العلاقات السعودية الأميركية بعد زيارة كيري
خلفيات الخلاف.. ومستقبل التحالف
يحي مفتي
كلام كثير قيل عن الخلاف الأميركي السعودي على خلفية
التحوّل المباغت والصادم في المقاربة الأميركية لملف الأزمة
السورية وسبل معالجتها.. بعض الكلام يندرج في سياق محاولة
فهم المعطيات الجديدة الناجمة عن قرار واشنطن اعتناق الحل
السياسي كخيار وحيد ونهائي للأزمة السورية، وبعض الكلام
يحشد كل ما ينطوي على خيبة أمل من انقلاب الولايات المتحدة
على مواقفها، وبعض آخر من الكلام مبني على ما يتوقعه حلفاء
واشنطن منها باعتبارها عضيداً استراتيجياً للجبهة الداعمة
لمشروع اسقاط النظام في سوريا..
على أية حال، فإن الأداء السياسي السعودي بكل ارباكاته
بعد دخول واشنطن في التسوية الكيماوية مع روسيا وما أعقب
ذلك من مواقف وتطورات، كشف عن أبعاد غير منظورة في العلاقات
السعودية الأميركية، والتحوّلات الجديدة في المقاربة الأميركية
للشرق الأوسط عموماً، وللأزمة السورية على وجه الخصوص..
بطبيعة الحال، كان زعل الرياض على واشنطن مفهوماً،
وهناك من تعمّد رفع صوت الاحتجاج عالياً كي تصل الرسالة
الى واشنطن مضخّمة، في مسعى لتخلي واشنطن عن تحوّلها الجديد،
أو على الأقل ألا تأتي التسويات على حساب حلفائها الاستراتيجيين
في المنطقة.
خصوم السعودية في المنطقة كثر، ومنذ بدء الربيع العربي
عملت الرياض على ترتيب قائمة خصومها قرباً وبعداً، وضعفاً
وشدّة. وأمكن القول، أن حلفاء ال سعود في المنطقة باتوا
قلّة، إن وجدت، فيما تبقى قائمة الخصوم مفتوحة على الدوام..صحيح
أن للسعودية خصمين لدودين في الوقت الحاضر هما ايران وسوريا،
وهو ما عبّر عنه رئيس المخابرات العامة بندر بن سلطان،
الذي نقل عنه في 22 أكتوبر الماضي أنه أبلغ مبعوثين أوروبيين
(أن المملكة ستحد من تعاملاتها مع الولايات المتحدة احتجاجا
على موقف واشنطن إزاء سوريا وإيران). وأرجع بندر ذلك الى
اخفاق واشنطن (في التحرّك بشكل فعال في الأزمة السورية)،
مضيقاً الى ذلك (وانها تتقارب مع ايران ولم تدعم تأييد
السعودية للبحرين حين شنت المنامة حملة على حركة مناهضة
للحكومة عام 2011). تضاف القضية الفلسطينية غالباً ضمن
المماحكة السياسية حتى لا يقال أن الرياض تغفل (قضايا
الأمة)، مع ذلك لم نسمع في المؤتمر الصحافي الذي جمع وزير
الخارجية سعود الفيصل بنظيره الأميركي جون كيري في الرياض
في 4 نوفمبر الجاري إشارة واحدة للقضية الفلسطينية..
الكلام عن تأييد أو رفض الملك عبد الله لمثل هذه المواقف
لا قيمة عملية له، لأن من غير الممكن اطلاق مواقف بهذا
الحجم دون علم الملك، بل هو نفسه عبّر في لحظة ما عن عدم
التعويل على واشنطن في شيء بعد الآن.
بندر لفت في حديثه للمسؤولين الأوروبيين أن (العلاقات
مع الولايات المتحدة ظلت تتدهور منذ فترة..)، وهذا يعني
أن الخلافات ليست طارئة، بما يعني أن المقاربة الأميركية
للأزمة السورية اختلفت عن نظيرتها السعودية قبل التسوية
الكيماوية. يرد هنا ما كان يتداوله قادة المعارضة السورية
من أن واشنطن تسعى الى تقوية الجيش الحر والمعارضة السورية
المعتدلة وإضعاف المتطرفين من الجماعات الدينية المحسوبة
على القاعدة أو التوجّهات السلفية المتشدّدة المقرّبة
من السعودية..
تعاملت وسائل الاعلام مع الخلاف الاميركي السعودي من
زوايا مختلفة، البعض تعامل معها بواقعية، والآخرية بخلفية
رغائبية، وثالث من منظور استراتيجي، ورابع من منظور صحفي
محض. وسوف نحاول استعراض أهم ما ورد ما الصحف العربية
والاجنبية من أجل تقديم قراءة شاملة.
|
الفيصل: أجّلوا
جنيف 2. كيري: جنيف يسقط الأسد! |
تباين ينفجر خلافاً
كتب محمد بلوط في (السفير) في 23 اكتوبر الماضي عما
وصفه شتاء أميركي ـ سعودي. وقال بأن الشريكين التاريخيين
يواجهان خيارات صعبة للحفاظ على شراكتهما، في ظل الافتراق
الكبير على طريقة التعاطي مع ملفات إستراتيجية في سوريا
وإيران، والاستياء السعودي من التقارب الأميركي ــ الإيراني
والانفراجات في الملف النووي الإيراني.
بنى بلوط تحليله على الخلافات الجديدة التي لم تشهد
مثيلاً لها منذ السبعينيات، في ظل تمسّك الأميركيين بالإتفاق
مع الروس على المضي قدماً نحو حل سياسي في سوريا يمر عبر
جنيف، محاولين إقناع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود
الفيصل بأنه لا عودة عن (جنيف). وكان اللقاء الذي جمع
كيري وسعود الفيصل في باريس في 22 أكتوبر الماضي ودام
ساعة ونصف كان اجتماعاً صعباً، لأنه لم يسفر عن نتيجة،
وربما هو ما استدعى زيارة كيري الى الرياض في 4 نوفمبر
لتصويب المواقف..
ما ذكره بلوط في تقريره الخبري جاء متطابقاً مع تصريحات
الوزيرين في المؤتمر الصحافي في الرياض. ونقل بلوط عن
مصدر أميركي أن الفيصل طلب من كيري العمل على تأخير اجتماع
(جنيف 2)، إذا لم يكن الاجتماع سيؤدي إلى تبني (خريطة
الطريق) التي رسمها (جنيف 1)؛ وهي (خريطة طريق) يقرأها
السعوديون والغربيون بصفتها تنص على عملية نقل كامل للسلطة
من النظام السوري الحالي إلى ممثلي المعارضة، وإقصاء بشار
الأسد.
المصدر الأميركي، بحسب بلوط، قال حينذاك بأن كيري شرح
تمسك بلاده بـ(خريطة الطريق) التي تمَّ الاتفاق عليها
مع الروس، والتي تنص على تأجيل القضايا الخلافية الجوهرية،
ومنها مستقبل الأسد إلى ما بعد تشكيل الحكومة الانتقالية،
وان تأجيل المؤتمر، كما تطالب المعارضة لإتاحة المزيد
من الوقت أمامها لتعديل ميزان القوى مع النظام السوري،
لن يكون مجدياً، بعد أن فشلت في ذلك خلال اشهر الصيف.
كيري شرح لسعود الفيصل أن تأجيل المؤتمر سيكون من مصلحة
النظام، وأنه كلما تأخر انعقاد المؤتمر سيكون أصعب انتزاع
تنازلات من الأسد، الذي بات الزمن والتطورات العسكرية
تعمل لمصلحته.
كيري قال أيضاً له: (إذا لم تذهبوا الى جنيف فلن نصل
إلى هدفنا المشترك، وهو ترحيل الأسد من السلطة في سوريا).
من وجهة نظر بلوط ان الأميركيين والسعوديين يتبادلون الضغوط
في الملفين الإيراني والسوري للحصول على تنازلات. ويساوم
السعوديون بالورقة السورية ووصايتهم على (الائتلاف الوطني
السوري) المعارض وقرار المشاركة في جنيف، مقابل تنازلات
أميركية تتعلق بإيران والتقارب الأميركي معها، وامن الخليج.
ويتمسك الأميركيون بالورقة الإيرانية والتفاوض مع طهران
وايقاع المفاوضات معها، للحصول على تنازلات سعودية في
الملف السوري وجنيف.
وقال المصدر الديبلوماسي الغربي ان السعوديين طلبوا
في لقاءات لندن في 22 أكتوبر، بعد لقاء باريس الصعب، من
الوزير الأميركي الحصول على ضمانات خطية من الرئيس باراك
اوباما، ورسالة رسمية تلتزم فيها الولايات المتحدة بحماية
السعودية والخليج من أي اعتداء عليها، وازاء احتمال تحول
ايران إلى دولة نووية. ولكن الأميركيين رفضوا الفكرة واعتبروا
أن الضمانات متوفرة من خلال التعاون العسكري والأمني،
ولا حاجة لأي ضمانات خطية تفضي إلى ضرب التقارب الإيراني
ــ الأميركي الحالي. نشير الى أن السعودية وقّعت في نهاية
عهد الرئيس جورج بوش الإبن، أربع إتفاقيات أمنية مع واشنطن
تضع كامل سيادة المملكة براً وبحراً وجوّاً تحت الهيمنة
الأميركية المباشرة، وقد وقّع على الاتفاقيات الأربع وزير
الداخلية السابق الأمير نايف وإبنه وزير الداخلية الحالي
محمد بن نايف.
كيري في الرياض تحدّث بلغة مرضية، وخالف ما قاله في
لندن عن أن (جنيف 1) ليس فيها أن المعارضة تقول أن على
الأسد أن يرحل قبل بدء المفاوضات. بينما في الرياض كرر
كيري عبارة أن لا مكان للأسد في سوريا المستقبل، وأن فقد
شرعيته ولا بد من نقل السلطة كاملة..وبدا واضحاً أن ثمة
تغييراً مرضياً في المواقف الأميركية، رغم أن الغموض يبقى
سيد التصريحات لدى الجانب الاميركي الذي يحاول السير في
خيار الحل السياسي دون إغضاب حليفه المدلل..
|
سيمون هندرسون: سبعة أسلحة
بيد الرياض! |
علّق كيري على كلام بندر للمبعوثين الاوروبيين حول
الحد من التعامل السعودي مع واشنطن احتجاجا على موقفها
إزاء سوريا وإيران، فلخّص الموقف بما نصّه: إن السعوديين
محبطون من عدم ضرب سوريا. وأعلن أن السعودية والولايات
المتحدة تتشاطران القلق العميق ذاته بشأن البرنامج النووي
الإيراني، مضيفا: (لقد جددت تعهد أوباما بعدم السماح لإيران
بحيازة أسلحة نووية). وتابع: (الأعمال هي التي تتحدث لا
الكلمات، ولا اتفاق أفضل من اتفاق سيئ).وهو كلام كرّره
كيري في الرياض، وقال بأن بعض الدول كانت تريد من الولايات
المتحدة شيئاً ولكننا فعلنا شيئاً آخر..ولا ذكاء مطلوب
في هذا الكلام، فهو يعني ما يقول بالدقة، أن السعودية
أرادت الحرب فاختارت واشنطن السلام..
تحرّكت الرياض سريعاً لاحتواء تداعيات التسوية الاميركية
الروسية، وعبّرت في اجتماع لندن في 22 أكتوبر الماضي وعلى
لسان رئيس الائتلاف المعيّن من الرياض، أحمد الجربا، أن
(لا تفاوض ولاصلح ولا للعجز الدولى)، وردّد كلام سعود
الفيصل في باريس بالمطالبة (بدعم عسكري ونوعي لخلق توازن
على الأرض).
في الوقت نفسه، سرّب بندر بن سلطان أخباراً تصعيدية
لصحيفة (وول ستريت جورنال) بأنه (يخطط لتقليص التعاون
الأمني مع الولايات المتحدة في تسليح وتدريب المعارضة
السورية). في الوقت الذي تقوم الاستخبارات السعودية بخلق
جيش مرتبط بها مباشرة في سوريا وأطلقت عليه (جيش الاسلام)
فيما تسعى الى استدراج الوية وعناصر من داعش والنصرة اليه،
وفي الوقت نفسه إضعاف الجيش الحر المدعوم أميركياً. وتحدث
بندر لضيوفه الأوروبيين بأن رفض عضوية مجلس الأمن كان
(رسالة الى الولايات المتحدة ولس إلى الأمم المتحدة).
قبل زيارة كيري الى الرياض، كانت السعودية قد استعجلت
اجتماعاً لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة في 3
نوفمبر الجاري حيث أطلق العنان لرئيس الائتلاف السوري
المعارض أحمد الجربا، بأن يسبق وصول كيري للرياض بمواقف
سعودية ثابتة من بينها رفض الذهاب الى جنيف الا بشرط تنحي
الأسد، واعتبار إيران دولة محتلة، وسلسلة الاءات التي
كان قد أطلقها في لندن..ولم يكن صدفة أن يعيد سعود الفيصل
المواقف ذاتها في المؤتمر الصحافي مع كيري في الرياض..
هواجس الخلاف بين واشنطن والرياض
مقال للكاتب سيمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة
الطاقة في معهد واشنطن، ومؤلف كتاب (الخلافة في السعودية)،
ويعتبر أحد الداعمين للنظام الملكي في السعودية، ولطالما
قدّم استشارات لكيفية نقل السلطة بصورة سلسلة داخل البيت
السعودي. هندرسون كتب مقالاً في مطلع شهر نوفمبر الحالي
حول تصادم الولايات المتحدة مع العائلة المالكة، وقدّم
سبع طرق لدى آل سعود يمكن أن تجعل حياة واشنطن نكداً..
بدأ مقالته بسؤال عن جوهر الخلاف السعودي الأميركي
وما طرأ عليها. واعتبر أن شكاوى المسؤولين السعوديين تشي
بتعرّض التحالف الاستراتيجي الى خطر التفكك. ينصح هندرسون
إدارة أوباما بعدم تجاهل شكاوى السعوديين والمشاكل التي
يمكن أن يسببها السعوديون للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
يذكر هندرسون بأن لدى السعودية شكاوى كثيرة بشأن السياسة
الأمريكية في الشرق الأوسط. فهي تُحمّل واشنطن تداعيات
التصالح مع ايران، وعدم دعمها بقوة أكبر لجهود إطاحة الرئيس
السوري بشار الأسد. كما أن العائلة المالكة السعودية غاضبة
لأن الولايات المتحدة لم تقف وراء الدعم السعودي للبحرين
عندما سحقت هذه انتفاضة مناهضة للحكومة في عام 2011، ولأن
واشنطن انتقدت الحكومة المصرية الجديدة بسبب قمعها لمتظاهري
(الإخوان المسلمين).
فهم هندرسون من صراخ أمراء آل سعود في الاعلام وانتقاداتهم
لمواقف واشنطن يهدف الى إقناع واشنطن (بتغيير ما يرونه
كمسارها الخاطئ). واستند في ذلك الى ما أسرّه بندر لبعض
ضيوفه بخصوص رفض مقعد غير دائم في مجلس الأمن بأن ذلك
(رسالة للولايات المتحدة، وليس الأمم المتحدة).
كشف هندرسون عن الضيف الذي تحدّث له بندر عن انزعاجه،
وبحسب مسؤول في واشنطن فإن بندر تحدّث عدة ساعات مع السفير
الفرنسي في الرياض برتران بيسانسينوت، (الذي شارك ملاحظاته
لاحقاً مع زملائه الأوروبيين). فعل الشيء ذاته رئيس الاستخبارات
السابق تركي الفيصل الذي تحدّث بلغة تصعيدية أمام (المؤتمر
السنوي لصناع القرار العربي - الأمريكي) في واشنطن.
|
كولوم لينش: اتفاق قديم:
حماية امريكية مقابل النفط
|
يقول هندرسون بأن هذه ليست الأزمة التي شهدها التحالف
السعودي الأميركي. وذكر ما جرى في أوائل عام 1939، حيث
ذهب وفد سعودي إلى ألمانيا النازية للتفاوض على اتفاق
لشراء الأسلحة. وقد قابل بعض أفراد المجموعة السعودية،
أدولف هتلر في مخبئه أعلى الجبال في بركتسجادين. لم يملك
ال سعود المال حينذاك لسداد قيمة الأسلحة الألمانية، فلم
تتم وعاد الوفد خالي الوفاض، وربما أراد منها مجرد الضغط
على حليفهم الأميركي.
لم يتوقف هندرسون عند هجمات الحادي عشر من سبتمبر طويلاً،
فقد تم إصلاح الصعوبات بهدوء. وشرح ذلك بالقول (والكلمة
الفعالة هنا هي «بهدوء» - فالجمهور لم يكن يعلم عادة بالأزمة).
ولكن هذه المرة، أراد المملكة أن تعلن عن استيائها بصوت
مرتفع على الملأ.
هندرسون وضع سبع سيناريوهات لما يمكن ان تكون عليه
العلاقات الأميركية السعودية في حال خروجها عن مسارها
المقرر، وهي سيناريوهات يضعها برسم صنّاع السياسات في
وزراتي الخارجية والدفاع في الولايات المتحدة:
الأول، استخدام سلاح النفط،
حيث تستطيع المملكة تخفيض إنتاجها الذي رفعته إلى ما يزيد
عن 10 ملايين برميل في اليوم بناء على طلب واشنطن، من
أجل التعويض عن التراجع في الصادرات الإيرانية جراء العقوبات.
وتستفيد الرياض من الإيرادات الناتجة عن زيادة الإنتاج،
لكن ارتفاعات الأسعار الناجمة عن تحجيم العرض يمكن أن
تعوض المملكة بما فيه الكفاية. وفي غضون ذلك، فإن انخفاض
الإمدادات سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار في محطات الوقود في
الولايات المتحدة - الأمر الذي يعرض الانتعاش الاقتصادي
للخطر ويؤثر بشكل فوري تقريباً على الرأي العام الداخلي.
الثاني، التواصل مع باكستان
للحصول على سلاح نووي، وأن الرياض مهتمة بهذا السلاح منذ
بعض الوقت
الثالث، تقديم المساعدة في
طرد الولايات المتحدة من البحرين. وبعد دخول قوات درع
الجزيرة، فإن السعودية تملك النفوذ لتشجيع البحرين على
اجبار الاسطول الخامس الأميركي على مغادرة مقره في المنامة..وهناك
في العائلة الحاكمة في البحرين من يميل الى هذا الخيار
بسبب انتقادات واشنطن للنظام الخليفي.
الرابع، توريد أسلحة جديدة
وخطرة للثوار السوريين وكسر الحظر المفروض أميركياً على
تزويد الجماعات السلفية المتشدّدة بأسلحة متطوّرة.. ولكن
قد تستطيع السعودية إنهاء الحظر واخفاء مصدر الصواريخ
وتجنب اللوم المباشر على أي من الاضطرابات التي تسببها.
الخامس، دعم انتفاضة جديدة
في الأراضي الفلسطينية على قاعدة الاحباط الذي أصاب السعوديين
جراء غياب تقدم في عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقد ورد هذا السبب في التصريح السعودي الرسمي لاعتذارها
عن عدم قبول مقعد في مجلس الأمن الدولي.
وهنا ذهب هندرسون بعيداً الى حد توقّع ان ال سعود قد
يدعمون ما وصفها بقوى العنف في الضفة الغربية التي تستطيع
شن هجمات ضد القوات الإسرائيلية والمستوطنين - مما يضر
بشكل قاتل بجهود الوساطة الحالية التي يترأسها وزير الخارجية
الأمريكي جون كيري.
السادس، دعم نظام يقوده الجيش
في مصر، وتجاهل تهديدات واشنطن بقطع المساعدات بسبب القمع
الوحشي للحكومة ضد المتظاهرين.
السابع، الضغط من أجل الحصول
على (مقعد للدول الإسلامية) في مجلس الأمن الدولي.
في حقيقة الأمر، تتّسم هذه السيناريوهات بقدر كبير
من المبالغة والسذاجة أحياناً، وقد ثبت من خلال الوقائع
اللاحقة بأن بعضها لا يشكّل عائقاً في التحالف الأميركي
السعودي، كما هو الحال بالنسبة لدعم الجيش في مصر، فقد
كان تصريح جيم كيري في الرياض في 4 نوفمبر الجاري واضحاً
من أن بامكان الجيش إرساء الديمقراطية في مصر، وفي ذلك
طي لصفحة الخلاف العابر بين واشنطن والقاهرة، وكذلك الحال
بالنسبة لدعم السعودية لانتفاضة ثالثة في فلسطين، بناء
على اقحام الأخيرة في مواقفها الغاضبة من واشنطن، فضلاً
عن دعم شن هجمات على القوات الاسلامية، وهو آخر ما يمكن
تخيّله من آل سعود الذين باتوا أقرب الى الحليف الاستراتيجي
للدولة العبرية على الأقل بسبب وجود خصوم مشتركين مثل
ايران وسوريا وحزب الله وحماس..
أما استخدام سلاح النفط، فهو ليس وارداً، ببساطة لأن
السعودية لا تملك قدرة تحويل النفط الى سلاح، خصوصاً في
هذا الوقت بالتحديد التي يعيش فيه آل سعود أسوأ أوقاتهم،
وثانياً، لأن هذا النفط قد يتحول في حال استخدامه سلاحاً
الى ذي حدّين، وقد تكون السعودية الخاسر الأكبر فيه..أما
قصة طرد الاسطول الأميركي الخامس من البحرين، فأظن أنه
أقرب الى المزحة منه الى الحقيقة، ولو تحققت لربما وفّرت
فرصة مناسبة لصراع قوى إقليمية لن تؤول لصالح ال سعود
وال خليفة..
أياً يكن الحال، يقترح هندرسون عدم تجاهل احباط الرياض،
ويزيد على ذلك بالقول بأن واشنطن تعتقد بأنها تستطيع اكتشاف
الخدعة السعودية، إلا أنه يبدو أن كبار المسؤولين في المملكة
يرون أن الولايات المتحدة تخادع هي الأخرى بشأن التزامها
بمجموعة من القرارات المناهضة للمصالح السعودية. ولكن
الفارق أن توتر العلاقة بينما يعتبر أولوية سعودية ولكنه
يحتل مرتبة متأخرة بالقرب من قاع قائمة اهتمامات إدارة
أوباما.
|
بندر: العمل
بانفراد ومواصلة الحرب والمواجهة |
بندر والنأي عن واشنطن
نقلت إلين نيكمير في صحيفة (وول ستريت جورنال) في 21
أكتوبر الماضي عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم بأنه رئيس
الاستخبارات العامة بندر بن سلطان بأنه يخطط لجهة تقليص
التعاون مع الولايات المتحدة وأنه سيقوم بتسليح وتدريب
المتمرّدين السوريين في سياق الاحتجاج على سياسة واشنطن
في المنطقة.
وتزيد خطوة بندر بن سلطان من التوترات في الخلاف المتنامي
بين الولايات المتحدة وواحدة من أقرب الحلفاء العرب حول
السياسات في سوريا وايران ومصر. وتأتي عقب القرار السعودي
المفاجىء لرفض مقعد غير الدائم في مجلس الأمن.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أن بندر بن سلطان الذي
يقوم جهود السعودي لتمويل وتجريب وتسليح المتمرّدين الذين
يقاتلون الرئيس السوري بشار الأسد، دعا دبلوماسياً غربياً
الى مدينة جدة على البحر الأحمر خلال عطلة إسبوعية لإبلاغه
عن إحباط الرياض من إدارة أوباما وسياساتها الاقليمية،
بما في ذلك قرارها بعدم مهاجمة سوريا في رد فعل على استخدامها
المزعوم للأسلحة الكيميائية في أغسطس الماضي. وقال بندر
بأن قرار السعودية الانسحاب من عضوية مجلس الأمن بأنه
(كان رسالة للولايات المتحدة وليس للأمم المتحدة).
تحدث بندر عن التعاون القائم بينه وبين جهاز الاستخبارات
المركزية وأجهزة أمنية أخرى في المساهمة في تدريب المتمرّدين
السوريين لمقاتلة الأسد. وقال بأن السعودية سوف تعمل مع
حلفاء آخرين في هذا المسعى، بما في ذلك الأردن وفرنسا.
المسؤولون الأميركيون قالوا بأنهم فسّروا رسالة الأمير
بندر بن سلطان للدبلوماسي الغربي كتعبير عن السخط بهدف
دفع الولايات المتحدة نحو إتجاه مختلف. مسؤول أميركي رفيع
قال (من الواضح أنه يريدنا أن نقوم بعمل ما أكثر من ذلك).
التقى وزير الخارجية كيري في بارس مع سعود الفيصل،
وقال مسؤولون مطلّعون على اللقاء بأن كيري ألّح على السعوديين
أن يعيدوا النظر في قرارهم الخاص بالأمم المتحدة ولكن
قال بأن الأمير سعود لم يطرح نقاط القلق لدى بندر. وقال
مسؤولون بأن ذلك قد يفيد بأن هناك انقاسامات داخل العائلة
المالكة حول كيف يمكن الضغط على الولايات المتحدة كيما
تلعب دوراً فاعلاً.
الولايات المتحدة، وخوفاً من أن تصل الأسلحة لأيدي
القاعدة ومجموعات متطرّفة أخرى في سوريا، دافعت عن مقاربة
حذرة في تقوية المعارضة المعتدلة في سوريا، بما أحبط حلفاء
أساسيين، بما في ذلك السعودية وتركيا.
بندر قال بأن الخلاف بين واشنطن والرياض مضى عليه فترة
من الوقت. الصحيفة تشرح ذلك بالقول بأن الرئيس أوباما
سمح للسي آي أيه بتقديم كميات محدودة من الأسلحة للثوّار
السوريين المختارين بعناية، ولكن استغرق الأمر شهوراً
قبل أن يبدأ البرنامج. وفي يوليو الماضي تحدّى السعوديون
الولايات المتحد بدعم الإنقلاب العسكري في مصر على الرئيس
المنتخب ديمقراطياً في البلاد، أي محمد مرسي.
لفتت الصحيفة الى طلب القادة السعوديين بخطط أميركية
تفصيلية لارسال بواخر لحراسة المنطقة الشرقية، حيث مركز
النفط، في حال الهجوم العسكري على سوريا. ولكن السعوديين
تفاجئوا بأن الأميركيين أبلغوهم بأن البواخر الأميركية
لن تكون قادرة على بصورة كاملة على حماية منطقة النفط.
السعوديون، المحبطون، أبلغوا الولايات المتحدة بأنهم
كانوا منفتحين على بدائل للشراكة الدفاعية طويلة الأمد،
مشدّدين على أنهم سوف يبحثون عن أسلحة جيدة بأسعار مناسبة،
مهما كان المصدر.
الموضوع الآخر، وصف دبلوماسي غربي السعودية بأنها متحمسّة
لأن تكون شريكاً عسكرياً في الهجمات العسكرية بقيادة الولايات
المتحدة على سوريا. وكجزء من ذلك، فإن السعوديين طلبوا
بأن يحصلوا على قائمة الاهداف العسكرية للهجمات المقترحة.
وقد أشار السعوديون بأنهم لم يحصلوا مطلقاً على المعلومات،
بحسب الدبلوماسي.
مسؤول اميركي رفيع في وزارة الدفاع قال بأن الولايات
المتحدة تبقى (ملتزمة بصورة كاملة بالتعاون الأمني) مع
السعودية وستواصل العمل مع المملكة للتخطيط في مجالات
أمنية عدّة. وقال المسؤول بأن (الآراء التي تفيد بأننها
لن نتعاون بصورة كاملة مع المملكة في وقت الأزمة هي غير
صحيحة على الإطلاق). دبلوماسي أوروبي قال بأن (السعودييين
منزعجون للغاية. لا يعلمون الى أين الأميركيون ذاهبون).
مسؤول كبير في الادارة الأميركية قال بأننا (في الوقت
الذي لا نتفق على كل قضية، وحين تكون لدينا وجهات نظر
مختلفة فإننا مخلصون ومنفتحون في النقاش).
|
دافيدسون: صرخة سعودية لإيقاظ
الحلفاء |
في واشنطن، شكى المسؤولون السعوديون للمشرّعين الأميركيين
بأنهم يشعرون بدرجة متزايدة بأنهم في حالة قطيعة مع صنع
القرار في الولايات المتحدة بخصوص سوريا وايران. وصف مسؤول
أميركي رفيع الملك بأنه (غاضب). مسؤول أميركي رفيع آخر
أضاف (مصالحنا ليست متطابقة تماماً).
ذكرت الصحيفة بأن عدم تسلّم بان كي مون، الأمين العام
لهيئة الامم المتحدة، للقرار الرسمي من السعودية بالتخلي
رسمياً عن مقعد مجلس الأمن، تفتح الباب، نقلاً عن محليين
ودبلوماسيين، للسعودية بأن يأتي طرف ما لإقناع بالتراجع
وقبول المقعد، وتصحيح الخلاف مع الولايات المتحدة والامم
المتحدة كما يشير الى ذلك قرار التخلي.
وكشف رئيس الاستخبارات العامة الأسبق تركي الفيصل في
4 نوفمبر الماضي لصحيفة (واشنطن بوست) بأن الملك عبد الله
هو من اتخذ قرار الإنسحاب من عضوية مجلس الأمن، وقال بأنه
(ليس قراراً غريباً، بل مدروس). وشنّ تركي الفيصل هجوماً
على مجلس الأمن وقال بأن (بشار الأسد تحت حماية مجلس الأمن،
فوزير الخارجية الأمريكية جون كيري يرى بقاء الأسد حتى
نزع الأسلحة الكيماوية، بينما نزع الأسلحة الكيماوية يحتاج
إلى عام كامل، والمجتمع الدولي مسلم بهذه النظرية، ولا
يوجد أحد يدفع للإمام لوقف المأساة السورية). وطالب في
المقابل بتسليح المعارضة وقال (لو قدمت لها الأسلحة اللازمة
للدفاع عن الشعب السوري بقيادة اللواء سليم إدريس، لتغيّر
الوضع على الأرض).
وردّ تركي الفيصل على الاتهامات الموجّهة للسعودية
بدعم المعارضة المسلحة المتطرفة بسوريا؛ فأجاب: نحن ندعم
الجماعات المعارضة المعتدلة بالتنسيق مع أمريكا ودول الجوار،
لكن مساعداتنا ليست كافية، وأمريكا كانت سخيةً في دعم
أجهزة المناظير الليلية، ووسائل الاتصال فقط. ويأتي رد
تركي الفيصل على انتقادات أجهزة استخبارات غربية من أن
الاسلحة المتطورة التي تصل الى الداخل السوري تضل طريقها
غالباً وتقع في أيدي الجماعات المسلّحة المرتبطة بالقاعد
ما يجعل مسألة التحكم في تدفق الاسلحة ووجهتها مجرد ضرب
من الخيال..
وعن تراجع الولايات المتحدة في اللحظات الأخيرة بعد
تجاوز بشار الأسد الخط الأحمر باستخدام الكيماوي.. قال
«العالم العربي كله يدرك أن أمريكا لا تقوم بما يجب عليها
القيام به». وعن دور روسيا في ملء الفراغ في الشرق الأوسط
استبعد ذلك قائلاً «إنها تستعدي العالم الإسلامي كله بوقوفها
بجانب بشار الأسد.. إنها تقاتل في الجانب الخاطئ».
وفي الحديث عن مصر، بدا تركي الفيصل مدافعاً أو بالأحرى
ممثلاً عن النظام المصري الجديد، وقال ما نصّه (هناك دستور
مصري جديد جاهز وجدول لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية،
وإذا نجحت الأمور وفقاً لهذه الخطة أعتقد أن مصر ستسير
في الطريق الصحيح». وعن دور جماعة الإخوان، قال: «إنهم
يعملون الآن من تحت الأرض وهو يقومون بأعمال تخريبيةٍ
وهدمٍ للتشويش على الحكومة والمرحلة الانتقالية في مصر.
وهذا السبب الذي لا يجعلني متأكداً من الوضع المصري».
وعن دور أمريكا في المنطقة.. قال «هناك خيبة أمل كبيرة
في المنطقة من الدور الأمريكي في الأزمة السورية، وإذا
أرادت إصلاح ذلك عليها القيام بحل القضية الفلسطينية،
والضغط على إيران لوقف برنامجها النووي، ووقف تدخلاتها
في المنطقة العربية؛ لأن إيران تبرز نفسها كمحررٍ للفلسطينيين
والسوريين».
ليست الحماية بهذه الطريقة
كتبت مجلة (فورين بوليسي) مقالاً للكاتب كولوم لينش
في 22 أكتوبر الماضي تناول فيه التناقضات بين واشنطن والرياض.
بدأ الكاتب بإسقاط عنصر المفاجئة من موقف السعودية التخلي
عن مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن، بل اعتبر ذلك أمراً
طبيعياً، وينسجم مع الطبيعة السياسية السعودية. قال الكاتب
أنه في الشهور الأخيرة، سلكت الولايات المتحدة سياسة خارجية
متناقضة الى حد كبير مع الحليف الخليجي، بتقليص المساعدة
للنظام العسكري المصري المدعوم من السعودية، وبالوقف المفاجىء
لخطط مهاجمة سوريا بالرغم من الدعم السعودي، والدخول في
جولة جديدة من المحادثات مع المنافس الاقليمي، إيران.
وبحسب دبلوماسيين في الامم المتحدة فإن خطوة مجلس الأمن
عكست القلق العميق لدى السعوديين حيال الدبلوماسية الأميركية
في الشرق الأوسط، بما يكشف عن النزاع العميق مع واحدة
من أهم وأطول تحالف للولايات المتحدة في المنطقة. باختصار،
فإن الرفض السعودي للمقعد في الامم المتحدة كانت اشارة
من الخوف الزائد لدى العائلة المالكة حيال النهاية المحتملة
للعلاقة الخاصة مع واشنطن.
وتقول المجلة بأنه لعقود خلت، كانت الرياض وواشنطن
ملتزمتان بالمعادلة الأصلية: تتكفل أمريكا بالحماية من
الجناة المحتملين في المنطقة، فيما تزوّد السعودية شريان
الحياة ـ نفط بأسعار منخفضة نسبياً ـ من أجل تحريك الاقتصاد
العالمي وضخ مليارات الدولارات كل عام في صناعة الأسلحة
الأميركية. ولكن فشل أميركا في دعم السعودية في قضايا
تعتبرها حيوية لأمنها قد أثار أسئلة في الرياض حول قيمة
هذا التبادل (الحماية مقابل النفط).
وبحسب كريستوفر ديفيدسون، مؤلف كتاب (السقوط القادم
لملكيات الخليج): (أصبحت السعودية وبدرجة متزايدة غير
راضية عن العلاقة اعتقدت على أنها في الجيب، بالرغم من
أنها سلّمت نسباً مئوية عديدة من نتاجها المحلي لشركات
الاسلحة الغربية)، ونتيجة ذلك، يقول (السعودية تنسحب الى
منظومة البلدان المحيطة بها ومن تعتمد على مساعداتها المالية
وارادتها الطيبة)..ووصف احتجاج السعودية على الامم المتحدة
بأنه نوع من الصراخ لجلب الانتباه، مسعى (لهز وإيقاظ حلفائهم
القدامى).
|
ماكس فيشر: ستة اختلافات
بين الرياض وواشنطن |
جوشوا لانديز، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة
أوكلاهوما، قال بأن القرار السعودي الأخير بالتخلي عن
طموحاتهم في مجلس الأمن يعكس القلق المتنامي في الرياض
بأن مقعد المجلس قد يكون (فخّاً) قد يزيد من الضغوط على
العائلة الحاكمة لدعم التدابير الدبلوماسية في سوريا وايران
التي تعارضها). يقول لانديز بأن اعتماد السعودية على الجهاديين
لتحقيق هدفها في عزل الأسد ينطوي على المزيد من خطر تحطيم
العلاقات السعودية مع الولايات المتحدة، والتي قد تنظر
في نهاية المطاف الى الجهاديين المدعومين من السعودية
كتهديد أكبر من حتى الأسد. يقول بعض المتخصصين في الشؤون
الاقليمية أن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية
ذات أهمية عالية بالنسبة للطرفين لم تعثرا على طريقة للتغلب
على المصاعب الحالية. في الحقيقة، فإن حتى حين يختلف المسؤولون
الأميركيون والسعوديون حيال مقاربة الأمن الإقليمي فإن
صفقة الأسلحة الأميركية تتواصل في التدفق، بما في ذلك
الصفقة الأميركية الأخيرة لبيع القنابل العنقودية الى
السعودية بقيمة 460 مليون دولار.
ولكن يعتقد آخرون، مثل ديفيدسون، بأن العلاقة قد تغيّرت
بشكل كلي. وتبرز الولايات المتحدة كمزوّد رئيس للطاقة
على المستوى العالمي، بما يقلل اعتمادها على النفط السعودي.
يقول ديفيدسون (أميركا ليست مغلقة على نفس نوع العلاقة
التي كنّا نراها خلال العقود القليلة الماضية، فلديها
الآن مساحة أكبر للمناورة مما كانت عليه في السابق).
السؤال لماذا جنّدت السعودية كل طاقاتها من أجل الفوز
بمقعد في مجلس الامن، ثم فجأت تخلّت عنه بعد ساعات. كل
من شاهد رد فعل موفد السعودية في الامم المتحدة على تصويت
مجلس الامن في الاجتماع العام يمكنه أن يخبر بأنه لم تكن
لديه فكرة ماذا كان يخطط سادته السياسيون. فقد قال السفير
السعودي في الامم المتحدة عبد الله المعلمي (إنها لحظة
تحديدية في تاريخ المملكة. وكعضو مؤسس في الأمم المتحدة
فإن انتخابنا يستحق الابتهاج). ولكن في اليوم التالي فوجىء
بقرار وزارة الخارجية التخلي عن المقعد وسحب البساط من
تحت أقدام سفيره المعلمي.
المراقبون يجمعون على ان السعودية شديدة الحساسية من
أي إشارات عن تقارب بين واشنطن وطهران. ولكن إن أرادت
السعودية التحاكم في هذا التقارب خصوصاً فيما يتعلق بالموضوع
النووي فعليها القبول بالمقعد لأنها حينئذ تستطيع صنع
أجواء ضاغطة أو المساهمة في صنع القرار الخاص بالعقوبات
وغيرها فيما يرتبط بالقضايا الوجودية، فالرفض السعودي
للانضمام للمجلس قد ينظر اليه على أنه انتصار لخصومها
الايرانيين.
ستة أسباب للفراق بين أمريكا والسعودية
وكتب ماكس فيشر مقالاً في 22 أكتوبر الماضي في صحيفة
(واشنطن بوست)، بدأ فيه بالأشارة الى الماضي، حيث تعرّضت
الشراكة الأميركية السعودية في السبعينيات من القرن الماضي
الى لحظات انتكاسة. ورغم أن الصدع الأخير في العلاقة بين
واشنطن والرياض كان كبيراً وخطيراً الا أنه لم يصل الى
حد الطلاق، كما تكهن المراقبون منذ العام 1990 حين واجهت
المملكة غضباً شعبياً ضد التحالف. ولكن الكثير من المصالح
المشتركة التي جمعت البلدين تبدو أنها تنهار الآن.
وهنا قائمة جزئية من المصالح وكيف تتغير بطريقة قد
تفضي الى وقوف كل بلد ضد الآخر، تبدو من الخلاف الأكبر
الى الأصغر. الأخبار الستة الأولى هي سيئة في العلاقة
بين البلدين، والخبران الأخيران هما ايجابيان:
1 ـ مصر: في حال تناقض. عارضت
السعودية بقوة الحكومة الاسلامية بقيادة محمد مرسي ودعمت
الانقلاب العسكري في يوليو الماضيي. الولايات المتحدة
دعم مرسي وعارضت الانقلاب.
2 ـ إيران: قد يكون في حال
تناقض؟ منذ الثورة الاسلامية 1979 في ايران، عارضت الولايات
المتحدة والسعودية طهران، وعملا معاً في موضوع العدو المشترك.
ولكن اختلف الوضع الآن، فإن الولايات المتحدة وايران يتباحثان
لإبرام اتفاق حول الصفقة النووية، وقد يكون جزءاً من اتفاق
أكبر، وهو ما تعارضه السعودية. وقد يتسبب ذلك في حال تم
في توجيه ضربة قوية للعلاقات الأميركية السعودية.
3 ـ العراق: ليس هناك سبب
آخر للتعاون. فعراق صدّام حسين كان خصماً مشتركاً، ولكن
صدام مضى، وتم استبداله بحكومة شيعية مدعومة من الولايات
المتحدة، ولكن السعودية لديها علاقات ضعيفة مع الشيعة.
4 ـ سوريا: انهيار التعاون.
كما تظهر الأخبار مؤخراً، فإن السعوديين قد بلغوا نقطة
الإحباط في موضوع السياسة الأميركية إزاء الحرب الأهلية
في سوريا، والتي ينظرون إليها على أنها فض الاشتباك والاستقالة.
فلا يزال يريد البلدان النتيجة ذاتهاـ أي وضع نهاية للحرب
بطريقة ترغم الرئيس بشار الأسد على الخروج من السلطة ولكن
لا تقوي المتطرفين ـ ولكن لدى كل منهما نظرات مختلفة حول
كيفية فعل ذلك.
5ـ أفغانستان: انهيار التعاون.
عملت الولايات المتحدة والسعودية معاً في الموضوع الافغاني
منذ الغزو السوفيياتي 1979، وعملا أيضاً بعد إطاحة طالبان
العام 2001 عبر الغزو العسكري بقيادة الولايات المتحدة.
ومع انسحاب القوات الأميركية العام القادم، فسوف يكون
هناك سبب أقل للعمل معاً في قضايا أفغانستان. ولكن سوف
يبقى التعاون بينهما قائماً من أجل دحر طالبان والقاعدة
هناك، وعليه فإنهما قد يواصلان تقاسم التعاون الاستخباري
ومكافحة الارهاب.
|
فريد زكريا: جائزة للسعودية
لأسوأ سياسة غير مسؤولة
|
6 ـ النفط: انهيار التعاون:
حيث تبدأ الولايات المتحدة انتاج المزيد من مصادر الطاقة
الخاصة بها واستيراد أقل من الشرق الأوسط، فسوف يقل اعتمادها
على النفط السعودي. السعودية تبيع أكثر نفطها على الصين،
والتي أصبحت أكبر مستورد للنفط في العالم. يبقى، أن أسعار
البترول تحدد بناء على السوق العالمية، وحيث أنها لاتزال
في موقع المستورد، فإن الولايات المتحدة ترغب في رؤية
تدفّق النفط.
7 ـ القاعدة: تعاون الأمر
الواقع. استهدف التنظيم كلاً من السعودية والولايات المتحدة
على قاعدة (العدو القريب) و(العدو البعيد)، وهذا دفعهما
للعمل معاً. وحيث أن القاعدة انتشاراً وقوة تنامت في سوريا،
ومالي، وليبيا، فإن الولايات المتحدة من خلال قوتها النارية،
والسعودية من خلال استخباراتها، بحاجة كل منهما للآخر.
ومادام هناك عدم استقرار يغذّيه التطرف، فسوف يكون هناك
تعاون.
8 ـ اليمن: تعاون الأمر الواقع:
كلا البلدين قلقان من التطرف في اليمن حيث أقامت الولايات
المتحدة قاعدة طائرات بدون طيارة في السعودية في العام
2011، حيث يتم إطلاق حملات الى اليمن. وهناك أيضاً تمرّد
شيعي في شمال اليمن حيث تشعر السعودية بالقلق حول هذا
الموضوع، وكذلك الولايات التي ترغب في أن تصبح اليمن أكثر
استقراراً.
وعليه فإن المستقبل قد لا يبدو مشرقاً بالنسبة للعلاقة
بين الولايات المتحدة والسعودية. ولكن، فإن ذلك لا يعني
أنهما على وشك الطلاق. ولكن هذه العلاقة شهدت خلافات خطيرة
أكثر من ذلك بكثير، وطالما أن هناك نفطاً وارهاباً في
الشرق الأوسط، فإن البلدين بحاجة كل منهما للآخر. ولكن
عمّا قريب سوف تقل حاجة كل منهما للآخر عما كانت عليه
في السابق.
انهيار التحالف الأميركي السعودي
وصفت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية في 27 أكتوبر الماضي
التدهور المفاجئ في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة
بالزلزال. وقالت بأن الرياض ـ بكونها متضررة من السياسات
الجديدة للولايات المتحدة بالشرق الأوسط ـ باتت على قناعة
بضرورة الانفصال عن أمريكا التي طالما استفادت من رعايتها.
وقالت الصحيفة بأن أهم أسباب انهيار التحالف الأمريكي
ـ السني الذي لعبت فيه إسرائيل دور الحليف الصامت هو عدم
قدرة المسلحين السوريين السُنَّة ومن ورائهم السعودية
ودول الخليج على إسقاط الأسد، ومن ثم إضعاف المحور الشيعي
الذي يشمل إيران وحزب الله وحلفائهم في العراق وسوريا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سعودية أكّدت أن الرياض بصدد
اتخاذ خطوات تتعلق بتجارة النفط وصفقات السلاح. وعلّقت
الصحيفة على التصريحات السعودية على المواقف الأميركية
بأنها قاسية (من دولة حظيت بالرعاية تحت مظلة الحماية
الأمريكية)، واعتبرتها (إشارة إلى أزمة هي الأخطر بين
السعودية والولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر، الأخطر من
ذلك، فإن تلك الكلمات تشير إلى تغير كبير آخذ في التعقيد
أمام أعيننا).
ورسم موفد الصحيفة الاسرائيلية في واشنطن نداف إيل،
خارطة خارطة القوى والتحالفات في الشرق الأوسط خلال السنوات
الأخيرة وما طرأ عليها من تغيير فيقول: (منذ عشر سنوات
تقريباً، وتحديداً منذ اندلاع الحرب الأهلية بالعراق،
والشرق الأوسط مقسم ومقطع إلى محور واضح للغاية. فمن جانب
يقف الهلال الشيعي، الممتد من إيران، عبر الأغلبية الشيعية
في العراق، مروراً بالنظام السوري العلوي الذي صنع تحالفًا
مع الشيعة، اكتمل بحزب الله في لبنان. وعلى الجانب الآخر
يقف السنة، الأغلبية المطلقة في الإسلام. السعودية، ودول
الخليج، ومصر، والمتمردون السوريون، وبالتأكيد التنظيمات
المتطرفة - الممتدة أيضًا إلى الشمال من القاعدة).
في السياق نفسه، تحدّث نداف إيل عما وصفه الحليف الصامت،
حيث يقول (بين هذين المحورين، يتضح أين تلعب إسرائيل؛
صحيح أن العناصر السنية المتطرفة أسوأ بكثير من الجمهورية
الإسلامية (إيران)، لكن تطوير السلاح النووي في إيران
وتهديد حزب الله شمالاً، وضعا الإسرائيليين في موقف حليف
صامت لكن غير خفي، للتحالف السني).
ويشير إيل إلى أن إسرائيل وبمقتضى هذا التحالف قامت
(بالتعاون السري مع دول الخليج والسعودية في النضال ضد
إيران ومحاولة إضعاف سوريا الأسد انتهاء بسقوطها، وبذلك
ينكسر الامتداد الجغرافي الشيعي ويضعف حزب الله بشكل جوهري).
ويؤكّد إيل على الرغبة في إيقاف إيران عند حدها مثل تلاقي
مصالح نادر من نوعه، جعل المصريين والسعوديين والسوريين
والأردنيين مستعدون للتنسيق مع إسرائيل.
ومع ذلك، فإن (التحالف الأمريكي مع الرياض طويل وصلب،
والحاجة لوقف إيران وبرنامجها النووي كان من أسس النشاط
الأمريكي في الشرق الأوسط؛ وبطريقة مثيرة للاهتمام، وتحديدًا
في ظل إدارة أوباما تزايدت تلك الإجراءات ضد إيران وحزب
الله بشكل مثير للاهتمام).
|
تسيبي ليفني:
متحدون مع السعودية لمواجهة ايران (رويترز) |
وخلص الى أن هذا النموذج بدأ في الانهيار بسرعة بسبب
النجاح الميداني لمعسكر ايران، وعدم قدرة خصوم بشار الأسد
بإسقاطه، ما دفع امريكا الى التوصل لاستنتاج بأن كسر حلف
ايران سيكون طويلاً، فادح الثمن، وربما أخطر مما يمكن
تخيّله. وهذا ما فرض التسوية الكيماوية الروسية الاميركية.
ويشير الصحفي الاسرائيلي الى أن هذه التسوية أحدثت شرخاً
عميقاً (بين الأمريكان وحلفائهم السنة، خاصة السعوديين،
الذين كانوا مصدومين من تلك الاتفاقات مع النظام). ولكن
العنصر العنصر الأقوى الذي ساعد في تدمير هذا التحالف،
بحسب الصحيفة الاسرائيلية، هو إعلان إيران استعدادها لوقف
برنامجها النووي، وهو ما تمخض عنه اتصالات سرية بين طهران
وواشنطن لمناقشة تفاصيل الموضوع.
وختمت (معاريف) تقريرها بأن التقارب الأميركي الايراني
دفع بالسعوديين إلى الغليان من الغضب، ومن ثم التهديد
بالانسلاخ من العباءة الأمريكية، متسائلة: كيف سيبدو الشرق
الأوسط بعد التوافق بين إيران والولايات المتحدة؟ هل سينجح
الأمريكان في إحداث توزان بين الرواية الرومانسية الجديدة
وبين التزاماتهم القديمة؟.
تحالف سعودي اسرائيلي ضد تقارب
غربي مع طهران
نشرت صحيفة (ذي نيشن) مقالاُ للكاتب بوب دريفس في 25
أكتوبر الماضي تناول تداعيات المحادثات الاميركية الايرانية
على الجانبين الاسرائيلي والسعودي والذي دفعهما الى الدخول
في تحالف للحيلولة دون نجاح المحادثات. يقول الكاتب إنها
شراكة متناقضة، وهي أقل ما يمكن وصفه، ولكن الصحيح القول
بأن اسرائيل والسعودية يمضيان بسعادة معاً على طول الطريق
باتجاه التصادم مع ايران. فكلاهما يعارض تنامي نفوذ ايران
في المنطقة، وكلاهما يتخّذ مواقف عدائية تطالب بوقف البرنامج
النووي في ايران.
وتقول الصحيفة، بأنه لعقود مضت، كانت اسرائيل والسعودية
ـ وهما الحليفان الرئيسان للولايات المتحدة في اللشرق
الأوسط ـ قد عملا كنوع من (فريق موحد) في الشؤون الاقليمية،
متوافق على عدم التوافق (غالباً) في الموضوع الفلسطيني
ولكن يتعاون في كثير من الموضوعات الأخرى. وخلال الحرب
الباردة، على سبيل المثال، كانت اسرائيل والسعودية حليفان
صامتان ضد الرئيس جمال عبد الناصر، وحين تحاربت مصر والسعودية
في حرب النيابة في اليمن في الستينيات من القرن الماضي،
دعم اسرائيل السعودية بصورة سرية. ولذلك ليس مدهشاً، في
الحقيقة، أن كبير المفاوضين الاسرائيليين في المباحثات
مع الفلسطينيين، وزيرة العدل تسيبي ليفني، وصفت واقع التحالف
الاسرائيلي السعودي، بحسب رويترز: السعودية واسرائيل متّحدتان
في معارضة ايران، ولكن لا يمكنهما التعاون طالما استمر
النزاع الفلسطيني، على حد كبار مفاوض السلام الاسرائيلي.
وقالت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الاسرائيلية الأسبق
والتي تقود المباحثات مع الفلسطينيين ما نصّه (حين تسمع
السعوديون يتحدثون حول ما يحتاجون فعله في سبيل منع ايران
(المسلّحة نووياً)، أعني بأن ذلك يبدو مألوفاً). وقالت
(أنني اعتقد بأنه يمكن أن تسمع لغة عربية مشابهة للغة
العبرية حين يأتي الكلام عن ايران)، وتربط بذلك بين أهداف
اسرائيل والسعودية، والذين كانوا اخصوماً لبعض الوقت وبدون
روابط دبلوماسية. وأضافت (من أجل منع ايران من الحصول
على السلاح النووي، فإننا بحاجة للتعاون مع أولئك الذين
يفهمون بأن ايران هي تهديد لهم أيضاً).
آل سعود.. مخاوف أصيلة
انتقد المعلق السياسي الأميركي من أصول هندية فريد
زكريا في مقالة له في مجلة (تايم) الأميركية في بداية
نوفمبر الجاري السياسة الخارجية السعودية واعتبر أن الرياض
لم تعتذر عن شغل مقعدها في مجلس الأمن بسبب غضبها من الأمم
المتحدة، وإنما لمخاوف أصيلة في سياستها.
وأوضح زكريا (قيل لنا إنّ السياسة الأمريكية فيما يتعلق
بالشرق الأوسط بصدد الانهيار، وإن الدليل الأفضل على ذلك
هو غضب السعوديين. ودق كل ديك تشيني وجون ماكين وليندسي
غراهام ناقوس الخطر بعد أن رفضت المملكة العربية السعودية
شغل مقعد في مجلس الأمن. لكن ومهما كانت آراؤنا بشأن مقاربة
البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط، فمن المؤكد أن آخر
معيار يمكن الاعتماد عليه في تقييم السياسة الخارجية الأمريكية
لن يكون أمرا آخر سوى كيفية تقبل السعوديين لها).
وزاد زكريا في انتقاد السياسة الخارجية السعودية وقال
بأنه (لو كانت هناك جائزة تمنح لأكثر دبلوماسية غير مسؤولة
في العالم فإنها ستذهب بالتأكيد للملكة العربية السعودية.
فهي مسؤولة أيضاً عن تنامي التشدد الإسلامي وحركات مسلحة،
بعد أن خرجت منها نسخة متشددة وغير متسامحة من الإسلام
توصّل إليها أئمتها الوهابيون).
وذكّر فريد بكون المملكة كانت واحدة من ثلاث دول فقط
كانت تعترف بنظام طالبان في أفغانستان (وأنها تلعب دوراً
في الهجمات الإرهابية بباكستان وكذلك في العراق وسوريا..وأن
كل ما فعلته هو أنها قاومت الإرهاب داخل أراضيها).
ومضى يقول إنّ معارضة السعودية لسياسات أوباما إزاء
سوريا وإيران لا تنبع من أسباب إنسانية تخدم شعبي البلدين،
وإنما (تجد جذورها في العقيدة المناهضة للشيعة)، مدفوعة
بمخاوف من أن أي دعم يلقاه الشيعة سيؤثر على الـ 15 بالمائة
من إجمالي سكانها وهم شيعة، ويعيشون للمصادفة في المنطقة
التي تضمّ جزءاً مهماً من احتياطي الطاقة هناك.
ولفت زكريا الى مخاوف المملكة من امتداد الربيع العربي،
وإعادة إدماج إيران في العلاقات الدولية، وكذلك احتمال
إعلان واشنطن قريباً استقلالها عن نفط الشرق الأوسط.
وخلص فريد زكريا للقول إنّه من المحتمل أنه لهذه الأسباب
فإنّ مخاوف الرياض من مقعد مجلس الأمن تعود لخشيتها من
أن يحد ذلك المقعد من حرية التحرك، أو لأنها ستجد نفسها
مضطرة للتصويت على أمور ترغب في تجاهلها.
|