|
الوليد: السعودية تؤيد ضربة
اسرائيلية لإيران |
الوليد بن طلال يكشف مخبوء التوافق السعودي الاسرائيلي
فريد أيهم
نشرت صحيفة (وول ستريت جورنال) في 23 نوفمبر الماضي
مقابلة مع الوليد بن طلال تطرّق فيها لردود الفعل على
الاتفاق الايراني الدولي حول الملف النووي وما يحمله من
دلالات، كما تناول الموقف الاميركي المتراجع في الملف
السوي وانعكاساته على صورة امريكا وعلى حلفائها في المنطقة.
يخاطب الوليد بن طلال ضيفه ماثيو كامينسكي بأن (على الولايات
المتحدة أن تكون لها سياسة خارجية، واضحة، ومؤسّسة بشكل
جيد. لكنها لا تملك هذه السياسة الآن، للأسف. إنها فوضى
كاملة فحسب. إرباك. لا سياسة. أعني أننا نشعر بذلك، نرى
ذلك، كما تعلم).
أعضاء في العائلة المالكة عبّروا عن امتعاضهم من مقاربة
إدارة أوباما لملف الشرق الأوسط عبر القنوات الخاصة ومؤخراً
في العلن أيضاً. ولكن ليس من بينهم من عبر عن ذلك بوضوح
مثل الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، الذي تقول
الصحيفة انه أمير بارز، ولكنه من نوع مختلف. فشركة استثماراته
جعلت منه أغنى رجل أعمال عربي في العالم. فهو يعكس صورة
حديثة للسعودي، الذي يوظف طاقم نسائي في فريق المساعدين
له والمضيفات في طيارته الخاصة من طراز بوينغ 747، وهو
يشعر بالارتياح مع الاعلام الغربي.
وخلال مروره بنيويورك، اجتمع الوليد، 58 عاماً، مع
هيئة التحرير الصحافية بين ظهورين تلفزيونيين. الامير
لا يتولى أي منصب حكومي هام في السعودية، ولكن من الصعب
أن تتخلى عن الانطباع بأن هنا يتم الكشف عن الهوية غير
المقيّدة للحكم السعودي المحافظ.
يقول الوليد: (أمريكا تطلق النار على قدمها. السعودية
وأنا، شخصياً، نحب الولايات المتحدة. ولكن ما يحدث حالياً
هنا، من الجمهوريين والديمقراطيين، لا يساعد صورة الولايات
المتحدة ويصنع الاعتقاد بأن أمريكا تهوي كحقيقة).
ويرى الوليد بأن الدورة الثانية لرئاسة أوباما تنحدر
بصورة تامة، مضيفاً في عدّة مرات بأن (هذا هو الانطباع
في السعودية)، ولكن من الواضح أن السعوديين يعتقدون بأن
المتاعب السياسية للرئيس تشكّل أفعاله في المنطقة.
التسوية الأخيرة للرئيس أوباما بخصوص سوريا فاجأت وأخافت
الرياض. فبعد فظائع الاسلحة النووية للحرب، فإن القائد
الاميركي أخذ بنظر الاعتبار النداءات الطويلة للتدخل العسكري،
ولكنه استدار لطلب موافقة الكونغرس، ثم تخلى عن الضربات
الجوية في مقابل صفقة نزع الاسلحة الكيماوية مع بشار الاسد.
استمرت الحرب الأهلية ـ مع الأسد وحلفائه الايرانيين الذين
أصبحت لديهم اليد العليا. يقول الوليد عن السيد أوباما:
لقد تراجع.
ثم انتقل الوليد الى الرئيس الايراني الجديد، حسن روحاني،
وصولاً الى مفاوضات جنيف حول البرنامج النووي الايراني.
وهنا انطباع آخر من الامير: «الشعبية المتهاوية لأوباما
تفسر توقه المبالغ للاتفاق المعمول على عجل للغاية من
أجل أن يضع قضية واحدة على الأقل في السياسة الخارجية
جانباً»، ولكنه مجروح الآن في كل المنطقة. يرى السعوديون
بأن السلطة الدينية الشيعية في ايران هي أكبر تهديد للعالم
العربي السني.
وبالرغم من أن الرأي العام الأميركي متوتر ضد السعودية
عقب الهجمات الارهابية في 9/11 التي نظّمها سعودي، فإن
واشنطن والرياض تبقيان في أحوال جيدة. ولكن العلاقات بينهما
الآن هي متوترة، وربما بلغت الأسوأ منذ صراع الثمانينات
حول صفقة بيع طائرات الأواكس الاميركية للمملكة. الشكوى
السعودية المتكررة هذه الأيام هي أن البيت الأبيض لا يصغي
اليهم أو حتى يكشف عن نواياه الحقيقية.
يقول الوليد: (لنتحدث بصراحة، أنه خلال فترة الدورة
الرئاسية الاولى كان «تواصل أوباما معدوماً تقريباً» باستثناء
زيارته القصيرة للملك عبد الله في الرياض سنة 2009. رونالد
ريغان وأي رئيس من بعده أنشأ روابط شخصية، ولكن «أوباما
كان بارداً لأنه منغمس جداً جداً» في السياسة الداخلية).
هيلاري كلينتون، التي سافرت 957.733 ميلاً جوياً في
أربع سنوات خلال توليها منصب وزير الخارجية، جاءت الى
السعودية مرة واحدة. يقول الأمير: (لم تكن، في الواقع،
تعالج مشكلة الشرق الأوسط حينذاك). وفي أقل من عام، جاء
جون كيري، وزير الخارجية الحالي، الى السعودية ثلاث مرات،
وأن الأمراء يقدرون له انخراطه.
الصفقة ـ العرض في جنيف خفّفت العقوبات على ايران في
مقابل وعود بإبطاء عمل أجزاء من البرنامج النووي. السعوديون
والاسرائيليون شجبوا سوياً وعلى نحو استباقي أي اتفاقية
لا تؤدي الى تقويض قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم وبناء
قنبلة. الوليد يقول بأن «السعوديين يسعون الى مزاولة أقصى
الضغط الآن على الولايات المتحدة من أجل عدم الخضوع للحديث
الناعم لرئيس ايران».
وأشاد الوليد بن طلال بخط رئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نتنياهو في وصف روحاني بأنه «ذئب في ثوب حمل».
ولفت الى الائتلاف المدهش بين السعودية الوهابية، الحامية
للمواقع الأقدس في الاسلام، والدولة اليهودية. ويقول (لأول
مرة، تكون مصالح السعودية واسرائيل متماثلة)، ورفع صوته
بالقول (إن ذلك مدهش).
وتوقف الأمير للحظات كي يشيد بأي هجوم عسكري اسرائيلي
على ايران، ولكن في الوقت نفسه قال بأنه يعتقد بأن الخيار
العسكري «لتحييد» الطموح النووي لايران أفضل من صفقة دبلوماسية
سيئة.
إذا ما أصبحت ايران نووية، فإن السعودية قد لا تكون
بعيدة عنها في هذا المسار. فهناك خيارات. فقد موّلت الرياض
برنامج القنبلة النووية لباكستان وحافظت على استقرار اقتصاد
البلاد الى الحد الممكن. ويفيد الوليد بأن (الترتيبات
مع باكستان قوية جدّاً لاستبعاد تحول الجزيرة العربية
الى نووية بين عشية أو ضحاها بمساعدة باكستان). وكان رئيس
وزراء باكستان، نواز شريف، الذي تسلم السلطة في يونيو
الماضي، قد عاش في المنفى السعودي عقب الانقلاب العسكري
سنة 1999. ويقول الوليد: (نواز شريف، على وجه التحديد،
هو رجل السعودية في باكستان).
انسحاب ادارة اوباما من الشرق الأوسط كان مندغماً في
انسحاب كل القوات الأميركية من العراق ورفض تسليح الثوار
السوريين. سوزان رايس، مستشارة الامن القومي، كانت صريحة
في أكتوبر الماضي في مقابلة مع صحيفة (نيويورك تايمز)
بأن البيت الأبيض تبنى سياسة جديدة للتراجع عن انخراط
أميركا في الحروب. قالت: (لا يمكن أن نستهلك أربع وعشرين
ساعة وعلى مدى الاسبوع من قبل منطقة، مهما بلغت أهميتها).
وفيما تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن مصر بعد الانقلاب
العسكري في يوليو الماضي، فإن روسيا تعرض على القاهرة
أسلحة ودعم مالي. الصينيون ليسوا في موقع أو مزاج لحمل
الراية وامتلاك زمام الأمور بدلاً عن الولايات المتحدة،
التي من سياساتها إبقاء مضيق هرمز مفتوحاً أمام ناقلات
النفط وحماية دول الخليج الصديقة. ولكن السعوديين يمضون
أفضل مع بكين حالياً، حسب الوليد، مضيفاً بأن (الصين حريصة
على ملء الفراغ الذي يمكن أن تخلفه الولايات المتحدة).
مخادعة، تهديد، أو تكهّن؟ سوف ننظر الى ذلك بعد سنوات
قليلة.
خاصية أخرى في عهد أوباما، هي التراسل الاقليمي من
قبل بلدان كانت في السابق متباينة مع واشنطن. خروجاً على
الولايات المتحدة، أرسل السعوديون جنوداً عبر الجسر الى
البحرين لحماية الملك السني في الجزيرة من مظاهرات الشارع
من قبل الاغلبية الشيعية التي تطالب بحقوق سياسية أكبر.
الأمراء السعوديون ألقوا أيضاً باللائمة على واشنطن بالتخلي
عن الصديق القديم لأميركا، أي الرئيس المصري المخلوع حسني
مبارك، الذي تم خلعه في شباط (فبراير) 2011. الوليد يعتقد
بأن رئاسة مبارك كان من غير الممكن الحفاظ عليها.
منذ بداية الازمة السورية، تدفق الدعم السعودي والقطري
على المتمردين على الأسد. توقف الرئيس أوباما قبل أن يسمح
لشحنات من الأسلحة الصغيرة في الشهور الأخيرة بالوصول
الى المتمردين. ولكن الهجمات الكيميائية للأسد والخطة
الانقاذية التي قام بها المقاتلون الايرانيون، فإن الأموال
والأسلحة قد قلبت إتجاه الحرب. يقول الوليد بأن الرياض
قد صعّدت من شحنات تزويد الأسلحة والتدريب للثوّار ولكن
لا يمكنها أن تفعل أكثر من ذلك كقوة عظمى.
وفيما بقى الغرب جانباً، فإن الجماعات المتطرّفة في
تحالف الثورة تقوّت وأصبحت تواجه بعضها بعضاً. بعضها مرتبط
بالقاعدة (في الواقع متوحشون، مثلما في أفغاستان)، يقول
الوليد. بطبيعة الحال، فإن الآموال والأسلحة الخليجية
وصلت الى هؤلاء أيضاً، كما كانت تذهب الى إخوتهم في أفغانستان
وباكستان اليوم ـ ولكن لم يكشف النقاب عن ذلك.
يعتقد الوليد بأن واشنطن قررت إبقاء الاسد في مكانه
على الأٌقل حتى تسليم مخزونه من الاسلحة الكيميائية. يقول
«السياسة الأميركية لابد أن يكون لها شيطان كما تعلم.
وأن يكون لدى السياسة السعودية أي شيطان في سوريا غير
ذلك الشيطان الذي تعرفه).
آل سعود قلقون إزاء الولايات المتحدة هذه الايام ليس
فقط بسبب سياستها الخارجية. ثورة الطاقة في أمريكا هي
أيضاً تهديد كامن. وبفعل التقدم التكنولجي في مجال النفط
الصخري، فإن الولايات المتحدة سوف تتجاوز السعودية وروسيا
كأكبر منتجين للنفط في العالم بحلول عام 2015، بحسب ما
ذكرته وكالة الطاقة الدولية. لا يتطلع الوليد للاستثمار
في النفط الصخري، على الأٌقل (ليس بعد).
بالنسبة للخط العام للسعودية: هي مع انخفاض اعتماد
امريكا على النفط المستورد، والوليد حذر حكومته قبل شهور
قليلة من اعتماد المملكة غير الصحي على موارد تصدير النفط.
ولكن الوليد يقول أيضاً بأن العالم سوف يعتمد دائماً على
النفط الخام السعودي الرخيص.
الثورات العربية في تونس ومصر والتي بدأت قبل ثلاث
سنوات تقريباً بعثت قلقاً داخل الاسرة السعودية المالكة.
الملك عبد الله، الذي سوف يبلغ من العمر 90 سنة في العام
القادم، تحرّك لقطع دابر السخط من خلال ضخ أكثر من 130
مليار دولار في الوظائف والسكن للشباب في السعودية. سهّلت
الاستراتيجية أي ضغط لجهة فتح النظام الملكي المطلق. يتألم
الوليد بذكر دعمه للإصلاح والتحديث التدرجي في السعودية
بما في ذلك حق المرأة في قيادة السيارة.
القلق حول صحة الملك عبد الله والوراثة غير المؤكّدة
تفرض نفسها بقوة على مستقبل السعودية. يشارك والد الوليد
في هيئة البيعة التي أنشأها الملك عبد الله لإدارة عملية
اختيار ولي العهد. هذا النظام الجديد، كما يكرر ذلك الوليد
أكثر من مرة، لم يخضع للتجربة بعد. الوليد الذي يجمع بين
تراثه اللبناني عبر أمّه، من بين أسباب أخرى، يستبعد هذا
النظام من الاعتبار.
المقاربة الأميركية الحالية في المنطقة تمثل انفتاحاً
وفي الوقت نفسه خطراً بالنسبة للسعوديين. فبعد انقلاب
يوليو في مصر، وهبت الرياض الحكومة المصرية المدعومة من
العسكر 5 مليارات دولار لمواجهة التحديات الاقتصادية في
البلاد. إن صعود الاخوان المسلمين في مصر والمطالبات بديمقراطية
شعبية لم يكن مرحباً بها في الرياض. ولفت الوليد الى أن
الدبلوماسية السعودية حملت ايضاً دفتر شيكات دسمة في الاردن،
وفلسطين، واليمن، وهي جميعها بحسب عبارته (تحت هيمنتنا).
يقول الأمير: (إذا ما نظرت الى خارطة العالم العربي
الآن، فإن السعودية هي الى حد كبير القائد. وأن أمريكا
لا يمكنها أن تبقي قائد العالم العربي على غير طول الموجة
التي عليها الولايات المتحدة).
* * *
في مقابلة أخرى في فندق الفصول الاربعة
في ولاية شيكاغو مع جيفري جولدبرغ في موقع بلومبرغ في
22 نوفمبر الماضي، تحدّث الوليد عن سياسة أوباما حيال
إيران، وقال بأن الأخيرة تخدع أوباما.
يقول الوليد بأن (ليس هناك ثقة في أن ادارة اوباما
تفعل الشيء الصحيح مع ايران) في توجيه سوف يجعل بنيامين
نتنياهو يشعر بالخجل (نشعر في الواقع بالقلق ـ إسرائيل،
السعودية وبلدان الشرق الأوسط ـ حيال هذا الأمر).
إنه شيء بالنسبة لأمير سعودي أن يقوله صراحة بأن بلاده
هي جزء من تحالف ضمني مع اسرائيل، ولكن القادة السعوديين،
مثل القادة الاسرائيليين، مسعورون بالقلق من أن أوباما
المندفع حماساً سوف يتجاوز رغبة ايران كي تصبح دولة نووية،
وهي دولة لديها برنامج نووي متقدم ولا تحتاج سوى أسابيع
عدة لتجميع سلاح نووي متكامل. الوليد، مثل نتنياهو، رئيس
الوزراء الاسرائيلي، يعتقد بأن ايران في مفاوضاتها المتواصلة
مع القوى الرئيسية في العالم، سوف تحصد ما تحصل عليه من
تخفيف للعقوبات المفروضة عليها دون الالتزام بوقف برنامجها
النووي. وتساءل الوليد (لماذا يعرضون تخفيف العقوبات؟
إبق الضغوطات. فالعقوبات هي التي جعلت المفاوضات تبدأ.
فلماذا لا تواصلون الضغوطات؟).
يقول الوليد: (إن أوباما هو شخص دخل مسارات سياسية
محبطة وبحاجة الى انتصار ـ أي انتصار ـ لدعم رئاسته. وقال
بأن أوباما في عجلة من أمره لعقد صفقة مع ايران. هو يريد
أي شيء. فهو مجروح. إن ذلك مخيف. أنظر، انتخابات 2014
سوف تبدأ. وخلال شهرين سوف يبدأون الحملات الانتخابية.
حتى الآن، تخلى 39 عضواً في حزبه عنه في برنامجه الصحي.
فهذا مخيف بالنسبة له).
ولكن كيف تؤثر العقوبات على انتاج اليورانيوم؟
يعتقد الوليد بأن الرئيس القوي لابد أن تكون لديه الارادة
كي يقول لا للصفقة المهزوزة مع ايران. ومثل الاسرائيليين،
يعتقد السعوديون بأن الصفقة المهزوزة هي التي لا ترغم
ايران على تغيير مسار برنامجها النووي، بوقف عمل المنشآت،
وتنامي أجهزة الطرد المركزي. (يلفت الكاتب: أن الوليد
ليس مسؤولاً حكومياً سعودياً، ولكنه في الغالب يطلق بالونات
اختبار بالنيابة عن أعضاء عائلته التي تقود البلاد، وتعتبره
حراً في إصدار تصريحات تعبر عنهم ولكنهم لا يشيدون بها
في العلن).
يواصل الوليد حديثه عن البرنامج النووي الايراني قائلاً:
(لقد مضى عليه أكثر من ثلاثين سنة، منذ الثورة الايرانية
في 1979) وأن شعب ايران تفاخر بالمكالمة الاولى بين الرئيسين
اوباما وروحاني. ولكن ماذا تعني مكالمة؟ لا شيء حسب الوليد.
ويمضى في شجب أوباما في هروبه حين واجه بالدليل بأن سوريا،
حليف ايران، استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
فقد حذّر أوباما سابقاً سوريا بعدم تجاوز الخط الأحمر
الذي رسمه باستخدام الاسلحة الكيميائية.
وقال (حين وضع الخط الأحمر، وتم تجاوزه، تراجع) ويمضى
ليقول بأن أوباما كان مخطئاً في اعتقاده بأن سوريا، سوف
تشحن كل مخزونها من الأسلحة الكيميائية، بعد موافقتها
على فعل ذلك. ويقول (هل تعتقد بان كل المواد الكيماوية
سوف تخرج، مائة بالمئة؟)، وحتى لو فعلت، فإن المجموعة
نفسها التي أنتجتها من قبل ستعاود انتاجها مجدداً. وحين
تراجع أوباما، يقول الوليد، فإن العرب توصلوا الىى نتيجة
بأنه لن يقف في مواجهة ايران أيضاً.
ويرى الوليد بأنه في نهاية المطاف قد تكون القيادة
الايرانية هي التي أنقذت الموقف، برفض عرض التسوية التي
رأت بأنه من الصعب قبوله، ولكن أحداً يرى بأن خصوم ايران
الاسرائيليين والعرب يعتقدون بأن من غير الممكن قبوله.
يقول الوليد (أنت وانا نعلم بأن السلطة الحقيقة هي مع
خامنئي وليس الرئيس روحاني. فهناك نظريتان، الأولى تقول
بأن روحاني يريد بحق التفاوض ولكن لا يمكنه وقف هذا البرنامج،
والنظرية الثانية، وهي أنهم لا يريدون فعل ذلك. وفي كلا
الحالتين، فإن خامنئي هو الحاكم الفعلي). ويمضي ليقول:
(لقد رأينا للتو أن الخامنئي أصدر بياناً يقول فيه لمفاوضيه
بأنهم قبل الذهاب للحديث يجب عدم اختراق الخطوط الحمراء).
واذا لم تنجح المفاوضات ـ حيث من الواضح أن الوليد
لا يرى فرصة لنجاحها ـ فماذا بعد ذلك؟ منع الانتشار بالقوة؟
وسألته إذا كان يعتقد بأن الدول العربية سوف تدعم هجموماً
اسرائيلياً على المنشآت النووية الايرانية، إذا ما تم
طرح هذا الخيار.
قال (في العلن، سوف يكون العرب ضده. ولكن في السر يعشقون
ذلك).
وفي السؤال على مستوى الشارع العربي؟ قال الوليد بأن
(السنّة سوف يعشقون ذلك، فالمسلمون السنّة هم مناوئون
كثيراً للشيعة، ومناوئون كثيراً كثيراً كثيراً لايران)
حسب قوله.
في السؤال: هل أنت متأكد أنهم يكرهون ايران أكثر من
كرههم لاسرائيل؟).
قال الوليد: (أنظر، ايران من الناحية التاريخية، تهديد
كبير. الامبراطورية الفارسية كانت دائماً ضد الامبراطورية
الاسلامية العربية، خصوصاً ضد السنّة. التهديد يأتي من
فارس، وليس من اسرائيل. فقد كانت امبراطورية عظيمة تحكم
الجوار. سوف أخبرك شيئاً ما، إنهم في البحرين، وفي العراق،
وفي سوريا، إنهم مع حزب الله في لبنان، وحماس، وهي سنيّة
في غزة. إنهم يتدخلون في هذه المناطق. للملك الاردني عبد
الله الثاني تصريح جميل حين قال بأن الهلال الشيعي يبدأ
من ايران عبر العراق وسوريا ولبنان ثم يميل الى فلسطين،
الى حماس).
الفقرة الاخيرة من التحليل راقت للكاتب، ويعتقد بأنها
تحمل معنى بالنسبة له، كما لبقية تحليله؟ من السهل إزالة
مخاوف السعودية من الهيمنة الاقليمية الايرانية كجزء من
الصراع الاسلامي المميت، وهو في نهاية المطاف لا يمس مباشرة
صميم مصالح الامن القومي للولايات المتحدة. في المقابل،
فإن البلدان التي لديها تجربة طويلة ومرّة مع ايران قد
يكون لديها ما تعلّمه للمفاوضين الاميركيين وهم يسعون
جاهدين من أجل ابرام صفقة.
|