تكنولوجيا على حمار!
هل يجتمع الصاروخ والجمل؟ نعم ولكن في السعودية فحسب،
فمليكنا المحبوب والمهيوب، شأنه شأن إخوانه يحبّون مزايين
الإبل، ويهمهم مفاجأة العدو بطرق إبداعية. لذا سأل مليكنا
المحبوب مندوباً أمريكياً عمّا اذا كان بإمكان حمل صواريخ
على جمل وإطلاقها من فوق ظهره!
من قال إذن بأن التكنولوجيا لا يمكن تركيبها على حمار؟!
على الأقل من باب (والماء فوق ظهورها محمول)!
هناك عقول لا تركب معها التكنولوجيا، بعكس عقل مليكنا
المحبوب الذي جمع تكنولوجيا النانو مع عدم قدرته على قراءة
آية مشهورة مكتوبة ببنط ٨٠ أسود غامق مع التشكيل ايضاً!
هناك أشياء لا تجتمع: الوهابية مع الرحمة والحرية؛
آل سعود مع الأمانة والإخلاص والديمقراطية.
لكن يمكنك أن تجمع بين النقائض أحياناً على طريقة الحمار
والتكنولوجيا.
خذ مثلا كيف يجتمع الظلم والولاء، فتجد المواطن مظلوماً
من قبل حكامه، وفي نفس الوقت هو يعلن الولاء والطاعة،
ويشكر حماة الشريعة أن أدّبوه سجناً وإهانة.
نعم يجتمع في السعودية أن تكون مواطناً وأن تسحب جنسيتك
وتهدد بالطرد، ففي بلد الأمن والأمان يمكن تحقيق الكثير.
وفي السعودية تجتمع عزّة النفس مع تقديم معاريض الذل
الى الأمراء حيث يطالب المواطن بمساعدة: سرير في مستشفى،
او وظيفة تافهة على بند الأجور.
وحدها السعودية التي تجمع التشدّق بالإسلام مع حكام
يعربدون ويفسقون على رؤوس الأشهاد.
وحدها السعودية التي تعاقب الفقير اذا سرق، في حين
تريليونات الدولة سرقها الأمراء ولم يعاقب أحد منهم.
وحدها مملكة بحجم مليوني وربع المليون كيلومتر المربع،
وأرض السكن تستغرق من المواطن راتب عشرين سنة على الاقل
من العمل، وفوقها عشرين سنة على الأقل لكي يبني
منزلاً عليها!
وحدها مملكة الإنسانية تجد فيها شيوخا وقضاة بلحى يتشبّث
في كل شعرة منها عشرون شيطاناً، يقفون صفاً واحداً لتبرير
عمل الطاغية اميراً او ملكا، ويصدرون احكام وفتاوى القتل
والسجن على المواطنين الذين يطالبون بحريتهم وكرامتهم.
السعودية الكلام فيها عن الدين كثير جداً، ولكن شعبها
وحكامها ورجال دين سلفيتها أبعد ما يكونوا عن المجتمع
المتدين، والممارسة الدينية الصحيحة.
الإسلام صار لعقاً على ألسنتهم.
لا يجتمع الاسلام كدين للأحرار مع وهابية ظلماء تجيز
القتل وهدر الدم وانتهاك العرض وتجيز الاستبداد وتحرم
القيام على الظلم والظالمين.
لا يجتمع الفقر والغنى، فقر الشعب، وغنى الدولة الا
في السعودية. النفط والفقر يجتمعان، كما المقدسات الاسلامية
وعدم التدين، بل وزيادة الملحدين وأعداد المرتدين!
لا يوجد في الدنيا حاكم شرعي يتمتع بصفات الخيانة والسرقة
وموالاة أعداء الاسلام وظلم الرعية إلا أن يكون سعودياً!
كيف يجتمع الاستبداد وتطبيق الشريعة، وكيف تكون مسلماً
عربياً ذا كرامة في حين أنك سعودي؟
كيف يجتمع لا إكراه في الدين مع عصا هيئة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر؟ ولماذا كلما زاد استخدام العصا، خرج
المواطنون من دين الله أفواجا؟!
قال ابن سعود لاولاده: لا تجتمع الإمارة/ السياسة والتجارة.
لا تنافسوا التجار في تجارتهم، حتى لا ينافسوكم في الحكم.
كذب توقعه: صار آل سعود هم التجار وهم الساسة، وهم الأئمة،
وهم القضاة، وهم الدولة. ولم تنقلب خطوط العرض والطول!
لا يجتمع ناصر العمر ولا المفتي ولا اللحيدان مع التسامح
الديني او المذهبي؛ كما لا تجتمع السلفية مع حقوق الإنسان
بما فيها حق الحياة، خاصة السلفية النجدية القاعدية لأنها
عنصرية على المواطن والأجنبي على حد سواء.
|