فرحة شعبية: ابن فهد يُسرق في فرنسا!
كم كانت فرحة كبيرة بين المواطنين حين طيّرت وسائل
الإعلام خبر سرقة أمير سعودي من قبل عصابة في فرنسا تحت
وطأة السلاح، فكيف به أن يكون ذلك الأمير عبدالعزيز ابن
الملك فهد؟ الأمراء السرّاق للنفط وللمال العام وللأراضي،
وجدوا أمامهم إجماعاً شعبياً قلّ نظيره يفرح بما يتعرضون
له من سرقات وربما أذى، فالأخبار تقول بأنه جرى خلال السرقة
ضرب الأمير عبدالعزيز، وسرقة وثائق هامة، اضافة الى مبلغ
نقدي قيل أنه مائتان وخمسون ألف يورو، وقال آخرون ان المبلغ
بالملايين.
حسب الخبر فإن الأمير عبدالعزيز بن فهد كان متجهاً
لمطار خاص بموكب من السيارات للتوجه الى ايبيزا في أسبانيا،
وان سلاح العصابة وضع في رأس الأمير، وقيل ان سكرتيره
حاتم السحيم قد أُخذ كرهينة.
تعبيراً عن الإبتهاج، افتتح وسم في تويتر في الحال
ابتهاجاً بالخبر، وزغردت إحداهنّ وقالت: (ألف مبروك عليهم
ـ اي اللصوص ـ وتصرّفهم بالعافية، والمفروض تُكرّم تلك
الكفّ التي أخذت مال الأمير). وطارت اخرى من الفرح وقالت:
(الله يجزاهم عن الشعب السعودي كل خير، لأن عبدالعزيز
بن فهد سارق لأموال الشعب في البورصة عام ٢٠٠٦ وغيرها).
وثالث قال ممتنّاً: (أحب أن أشكر جميع الإخوان في العصابة
الموقرة الكريمة، وأن أعبّر لهم عن شكري وتقديري لهذه
اللفتة الجميلة)!
وخلصت مغردة الى نتيجة صحيحة وان جاءت ساخرة: (كمية
الفرح والشماتة هنا تدل فعلاً على تلاحم الشعب مع قيادته)؛
وتضيف: (بشّر السارق بعصابة تسرقه ولو بعد حين). فقد تعاطى
المواطنون مع خبر سرقة الأمير عبدالعزيز بسعادة عارمة،
وهذا دليل كره الناس للأمراء. وطالبت احداهن: (يجب على
آل سعود مراجعة أنفسهم).
لم تكن القضية في المال، وهناك من استغرب ان المسلحين
لم يجدوا سوى ربع مليون يورو كاش لدى الأمير، لهذا خاطبت
احداهن الملك ساخرة منه ومن آل سعود: (يا خادم الحرمين،
المخصصات ما تكفي الحاجة) وتقصد مخصصات الأمراء! على وزن
الهاشتاق المشهور (الراتب ما يكفي الحاجة). انما القضية
هي ما تشرحه المغردة وهي اذ تخاطب الطفل المعجزة (عبدالعزيز
بن فهد) بالقول: (إحساس يقهر، حينما يسرق أحدٌ فلوسك،
وأنتَ ما تقدر تسوّي له شيء يا طويل العمر. اليس كذلك)؛
إذن: (ليتك تعلّم رَبْعِكْ ـ وتقصد الأمراء الآخرين ـ
هذا الإحساس)؛ اي قل لهم هذا هو شعور المواطن الذين تسرقونه.
وحسب البعض: (أن تقع الأموال المنهوبة من الشعب في
يد عصابة خير من أن يتمتع بها الأمراء)، ثم (على كلام
الشِيبان: لو فلوس حلال بترجع لك طال عمرك)! وآخر له رأي
مسبق: (فلوس الحرام ما تدوم) ويخاطب الأمراء: (وِرْعانكم
أوّل ما تولده أمه، على طول يوضع في رصيده مئات الملايين.
مفكرين ان فلوس النفط إرثاً لهم)!
لكن مادامت العصابة سرقت أموالاً مسروقة من الشعب،
فكأنها سرقت شعباً كاملاً، كما يقول احدهم، لكنه يستدرك:
(ولكني سامحتهم في حقي.. يستاهلونه والله).
ويبدو ان النساء السعوديات كنّ أكثر قسوة على الأمير
من غيرهن، فهذه وداد الشريف تفتي لنا بأن: (سرقة السارق
حلال) وتضيف: (ليتني معهم ـ اي مع العصابة) اذن لكانت
قد فعلت أمراً آخر بحق السارق ابن الملك فهد! فيما زادت
أخرى وهي تثني على السارق: (لا شُلّت يداك، وتصرفهم بالعافية).
وأخرى برد حرّ غليلها الخبر: (أجل! رايح يتمتع بحلالنا،
يستاهل! ليتهم كفّخُوه بعد) أي ليتهم صفّعوه أيضاً! وانتهى
الأمر بإحداهن وهي تدعو للعصابة: (الله يبرّد كَبِدَ الذي
سرق الأمير)!
وفي حين وجد من تعاطف مع الأمير، الطفل المعجزة، ولو
سخرية: (مسكين! تلاقي ما بقي في رصيده البنكي إلا خمسمائة
مليون فقط)! فإن تهاني الرجال ناهزت تهاني النساء للعصابة.
قال أحدهم: (اتقدم باسمي وبإسم الشعب السعودي بالتهنئة
الخالصة لزعيم العصابة وأفراد عصابته، وأقول: وفقكم الله
وسدّد خطاكم، واستمروا!). وثان: (اقدم شكري لهم وأقول
لهم بأني متنازل عنكم. هذه اموالنا بالعافية. افركوا خشم
هالأمير). أي آذوه! فمن لا يستطيع الانتقام لذاته ولشعبه
يتمنى من أي أحد أن يفعل ذلك، وهذا هو تفسير الإرتياح
الشعبي!
لم تتوقف السخرية: (حسبي الله عليهم، سرقوا فسحته المدرسية،
وين حقوق الطفل؟) فالمبلغ المسروق تافه بالنسبة للأمراء،
انها مجرد فلوس مصروف المدرسة للطفل المعجزة. لهذا اعتقد
كثيرون بأن المبلغ المسروق ليس مائتان وخمسون ألف يورو،
بل، مائتان وخمسون مليون يورو! وفي وقت يشتد فيه اعتراض
المواطنين على قرار الحكومة خصم ٢٪ من رواتبهم اجباريا
وفق نظام (ساند)، توقع كثيرون صرف تعويض للأمير المسروق،
وربما وفق نظام يُستنّ تحت اسم نظام (سارق) فيخصم الأمراء
من المواطنين ٥٪ لتعويض آل سعود في حال تمت سرقتهم؛ ولربما
سمّوا النظام الجديد (غائط) على وزن (ساند)؛ لكن مغردة
اختارت اسماً أفضل وهو (فازع) لمساعدة الأمير المسكين
الذين ليس لديه إلا (كم مليار)!
|