اللقاء بات حتمياً
السحر السعودي ينقلب ايرانياً
فريد أيهم
أكثر من دعوة سعودية، الى جانب طائفة كبيرة من الاخبار
والشائعات حول لقاءات سعودية ايرانية من مستويات متفرقة،
وكلام كثير عن وسطاء عمانيين وكويتيين، وتوضيح من الجانبين
للضرورة، يلتقي مع بشارات منتظرة في الدول التي فيها نفوذ
لدى الجانبين الايراني والسعودي وعلى وجه التحديد لبنان
والبحرين وسوريا والعراق واليمن.
في المعلومات المسرّبة، أن الايرانيين ليسوا حريصين
على الاستعجال في موضوع اللقاءات مع المسؤولين السعوديين،
كونهم، أي الايرانيين، في وضع أفضل حالياً سواء في سوريا
أو لبنان أو اليمن او البحرين أو في العلاقة مع الغرب.
كان جون كيري واضحاً في زيارته الى بيروت حين أبلغ رئيس
الوزراء اللبناني تمّام سلام بأن على فريق 14 آذار أن
يدّبر أموره لأن التفاهم الاميركي الايراني يمضى قدماً
وسوف يكمل حتى النهاية.
سرّبت بعض المصادر المقرّبة من ايران أن دعوة سعود
الفيصل ليست بريئة، بل إن الجانب الايراني أوصل رسالة
واضحة الى القيادة السعودية بأن من غير الممكن فتح صفحة
جديدة في العلاقات بين ايران والسعودية مع بقاء سعود الفيصل
كصانع للدبلوماسية السعودية، وتعتبره طهران عائقاً رئيساً
أمام تحسّن العلاقات مع الرياض، ولذلك لم تحمل دعوته لنظيره
الايراني على محمل الجد..
في موضوع دعوة سعود الفيصل لنظيره الايراني لزيارة
المملكة نتوقف عند محطتين:
أولاً، في المعلومات، نقلت مصادر خليجية شبه رسمية
خبر لقاء جرى قبل ثلاثة شهور بين نائب وزير الخارجية السعودي
الأمير عبد العزيز بن عبد الله، نجل الملك، ومساعد وزير
الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في السنغال،
واقترح الأمير عبد العزيز خلال اللقاء على عبد اللهيان
زيارة المملكة تمهيداً للقاءات على مستويات أعلى. ولكن
عبد اللهيان لم يستحسن الفكرة بدون دعوة رسمية مكتوبة،
فبادره الأمير عبد العزيز بأنه يقدّم له الدعوة شخصياً
وأنّه يمثل الملك في ملف العلاقات السعودية الايرانية،
بل أكثر من ذلك قال بأن: «الخارجية يعني نحن»، في إشارة
الى جناح الملك.
|
السفير السعودي بطهران ورفسنجاني |
قبل ثلاثة شهور أيضاً، أي في 17 شباط الماضي قدّم عبد
الرحمن بن غرمان الشهري نسخة من أوراق اعتماده إلى وزير
الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، كسفير للسعودية لدى
إيران. ولأن ملف العلاقة مع إيران من خصوصيات الملك، بخلاف
القطيعة التي باتت من اختصاص الخارجية ووزيرها سعود الفيصل
وشقيقه تركي الفيصل، الناطق غير الرسمي باسمه في الملف
الإيراني.
السفير السعودي في طهران المحسوب على الملك عبد الله
كان قد التقى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي
رفسنجاني في 22 نيسان الماضي، وأطلق الأخير مواقف إيجابية
منها تأكيده على مكانة ايران والسعودية في المنطقة وضرورة
ترتيب علاقاتهما معتبراً أن ذلك سيدفع الدول الإسلامية
ككل الى تحسين الروابط بينهما. ونقل السفير تحيات الملك
للشيخ رفسنجاني وذكر بأن له «مكانة خاصصة لدى المسؤولين
والشعب السعودي” مجدداً الدعوة له للقيام بزيارة الى بلاده،
وأشاد أيضاً بتوجهات الرئيس الحالي حسن روحاني وأنها «تركت
نتائج إيجابية في السعودية والدول الإسلامية الأخرى”.
وهنا نتوقف عند دعوة سعود الفيصل لنظيره الايراني التي
تتراوح بين أحد احتمالين:
ـ تسجيل موقف استباقي في حال نجحت قناة الاتصالات بين
الطرفين، ولسان حال الفيصل بأنني بذلت ما ينبغي من الجهد
وبادرت بدعوة الطرف الايراني، وأن ما تحقق هو بفضل الجهد
الذي قمت به، وهو ما أعلنت عنه في المؤتمر الصحافي.
ـ تخريب الاتصالات الجارية بين جناح الملك عبد الله
ومجموعة الشيخ هاشمي رفسنجاني على قاعدة أن (إظهار الشيء
قبل استحكامه مفسدة له). ولابد أن يكون قد نمى لعلمه خبر
لقاءات بين الطرفين، ما اعتبره تجاوزاً له والتفافاً على
مشروعه السياسي، فأراد تخريبه قبل بلوغه مرحلة النضج.
نلفت هنا الى أن الجانب الايراني عبّر عن موقف سلبي من
أداء سعود الفيصل في ملف العلاقات السعودية الايرانية
وأنه يشكل، شأن تركي الفيصل وبندر بن سلطان، عقبة في تطوير
العلاقات بين البلدين.
صحيح أن الاجماع قائم داخل العائلة المالكة على الملفات
الخارجية، ولكن هناك تباين في توقيت التعبير عن المواقف
إزاء هذه الملفات. فالموقف المتشدّد من ايران صدر من الملك
عبد الله نفسه الذي طالب بقطع رأس الأفعى، بحسب وثائق
وكيليكس، عن طريق شن الحرب على منشآتها النووية، ولكنّه
نفسه الذي يجد نفسه في لحظة ما مضطراً للانفتاح عليها.
بالنسبة لسعود الفيصل قد يبدو تخريب العلاقة مع طهران
خياراً تكتيكياً، وقد لحظنا كيف كشفت الخارجية السعودية
عن ارباك المملكة بعد الغاء الضربة العسكرية على سوريا
في إيلول من العام الماضي. وآخر هذه الإرباكات دعوته وزراء
خارجية الدول الاعضاء في الجامعة العربية الى اجتماع طارىء
في الرياض لبحث الأزمة السورية، ولكن وعلى حين غرّة ألغي
الاجتماع في 8 مايو الماضي «بناء على طلب السعودية» بحسب
نائب أمين عام الجامعة أحمد بن حلي. ليس ضيق الوقت بين
توجيه الدعوة وموعد الاجتماع، ولا انتشار فايروس كورونا
هي الأسباب الفعلية وراء إلغاء الاجتماع. والحقيقة أن
قرار الإلغاء جاء بطلب من الملك عبد الله نفسه، لأن سعود
الفيصل هو من بادر الى الدعوة لتخريب ترتيبات بين أطراف
عدّة إقليمية ودولية لناحية التوصّل الى تسوية في الملف
السوري.
ثانياً، في القراءة، حيث قدّم عدد من الكتّاب السعوديين
مقاربات متماثلة في منطلقاتها وخلاصاتها، وأقل ما اتفقت
عليه هو التوقيت غير المناسب للتفاوض مع طهران. عبد الرحمن
الراشد، مدير قناة العربية، قلّل في مقالة (رغبة السعودية
في التفاوض وإيران) في صحيفة (الشرق الأوسط) في 14 مايو
الماضي، من أهمية تصريح سعود الفيصل وما اشتملت عليه من
دعوة للتفاوض مع ايران. ما يلفت في مقالة الراشد هو الاختلال
في ميزان التفاوض بين طهران والرياض، ويرى بأنه في حال
انعقاده «ستكون السعودية الطرف الأضعف» وما يحمل، أي الاختلال،
من رسائل سلبية الى أطراف ثلاثة: الصقور داخل ايران، الأطراف
العربية التي تصارع وكلاء ايران في مناطقهم، البيت الأبيض
الذي يتبنى قناعة «بضرورة التعاون مع ايران». في الخلاصة:
توقيت التفاوض مع ايران لم يحن بعد.
في 17 مايو الماضي، كتب جمال خاشقجي، مدير قناة العرب،
مقالة موتورة في صحيفة (الحياة) بعنوان (لماذا ستفشل المفاوضات
السعودية – الإيرانية المقبلة؟) أوصل فيها القارىء من
البداية الى حتمية فشل المفاوضات، بل اعتبر انعقادها مقدّمة
لحرب باردة بين الخصمين السعودي والايراني، على خلفية
الملف السوري، إذ يفترض خاشقجي بأن المفاوضات يجب أن تتأسس
على قبول طهران بمقاربة السعودية في الملف السوري أي «بناء
سورية جديدة بعيدة من بشار الأسد». إنه نوع فريد من التفاوض
يتبناه تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات العامة السابق،
والذي عمل خاشقجي مستشاراً إعلامياً له لبعض الوقت. ما
يلفت أن خاشقجي يتجاهل علاقة استراتيجية بين طهران ودمشق
تعود الى بداية الثورة الايرانية سنة 1979، ويصرّ على
أن ايران «اقتحمت العمق الاستراتيجي السعودي» أي سوريا،
وفي ذلك تجاوز على الواقع الذي فرض نفسه لأكثر من ثلاثة
عقود. يمضي خاشقجي بتساهل تام في الكلام عن العمق الاستراتيجي
السعودي فيقول عن البحرين مثلاً التي «حسمت فيها الرياض
المعركة قبل أن تبدأ» فيرى فيها ساحة صراع سعودي ايراني
وليس انتفاضة شعب يتطلع نحو الحرية والمشاركة الشعبية
وعبّر عن ذلك بوسائل سلمية وديمقراطية، وكذا الحال في
اليمن التي تجاوز حقيقة ثورته الشعبية التي انطلقت في
11 فبراير 2011، وراح يسهب في تشويه صورتها وكأنها منتج
ايراني عن طريق الحوثيين، الأمر الذي يعرّض بشهداء ونضال
الشعب اليمني الذي لا يزال يدفع ثمن “المبادرة الخليجية”
وضلوعها في إعادة إنتاج الديكتاتورية السياسية وتأسيسها
لمرحلة الفوضى الشاملة.
لغة موتورة حكمت مقالة الخاشقجي، مستعيداً التاريخ
والشراكة بين عبد العزيز والانجليز في تقسيم المنطقة على
أساس اتفاقية سايكس بيكو، الى حد المطالبة بأن تكون سوريا
جزءاً من العمق الاستراتيجي السعودي، وربما جزءاً من المملكة
السعودية في لحظة ما.
الكاتب والأكاديمي خالد الدخيل، لم يحد عن الخط الرافض
للتقارب مع طهران، وعنوان مقالته (لم يحن وقت التفاوض
مع إيران بعد) المنشورة في (الحياة) في 18 مايو الماضي،
كفيل بإيصال القارىء الى النتيجة منذ البداية. يرجع الدخيل
الأسباب الى تفاوت عناصر القوة والضعف لدى الطرفين في
الوقت الراهن. في الجانب السعودي، ترتيب لبيت الحكم وما
يحمله من إيحاءات تحوّل في صناعة القرار السعودي، في إشارة
الى تولي فريق مقرّب من الملك، الانطباعات التي تركتها
زيارة باراك أوباما أواخر آذار الماضي واقناع الرياض بجدوى
التفاهم مع ايران، وفشل مسار جنيف، واستقالة الاخضر الابراهيمي،
والمكاسب العسكرية التي حقّقها النظام السوري.
|
هل هو حجّ خليجي الى طهران؟ |
ولأن الدخيل من فريق الكتّاب الذين يرفضون أي تقارب
مع ايران بصرف النظر عن مقتضيات المصلحة وقوانين الجغرافيا
السياسية، فهو لا يشذ عن نظرائه من كتّاب سعوديين مقرّبين
من سعود وتركي الفيصل في المواقف من ملفات ايران والعراق
وسوريا، فقد أصبحت «ايران فوبيا» الموجّه الخفي لتحليلات
هذا الفريق.
لا يصدر تحليل الدخيل عن رؤية محكمة وعقلانية في العلاقات
بين الدول، والعوامل الضالعة في تشكيلها والضرورات التي
تفرضها في ترجيح خيار ما في العلاقة، وإنما عن منهجية
تقوم على نظرية المؤامرة والخصومة الدائمة والحتمية بين
الدول. هكذا تبدو مقاربته على سبيل المثال للأزمة السورية
ودورها في العلاقة بين ايران والسعودية، إذ لا يرى فيها
سوى عنوان لصراع نفوذ، وأن العلاقة مع السعودية في ضوء
هذا التصوّر الايراني لبلاد الشام، كما يفترضه الداخيل،
يجعل السعودية «رهنا للسياسات والمصالح الايرانية، ويسمح
لإيران بتكريس انهيار سورية واقتساما لنفوذ على الشام
مع إسرائيل». دخول «اسرائيل» كعنصر في التحليل يبدو ضرورياً
في حياكة رؤية مؤامراتية طالما أن المقاربة في أصلها قائمة
على تصنيف ايران بكونها خصماً دائماً، ومن منطلق الخصومة
لابد من التحاور معه. وكما الراشد وخاشقجي، يقدّم الدخيل
رؤية مماثلة في التفاوض مع طهران، أي بأن تمتثل الأخيرة
للشروط السعودية. الدخيل وإن لم يعارض فكرة المفاوضات
الا أنه عارض كل ما عداها بدءا من التوقيت ومروراً بالأسس
التي ستنطلق منها، وصولاً الى الأهداف التي تطمح الى تحقيقها.
والسؤال ماذا بقي من المفاوضات بعد ذلك؟
وتبقى المسألة السورية هي المحك في اختبار نجاح المفاوضات
السعودية الايرانية، ولكن وفق شروط سعودية، وحتى التدخل
في الشأن السوري له تفسير واحد. تغيب السعودية وقطر وتركيا
والاردن واسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة وجماعات القاعدة
بكل فروعها، وداعش..وتحضر ايران منفردة في سوريا. من جهة
ثانية، يقرر الدخيل بأن «الديموقراطية والتعددية والتداول
السلمي للسلطة وحماية حقوق الأقليات هي المخرج الوحيد
لكل من سورية والعراق» ولا خلاف على أنها المخرج ليس لسوريا
والعراق فحسب بل لكل الدول بما في ذلك السعودية وايران
ودول الخليج قاطبة واليمن ومصر..بل كل دول العالم قاطبة.
يقترح الدخيل شرطاً خامساً لنجاح المفاوض السعودي في
مقابل ايران، وهو الدعم العربي، واقناع مصر «بالخروج من
المنطقة الرمادية حيال سورية والدور الإيراني فيها». ويرفض
الدخيل موقف السيسي وصباحي بان «إن الحل السلمي هو الخيار
الوحيد في سورية»، على أساس أن هذا الحل رفضه النظام السوري
وأن الموقف المصري يصبح «بمثابة غطاء للنظام السوري ولدعم
إيران له». وخلاصة القول بحسب الدخيل المفاوضات هي «مغامرة
غير محسوبة».
مقالة الدخيل لا تجاريها سوى مقالة الأكاديمي القطري
من أصول سعودية محمد صالح المسفر (حين «تحاور» الرياض
طهران) المنشور في الموقع الاعلامي القطري (العربي الجديد)
في 18 مايو الماضي، والذي نكتفي بذكر خاتمته «لن تجدي
مع إيران المفاوضات في أي شأن عربي، ما لم يكن للطرف العربي
اليد العليا، مالكاً وسائل القوة والإكراه، كما فعل العراق
في حربه مع إيران، عندما قال الخميني «إني أتجرع السم،
وأنا أوافق على وقف إطلاق النار»، والقبول بالهزيمة أمام
جيش العراق العربي الحر في زمن الرئيس صدام حسين..» وختم
مقالته بالترحّم على الأخير. ولا أدري إن كان مقالاً بمستوى
مرتفع من الاحتقان يصلح لأن يؤسس لرؤية ليس في العلاقة
بين طهران والرياض بل في أي موضوع آخر..
في النتائج، في بلد يندر فيه الفصل بين ما ينشر في
وسائل الاعلام والمواقف الرسمية، يضطر المراقب الخارجي
غالباً لمعرفة التوجّه العام لدى الحكومة أو لجناح فيها
من خلال ما يكتبه بعض المحسوبين على هذا الجناح وذاك.
قبل حسم هذه النقطة، لا بد من إلفات الانتباه الى أمر
على درجة من الأهمية: أن تماهي بعض الكتاب مع التوّجهات
الرسمية لا يتعارض بالضرورة مع الوعي الذاتي لديه، ما
يحرر هذا البعض من عقدة الاستلاب والتماهي المخل مع السلطة،
بل أمكن القول أن بعض الكتّاب يعبّر بأمانة عالية عن مكنونه
وما ينطوي عليه من ميل ذاتي. فالذين رفضوا فكرة التقارب
السعودي الايراني، لم يستجيبوا لتوجّه ما في الدولة السعودية
فحسب، بل قد يكون الرفض ترجمة أمينة لميولهم السياسية،
على أساس أنهم اشتغلوا لسنوات طويلة على قاعدة أن التقارب
مع ايران مستحيل وينطوي على أخطار جمّة على الجانب السعودي،
ولا غرابة حينئذ حين يستبسل هؤلاء في الدفاع عن مسار رسموه
لأنفسهم وتالياً عدم التخلي عنه بسهولة.
على الضد من هؤلاء، ثمة فريق من الكتّاب لم يتعثّر
بلعبة الخطوط وصراع الأجنحة في العائلة المالكة، وبالتالي
فهو يقدّم وجهة نظر محايدة، على الأقل وفق ما يتوافر لديه
من معطيات أو بحسب منهج التحليل السياسي الذي يعتمده،
وقد يخلص الى نتائج تتصادم مع فريق آخر من الكتّاب ومع
جناح سياسي في الدولة، وهؤلاء في الغالب قلّة نادرة، على
الأٌقل لجهة حضورهم الإعلامي، ولا ريب أن ثمة كتّاباً
كثر يملكون رؤى متينة ومتماسكة في قضايا خلافية يمثل النظام
السعودي طرفاً رئيساً فيها..
إذاً، دعوة الفيصل لم تكن بريئة في دلالتها وتوقيتها،
وإن التغطية الاعلامية التي حظيت بها في بلد لم يعتد التباين
بين ما يصدر عن السياسيين وما يكتبه الاعلاميون هي تعبّر
بأمانة عن عدم براءة الدعوة تلك.
ولكن ما يلزم الاشارة اليه أن اللقاء السعودي الايراني
بات حتمياً ولا مناص منه، وإن السؤال يحوم حول موعده،
وما قاله مساعد وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان
حول لقاءات على مستوى عليا يستند الى لقاءات سرية تجري
بتنسيق مع الجانب العماني الذي يواكب الملف بصورة شبه
يومية، وإن ثمة مؤشرات الى أن اللقاء السعودي الايراني
يستكمل شروطه حالياً، بعد أن فرضت الوقائع الميدانية حتمية
حصوله، وإن التأخير ليس من صالح الرياض التي تفقد بمرور
الوقت الأوراق التي بيدها في ظل تصدّع بنيوي خطير يضرب
الكيان السعودي ما يتطلب منها انفتاحاً على الأقوياء في
المنطقة لناحية التعاون معهم لقضاء حوائجها بدلاً من العناد
وخسارة كل شيء.. حتى الكيان نفسه.
|