عادل اللباد: شاعر الثورة
مناضل قديم، وشاعر شجاع لقب بشاعر الثورة، كما انه
معلّم كفوء. ما يشهد له هو تغرّبه لسنوات طويلة عن وطنه
مناضلاً، ودخوله المعتقل أكثر من مرّة، وتعرضه للماضيقات
والإحتجاز والتحقيق أكثر مرات ومرات بسبب قصائده وتعليقاته
الجريئة في مواقع التواصل الإجتماعي.
كتب ذات مرّة على موقعه في التواصل الاجتماعي: أما
أنا فلن أسامح ولن أغفر لنايف ـ يقصد وزير الداخلية ـ
نظير ما اقترفه بحقي الخاص، فضلاً عن حق المجتمع والشهدات
وآهات السجناء المغيبين والثاكلات والأرامل وجميع الضحايا.
ويضيف عادل اللباد معدداً فضائل وزير الداخلية ووزارته:
(تشرفت بالسجن أربع مرات في فترة بحبوحة وزارته الميمونة
ـ في ١٤٠٤، و١٤١٣، و١٤١٦، و١٤٢٣، طبعاً عدا الأخيرة عام
١٤٣٣ ـ وذلك غير الإستدعاءات المزمنة التي تعاقدت معي
ـ حسب الظاهر ـ الى آخر عمري، والتحقيقات الطويلة المملة،
حيث لا تعد أو تحصى ولأتفه الأمور، بسبب قصيدة أو مقالة
أو موقف ما). ويكمل: (لقد تجرعت العذاب تلو العذاب، النفسي
والجسدي وكأن أبسطها: تكالب عليّ أكثر من عشرة جنود وراحوا
يشبعونني ركلاً ولطماً ورفساً وضرباً بأخمص رشاشاتهم.
وكذلك التعليق على الفلقة ثم الجلد بعصا الخيزران، الواحدة
تلو الأخرى، وربما يصل عدد العصي التي تكسّرت على قدميّ
في الوجبة الواحدة ٦-٧ خيزرانات). ويضيف الشاعر المعتقل
عادل اللباد بعض التعذيب الذي أصابه: (لطمُ وجهي ليس براحة
اليد ـ أي الراشدي ـ وإنما بالنعل الزبيري، الى أن أقع
مغمىً عليّ، والدماء تزيّن وجهي المبعثر). ومن التعذيب
كما يقول: (التسهير والمنع من النوم واقفاً لأيام طويلة
بعد وجة دسمة مع الأستاذة الفلَقَهْ، في سبيل انتزاع الاعترافات
على صنعي القنبلة النووية. وكذلك التعرض للمعتقد الديني
بأبشع الصور، ومحاولة التحرش الجنسي، والقائمة تطول يا
سادة. لهذا لن أغفر للأمير نايف، وسوف أوقفه يوم القيامة
على الصراط للمطالبة بحقوقي التي سلبها والإقتصاص منه).
في ١١ اكتوبر من العام ٢٠١٢، اعتقل الشاعر والثائر
اللباد، ربما على خلفية دفاعه عن الحراك الشعبي السلمي
المطالب بالإصلاحات والحقوق المدنية والسياسية للمواطنين،
وكذلك نقده لعنف السلطات الأمنية واستخدامها الرصاص الحيّ
وقتل الناشطين، فضلاً عن القائه القصائد في الاحتفالات
التأبينية بشهادتهم.
منذئذ لازال سجين الرأي عادل اللباد في المعتقل بلا
محاكمة وبلا حقوق شأنه شأن باقي المعتقلين في (مملكة الإنسانية).
كانت آخر ما كتبه في الفيس بوك في العاشر من أكتوبر ٢٠١٢
تعليقاً يقول: (لماذا نؤمن بكل تضحيات الشعوب في سبيل
نيلها كرامتها وحقوقها السليبة.. وعندما تصل الأوبة نحو
ديارنا؛ نعتبر ذلك إلقاء النفس في التهلكة؟) وقبلها: (أعتقد:
أننا تجاوزنا كل العراقيل -النفسية والجسدية- التي تحول
بيننا وبين مانصبو إليه من كرامة، وعدالة اجتماعية..هناك
محطّة واحدة لقطف الثمار تنتظر البوح بالنتيجة.. وهي الصبر).
(وإن المجتمع القطيفي كريم ولود، وهو بكل عنفوانه وتألّقه..
يسامح ويعفو ويمتص آلامه.. ولكنه لن يقعفي شراك الخديعة
والتخدير بعد اليوم.. وما رأيته ليلة البارحة في مسيرة
«رحمة للعالمين» أدخلني في عالم الدموع واليقين.. أن تلك
القبضات والأصوات المجلجلة ستصل قريباً إلى ساحل الكرامة).
بصبر اللباد وسجناء الرأي وكل طلاب الحريّة، سينجز
الشعب مهمته ويحقق أمانيه.
|