دور السعودية في تفجيرات نيويورك أدى لنهوض داعش
محمد فلالي
في مقالة لها بعنوان: (فشل اميركا في الكشف عن دور
السعودية في تفجيرات 9/11 ساعد داعش في النهوض)، نشرت
صحيفة الإندبندنت البريطانية نصوصاً من مقابلة أجرتها
مع السناتور بوب غراهام، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس
الشيوخ، والمحقق الرئيس في لجنة التحقيق المختصة بتلك
التفجيرات، قال فيها بأن (الفشل الأميركي في عدم تسليط
الضوء الكامل على ما تفعله السعودية وخاصة تورطها في 9/11
ساهم في مواصلة الرياض أفعالها خاصة دعم داعش). وأضاف
بأن واشنطن قد أغمضت عينيها لسنين طويلة عن دعم السعودية
للمتطرفين، باعتبارها حليفا موثوقاً ما أدى الى فشل استخباراتي
أميركي بشأن داعش!. وتابع بأن (أحد أسباب فشل اجهزة استخباراتنا،
انها لم تعر انتباها كافياً للدعم والترويج السعودي للحركات
الجهادية المشابهة لتنظيم القاعدة كداعش).
|
السناتور بوب غراهام، المحقق في تفجيرات نيويورك
|
ويعتقد السناتور غراهام بأنه رغم نفي الرياض لذلك،
فإنها تعتبر مركز تمويل داعش والمنظمات المتطرفة، وبالتالي
فهو لا يثق بأن اشراك الرياض في الحملة الدولية على داعش
ستكلل بالنجاح او اعتماداً على دعمها، كون الرياض حسب
رأيه متحالفة مع رجال الدين الوهابيين وكذلك بسبب التزام
الرياض بنشر الوهابية، النسخة غير المتسامحة من الإسلام،
كما هو واضح من موقفها من الشيعة ومن المرأة.
ويؤكد غراهام بأن (السعودية لا تدعم المجتمعات السنية
في انحاء العالم فحسب، بل تدعم العناصر الأكثر تطرفاً
بينها)، وتابع بأن هناك من يدعم الرياض ضمن المسؤولين
الأميركيين، وحين تم ارسال بعثة تحقيق للرياض بشأن تفجيرات
نيويورك فإن الرياض كانت تلعب دوراً معوّقاً لعملهم.
وتعتقد صحيفة الاندبندنت بأن التعويق السعودي استمر
حتى بعد عقد من 9/11. فلاتزال اميركا تحمي السعودية من
تبعات تلك التفجيرات، واعتبرت حذف ٢٨ صفحة من تقرير غراهام
أكبر دليل مدهش حول ارادة اميركا حماية السعودية من تداعيات
دورها في تفجيرات نيويورك وواشنطن. وتنقل الصحيفة عن انتوني
سمرز، احد مؤلفي كتاب (القصة الكاملة لتفجيرات ٩/١١) قوله
بأنه لو نشرت الثمان والعشرين صفحة من التحقيق في الكارثة
(فإنه لا شك لدي بأن كامل العلاقة مع السعودية ستتغير
في الحال).
وتكمل الصحيفة بأن السناتور بوب غراهام ناضل من أجل
نشر الـ 28 صفحة والوثائق الأخرى، وهو يعرف محتواها، وهو
يعتقد بأنه لا مبرر أمني من عدم نشرها بعد 13 عاما من
9/11، لكنه يضيف بأن اجهزة الأمن كـ FBI تخشى النشر لأنه
يعرضها للمحاسبة. وتساءلت الصحيفة: لماذا تستميت الحكومة
الاميركية في تغطية السعوديين بعدم النشر؟ يجيب غراهام
بأن لذلك علاقة بالتحالف طويل الأمد والأستراتيجي مع السعودية،
ولعلاقة آل سعود مع آل بوش. لكن السؤال الأكثر دهشة هو:
لماذا يستمر حظر النشر الى عهد أوباما؟!
ومن وجهة نظره، فإن السناتور غراهام يرى ان الرياض
لا تدير عمليات داعش مباشرة؛ ولكن دعمها للجماعات المتطرفة
في العراق وسوريا، فتح أبواب الدعم لداعش وغيرها.
الجانب الآخر من القصة يكشفه السير ريتشارد ديرلوف،
مسؤول الاستخبارات البريطانية السابق بما فيها الـ MI6
حيث يربط ما بين استراتيجية السعودية محاربة التشيّع وبين
التخلّي عن مكافحة القاعدة فيقول: (محاربة التشيع كان
دائما محور رؤية السعودية للعالم)، وهو ماقادها
لدعم القاعدة/ داعش. وبحسب الاندبندنت فإن امريكا اشتركت
مع حليفها السعودي في محاربة التشيع ما جعل قدرتها محدودة
في مراقبة الجماعات الجهادية المدعومة من السعودية، كما
هو الحال في سوريا. ويضيف ديرلوف بأنه سمع من الأمير بندر
ما نصه: (الله يعين الشيعة) ويقصد يعينهم على ما سيأتيهم
من الحرب الطائفية التي ستشنها الرياض عليهم، فالأسوأ
ـ يومها ـ لم يأت بعد. ويخلص ديرلوف الى أن (حكام المملكة
يعاملون الجهاديين في الداخل كأعداء، ولكنهم يدعمونهم
في الخارج لصالح السياسة الخارجية السعودية).
واذا كانت وثائق ويكيليكس قد كشفت قولاً لهيلاري كلينتون
يؤكد بأن السعودية (قاعدة تمويل للقاعدة والطالبان ومجموعات
ارهابية أخرى) فإن الصحيفة البريطانية تنقل عن ستيوارت
ليفي، الرجل الثاني في الخزينة الاميركية والمسؤول عن
مراقبة تمويل الإرهاب قوله انه اذا ما طلب منه الإشارة
بإصبعه الى دولة محددة يمكن من خلال صدها قطع تمويل الإرهاب،
فهي السعودية.
|