ائتلاف الحرامية!
توفيق العباد
مقالة من ١١٠ كلمات في جريدة الشرق، للكاتب الصحافي
ابراهيم القحطاني، عنوانها: (ائتلاف برهومي سعودي بنغلاديشي)
سببت ازعاجاً واخذت الكاتب الى المحكمة. لم يكتف اللصوص
بسرقة مليارات الدولارات من قطار المشاعر والذي سبب ضجة
كبيرة، حتى افتعل اللصوص المرحلة الثانية من المشروع بثلاثين
مليار ريال فقط، ورست المناقصة على ائتلاف الشعلة سعودي
اسباني. والسعودي هو صاحب الشبوك، الأمير مشعل!
علق ابراهيم القحطاني ساخراً: (بعد مشاهدتي لبنود العقد
لاحظت انها لا تحتوي على بند "التلميع" وطبعا قطار بهذا
المبلغ يستحق ان يُلمّع ٢٤ ساعة، ومن هنا جاءت في بالي
فكرة تأسيس ائتلاف برهومي سعودي ـ بنغلاديشي والدخول في
منافسة للفوز بعقد تلميع القطار). وأضاف: (وأما بالنسبة
للمبلغ فلن نختلف ان شاء الله، أنا راضٍ ولو بثلاثة مليارات،
أهم شيء نتشرّف بخدمة الوطن. قولي تمّ يا حكومة، ولكِ
منّي قطار "يمبرمبو المثل" على قولة اللمبي)!
وزارة المواصلات ـ النقل لم توضّح موقفها، بل طلبت
من وزارة الإعلام فيما يبدو ان تأخذ المبادرة لمحاكمة
الكاتب. عصام الزامل، الكاتب والمغرد، حول القضية الى
المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي: (وزارة الإعلام
ترفع قضية على ابراهيم القحطاني وتتهمه بالمساس برجال
الدولة). الكاتب القحطاني غرّد بالقول: (للعلم.. ائتلاف
الشعلة هو عبارة عن ١٢ شركة اسبانية وشركتين سعوديتين.
والقطار هو ما غيره: القطار الأسباني الحليوه، أبو خشم
أفطس). وأضاف بأن صحيفة الشرق وكلت محامياً للدفاع عنه
تجاه تهم المدعي العام في وزارة الإعلام!
لأول مرة نسمع أن هناك مدّع عام لوزارة الإعلام! ما
جعل الأمر يلتبس على الكاتب هيثم طيّب: (يبدو ان بطل القصة
هو وزير النقل وليس وزير الإعلام). فرد عليه صاحب المقال
بأن المدّعي هو من وزارة الإعلام. وسخر بالقول: (يا خوفي
يتهموننا بُكْرَهْ بمغازلة قطارات الدولة). وسأل عصام
الزامل الوزير خوجه على موقعه في تويتر: (وزارتك رفعت
قضية بسبب هذا المقال. فهل انت مؤيد لهذه المحاكمة).
وتلطّف وزير الإعلام عبدالعزيز خوجه، الذي يُظهر نفسه
نصيراً للكتاب، فغرّد: (تداول المغردون خطأ أن جهة الإدعاء
هي وزارة الثقافة والإعلام، وهذا غير صحيح، جهة الإدعاء
هي وزارة النقل). ثم ما لبثت الوزارة ان اصدرت بيانا حاولت
فيه اعلان براءتها. لكن المدّعى عليه رد على الوزير شاكرا:
(من رفع الدعوى وصف نفسه بالعريضة بالمدعي العام بوزارة
الثقافة والإعلام، وسأرسل لكم ما يثبت ذلك). وتابع: (تبدأ
محاكمتي يوم الإثنين بتهمة المساس برجال الدولة، والتشكيك
في مشاريع الدولة). على غرار التهم التي لفقت بحق الناشطين
الحقوقيين القحطاني والحامد، بأنهما (يعطلان عجلة التنمية)..
التي تعني تنمية الجيوب كما يقول الكاتب والمؤلف بدر الإبراهيم.
|
ما شاء الله: تشكيك بمشاريع الدولة؟ يتساءل د. وليد
الماجد: (يبدو ان الخط الفاصل بين الكوميديا والتراجيديا
في الواقع السعودي أصبح صعب التبيّن). واعتبر الزامل تهمة
(التشكيك بمشاريع الدولة) سخيفة؛ واما د. محمد السبيعي
فقال: (أعرفُ المساسَ بالذات الإلهية، والنبوية؛ والأميرية،
والخديوية. ولكن أول مرة أعرف شيئاً اسمه المساس برجال
الدولة او مشاريعها). مغرد آخر قال: (الشعلة مملوكة لامبراطور
الشبوك… حلو: عرفنا تهمة جديدة: المسّ بالذات المشعليّة).
الكاتب والصحافي محمد معروف الشيباني علق بأن من ابتدع
المحاكمة للصحافي ابراهيم القحطاني (داهية) لأنه (اراد
تسليط الضوء مجددا على عرّاب الشعلة صاحب الشبوك). لكن
حسن الحارثي يخالفه الرأي (فوزارة النقل فتحت على نفسها
باباً مغلقاً، ومشكلاتها اكبر من أن يحتويها مقال، وقطار
الثلاثين مليار مازال يزحف زحفاً زحفاً). في حين اضاف
لنا الناشط محمد الخليوي كاريكاتيراً يعبر عن واقعنا الغريب
حسب تعبيره. وحذر الدكتور عبدالرحمن الصبيحي الصحافيين:
(حين تسكت على محاكمة زميل لك، فقط لأنه انتقد وزيراً،
فستحاكم غداً لانتقادك لمراسل في جهة حكومية). وتوقع المغرد
يوسف بأن رجال الحكومة (راح يكسبون القضية، ويُحكم عليه
بكتابة ثلاثة مقالات في مدح قطار الرياض، ومن ثمّ ركوب
القطار تعزيراً).
ونختم بأن الكاتب المشاغب خلف الحربي كتب مقالة في
عكاظ عن القضية فقال ان زميله الصحافي ابراهيم القحطاني
(نظيف القلب والعقل والضمير.. وقد يكون لسان ابراهيم طويلاً
في بعض الأحيان، ولكنه في كل الأحوال لسان نظيف.. لذلك
علينا ان نتبع قواعد نظيفة للتعامل مع وجهات النظر الصحفية…
أي وزارة او جهة حكومية تستطيع ان ترد وتوضح دون حاجة
لتحريك الدعاوى الصحفية.. لماذا لا ترد على كلام ابراهيم
بكلام يبين سلامة موقفها؟).
|