا يدفع لهم إن أسلموا)!
وحين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت نجد
أول من ارتدّ عن الإسلام. لم يظهر في تاريخ الإسلام أشهر
من مدّعي النبوّة في نجد مثل (مسيلمة الكذاب) و (سجاح)!
بل أن رسول الله وقبل وفاته حذّر من نجد التي وصفها
بأنها أصل الفتنة، تبدأ منها واليها تعود (وإن كان النجديون
يقولون أن نجد هي العراق حالياً)!
نجد لا تطيع أحداً ولا تقبل قيادة إلا منها!
كانت تتمنّى ان تكون لها رسالة تحكم العرب بها في الجاهلية
فما وجدتها؛ فادعت النبوة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه
وسلم، ودخلت في حروب مع الخوارج العديدة التي شاركت فيها.
وانتهى المطاف أن جاءها محمد بن عبدالوهاب بدعوته فصار
لديهم نبيّاً أو شبه نبي. باسمه وباسم دعوته يحكمون ويقتلون
ويفجرون.
قالوا عنه أنه جدّد الإسلام، فصار لا يوجد مسلم صحيح
الإسلام إلا هو وجماعته.
لقد صوّروه نبيّاً جديداً.
ورسموا حركاته وخطواته كرسول الله كيما يصبح نبيّاً:
فالهجرة، والجهاد عنوانان للوهابية طبقتهما على من حولها
من الأعراب والمدن والمناطق، فكان أن قتل عشرات الألوف،
وفرّ أكثر سكان الجزيرة العربية الى العراق والشام وحتى
مصر والسودان!
الوهابية لا تقبل رأساً إلا نجدياً، دينياً وسياسياً.
وأهل نجد ـ عامة ـ يرون أنفسهم أعلى كعباً ومقاماً
من أهل بيت الله، اهل مكة، وأهل الحرم.
هم يفاخرون العالم بأنهم ينتمون الى عقيدة وهابية أصفى
عقيدة في العالم، كما قال ابن سعود، حتى وإن كانوا لا
يلتزمون بها، ولا يحاكموا وفق ضوابطها. مع أنهم يقتلون
الآخرين بحجة الشرك، ولأتفه الأسباب.
الوهابية سلاح للسيادة السياسية على جزيرة العرب.
هي دعوة دينية كقنبلة تلقى بوجه الناس.
وهي غطاء شرعي لكل ممارسات الطغيان السعودي.
هي شرسة على البشر العاديين، تكفرهم وتفجرهم وتقتلهم
وباسمها يسجنون ويحاكمون ويعذبون في المعتقلات.
وهي ناعمة ليّنة على الحكام السعوديين، يشرعون طغيانهم
وفسادهم ويغطون بها سوءتهم.
نجد كانت تبحث عن زعامة، فوجدتها في الوهابية: حشدت
صفوفهم، وشرعنت احتلالهم للمناطق، وقتلهم للكفار والمشركين
من أبناء لا إله الا الله.
هي فعلا قرن الشيطان!
لا فتنة في العالم العربي والإسلامي إلا وتجد للوهابية
ولآل سعود صلة بها!
لا تفجير ولا قتل ولا إجرام بحق الأبرياء إلا بمسوغات
عقدية وهابية!
لا تآمر مع الأميركان والأجانب يضاهي تآمرهم.
لا أموال ولا فساد ولا رشوات ولا بيع ضمائر إلا كان
آل سعود أسياده.
الوهابية شرّ مطلق، فهي أعلت من تراث آل سعود، ودمرت
تراث الإسلام في الحجاز. دمّرت تراث محمد بن عبدالله.
حوّلت منزله الى مراحيض عامة. دمرت بيوت الصحابة. ولكنها
حفظت نظارة ابن سعود وقلم ابن عثيمين!
النجدية الوهابية خطر على كل من حولها.
كفى الله المسلمين شرّها، وشر آل سعود معها!
|