|
بيت المزرع بعد ان التهمته النيران |
|
انها معركة حقيقية من طرف واحد |
|
الناشط المزرّع مع ابنته |
|
المعتقلون كثر والمطلوب واحد! |
|
احتجاجات شعبية ضد اعتقال المزرع |
اعتقال الناشط السياسي عباس المزرّع
يدٌ قمعيّة مبسوطة للقتل أو الإعتقال
سامي فطاني
في سياق حملتها المحمومة للقضاء على الحراك الشعبي
المطالب بالإصلاح في المنطقة الشرقية، اقتحمت قوة أمنية
تابعة لجهاز المهمات الخاصة السعودية بلدة العوامية شمال
منطقة القطيف قبيل الدقائق الأولى لصلاة فجر الاثنين ٢٩
يوليو الماضي، في محاولة لاعتقال الناشطين في المظاهرات
السلمية عباس المزرّع ورفيقه فاضل الصفواني المطلوبين
على قائمة الـ 23 المعلنة من قبل وزارة الداخلية بداية
يناير العام الماضي ٢٠١٢ على خلفية المسيرات السلمية المتواصلة
في مناطق القطيف المختلفة منذ فبراير 2011.
القوة الأمنية المدعومة بعشرات المدرعات وسيارات الدفع
الرباعي المصفحة والمزودة بالرشاشات المحمولة ركزت هجومها
على حي «الزارة» وسط البلدة حيث يقع منزل الناشط عباس
المزرّع، وفرضت طوقاً أمنياً على كامل الحي، قبل أن تشرع
في إطلاق أعيرة الأسلحة الرشاشة بشكل عشوائي ومكثف حول
المنازل المجاورة في الحي الصغير وصل مداه الى القرى المجاورة
التي استيقظت على أزيز الرصاص الذي تواصل حتى ساعات الصباح
الأولى.
المدرعات الثقيلة تعمدت الاصطدام بالسيارات المتوقفة
إلى جانب المنازل المحيطة بمنزل الناشط عباس المزرع محدثة
بها أضراراً بالغة، بحسب مجموعة من أهالي الحي، قبل أن
يعمد جنود آخرون لإطلاق نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه
خزانات الوقود للسيارات لتفجيرها، ما أدى لتحويل الحي
الى ساحة حرب حقيقية يخوضها طرف واحد. منزلان ومحلات تجارية
وعشرات السيارات احرقت او تضررت بشكل بالغ جراء العملية
الأمنية التي تستهدف استئصال الناشطين السياسيين أو قتلهم
كما حدث لعدد من أفراد قائمة المطلوبين.
وتقول أوساط حقوقية بأن الناشط فاضل الصفواني لم يعتقل،
في حين أعتقلت السلطات الناشط المزرّع وعدد من إخوانه،
واحتجزت عائلته قبل أن يسلّم نفسه للسلطات، وقبل أن تشتعل
النيران في منزله على يد السلطات. ويرى ناشطون حقوقيون
بأن ممارسات الحكومة السعودية غير منضبطة بالقانون المحلي
او بالمعاهدات الدولية التي صادقت عليها، وأنها تسعى لقتل
الناشطين بأية طريقة ممكنة ووفق اية حجة، كما أنها مسرفة
في استخدام العنف والقوة.
يذكر ان قوات الأمن اغتالت منتصف يونيو الماضي الناشط
مرسي الربح في عملية أمنية كما قتلت الشاب علي المحروس
في ظروف غامضة باطلاق النار عليه.
أما الاعلام الرسمي نقل عن المتحدث باسم وزارة الداخلية
ان الجهات الأمنية اعتقلت تسعة اشخاص، كلهم من عائلة واحدة،
واتهمتهم بأنهم ارهابيون ومروجو مخدرات ومثيرو شغب وعملاء
للخارج ومفسدون في الأرض، وقالت مصادر السلطة انها اعتقلت
المزرع ومن معه في (وكر) في حين انه كان في منزله الذي
احرقته السلطات عن بكرة أبيه.
على صعيد آخر تحدث أفراد من عائلة المزرّع عما جرى،
وذلك في شريط فيديو تم تداوله. واوضحت شقيقة الناشط عباس
المزرّع المعاملة المهينة والقمعية التي قامت بها قوات
الأمن السعودية اثناء اعتقالها شقيقها، حيث اقتحم الجنود
غرفتها بالرشاشات، وكيف قام الجنود بكسر الأبواب والخزانات،
وصادروا اجهزة الهاتف بما فيها هاتف والدتها، كما أنها
أكدت تعرض المعتقلين داخل المنزل المحاصر للضرب والإهانة،
نافية وجود اطلاق نار من أحد سوى الأمن. وأضافت شقيقة
المزرع بأنها شاهدت أخاها معتقلاً ملقى على الأرض يمارس
بحقه الضرب والإهانات. وأكملت وهي تحكي تفاصيل الاعتقال
الخارج عن القانون وبدون أمرٍ قضائي، وبغرض القتل أيضاً
كيف أن أبناء الجيران قد اعتقلوا أيضاً قبل ان يزداد
اطلاق النار بلا مبرر ثم اندلاع حريق في المنزل فكادوا
يختنقون فيه فأخذوا في مدرعة من المدرعات الكثيرة التي
كانت تحاصر المنطقة الى مركز الشرطة، حيث جرى تلفيق استخدام
السلاح وتهريب المخدرات.
أيضاً تحدثت زوجة الناشط عباس المزرّع، وفضحت مزاعم
النظام التي روجها في اعلامه بشأن حقيقة ما جرى فجر أحد
أيام رمضان المبارك، وكيف ان الكذب والتلفيق ديدن السلطات
الأمنية. وبيّنت الزوجة ان النظام ضغط على عباس لتسليم
نفسه بعد اعتقال جميع اخوته واحتجاز العائلة بنسائها وأطفالها.
|