الحيرة السعودية بين أبرامز الاميركية وليوبارد الالمانية
ناصر عنقاوي
حين نسمع عن تردد سعودي حول نوع الاسلحة المفضلة التي
تريد اقتنائها وشرائها فلا يعني أن ثمة خطة لتطوير المؤسسة
العسكرية أو أن حرباً وشيكة سوف تقع ولابد من اختيار فخر
الصناعة العالمية من الاسلحة الثقيلة..
|
دبابة ابرامز |
لا ليس الأمر على هذا النحو فقد يكون الهدف أدنى من
ذلك بكثير، وقد لا يتجاوز الخلاف على العمولات المرصودة
في هذه الصفقة أو تلك. فمن المؤكد أن التوجه نحو شراء
السلاح الالماني عائد في جزء جوهري منه لأن القانون الالماني
يحظر على الصحافة الحديث عن هذه الصفقات وأن القانون يعاقب
على ذلك.
ففي تقرير صحفي نشر في 12 يوليو الجاري جاء أن السعودية
قد تشتري دبابات امريكية بدلا من «ليوبارد» الالمانية
وقد تخسر شركة «كراوس مافي ويغمان» الالمانية للصناعات
الدفاعية عقدا بقيمة 5 مليارات يورو لبيع أكثر من 200
من دبابات «ليوبارد - 2» للسعودية التي تتجه لشراء دبابات
«ابرامز» الأمريكية بدلا منها، حسبما ذكرت صحيفة «هاندلسبلات»
الالمانية. وذكرت الصحيفة الالمانية في تقرير نشرته الجمعة
12 يوليو أن المملكة العربية السعودية ملت انتظار موافقة
السلطات الالمانية على الصفقة، وحوّلت انظارها نحو عقد
صفقة مع شركة «جنرال دايناميكس» الأمريكية لشراء دبابات
M1A «ابرامز». وكانت مصادر المانية قد اشارت إلى أن الحكومة
وافقت في جلسة مغلقة لها مبدئيا على بيع 270 دبابة من
طراز «ليوبارد - 2» إلى السعودية، لكنها أجلت اتخاذ القرار
النهائي، حيث عارض ذلك بعض القوى السياسية، وخاصة الاشتراكيون
الديمقراطيون. ولم تعلق الحكومة الالمانية وشركة «كراوس
مافي ويغمان» بعد على المعلومات التي نشرتها «هاندلسبلات».
|
دبابة ليوبارد |
من جهة أخرى، ذكرت أنباء صحافية أجنبية بأن السعودية
توجه صواريخها الباليستية صوب إيران وإسرائيل، وأن صوراً
التقطت بواسطة أقمار صناعية أظهرت أن المملكة السعودية
وجهت منصات صواريخ باليستية قوية صوب إسرائيل وإيران.
وذكرت صحيفة «ذي تلغراف» في عددها الصادر الخميس 11 يوليو/تموز
أن الصور الجديدة التي حللها خبراء عسكريون بريطانيون،
تظهر قاعدة صاروخية جديدة في الصحراء السعودية على بعد
نحو 200 كيلومتر إلى جنوب غرب الرياض. وأوضحت الصحيفة
أن الخبراء لاحظوا منصتين موجهتين صوب أراضي إسرائيل وإيران،
وتحديدا إلى مدينتين رئيسيين في البلدين على ما يبدو.
وأوضحت الصحيفة أن المنصتين مخصصتان لإطلاق صواريخ « DF3»
التي يتراوح مداها بين 2.4 ألف كيلومتر و4 آلاف كيلومتر.
وتابعت «ذي تلغراف» أن صواريخ « DF3» الصينية الصنع قادرة
على حمل رؤوس نووية. وأوضحت أن مثل هذه الصواريخ لا يمكن
التحكم بها عن بعد، ولذلك يجب توجيهها إلى الهدف مسبقا.
ومن المعروف أن بائعي السلاح في الغرب يبيعون للسعودية
أنواعاً من السلاح لا تشكل تهديداً للدولة العبرية فضلاً
عن كسر التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل، وهذا يفسر توقف
الاخيرة عن اعتراضاتها على بيع السعودية لطائرات حربية
أو دبابات أو حتى صواريخ متقدمة كونها لا تتضمن تقنية
عالية ولا تشكل تهديداً للدولة العبرية.
|